ساعة من صباح ..أمسكت قلمي وفتحت دفتر مذكراتي ، كانت لي الرغبة في أن أكتب مقالة صغيرة عن موضوع معين،ولكن أفكاري كانت مشوشة قليلاً ، ربما لأنني صرت لا أنام إلا ساعات معدودة من نهار ، فقررت أن أكتب عن موضوع سلس الأفكار ، واسع المدى /فكان أول موضوع خطر على قلبي وعقلي هو حنان الأم ...
فما كان مني إلا أن أمسكت قلمي ، وجلست على طرف -سريري-، وقربت إلي دفتر مذكراتي ، وأحنيت ظهري لأتخذ بذلك وضعيتي المعتادة لبدء الكتابة ..وخاصة عندما أكتب موضوع مشوق ..
" قلب الأم ..بحر واسع ،يشق الصعاب ،لا يأبه بالخطر " هكذا بدأت مقالتي وأتابع :
"لطالما تمنيت أن أكتب عن قلب الأم ولكني لن أكتب عن قلب أم ..! ، بل سأكتب عن قلب أمي ..تلك الشمعة التي أضاءت لتضيء لنا طريق الحياة ، والتي تحترق لتهيء لنا نور المستقبل ، إنسانة منحها الله قلباً مملوءاً بالحب ، تزخرفه علامات الحنان ، يتفجر طيبة ورقة ..
ربما يقسو علينا أحياناً ، ولكنه ..يعفو ويسامح ،لأنه ..قلب أم ، أمي ..لا تمتلك قلباً طيباً ورقيقاً فقط ، ولكنها تمتلك روحاً صافية ، تسمو بصفاتها وأوصافها ...
كم من الليالي سهرتها ، وكم من الأحزان ذاقتها ، وكم من الآلام جربتها ، وكم من الدموع ذرفتها ، وكانت كلها لأجلي ، أجل ومن غيري ..،لا تفرح إلا عندما يطير قلبي من الفرح ، ولا تنام حتى تغمض جفوني وأشعر بالأمان ، والكثير مما وفاه الناس بقدرك يا أمي ....
قد لا أكون أول من يقولها ....ولكنني بالفعل .....أحبك يا أمي ..
المفضلات