الاشتراكية فُصِّلتْ على سيكولوجية الإنسان الصيني ، أو الشيوعية السهلة المنبسطة على أرض تطلعات الإنسان الصيني الغنيَّ بأسُسِ المعيشة والضرورات دون تأملِّ دوْر واضح لإحداث تغيير بسنةِ الحكَّام المقدسين .
إنا ما استطعنا حُكمًا لملياريْ صيني تأريخهم أنغامُهُ المساواة بين الشعب ، وفُرْقانُهُ بين الشعب والحاكم ،سوى منظور المساواة المدويَةَ الوقع على الفرد ، والناعمة الملمس على الجماعة ، الشيوعية.
إن الحاكِمَ الصيني سنتُهُ تقضي ألا يغير الشعب الصيني ، وألا يبدل إلا بسنتهِ وقد كانت لهُ سنةٌ لا تتبدل .إنا إن نزَعْنا الاشتراكية من الشعب الصيني الشيوعيَّ المذهبِ في سياسته بين الشعب والحاكم ، إنا إذْا لنَنْزِعُ جزءًا خطيرًا من تأريخ ملياري صيني ، وكان جُزْؤهُ تأسيسا .
أفليس الحاكمُ الأموي والحاكم العباسي والحاكم العثماني والحاكم السلجوقي والفاطمي والمملوكي والحمداني ، بمثل ما سنَّهُ الحاكم الصيني ، في شعبه ، وفي دولته ، وفي جيشه .؟أما كان عاجزًا تأريخُ العرب أمام الحاكم الصينيَّ الفكر العربيّ الجسد واللسان ؟
إنا لا نقدر على دفع نقطةٍ صينية حكامية في تأريخ العرب العتيق ، ولسنا نقول إن هذا لم يؤثر على تكوين العرب قبيل الإسلام ، و نود صورةً حسنةَ النواحي ترسمُ لنا أن العربَ كانوا ذوي قابلية لأن يحكمهم كالأمويين ، ولقد كان الأمويون صورةً خالصة من الحكام الصينيين بفترة المفكر الحربي سُنْ تزو صاحب كتاب فنُ الحرب المتوفى في القرن الخامس قبل الميلاد .
ولكنا ، ولكنـا نشعرُ بحدسٍ تأريخي مُبين ، أن شخصية الإسلام في نفوس العرب قد بدلتْ سُنة هؤلاء الحكام الصينيين الذين على شاكلة العرب في لسانهم وأجسادهم ، وأن الإسلام قد أسس نظامًا يهدمُ فكرة الشعب الصيني المحوطةَ بأسباب المعيشة التي تُقيد كل تطلعاتٍ لأي فرد منهم في أن يجعل من نفسه نظيرَ الحاكم ، وأنه مثلهُ ، وأن قادرٌ على أن يُحدث فرقًا في مجرى تأريخ شعب ، كما يصنع الحاكم الصيني تأريخ شعب .
ولقد كانت الثورات على بني أمية ، علوية أغلبها ، ويغلبُ على العلوي منها رفعُ راية الصحابي البدري المهاجري ، عليُّ بن أبي طالب ، كرَّم الله وجه ، ورضي الله عنه ، متصفةً بصفات أن الإسلام في وجه الطغاة ،و أن الإسلام جاء ليحرر العبيد من سطوة الأسياد ، وجاء ليحرر الأسياد من سطوة أنفسهم ، والحكم في الشعب المساواةُ ، والحكم في الحاكمين الشورى. والثورات على بني العباس علويةٌ خالصة ، أصحابُها كلهم علويون ، وأن علي بن أبي طالب قد كان على سنة النبي مِحْرابًا لسياسة الحكام أصحابُ التوريث والمحاربون للمساواة ، وأصحابُ الغنى المسرف ، ومُلاك كل ما في الأرض جميعًا ، وليس للشعب فيها شبر ، وأصحاب الفتوحات هم ، وليس للمجاهدين فيها من نصيب ، فتلك كانت عقيدة الحكام الصينيين ، والثورات كانت مفتاحَ التحرر من هذي السنة في الحكم ، وأنه شورى لو كان (جُوْ - نْغُوَا - تُوْنـْجُ) أو الحكم الصيني ، كارها .
المفضلات