لتغٌص أكثرَ وأكثرَ في سحيقِ الوهمِ والأسى ..
ولتنتظرْ يداً تمتدٌّ إليكَ ..
أعشقٌ الشٌهرةَ والمكانة الأعلى من العالية ، أحبّ كلّ ما هو عالٍ متعالٍ ،
بل وأكثرٌ من ذلكَ حرفَ الدّالِ ..
ليسَ أيٌّ دالٍ بالطبعِ ، إنما هٌوَ الحرفٌ الذي يسبقٌ النقطةَ الصغيرةَ قبلَ اسمي ..
{ أجل .. الدكتور زيد .. ( د. زيد ) ... }
لن أخفيكمْ سراً ، لم أدرس كثيراً ولم أتعبْ قليلاً ولمْ أفعل ما فعلهٌ كلّ أولئكَ السابقينَ ممنْ
حصلَ على حرفِ الدالِ قبل َ اسمهِ ..
لقد دفعتٌ الغالي والنفيسْ لأستولي على هذا الحرفِ المميز ِ دونَ أدنى جهدٍ يذكر،
فأطبعهٌ قبلَ اسمي وبكلِ فخرٍ ..
فهوَ ليسَ أيّ حرفٍ .. إنه حرفٌ الدّالِ .. !
لم يؤثر بي أي شيء أثناء تواجدي في المشفيات ، فلا كيفيةَ إمساكِ إبرةٍ أعرفْ ،
ولا أمراضَ أشخّص ، ولا دواءَ أصرفْ .. أو حتى نصيحةً أٌسدي ..
فلستٌ في النهاية سوى متبحرٍ في علومِ { اللا شيء } ..
أجل فأنا لمْ أدرس شيئاً لأحصلَ على شيءٍ .. !!
ربما لن تصدقوا مدى فرحتي بسماعِ أصواتِ أولئكَ المرضى و الممرّضينَ حينَ يهتفونَ
بـ { دكتور } ..
ففيها لذّة أنّى لغيري معرفةٌ طعمها ؟!
فأنا { دكتور } .. !
يخبرني بعضٌ أقراني بأنني أعاني من داءِ العظمةِ ، كم هم سٌخفاء !
يظنّونَ أنّهم بإمكانهم إخفاءٌ نظراتِ الإعجابِ والغيرةِ والحقدِ والحسدِ ..
كل ذلكَ بسبب .. حرفِ الدّالِ .. الذي يسبقٌ اسمي ..
لازلتٌ أراهمْ رأيَ العينِ يتغزّلونَ بمعطفي الناصعِ بياضهٌ ..
ولمْ و لن أردّ عليهم .. فأنا دكتور !
...
كٌلّ شيءٍ كانَ على خيرِ ما يٌرامْ .. { لكن } .. قبلَ أن يأتيَ ذاكَ المٌتَدَرّبٌ
عَمْرٌو ..
ركّزوا جيّداً .. إنّهٌ .. { مٌتَدرّبٌ } .. وليسَ دٌكتوراً ..
أي أنّ حرفَ الدالِ لازالَ بعيداً عنه كلّ البعدِ ..
{~ ...
صرتٌ كما البيتِ المهجورِ ..
لا أحدَ يدخلهٌ .. أو حتى يمرٌّ عندهٌ ..
والسبب .. إما خوفٌ منه ومنْ آثارهِ السلبيّة ..
أو وجودٌ بيتٍ جديدٍ في بٌقعةٍ أخرى ..
والحقيقة المرّة التي جعلتٌ أبتلعها مذ وجودهِ هي أنني جمعتٌ السببينِ
السابقينِ للبيتِ المهجورِ في جعبتي ..
فعمرو كانَ البيتَ الجديد والممتعَ ،
و أنا كنتٌ المهجورَ المرعبَ و المتسلّطَ في المشفى ..
...~}
كانَ بشوشاً ضاحكاً بينما كنتٌ ولازلتٌ عابساً حزيناً وكئيباً ..
كانَ يحبٌ معاونةَ المرضى ومساعدتهمْ و الوقوفَ معهم .. بكلّ شيء ..
حتى جسده النحيل ..
بينما ظللتٌ أدورٌ في حلقةٍ مفرغةٍ لا يوجدٌ بها غيرٌ حرفِ الدالِ و لمْ أمدّ
إصبعاً واحداً لمساعدةِ صغير أو كبير..
لقد كانَ حريصاً على راحةِ المرضى و لمْ ييأس من طمأنةِ قلوبهم ،
بينما كنتٌ أحرصَ في التعبيرِ عن حبّي لحرفِ الدالِ أكثرَ وأكثرْ !
أمرٌ غريبْ !
مجرّدٌ أمورٍ لا تختصٌ بالطبِ تصبحٌ فيصلاً بيننا وتحولَ بيني وبينَ
حرفِ الدالِ ..
لهوَ أمرٌ غريبٌ حقاً ...
صارَ عَمْرٌو .. أعني { المتدرب } عَمْرٌو .. على لسانِ الصغيرِ قبلَ الكبيرِ ..
حتى الجدرانٌ صارتْ تٌزَخْرَفٌ باسمهِ ..
فأصبحتٌ أسمعٌ كل شيء حولي [ عَمرَو ] ..
وأضحيتٌ أتلمّسٌ ثمارهِ هنا وهنالكْ ..
وأمسيتٌ أتقلّبٌ على فراشٍ من جمرٍ ..
فضاقت عليّ الأرضٌ بما رحبتْ ..
أنى لمتدربٍ مثلهِ أن يسرقَ الأضواءَ منّي بعدَ أن سٌلّطتْ عليّ ؟
فأنا الدكتور .. زيدٌ .. أجل دكتور دكتور دكتـوو ...
لا تظنّ أنّ النهايةَ نهايةَ ..
قد تكونٌ نهايتٌكَ بداية ..
فتيقّظ بل كن { يقظاً } ..
المفضلات