بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة للجميع , وعودة لي بعد غيابي عن هذا المنتدى سنين
ادخل في الموضوع مباشرة , سمعت مرة في الراديو شخص يعرض مشكلتة ويطلب المساعدة من آراء الناس .
يقول انا طيب جداً , و بدأو من حولي بأستغلالي لهذا , وهذا شي يضايقني كثيرًا فما الحل .
كانت معظم الاتصلالات والردود النصية والمسجلة تقول نفس الجواب , "الزمن " الطيبة لاتنفع في هذا الزمن ولم يعد للطيب نصيب . انتهى كلامهم .
بصيغة اخرى , كن شرير لكي تعيش في هذا الزمان .
أبدأ الان برأيي الشخصي .
اولاً لا أدري ما علاقة الزمن في الموضوع ؟! --> علامة استفهام متبوعه بتعجب
وكانه لم يوجد أشرار في الازمنة السابقة .
نعود للسؤال, هل الطيبة شيء سيء ؟ ونريد الاجابة بواقعية بعيد عن المثالية , في الحقيقة الطيبة هي من اكثر الاشياء التي تجعل الناس يريدون قربك و يحبونك , فتخيل معي ان مدير في مكان ما على مجموعه من الموضفين وكان طيب جداً وحسن الخلق والكلام والتعامل ومتفهم للموضفين ولظروفهم , ثم بعد فترة جاء قرار يطلب التصويت من الموضفين , هل يرغبون في تغير المدير ام لا , فستجد الكل يقول لا نريد تغير المدير .
فهذا المدير الناس تحبة , والناس تدعي له , والناس تريده ان يتزوج منهم , ويكون مضرب المثل في العائلات .
والان تعال تخيل معي مثال اخر .
رجل يعمل حارس لمدرسة ابتدائية (فرّاش) , وبه طيبة لو وزعت على اهل الارض لكفتهم فهو لطيف جداً في الكلام وقائم بأهلة ويصرف عليهم ويتحمل أذية الطلاب له ويتحمل و صراخ الناس عليه وقت الانصراف بسبب الحر ولأن الناس في مزاج سيء وعلى الرغم من هذا فهو يواجه بالاهانه ونضرات الانتقاص من كل من حولة من الطلاب الى المعلمين الى الاداريين الى اولياء امور الطلاب . انتهى المثال
فالكل هنا ينظر له بنظرة شفقة ولا يتشرف بأن يناسبهم او يتزوج منهم , مظهره يتعبر مقرف لهم , كلامة يعتبر غير قابل للإقتداء به حتى وان قال كلام صائب !
المثالين اعلاه كِلا الرجولين كانو طيبين جدًا , فلماذا الاول يعامل بأحترام والثاني لا ؟!
الجواب يأتي واحض الان كما الشمس واضحة.. فقط وفقط لأن الرجل الاول كان قوي والثاني كان ضغيف .
إذًا يتلخص لدينا بأن المشكلة ليست فالطيبة وإنما في القوة .
فالطيبة محبوبة في كل مكان وكل زمان , فالكل يتمنى ان يكون له زوج طيب واخ طيب ومعلم طيب ومدير طيب وام طيبة والخ الخ على شرط ان يكونوا اشخاص اقوياء ولا يشعرونك بالشفقة تجاههم .
قال سيد البشر (الحياء لا يأتي إلا بخير) , يوسف عليه السلام كان فالسجن وكان طيب فأصبحوا يحبونه حب شديد , على الرغم من انه سجن , أي لا يتواجد به الا الاشرار من الناس , فالسر هنا ان يوسف عليه السلام كان بالاضافة الى كونه طيب ( وينضف السجن و يغطي السجناء بالفراش قبل ان ينام ليتأكد من انهم لن يشعروا بالبرد) الّا انه كان قوي شخصية جدا ( ما كان ملطشة على قولتنا بالعامية) .
فالبعض يضن ان ضعف الشخصية هي من الطيبة , او الاسلام
قال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي خير واحب عند الله من المؤمن الضعيف ) , اي انه ليس خيرًا فقط بل ان الله يحبة حتى اكثر من ذاك الصغيف ( الملطشة ) .
فكرة الموضوع الاساسية قد وصلت فسأحاول انهي الموضوع .
كن طيبًا فالمجتمع بأكملة.. بأكملة يحتاج اشخاص طيبون و في نفس الوقت كن قويا جدًا والقوه هنا اعني بها الشخصية , لا تتنازل عن حقوقك ان اخذت منك بالقوة قاتل من اجلها , ولاكن اعطي انت العطاء الذي تشكر عليه (ليس العطاء اللذي يصاحبه اهانه او عدم شكر او يأخذ منك بالقوة)
ولست تحتاج المنصب العالي او المال الكثير او الجاه كي تكون قويا شخصية , فكل شخص يكون قوي شخصية وطيب في مكانه ومنصبة وبين اهله و جيرانه , ولاكن كل ما ازداد مالك وجاهك ومنصبك كلما زادت قوتك وكلما استطعت ان تسخرها لطيبتك تجاه الناس , فكن قوي حيث انت وبالوقت ذاته حاول ان تنمي وتزيد من قوتك (مالك جاهه منصبك)
عسى الله ان ينفع بكم و يقويكم ويجعلكم أعلامًا على رأسها نارُ في هذا المجتمع بطيبتكم وقوتكم .
المفضلات