فعاد بحديثه مرة أخرى:"لا أعرف لما أحدى أفراد عائلة الغانم كانت في ساحة العلم القديمة الواقعة وسط الساحل الجنوبي الفقير ولا سبب تدخل كاميل وإنقاذك مع علمه أنكِ داخل حدودي هل تعرفيه من قبل؟"
هزت رأسها نفيا وهي تنظر لغرائب كل طابق من طوابق المنزل أما هو سألها مرة أخرى :"هل طلبت مساعدته أو استأجرته أم أنه لا علاقة بينكما نهائيا ؟!"
جوابها كان سلبيا مرة أخرى
فاحتار :" أتعلمين ذلك الصدأ حيرني أيضا أنا أعرفه جيدا منذ أربع سنوات لقد عقدنا حلفا أنا وهو وشخص أخر لكنه لا يزال غامضا!" تمتمت نادية:"لما تسميه بأسماء غريبة ومختلفة؟!"
رد بابتسامة:"لست من يسميه هو من أعطى اسم الميكانيكي لنفسه !لأنه قادم من البلاد الخضراء وهناك الرجل الآلي أو السايبورغ يسمى بالميكانيكي! وأما اسم الشبح أو القط اتخذها الناس عندما حضر هنا لأنه كان يظهر كالشبح الذي يقفز فوق الأسطح ولذا أصبح شبح الضباب القافز لكني أناديه بقط الضباب القافز بسبب عيناه التي تلمع حتى في الظلام بطريقة ما !"
سَألتْه عندها:"واه إذا سميت أنت بذئب الضباب الأحمر لتكون مثله!"
هز رأسه نافيا:"حمقاء هو من سمي مثلي مع الثالث لنصبح المعروفين بأخوة الضباب " توقفت ونظرت إليه والرعشة تشق طريقها إلى كامل جسدها :"إذا أنتما أحد الثلاثة الحاملين للقب مارد في لائحة الخطر هنا؟"
ضحك ضحكته البطيئة ثم أعقب بصرامة مخيفة :"ليس من الجيد لابنة الغانم معرفة لائحة الخطر إنها لائحة سرية وضعت المملكة البيضاء فيها أسماء أخطر مئة شخص داخلها حي منذ تحولها من الجمهورية إلى الملكية وأعلى عشرة أعطتهم لقب مارد ومن العشرة هنا يوجد ثلاثة وهم المعروفين بأخوة الضباب !"
كانت عينيه الخضراء تحمل نفس البرود عندما صفعها ما كان يثير اشمئزازها لكنها تحتاج لمعرفة المزيد عن كاميل لذا تجاهلت ذلك وسألته:"ما الذي تعرفه عن كاميل ؟"
حك رأسه بحيرة ثم رد:"قد يصدمك هذا لكن ما أعرفه ليس سوى أمور سطحية مثل أنه يعبث برأسه دوما ويحب التوت ودوما يقرأ كتبا لا اعلم كيف يأتي بها ولا أين تختفي وهو حقا عبقري ويحب التحقيق مثل هولمز هذا ما أعرفه من أموره الشخصية وأعلم أنه لا ينام في منزله بل دوما على أحد الأسطح وأن لديه ثروة لا بأس بها ..."
توقف أمام باب السطح وقسمات وجهه أصبحت غاضبة وقال:"أما ماضيه كلما سألته قال..."بلع ريقه وقالا في نفس الوقت :"ماضي! ... نسيته لأن ما في رأسي ماض ميت!" أتى الصوت من خلف الباب الذي بدأ ينفتح آليا ولم يكن هناك سواه كاميل بالطبع الذي تمتم:"جملة عميقة أليس كذالك "
"لا إنها للحمقى فقط الذين لا يستطيعون الخروج من ماضيهم !ولعلمك الكل يعلم أن الماضي أمر منتهي أو ميت على قولك لكن لما تصر على ذكر أن الماضي ميت؟!" اعتلت نظرة تشفي على وجه نادية بينما التقى حاجبا كاميل ورد:"لا أفهم ما الذي يجعلك تكرهيني وفوق هذا عيناك تقول أنا استطيع أن اعرف ما تفكر به أنت مزعجة!"
لم يكن رده البارد ذا أهمية لها فقط أغاظها فحسب أما بالنسبة لرين لم يرد تفويت الفرصة :"إذا تريد القول أن هولمز هنا وجد أيرين ادلر خاصته ؟!"
رد عليه كاميل وعيناه الزرقاء تلمع نوعا ما:"قد افهم تسميتك لي بهولمز لكن لما هي أيرين ؟ لا تحاول العبث رين ليس جيدا أن تفتعل مشكلة معي لن أكتفي بإيذائك كما تعلم!"
وقفت نادية بينهما حائرة هي تعرف أن هولمز محقق فحسب لكن لم تعلم من هي أيرين هذه !
أما رين لم يكن مرتاحا فقد كان بالكاد يتحمل وجودها قربه و زاد لمعة عين كاميل الباهتة قلقه لم يحدث شيء جيد كلما رأى عينه تلمع بهذا الشكل الباهت وهو أصلا لا يبدو انه بوعيه!!
لمح رين ظلا خلف كاميل فجأة يصعد فوق الحائط وكانت مفاجأة من عيار ثقيل ولم تكن دعابة لطيفة بالنسبة لرين .
المفضلات