مشاهدة النتائج 1 الى 5 من 5
  1. #1

    على شفا حفرةٍ من حب ،

    (1)


    بزغَ من جوف الليلِ ضياء وأصواتُ غناء ..
    وابتدأت تلكَ الحفلة أوّل ساعةٍ من سهراتها الطّوال ..
    يحتفلُ اللورد باونيج بعيد مولده الخمسون يرافقه مولد حفيده الثالث قبل ليالٍ ماضية ..
    اجتمعَ بالقصْر أصحابُ طوالِ الشّأنً وفخامة المجلس .. والقليل من العائلات التَي أتت بحياء فهيَ لا تحملُ أيّ مناصبَ رفيعة ..
    كرئيس الوزراء الذّي يتكئ في قلبِ القاعة محدثاً امرأة اللورد كمارسيل .. أوْ امرأة اللورد باوينج التّي تمشي بتخبتر وبكلّ دقائق معدودات تنفشُ فيه فستانها -المتقنَ الصنع على يد خيّاطٍ فرنسي- لتحيي هذا وتتفاخرُ أمام هذه ..
    وجيشٌ آخر من الزّهو لدَى أبناء هذه العوائل بالطّرف الأخير من القاعة المجاورة ..
    تقفُ وسطَ الفتياتِ وتشغلُ أعينهم الحسودة ابنة اللورد كانفيج برغمِ أنها توجه حديثها للحسناء الواقفة بجوارها إلّا الجميع مصغي لطريقة لنطقها الفاتنة ..
    تضحكُ ما بينَ فينةٍ وأخرى رفيقتها وهيَ لا تهتمّ بتلكَ العيون الجائعة ..
    ترتدي الأولى فستاناً قصيراً مزكرشاً عن خصرها كاشفاً عنْ ظهرها وتسترُ الجزء البارز من رقبتها بشعرها الأشقر الذّي يتدرّج حتّى يلامسَ أعلى كتفيها ..
    بينما ترصّ اللولو على جانبه الأيمن ليزيدَ منْ جمالها جمال ..
    أمّا الأخيرَة فهيَ ترتدِي ثيابها على الطريقة الرومانيّة القديمة ..
    ترفعُ شعرها للخلف وتنزلُ خصلاته الضفائر على جانبيّ وجهها المستدير .. بينما ترتدي كعباً عالياً يواري قصر قامتها الملحوظ .. ترتدي فستاناً قصيراً تعلوه حمّالتين ساقطتين على العضديْن والبعض من الحليّ التّي تتزيّن بها عادةً ..
    والفتيات حولهنّ لا يقلنَ عنهنّ تبرجاً وزخرفة .. كلّا منهنّ ترتدي ثيابها على طريقة خاصة تخالفُ الأخرى بها ..
    على الطرف المقابِل جلس الشّبان يتأمّلون الحسناوات ويبدون العديد من التعليقات والضحك الذّي ملئ أكواب الشراب ..
    جلسَ القمرُ بمنتصفِ السّماء وأعلنَ وسطُ الليل عن قدومه ..
    تفرّقت الجموع وذهبَ البعض للغرف الشّاغرة لمسامرة الحديث بهدوء والقليل منهم ذهبَ للمخادِع ..

    على القرب من الشّرفة العلويّة الكبيرة جلسَ أبناء اللورد كمارسيل اورجان وزيلافيان وصديقهم فولوود والأريكة المقابلة يحكي لهُم ابنُ كانفيج عنْ طريقته الجديدة بالتّخلص من الكلاب الحارسة ..
    وفيما همْ على غمرة أحاديثهم اقتطعتْ متعتهم أونلامي حينما دخلتْ .. عبستْ حين رأتهم فقدْ ظلّت تعتقدُ طوال الطرِيق أن هذه الغرفة شاغرة ..!
    حينمَا لمْ توجه حديثاً إليهم تابعُو ضحكاتهُم الجنونيّة على حان الذّي انغمسَ بقصّ فكاهة ..
    سارتْ بخطاها قاصدةً الباب الآخر من القاعة فقدْ يقودها إلى الغرفة الدّاخليّة التي قد تكون شاغرة ..
    على الرّغم من محاولتها الباسئة بالسير بعيداً عنهم إلّا أنها اقتربتْ من مكان جلوسهم حتّى اصطدمت بـ وود الذّي كادَ أن يقفَ فجأة حين داهمه جان ..
    اعتذرَ وود على عجل وحاولَ الابتعاد إلا أن يدها الممكسة بطرف جاكيته قدْ سحبه للأسفل .. صاح منفعلاً : "ما المشكلة معكِ؟"
    أراد أنْ يلتفتَ إليها ويرميها بنظراته الغاضبة .. إلا أنّها كانت ممدّة على الأرض تتأوّه من الألم ..
    تساءل زِيي بقلق "منْ هذِه؟"
    أجابهُ جان بلا اكتراث "إنها رفيقة ميكج ألمْ ترهما كانَا يتسمران لا تفكّان يتركان بعضهما"
    بينما انحنَى فلاجيف محاولاً معرفة مكان ألمها ..
    سأل بهدوء وخبرة" أينَ تتألمين؟"
    رفعتْ رأسها بخدر ثمّ مدت ذراعها اليمني لتمسكَ بـ ركبتها -المكشوفة- التّي تنثي تحتها ..
    أمسكَ بهَا وقالَ بثقة آمراً"فلنحاول جعلها مستقيمة"
    ضغطَ برفق ليحاولَ سحبَ ساقها للأسفَل حتّى أطلقتْ أون صرخةً مدويّة أعقبها زيي "ووه! تملكُ صوتاً جباراً" رمقه جيف بنظرةٍ قاتلة ثمّ قال غاضباً"اذهب في طلب الطبيب برينسيفاج واخبره أنّ الأمر مستعجلاً"
    ابتسمَ زيي محاولةً لفكّ عقدتيّ جيف "بالتأكيد"
    ما انطلقَ الأخير حتّى طلبَ جيف من وود مساعدته في حملها ومحاولةً لجعلها تجلس ..
    إلا أنها أخذتْ تصرخُ راجية "لا تحرّكوني رجاءً .. منْ فضلكُم لا تفعلُوا .. كلّا كلّا !!"
    حضرَ الطبيب وهوَ يسمعُ نداءتها المتوسلة ما إن رأى شعرها الضفائريّ وجسدها المستلقي بطريقة غريبة حتّى قال " آنسة فلاجر أعاودكِ الأمر"
    صاحتْ " رجاءً لا تقسُو عليّ"
    أجابَها بملامح خائبة" تحمّلي الأمر قليلاً"
    ثمّ وجهه نظره نحوَ الشبّان وقال بصرامة "من فضلكم ساعدوني بحملها للأريكة"
    ثمّ أشار لهم بحركة من أصبعه -أي بشكلٍ سريع-
    رغمَ أنّ جلوسها فوقَ الأريكة لم تأخذ ثوانٍ مطوّلة، إلا أن صرختها استغرقتْ وقتاً تصطدم بطبلاتهم الأذنيّة ..
    بدأت تتدحرجُ الدموع وتحوّلت عيناها للوّن الأحمر .. وأخذت تضغط على شفاها السفليّة محاولةً منع صرخة أخرى من الخروج ..
    همسَ جيف محاولاً أخذَ أجوبة شافية من الطبيب " مشاكل عظميّة"
    أومأ الطبيب برينسيفاج قائلاً "تعاني من آلام عن ركبتها اليمنى وقدْ زاد الأمر حدّة وقوفها المستمرّ طوال الليلة-نظر إليها معاتباً- ألم أطلب من آنستي الجلوس وقتما استطاعتْ؟"
    أجابته محاولةً أن تمحو الآلام من وجهها "تعلمُ يا جاكويل .. فتاة بلا رقص لا تساوي شيئاً كـ الحلوى بركنِ العلبة"
    لمْ ترُق له الأجابة أبداً إلا أنه وقفَ ونظرَ لجيف " أأنت ابنُ السيّد كانفيج لورد الأطباء المعروف؟"
    اغترّ جيف بنفسه "هوَ بعينِه "
    -"إذاً لا بدّ أنّك سترثُ مهنة والدك عاجلاً !"
    اضطرّبَ وجهُ جيف بجملة جاك الأخيرة، على الرّغم منْ أن جاكويل برينسيفاج لمْ يقصد بجملته شيئاً إلّا أنه تابعَ حديثه " أرجو أن تساعدني يا سيدي على حمل الآنسة فلاجر إلى مخدعها"
    عبّرتْ أون عنْ فزعها" لا حاجة لأن تتعبَ السيّد-احنتْ رأسها بطريقة آسفة- أعتذرُ لكُم يا سادة"
    بينما كانَ جيف بالفعل يخلعُ جاكت بدلته الخاص به ويعطيه لـ وود الذّي لمْ يرفع عينه بعد عن ساق أون الممد على الطّاولة المجاورة للأريكة ..
    اقتربَ كانفيج فلا جيف من أونلاني وهوَ يسأل الطبيب "بأيّ طريقةٍ يمكنني حملها ؟"
    - "احملها من خلف ظهرها بينما أتعاملُ أن مع قدماها"
    وسطَ اعتذارات أون الكثيرة اللامنتهيّة تمّ رفعها عن الأريكة ..
    رمقَ الطبيب بنظرةٍ تدلّ على ذكاء جيف حين وضعَ يده أسفل فخذها محاولاً منع فستانها من التزحلُق ..
    صعدا بها الطّابق العلوِيّ .. وهناك قابلا إحدى خادمات القصر أمرها جاك "نريدُ أقرب غرفةٍ شاغرة!"
    أشارتْ لهم باتجاهٍ معيّن وسارتْ معهم حتّى دلّتهم وقدّمت لهم يدَ العون ..
    بينما استلقتْ أون على الغطاء الحريريّ كانَ جيف يحرّك كتفاه للأمام والخلف مزيلاً لألم حملها ..
    نظرتْ إليه بود " شكراً لكَ سيّد كانفيج لنْ أنسى لك هذا الصنيع !"
    أجابها بابتسام، جلسَ الطبيب جاك بجوارها "أظنّ علينا يا آنستي أن نستدعي الطبيب أوج هوَ أدرى بكِ منّي"
    ظهرتْ على محياها ملامح القلق" ألا بدّ من هذا؟ ألا تستطيع معالجة الأمر بنفسِك"
    - " إنّ الأمر يتعدّى مقدراتي يا آنسة هوَ طبيبك الخاص وهوَ أدرى بما تحتاجينه منّي"
    لاحظَ جيف القلق الواضِح على أون، فيحقّ لها ذلك فقدْ عرف الطبيب أوج بمعاملته الجافّة السيئة على الرّغم من كفاءته العالية بمعالجة شتّى أنواع الأمراض لذا اتخذه اللورد فلاجر طبيباً خاصاً لابنته وحيدته ..


  2. ...

  3. #2
    سأضعُ لكُم الفصُول إن أمكنني كلّ أسبوع .. وسأحاولُ قدر ما أمكن أن تناسب القصّة أذواقكم .. بانتظار رأيكم

  4. #3

  5. #4
    عضو بارز gnmhS4gnmhS4gnmhS4









    مقالات المدونة
    6

    مُسابقَة اختِزال لَوني مُسابقَة اختِزال لَوني
    مسابقة عالمٌ يعج بالحياة مسابقة عالمٌ يعج بالحياة
    Carnaval di Mexat 2013 Carnaval di Mexat 2013
    مشاهدة البقية
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
    راقتني المقدمة جداً ~,
    ومرحباً بعودتك أيها الصغير classic,,

    بانتظار التتمة embarrassed ,
    في أمان الله~

  6. #5


    راااااائعة جدا المقدمة embarrassed لديك أسلوب جذاب يسهل تخيله وسلس بطريقة فاتنة
    متابعين بإذن الله وننتظر التكملة classic



    سبحان الله وبحمده عدد ماكان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter