الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 21
  1. #1

    ابتسامه قصة "أبـــي الحقيقــــي"!

    ][IMG]http://www.**************/imgcache/1938.imgcache[/IMG]

    القصة....::

    كانت فكرة لقاء أبيها تلح في خاطرها بقوة , لقد أقترب عيد ميلادها السابع عشر , وهي تقريباً لا تعرف أباها
    فقد إنفصل عن والدتها وهي في عامها الأول , لا تعرفه إلا من خلال صور يتيمة تحتفظ بها بعيداً عن زوج
    أمها , الرجل الذي أحسن إليها , وأعدها إبنة له.
    رسخت الفكرة وأختمرت , إلى أن جاء الوقت الذي أفصحت فيه عن مكونات قلبها ... كان ذلك في
    ليلة باردة , وبينما والدتها مع زوجها تتسامر أمام شاشة التلفاز , قالت في تردد:
    -أمي , أرجوكِ أعيريني إهتمامك برهة من الوقت , وأنت أيضاً يا أبي.
    خفض والدها صوت التلفاز , ورمقها في حنان , وهتف:
    -كلنا آذان صاغية يا حبيبتي.
    شحب وجهها , وأرتجفت شفتيها من الخوف والتوتر , فعقدت والدتها حاجبيها قائلة في ضيق:
    -ماذا يا (كاترينا) ؟
    ربت الأب على كتف الأم في رفق , قائلاً في هدوء:
    -أفصحي يا (كاترينا) , هل حدث مكروه لك في المدرسة؟
    أومأت برأسها نفياً في بطء , وأطرقت برأسها , وتمتمت في حرج:
    -بل هو أمر يتعلق بوالدي , أقصد أبي الحقيقي.
    إلتقى حاجبا والدتها في صرامة , وحدجت إبنتها بنظرة نارية , وصرخت:
    -من؟؟
    قال الأب موجهاً حديثه للأم في حزم:
    -هذا حقها يا (دورثي).
    أجابته في إنفعال:
    -عن أي حق تتكلم يا (نيل) , (كاترينا) الحمقاء تسأل عن الحقير الذي هجرني وهجرها
    سته عشر عاماً , إنه....
    قاطعها في صرامة وحدة مفاجئة:
    -والدها الحقيقي ومن حقها لقاءه.
    إتقدت عيناها شرراً , وتصاعدت انفاسها على نحو مقلق والكلمات تندفع كالطلقات النارية
    من شفتيها:
    -والدها زير نساء أصيل , لايشرفها رؤية وجهه الكريه , حمدلله على اننا نحيا بعيداً
    عن نزقه وفجوره , إنه سافل , وضيع , منحط و...
    هب الأب من الأريكة صائحاً في شدة::
    -هذا يكفي يا (دورثي) , كل ما قلته لايغير من الواقع شيئاً , السيد (دوجلاس) والد (كاترينا)
    ولا يجوز إهانته أمام إبنته.
    تصببت (كاترينا) عرقاً وهي ترى والدها-زوج أمها- يتشاجر مع والدتها على هذا النحو القاسي , وتمنت
    التدخل بينهما , لكن خوفها الغريزي من أمها , وقف حائلاً دون ذلك , فأكتفت بدور الكومبارس الصامت ,
    والمناقشة الحادة مستمرة , حسمها أخيراً عبارة قوية , حماسية قالها الزوج في حزم , وهو يرمق
    (كاترينا) في حنان قوي , وعاطفة مشبوبة:
    -القرار لـ (كاترينا) فقط , وأنا أجبرها الأن على مقابلة أبيها.
    شهقت الأم , وتمتمت بدموع عينيها:
    -تجبرها... أنت...
    أجابها في صرامة , برأس مرفوع في شموخ:
    -نعم.. أنا.
    وقفت (كاترينا) في بطء , ونظراتها المندهشة تتطل جلياً من خلف أهدابها الطويلة , نحو والدها ,
    نظرات تحمل من الإمتنان , أضعاف ما تحمله من الحب , أدركت في هذه اللحظة , أي رجل هذا,
    بل أي إنسان هو , ووجدت نفسها تندفع نحوه وتتعلق بعنقه في حبور , في حين إنسحبت الأم
    باكية , مقهورة , وتوارث خلف باب غرفتها , تجر أذيال الهزيمة.
    أجهشت (كاترينا) بالبكاء , وتركها والدها تسكب إنفعالاتها على صدره وهو يقول في
    لهجة تحمل حنان الدنيا كلها:
    -ليس هناك إنسان يحرم إبن من رؤية والده , حتى لو كان والده سفاحاً قاتلاً , الأبوة
    إحساس رائع , لن أحرمك من تذوقه.
    وضمها إلى صدره...
    ************************************
    في اليوم التالي بدت والدة (كاترينا) عصبية للغاية , لاسيما عندما قالت لها (كاترينا)
    "صباح الخير" فأنفجرت مشاعر والدتها المكبوتة منذ الليلة الماضية , وهي تصرخ في وجهها ,
    وترمي أطباق الإفطار رمياً على المائدة:
    -عن أي خير تتكلمين , وأنت تصيرين على رؤية ذلك الحيوان...
    إرتجفت شفتي (كاترينا) , وتحفظت على وصف والدها بالحيوان , فحملت حقيبتها المدرسية وركضت خارج
    المنزل...
    وفي المدرسة لم تجد شخصاً تروي له ألامها سوى صاحب الإحساس الدافىء , والصدر الحنون
    (جون مارتيل) , وجدته يقرأ كتاباً كعادته كل صباح في ركنه المفضل بعيداً عن الجميع ,
    أسرعت إليه ودموع عينيها تسبقها , جثمت أمامه دون إستئذان , قائلة::
    -(جون) أنا في حيرة من أمري.
    دُهش (جون) من موقفها الباكي , فأزاح كتابه جانباً وسألها في قلق:
    -ما الأمر؟؟
    بكت وهي تشرح له ما حدث الليلة الماضية من نقاش حول ضرورة مقابلة أبيها , متجنبه
    الحديث عن الشجار الذي إندلع بين أمها وزوجها , و(جون) يصغي إلى حديثها في إهتمام
    وإشفاق , حتى إنتهت والدموع تبلل وجنتيها , وشهقاتها تندفع من صدرها آهات مؤلمة.
    رسم (جون) على شفتيه إبتسامة العذبة , وأخرج منديلاً ورقياً مسح به دموعها وهو
    يهمس في حنان ورفق:
    -لماذا البكاء يا عزيزتي , أنت تتمنين رؤية والدك , وأمك محقة بعض الشيء في منعك
    لماذا تخلى والدك عن أمك سنوات طويلة , لهذا تحسبك أسقطته من ذاكرتك , وحين جاهرت
    بأمنيتك , صدمت أمك , لاسيما أن هذا الطلب جاء مفاجئاً لها , وليس مفاجئاً للسيد (نيل)
    تمتمت (كاترينا) مطرقة الرأس , وآثار البكاء على نبرة صوتها::
    -ما رأيك أنت؟
    لمس وجينتها بكفيه وهمس:
    -إرفعي وجهك , أنتِ لم تطلبي أمراً يلحق العار بكِ , ذلك والدك , ويجب أن تذهبي للقاءه
    حتى لو غضبت منك والدتك.
    هزت رأسها نفياً , وتمتمت:
    -أخشى أن يطول غضبها.
    داعبت أنامله شعرها الناعم , أخذ يتأمل ملامحها الحائرة المضطربة , الأمر الذي حرك وتراً
    حساساً في فؤاده , قال بعد صمت طويل:
    -سأساعدك.
    رفعت عينيها إليه , ولم تدري كم أثرت فيه نظرتها تلك , لقد شعر أنه مستعد لدفع كامل
    ثروته ليوقف إنحدار دموعها اللؤلؤية.
    نهض في هدوء وساعدها على النهوض وهو يقول:
    -بعد إنتهاء الدوام المدرسي , سنتصل به.
    كان يخاطبها وراحيتها مستقرتان بين كفيه القويين , دون أن يشعر بنفسه ضغط راحتيها
    وبعث المزيد من الدفء إلى جسدها , وتساءلت (كاترينا) في أعماقها أي إنسان هو , يتفانى
    لخدمة الجميع بلا مقابل , ولا ينتظر حتى كلمة شكر , في نفس الوقت كتوم فيما يتعلق به ,
    ولا أحد يعرف شيئاً عنه , سوى ما ذكره هو عن نفسه.
    إنتهى اليوم الدراسي في صعوبة من وجهه نظر (كاترينا) , ثم أسرعت تركب سيارة (جون)
    الذي كان في إنتظارها , وتحرك في سرعة.
    في الطريق إتصل هو بالإستعلامات من هاتفه النقال , وطلب رقم السيد (دوجلاس ألكون)
    الخلوي , فأعتذر الموظف عن منحه الرقم , ومنحه بالمقابل رقم هاتف مكتبه في لندن.
    قال (جون) في حماس , وهو يقود سيارته في إهتمام:
    -جيد , حصلنا على الرقم.
    وتطلع لـ (كاترينا) بطرف عينيه , وعاد ينظر للطريق وأخذ يطلب رقم المكتب في هدوء ,
    وأنتظر ... دقيقة , ثم التقط شخص السماعة وتناهى إلى اسماعه صوتاً رجولياً يقول في
    آليه ::
    -مؤسسة (ألكوت) التجارية , مرحباً بك.
    قال (جون) في إهتمام:
    -مساء الخير , صلني مشكوراً بالسيد (دوجلاس ألكوت).
    أجابه الصوت:
    -عرف عن نفسك أولاً يا سيدي.
    صمت (جون) برهة , وقال في تأن:
    -أخبره أن هذا إتصال من قبل إبنته الوحيدة (كاترينا ألكوت).
    قال الرجل:
    -عفواً يا سيدي , لا دليل يؤكد صحة ما تقول , ثم أن سيد (ألكوت) مشغول , و..
    قاطعه (جون) في هدوء مثير:
    -هذه حالةٌ إنسانية يا رجل , الفتاة تصر على محادثة أبيها , بضع دقائق فقط .
    زفر الرجل في ضجر :
    -سأفعل.
    بعدها بثوان أجابه صوت يدل على عجلة صاحبه:
    -نعم.. أنا (دوجلاس ألكوت).
    ألقى (جون) بهاتفه النقال لـ (كاترينا) التي إلتقطته بلهفة , وسمعت صوت والدها
    للمرة الأولى , فأضطربت أحاسيسها , وفاضت مشاعرها وهي تقول في خفوت:
    -أنا (كاترينا).... يا أبي.
    صمت والدها , ونقل إليها الهاتف صوت أنفاسه , ثم قال في برود:
    -(كاترينا) من ؟
    صُعقت (كاترينا)... وتمنت الموت في هذه اللحظة , وأمتلئت عينيها بدموع القهر
    والأسى والمرارة , و (جون) يراقبها في صمت , دون أن يشعرها بمراقبته , لقد
    إستنتج ما يحدث , وشعر به , وتألم , فعل ذلك وتمكن من إخفاءه عنها لكيلا
    يعقد الأمر أكثر.
    عجزت لسان (كاترينا) عن الكلام , وحارت في إختيار الكلمة المناسبة لترد بها على
    هذا الشخص , الذي حطم بكلمة واحدة أمل سته عشر عاماً في اللقاء , لكنه لم
    يمهلها , فقد قال ضجراً:
    -أكرر وأقول ... من أنتِ بالضبط؟
    ضاعت قواها عند هذه النقطة وأخفضت الهاتف وأجهشت بالبكاء , فنزع (جون)
    الهاتف وتحدث مع الرجل قائلاً في صرامة::
    -معذرة على الإزعاج ياسيد (ألكوت) , معك (جون ألفرد مارتيل).
    هتف والد (كاترينا) في حماس:
    -إبن (ألفريد مارتيل) أهلاً بك يا بني ,أي صدفة هذه وكيف حال والدك؟
    ألتقى حاجبا (جون) في صرامة , وهو يقول - محافظاً على هدوءه - متجاهلاً ترحيبه:
    -الأمر جدي يا سيدي , فالفتاة التي حادثتك منذ قليل هي إبنتك (كاترينا) من
    زوجتك الأولى (دورثي).
    أجابه في سخرية:
    -ثم ماذا؟
    شدد (جون) من الضغط على أذنه بهاتفه وهو يتابع:
    -يجب ان تراها , فالفتاة تريد ذلك في شدة وإصرار , وأظنه من حقها ياسيدي.
    هتف الأب في إنفعال:
    -أتملي علي ما يتوجب فعله , أهذا ما تعلمته يا (جون مارتيل) من حياتك الماضية.
    أرتجفت شفتي (جون) غضباً , لكنه تمالك أعصابه , وزفر في قوة وهتف:
    -أنا أرجوك , أتوسل إليك , رأفة بالفتاة.
    بدا أن الرجل العنيد قد إقتنع نوعاً ما , فقد قال بلهجة رجل أعمال , خالية من
    أي ترحيب :
    -حسناً , سأنتظرها في نادي (جولد سيتي) في الثامنة مساءً الليلة.
    أسبل (جون) جفينه مغمغماً في إرتياح:
    -وهو كذلك.
    [/]
    e418


  2. ...

  3. #2
    وضع (جون) هاتفه على مقدمة السيارة , وتحاشى النظر إلى (كاترينا) التي تظاهرت بالنظر
    من نافدة السيارة , وساد الصمت بينهما , لم تساله شيئاً من فحوى المكالمة , فكل شيء
    كان واضح تقريباً , أما (جون) فقد حول وجهته إلى النادي ليلحق بموعد اللقاء , لكن
    (كاترينا) قالت له قبل ذلك:
    -سأعود للمنزل.
    أدار رأسه إليها قائلاً في توتر:
    -لكنه وافق على رؤيتك.
    تمتمت , وعيناها معلقة بالطريق:
    -أعلم ذلك , سأستعد للقاءه , لا أريده ان يراني بزي المدرسة.
    إبتسم (جون) رغم حساسية الموقف , وربت على كفها في رفق , وهمس:
    -أنا من سيوصلك إليه.
    حولت وجهها إليه , وهتفت في إعتراض:
    -كلا... أبي... أقصد زوج والدتي سيفعل.
    قال (جون) في صداقة وحنين:
    -أنسيتِ أنني افديك بروحي.
    قال عبارته وندم فوراً على نطقها , أما (كاترينا) فقد تجاهلت تماماً عبارته , رغم أنها لا تناسب
    الموقف , وأستطرد هو في سرعة:
    -سأوصلك إلى النادي بنفسي , لا تحاولي تعريض السيد (نيل) للإحراج.
    إقتنعت بما قاله نوعاً ما , وبالفعل أوصلها للمنزل , ورفض الدخول مفضلاً إنتظارها في السيارة
    حتى تزينت وأبرزت جمالها الآخاذ.
    أشارت عقارب الساعة إلى السابعة تماماً عندما دخلت للسيارة , تسبقها رائحة عطرها الأنثوي
    المثيرة , كانت ترتدي ثوباً أبيضاً , تزينه ورود زهرية قاتمة , ثوباً أنيقاً وبسيطاً في الوقت ذاته ,
    وتركت شعرها حراً تعبث به نسمات الليل.
    إبتسم (جون) مشجعاً لها حينما رأها , وهتف بها حينما جلست على المقعد المجاور له:
    -أحسنت صنعاً , أكاد أسقط من شدة جمالك.
    رمقته في خواء , فأبتسم ثانيةً وأنطلق إلى النادي.
    وصلا قبل الموعد بخمس دقائق , ففتحت باب السيارة وسمعته يقول:
    -إجلسي في آخر طاولة على اليسار .. هذا هو الإتفاق.
    سألته في إهتمام:
    -ألن ترافقني؟
    أشاح بوجهه قائلاً في بساطة:
    -إنه اللقاء الأول بينكما , ولا يجوز أن يراني معك الأن..
    هبطت في صمت , ومالت إلى النافدة ترنو إليه , فغمز لها بعينه وحرك شفتيه قائلاً :
    -تشجعـــي.
    هزت رأسها في قلق وولجت إلى النادي , يحذوها الشوق لرؤية والدها , وقد تناسى قلبها
    الطيب سؤاله القاسي عن من تكون.؟
    جلست في مكان اللقاء تحصي الدقائق والثواني , بلغت الساعة الثامنة تماماً , ومضت خمس
    دقائق , عشر , عشرون , ثلاثون ,وتضاءلت شجاعة (كاترينا) , وضاق صدرها , وفي خضم كل
    ما شعرت به من مشاعر سلبيه , جاء اخيراً من كانت تحترق شوقاً للقاءه.
    كان يقف أمامها تماماً...
    رجل حليق , أنيق , يرتدي حلة باهظة الثمن , وذلك السجار الكوبي مستقرٌ على طرف شفتيه ,
    تفوح منه رائحة تبغ قوية عبقت النادي , أما في عينيه , فقد رأت (كاترينا) بروداً هائلاً , يحار
    القلم عن وصفه , وعندما تحدث إنهارت البقية الباقية من اللهب في أعماقها .
    حينما رأته نهضت في بطء , وملئت عينيها بوجه أبيها الذي تراه على الطبيعة لأول مرة وفي اعماقها
    أخذت تقارن بينه وبين الصورة المحتفظة بها , كان هو أول من تحدث , مسح جسدها ووجهها
    بعينيه , ثم سحب مقعده وجلس في هدوء قائلاً بلهجة باردة:
    -أنت إذن إبنة (دورثي).
    قالت (كاترينا) في خفوت:
    -نعم.
    وضع ساقاً فوق أخرى , وسحب نفساً عميقاً من سيجارة نفثه في الهواء , ثم قال:
    -لست بجمال أمك .
    ألتقى حاجباها في تأثر من قسوة كلماته , ومن برودة نظراته وسخافة اللقاء الذي حلمت به ,
    وتشاجرت مع أمها بسببه.
    عاد يقول في سخرية , ملوحاً بكفه في حركة مسرحية:
    -ماذا؟ ستقفين طويلاً؟
    ألقت جسدها على الكرسي وعيناها لاتفارقان هذا الوجه البارد , عاد يقول في إستهتار:
    -كم عمرك؟
    ذهلت من سؤاله , إلا أنها أجابت في خفوت حزين:
    -في السادس من الشهر القادم سأتم ستة عشر عاماً
    مط شفتيه , ومضغ طرف السيجارة قائلاً:
    -امم... وما هذه الملابس التي ترتدينها؟ الم تجدي ملابساً تلائم سنك.
    رمقته في حيرة ومرارة , فتابع في ضجر:
    -إنها ملابس محتشمة جداً , أين الملابس الشبابية , المفتوحة والقصيرة؟
    إتسعت عيناها من فرط ذهولها مما تسمع , "مفتوحة وقصيرة" , "لماذا ترتدين ملابس محتشمة"؟
    وبكل التودد والمشاعر السلبية في قلبها , هتفت متسألة:
    -ماذا تقصد؟
    تملل في جلسته وقال متأففاً:
    -بهذا المنظر المزري لن تثيري إنتباه أي شاب.
    ألتقى حاجبيها في ضيق , متمتمة:
    -ومن قال أنني اود ذلك؟
    أجابها متخابثاً:
    -لن تتزوجي إذن.
    مادت بها الأرض , وشعرت أن حلم لقاءها بأبيها إستحال إلى كابوس بشع , أنها لم تسمع إلى
    الأن كلمة حانية , تثبت انه والدها ومصلحتها تهمه , بل العكس تماماً , لقد شعرت أنها تجلس مع
    رجل , أي رجل , سوى والدها , شخص يريدها متحررة , تجدب الفتيان...
    أهذا ما يقوله أبٌ لإبنته بعد فراق دام أعوام طويلة؟
    نهضت من مقعدها في بطء , وسألته في إهتمام حزين , بفؤاد منكسر:
    -لماذا هجرت أمي؟
    إبتسم في سخرية , وقال:
    -هي تعرف الأسباب أكثر مني.
    أشاحت بوجهها في أسى يمتزج بالمرارة , ثم غمغمت بعبارة مبهمة وهمت بالرحيل عنه , لكنه
    مد يده في سرعة خاطفة قابضاً على معصمها في قوة آلمتها , وجذبها نحوه في غلظة , قائلاً
    في صرامة:
    -حسبك يا فتاة , تصرين على لقائي وبعد ذلك تفرين , أتظنين أنني متفرغ لنزوات مراهقة
    لا تجد ما تفعله لتملىء وقت فراغها.
    وترك معصمها ودس كفه في جيب سترته وأخرج رزمة مالية ألقاها على المائدة في إستخفاف
    وهو يقول في إستهتار:
    -هذا ثمن الإستجداء يا صبية , أديت دور البائسة في مهارة , وتستحقين
    مكافئة بالمقابل.
    أتسعت عيناها في ذهول , وأخذت تنقل بصرها بين الرزمة المالية , وبين القسوة المطلة
    من عيني أبيها , وتمنت الموت في تلك اللحظة ... وبلا شعور طفرت دموعها وأنسابت في
    صمت تغرق خديها الجميلتين , بينما مرق والدها بجوارها وكأنما أمرها لا يعنيه , وأظلمت
    الدنيا في عيني (كاترينا).
    ************************************************** *
    غادرت (كاترينا) النادي في جمود , كان إقتماع وجهها أبلغ من ان يذكر, طعنها والدها في الصميم ,
    وأضحى لقاءهما الذي طالما حلمت به , زمهريراً في شتاء عاصف , شاركتها السماء حزنها
    فهطلت أمطارها في غزارة , وتحت المطر... وجدت (جون) يقف منتظراً خارج سيارته , وألتقاء
    حاجبيه أبلغ دليل على قلقه وترقبه , رمقته في ألم ومرارة , خطت الدرجات وعيناها متعلقة
    بعينيه , وتابعت سيرها حتى وقفت أمامه , والمطر يبللهما في هدوء....
    قالت في خفوت::
    -رأيتــه.
    أومأ (جون) برأسه , إيجاباً في بطء , فتابعت بنفس النبرة وإن أرتفع صوتها قليلاً:
    -ونبذنــي.
    عاد يهز رأسه صامتاً , فتابعت والمرارة تغزو قلبها أكثر فأكثر :
    - وجرح كبريائي.
    أكلملت وبريق عينيه يمتلء حسرة عليها , فأجهشت بالبكاء , وأندفعت نحوه تلكم صدره بقبضتيها,
    وقد فاضت مشاعرها في تلك اللحظة , وهي تصرخ قائلة في إنهيار:
    -لماذا فعل ذلك ؟ لماذا ؟
    أخذت تكرر سؤالها وهي تبكِ في مرارة , و(جون) مشيحاً بوجهه في صمت حزين , وببطء شديد
    رفع كفه وأحتضن قبضتها , وبساعده الأيسر ضمها إلى صدره , وألقى رأسه على رأسها في
    عاطفة صادقة , فأخذت تبكِ بلا صوت , فقط شهقات أليمة , والمطر يتساقط في غزارة , يشاركها
    إنفعالها , وسكبها الدموع الحارة على صدره القوي .
    في سيارته السوداء الرياضية , دثرها بمعطف مطر خاصته , وسار بغير هدف , والسكون
    سيد الموقف , عدا صوت قضيب مامحة الزجاج الأمامي , الذي يبذل جهده لإزاحة الماء المنسكب
    من عيون السحاب , ترك (جون) كفه يتسلل خلسة يبحث عن كفها , وأحتضنه في محبة وهمس
    وعيناه لا تجرؤ على النظر فيهما:
    -عزيزتي (كاترينا) , حرمك الله من أبيك الحقيقي , ومنحك آخر يستحق أهتمامك وحبك.
    أجابته في جمود , بنظرات تنظر للاشيء:
    -بالنسبة لي , أملك أباً واحداً أفخر به , (نيل روبرتس) , ولا أب لي سواه.
    وأدارت رأسها إليه مستطردة:
    - ليس من المفترض أن أحب شخصاً لمجرد قيل لي أنه أبي الحقيقي.
    وعادت الدموع في عينيها تتدفق في سرعة ومرارة , وهتفت في حدة وجسدها يميل نحوه:
    -ليتك منعتني يا (جون) , ليتك عارضت رغبتي منذ البداية.
    هتف بها وعينيه تفران من مواجهة عينها:
    -كنت ستحقدين علي , وتحسبينني متواطىء مع عائلتك للحيلولة دون رؤيته , لذلك كان
    من المحتم عليك خوض التجربة , وأن كانت قاسية.
    إرتسمت الدهشة على ملامح وجهها البريء , وشعرت انه محق لولا تشوش ذهنها عن التفكير
    الصحيح.
    قال لها بصوت حمل عاطفة قوية , يتسلل من دفء عميق:
    -كثيرون حرموا من وجود أباء في حياتهم , أكنت ستفقدين عنصراً حيوياً في حياتك , إن أنت
    منعت من لقاء أبيك , أرأيت الأن كانت أمك محقة , عندما غضبت منك.
    ورمقها في حب , وتابع وشبح إبتسامة يتسلل إلى شفتيه:
    -الدنيا مازالت بخير , وزوج والدتك خير دليل.
    وجدت (كاترينا) نفسها تبتسم , وقد ازال حديث (جون) الدافىء , الجزء الأعظم من توترها
    وإنفعالها , وشكرت الله كثيراً على وجود هؤلاء الناس الطيبين من حولها.

    النهاااااااااااااااااااااااااية

    أنتظر ردودكم وآرائكم ..........

  4. #3
    بسم الله الرحمن الرحيمbiggrin

    بصراحة قصتك رووووووووووووووووووووعة

    واجد اندمجت معاها ....صراحة جدا جدا جدا مؤثرة و جميلةwink


    لكن



    mad هذا الأب لازم ياخذ جزاه .... نبي أجزاء جديدة
    سوي ... حطي .. غيري ... روينا نهاية شرية شوي angry

    شكرا لك على القصة redface
    تحياتي الخالصة

    attachment

  5. #4
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة kanna مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيمbiggrin

    بصراحة قصتك رووووووووووووووووووووعة

    واجد اندمجت معاها ....صراحة جدا جدا جدا مؤثرة و جميلةwink


    لكن



    mad هذا الأب لازم ياخذ جزاه .... نبي أجزاء جديدة
    سوي ... حطي .. غيري ... روينا نهاية شرية شوي angry

    شكرا لك على القصة redface
    تحياتي الخالصة

    attachment

    العفو أختي...... هذه هي النهاية يا أختي .....
    لكنها حمدت ربها لأنها حصلت واحد أحسن من أبوها ويعاملها وكأنها إبنته

    ......................
    أشكرك على مرورك وردك

  6. #5

    ابتسامه

    gooood gooood gooood يسلمو...قصة رائعة ..لزوج ام حنون ومتفهم (نيل روبرتس) وصديق رائع (جون) وفتاة معذبة ومصدومة(كاترينا)
    صرااااااااحة قصة رااااااااااااااااااااااااااائعة ومؤثررررررررةgooood gooood gooood
    [IMG][/IMG]


    يرجى رفع الصور من خلال مكسات .

  7. #6
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة shymoon مشاهدة المشاركة
    gooood gooood gooood يسلمو...قصة رائعة ..لزوج ام حنون ومتفهم (نيل روبرتس) وصديق رائع (جون) وفتاة معذبة ومصدومة(كاترينا)
    صرااااااااحة قصة رااااااااااااااااااااااااااائعة ومؤثررررررررةgooood gooood gooood

    الله يسلمك وشكراً على المرور

    وين باقي الردود شكلها القصة ما أعجبتكم؟؟

  8. #7
    مشكوره كيكو على القصة الحلوة....وشكرا لمجهوداتكcool

    الله يخليك..ويحفظك........cool
    attachment
    You Are Missing In My Heart
    .: سبحآن الله وبحمدهـ ... سبحآن الله العظيمـ :.

  9. #8
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة @فارس القمــة@ مشاهدة المشاركة
    مشكوره كيكو على القصة الحلوة....وشكرا لمجهوداتكcool

    الله يخليك..ويحفظك........cool
    العفو بس أنا عاشقة ... على العموم مو مشكلة

  10. #9
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Kikumaru Eiji مشاهدة المشاركة


    العفو بس أنا عاشقة ... على العموم مو مشكلة
    اوكيه..مشكوره عاشقةgooood

  11. #10

  12. #11

  13. #12
    [b][color="purple"]قصة رائعة[/color][/b]

    ""$
    I will wait for that beautiful dream
    kik;Grimmjowxx22

  14. #13

  15. #14
    قصة مؤثرة ومحزنه جدا cry

    انذمجت تمام مع الاحداث أنذمااااج تاااااااام,ما شاء الله لديك دقة شديدة بالوصف كم أتمنى الحصول على هذه الموهبة
    ,أهنئك عليها.

    أحب أن أقول لك اني أتابع قصصك القصيرة وأنا متخفية,كلهارائعة الصراحة أنا من أشد المعجبين بك كيكو,وأتمنى أكون مثلك بالمستقبل ^_^

    غادرت (كاترينا) النادي في جمود , كان إقتماع وجهها أبلغ من ان يذكر, طعنها والدها في الصميم ,
    وأضحى لقاءهما الذي طالما حلمت به , زمهريراً في شتاء عاصف , شاركتها السماء حزنها
    فهطلت أمطارها في غزارة , وتحت المطر
    كم أحببت هذا المقطع كان الوصف ديقيق جدا ورائع^_*

    أشكرك جزيل الشكر على القصة كيكو.تشان
    5892c09cef2603c3a509550a58d8ec39

  16. #15
    قصتك جميلة ووصفك معبر
    سلمت أناملك
    [/SIGPIC][/SIGPIC]goooodصلي على النبي وآله واصحبهgooood

  17. #16

  18. #17
    السَـلآمُ عَلَـيْكُمْ وَ رَحْمَـةْ الله وَ بَرَكَـآتُه classic } ..
    كَـيف الحَـآل ؟! أَتَمَنَـى أن تَكُـونِ بِخ ـيرْ asian


    . . {


    قـلم مـبدع أعـجبت بـه asian لـقد عشـت جـو disappointed مـلئ بالقـهر بـصحبـة " كـاترينـا " cry , " جـون embarrassed " مـا أنبـله من شـآب gooood


    مـا هذا الأب surprised ؟! قلبـه ملـئ بالقسـوة cry يـاله من أبٍ قــاسِ القـلب و ملـئ بالحـقد ogre ..


    حقــــا أُعـجبت بـ قلـمك gooood هـذه المـرة التـي أَقــرأ لـك فـيها embarrassed و تنـدمت إنـني لم أقرأ لـك شئ مسبقـا cry فـأنا محـرومة من هذا القـلم الذهـبي cry


    و لـكن لا بـأس asian فـ لننـظر إلى الجـآنب المـشرق classic , ,


    من الصع ـب أنتقـآدآت قـلم ذهـبي smoker لـذلك لا أنتقـآدآت لـدي gooood
    فـ قصتـك أو قـلمك بـ الأحـرى " يصعـب نقـده لـ تمـيزه " ~


    أشكــرك من صَمــيم قـلبي embarrassed


    } . .



    أَنْـــتِظِرْ جَـدِيدْ قَـلَمِكْ بِشَوْقْ asian


    دُمْــتِ مُبْـدِعَةْ نَسْتَـنْشِقْ رَونَـقْ قَلَمِـهَا فِي أَرْجَـآء قِسْـمِنَآ gooood
    فِـي أَمَــآن الله وَ رِعَـآيَتِـه smoker !~

  19. #18
    الصراحة القصة مررررررررررررة عجبتنيredface

    ووالوصف كان من جد اكثر من رائع rolleyesbiggrin

    شكرا على القصة الروعةgooood
    [IMG]http://dc10.******.com/i/03531/gh04cakoremj.jpg[/IMG]

  20. #19
    الصراحة القصة حلوة و ممتعة و أندمجت فيها وايد !!!
    ثانكس
    تبي تبعد خلاص ابعد ما عاد يهمني وصالك انا اصلي عزيز نفس ما اذل روحي الى امثالك
    اذا قصدك تعذبني ( فديتك ) ريح اعصابك تراك فناظري اصغر من انك تحرق اعصابي
    يا عل قلبك للمهالك يسوقك و رجلك على درب الندامة توديك مالت عليك و مالت على الحب فوقك و مالت على قلب يحبك و يغليك
    تحياتي , مدمر قلبك و راميك

  21. #20
    asianروووووووووعهasian
    اخر تعديل كان بواسطة » Ṕỏพệŕ Ḽӧṽḛ في يوم » 29-09-2010 عند الساعة » 11:17

الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter