منذ فتره ليست طويلة تم اعتبار الشاركات اليابانية مثل Sony, Panasonic و Sharp من عمالقة شركات الالكترونيات و اصبحت سمائها
عبارة عن ماركات مميزة , صنعوا كل شئ تقريباً اجهزة التلفزيون و افران المايكروويف و مشغلات الموسيقى , و من الظاهر انه ليس هناك
وسيلة لوقف هذا الزخم , منتجاتهم دائماً ما تكون باسعار عالية لتعكس الجودة العالية.
قال السيد Tony Costa المحلل فى مؤسسة فورستر للابحاث :
"الناس اعتادوا ان يكون لديهم بيوت مكونة من اجهزة سونى , كل ما فى الامر انك لن ترى هذا بعد الآن"
فى هذه الايام الشركات اليابانية الرائدة فى مجال الالكترونيات ينخفض مستواها بشكل يومى ولم يعد هناك سباق بينهم مثل السابق
كثير من هذه الشركات الآن يناضل من اجل جنى الارباح , ففى اليومين الماضيين تم خفض تصنيف الديون لدى سونى من Baa2 الى Baa3
اى تم خفضها درجى واحدة و هذا الوضع بالتأكيد لا يبشر بالخير و هذا وفقاً لوكالة Moody.
Sharp ايضاً خسرت خسارة هائلة فى سوق الاسهم هذا العام , و وضعها هى الاخرى لا يبشر بالخير و لكنها تسعى للحصول على خطة لانقاذ
الشركة من قبل الحكومة اليابانية
اما Panasonic فقد قرر مجلس قيادة الشركة من قبل انهم على استعداد للتخلى عن اى شركة غير مربحة تابعه لهم , و هذا يمكن ان يجعلك
تفهم انك ربما لا تجد اجهزة تلفزيون Panasonic من رفوف المتاجر فى يوم من الايام.
هذا الانهيار يشكل تغيير جذرى بالنسبة لهذه الشركات و التى كانت يوماً تقف على رأس عالم بيع الاجهزة الالكترونية , كما يمثل نهاية لحقبة
كانت فيها يُعتقد ان هذه الشركات يمكن ان تعمل فى عدد لا يحصى من مجالات العمل المختلفه فى هذا التخصص.
و قال السيد Stephen Baker و هو محلل فى مجموعة NPD :
"الجميع يدرك ان هذه الايام لن تعود مره اخرى"
و من سخرية القدر , ان شركة Samsung Electronics و التى اصلها كوريا الجنوبية , و التى كانت فى العقد السابق مفككة و غير مترابطة و
كانت عبارة عن لاعب جديد فى الاعمال التجارية , الآن هى قادرة على صنع اى شئ و فى الواقع اصبحت اكثر نجاحاً من منافسيها اليابانيين.
شركات كبيرة = شركات بطيئة
اذاً كيف لشركات مثل سونى و شارب ان تحيد عن طريقها ؟ , كما هو الحال مع الكثير من قصص السقوط و الفشل , فشلت هذه الشركات
فى جذب الاهتمام و تغيير اتجاه المستهلك و هزموا من قبل المناقسين فى الخارج , فبتحول الاسواق الاستهلاكية الى الوسائط الرقمية
و عالم العاب الفيديو و الاجهزة المحمولة و البرامج و التطبيقات و الانترنت و كل هذا التطور , كافح اليابانيون ليبقوا فى السوق كما هم
لكن هناك عوامل خارجيه مثل ارتفاع قيمة الين اليابانى و هو الأمر الذى جعل المنتجات المصدرة من اليابان اكثر تكلفة فى الخارج و اصبحت
على هوامش احتياجات كل منزل و مما قلص فرصة هذه الشركات فى صنع ارباح عالية.
الانخفاض فى سوق العمل لاجهزة التلفزيون يقدم افضل توضيح لسقوط هذه الشركات , ففى السابقه كان سونى و شارب و عدد كبير
من الشركات اليابانية الاخرى المهيمنة على هذا المجال كانوا هم المسيطرون على هذا المجال عندما كانت اجهزة التلفاز الـ tube
الضخمة هى الرائدة فى هذا الوقت كان جهاز الـ Sony Trinitron لديه سمعه طيبة لدى الملاك وقتها.
تمكن عدد قليل جداً من الشركات اليابانية الى التحويل لصنع شاشات التلفزيون المسطحة و كان هذا شئ جيد جدا , لكن فى حين
ان بعضهم كان يحصد الكثير من الارباح و زادت المنافسه بينهم و بدأ الضغط يزداد على شركات عديدة , خرجت اضعف الشركات و التى
لم تستحمل المنافسه وفقاً لـ Costa كانت هذه الشركات هى JVC, Hitachi, Fujitsu, Toshiba, NEC, و Pioneer , جميعهم خرجوا من
المنافسه.
بوجود شركات مثل LG و Samsung و على وجه الخصوص Samsung ركزت على صنع اعلى جودة من اجهزة التلفاز المسطحة و وضعت
بهم مجموعة من المزايا الرائعه و قامت ببيعها بسعر تنافسى , و جعلها هذا تعزز حصتها فى السوق , و قد تمكنت من تجاوز منافسيه
اليابانيين من حيث المميزات و التصميم , و الآن هى الرائدة فى مجال اجهزة التلفاز مع علامة تجارية موثوقة لدى جميع المستهلكين.
يقول السيد Baker :
"بعد ان اصبح سوق شاشات التلفاز المسطحة اكثر انتشاراً , اصبر هذا المجال اقرب الى سوق الـ PC , و لم يكن معظمهم مستعدين لهذا الشئ"
مشكلة اخرى و تكمن فى الاتساع الهائل فى كم المنتجات الذى تقدمه هذه الشركات , منها الكثير الذى لم يعد الناس بحاجة له بعد الآن
مثلاً هل ما زال الناس يشترون مشغلات الموسيقى او مشغلات اقراص الـ DVD او الـ Blu-Ray , هل ما زال احد يشتريهم فى زمن اصبح كل
شئ فيه يقدم على الانترنت بشكل مجانى.
اغفال الهواتف المحمولة
الشركات اليابانية اغفلت عن شئ مهم جداً و هو تقنية الهواتف المحمولة , كانت فى هذا الوقت كلاً من Panasonic و Sharp كانوا معزولين
تماماً و يركزون على سوقهم المحلى و كيف يستطيعون ان يكونوا فعالين بما فيه الكفاية لينافسوا فى جميع انحاء العالم , اما سونى فقد
جنت ارباح لا بأس بها عن طريق اتحادها مع شركة Ericsson و مشروعم المشترك لبيع الهواتف الاساسية الاولية.
لكن عندما جاءت Apple تطرق باب هذا المجال قبل بضع سنوات مع جهازها الـ iPhone , هذه الشركات سرعان ما وجدت نفسها غير قادرة
على المنافسه , فبوصول Google و الـ Android بعدهم فى وقت لاحق , كانت هذه الشركات بطيئة جداً فى الاعتماد على هذا النظام
الجديد فى منتاجاتها فوجدوا انفسهم فى الخلف فى حين ان Samsung و HTC يتولون القيادة فى هذا المجال.
كما هو الحال مع سوق اجهزة التلفاز , فقد اثبت مجال الهواتف الذكية انه تنافسى بشكل لا يصدق , فكان هناك عدد قليل جداً من فازوا
فى هذا المجال , فبالاضافة لشركة Apple كانت Samsung هى الشركة الوحيدة القادرة على توليد ارباح كبيرة من هذا المجال هى الاخرى.
سونى لديها الفرصة للعودة للتنافس مع هاتفها الجديد Xperia TL , فهذا الهاتف هو احدث هواتفها و الرائد لدى سونى الآن , اشهر من
قام باستخدامه كان James Bond فى فيلم "Skyfall" , من المسلى معرفة ان سونى ايضاً هى من قامت بانتاج الفيلم , شارب ايضاً لديها
بعض الهواتف فى الولايات المتحدة لكن قليل جداً ان تجد شخص يعرفهم او سمع بهم من قبل , اما Panasonic فلديها الطموح للتوسع خارج
اليابان مع خط Eluga الجديد للهواتف الذكية , لكنها تفتقر للموارد و النفوذ ايضاً لتقوم بهذا.
تغيير الهوية
هذه الشركات تنوى احداث بعض التغييرات الجذرية فى السنوات القادمة , اذا كانت مازالت على قيد الحياة بالطبع , من بين سقوط العمالقة الثلاثة
فان Sharp هى الاكثر من غيرها فى تحقيق الخسارة , الشركة اعلنت فى وقت سابق من هذا الشهر تقرير يفيد انها حققت خسارة
387.6 مليار ين مما يعادل 4.87 مليار دولار لستة اشهر و التى تنتهى يوم 30 سبتمبر و هذه النسبة تزيد بمقدار عشرة اضعاف خلال الفتره
نفسها من العام الماضى , الشركة بالفعل كانت فى منتصف عملية لاعادة الهيكلة , كانت قد تخلصت من اكثر من 10 الاف وظيفة و تسعى لبيع
مصانع Foxconn , و هى تصر ان تلك الجهود ستساعد فى تدفق المال بشكل افضل على الشركة.
بدلاً من توفير هذه المنتجات الاستهلاكية , وجدت كلاً من سونى و شارب بعض المساحه لتقوم بالتوريد للشركات الاخرى الاكثر شعبيه فى بعض
المجالات , فسونى على سبيل المثال تقوم بتوفير الكاميرا لجهاز الـ iPhone , فى حين ان شارب توفر العديد من الشاشات المختلفه للهواتف
الذكية لدى Apple , لكن حتى هذا العمل ليس مطمئن تماماً , فمع انخفاض تكلفة المنافسين لشارب قد يؤدى هذا الى تناول حصتها لدى Apple.
و قال Costa :
"لم يكن لديهم الكثير من الخيارات و هم الآن فى مكان سئ جداً"
رئيس شركة Panasonic السيد Kazuhiro Tsuga كان صريحاً فى تعبيره عن رغبته فى الابتعاد عن الالكترونيات الاستهلاكية , حيث ذكرت
صحيفة New York Times انه اخبر المديرين ان اى عمل سيفشل فى تحقيق 5% ارباح لن يكون له اى مكان فى الشركة.
قال بعض المحللون ان Panasonic قد تختفى قريباً من ساحه المنتجات الاستهلاكية حيث انها تميل اكثر الى العمل فى المجالات التى
تختص بالمستهلك , فى السنة المالية لعام 2012 سجلت الشركة خسارة فى مجالات الـ PC و التلفاز و الكاميرا الرقمية بمقدار 67.8 مليار
ين اى ما يعادل 853 مليون دولار.
Sony , صانعة جهاز الـ PlayStation و مالكة افلام Hollywood و استوديوهات التسجيل , قد تكون هى لديها افضل فرصة للبقاء حية فى عالم
المنافسة خصوصاً لتوجهها الى عالم الالعاب و الترفيه , و تتطلع الشركة الى التركيز اكثر على مجالات التصوير و الالعاب , و يبدو ايضاً انها قادرة
على صنع اسم لها فى عالم اجهزة المحمول , و لكن بالنسبة لاجهزة التلفاز فيبدو ان الامر قد انتهى و ستصبح هذه عبارة عن هواية بالنسبة
للشركة و ستنقل تركيزها بعيداً عن هذا المجال , و وفقاً لـ Costa فانه ما زال لديها تشكيلة واسعة من خطوط الاستهلاك القادرة ان تعود عن
طريقها للمنافسه مره اخرى.
قال Baker :
"ربما Sony موقفها افضل من اى شركة يابانية اخرى"
الضغوط الجديدة
فى حين ان الجميع وضع له طريقاً لتحقيق الربح مره اخرى , لكن الحقيقه ان الضغط سيزداد سوءً , فالمنافسه لا تأتى فقط من الولايات المتحدة
و كوريا , بل ايضاً بدأت المنافسه تزيد من جهة الصين , فقد اظهرت شركة Lenovo هيمنتها على مجال الـ PC بتحقيق مبيعات قياسية وفقاً للتقرير
الذى صدر قبل يومين و الذى سجل حصتها فى السوق بمقدار 8.7 مليار دولار , هذا وفقاً لمؤسسة IDC.
هنا و تعتبر اجهزة الكمبيوتر الحمولة لدى سونى و توشيبا من ضمن الفئة الخاسرة , اما على جانب الهواتف الذكية فكلاً من Huawei و ZTE يخطون
خطوات فى جميع انحاء العالم مع كلاً من الهواتف الغالية و الرخيصة , اما فى الولايات المتحدة فما يزال عليهم مواجهة الشركات الكبرى و هذه
المواجهة ستكون شرسة , لكن كلا الشركتين يمكن الاعتماد عليهم فى توفير الهواتف الذكية و الاجهزة اللوحية باسعار معقولة.
فى سوق اجهزة التلفاز , فان الشركات الصينية تمثل تهديداً محتملاً , فاعلى شركة صينية فى هذا المجال هى TCL , و تليها Hisense فى
حين انهم ليس لهم وجود كبير فى الولايات المتحدة لكنهم بدأوا يتخذون خطوات من اجل هذا , كلا الشركتين تقوم ببيع اجهزة التلفاز ذات
الاسعار الرخيصه , كما قامت شركة Hisense بتقديم النموذج 4K غالى السعر فى السوق الامريكى , و قد قال السيد David Katzmaier محرر
المراجعات لدى موقع CNET انه يعتقد ان كلا الشركتين يقفان للحصول على حصة ضخمة فى الاسواق خلال العامين المقبلين.
هذا ما قاله :
"بوجود ثلاث شركات يابانية تفقد حصتها فى هذا السوق , فمن المنطقى ان تذهب الى الشركات الصينية"
الشركات لا يقفون مكتوفى الايدى , فسونى تسعى جاهدة لتوسيع نطاق وجودها فى عالم الالعاب , و يعتقد المحللون انه يمكن لسونى ان
تستفيد اكثر من دمج منتجاتها معاً , تماماً بنفس طريقة Samsung فهى لديها اجهزة التلفاز , الاجهزة اللوحية و الهواتف الذكية و حتى الاجهزة
المنزلية , و ايضاً تم اختيار Panasonic لتقديم الخطاب الرئيسى فى افتتاح معرض Consumer Electronics Show فى يناير القادم , و ربما هذا
ان يكون تأكيد على وجودها فى هذه الصناعة.
لا احد يعرف ما اذا كان اى منهم سينجح , لكن ما هو واضح انهم جميعاً لديهم طرق صعبه ليخوضوها.
Cnet
اضافة رد مع اقتباس
!
،
, بتوفيق لك بالمسابقة, جوست أقوى واحد<~براا
المفضلات