من بعيد ..لاح وميض نوره عمّ الكــون وروضــــة التّغريد..
فاح عبقا،نشر رونقا ،أزهر جوهرا وغدا يرتّل آيات التوحيد..
لمع ساحرا..تبسم شاكرا..انحنى متواضعا ..قائلا ياربّ أنت المبدع الوحيد..
خرق غمامة الدّجى،وسلّ سيفه كالأسد ..به قطع أشواك المتجبّر العنيد..
رفع راية التّوحيد، وسكب أفياء الجود على نبع تعكّر ماؤه بسخط العبيد..
برقت عيناه ، فضحك مع الساقية وهزج مع النّسيم ،فحطّم غشاوة اليأس والظّلم الشّديد..
هبت نسائم الريح مجفلة،تنقل أسوار السعادة،كزهر ميّت أينع من جديد..
توافدت عليه أرجل النّجم سائلة:"هل من دهياء واقعة أو عيد؟"..
رغبت جلابيب الدّجى عن لونها وأقبلت الشّمس تبسم ثغرها فرحة بالخبر السّعيد..
حينها..تعالت صيحا الغراب ، تذهب روحه متمرّغا ينتف ريشه في حمم من نار وحديد..
بصيص الأمل الذّي كان خامدا..انتفض وتناثر نوره في الكون الفريد..
سجد العابد الأوّاه مناجيا ربّه..معسّلا كلامه بالشّكر والتّمجيد..
آه..قد عاد الضياء بعدما كاد اليأس أن ينصب خيامه في القلب المستبيد..
المفضلات