[CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
&&&&&&&&&&&&&&
فرقة رسالة الإسلامــ تقدم /
][®][^][®][ مفسدات القلوبـــ ...:-][®][^][®][
من أعظم ما يفسد القلب:
1-أن يُعلق بغير الله عز وجل: كما ذكرنا، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -في كلام متين له-:'كل من علق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزقوه، أو أن يهدوه؛ خضع قلبه لهم وصار فيه من العبودية له بقدر ذلك، وإن كان في الظاهر أميراً لهم متصرفاً بهم، فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر، فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة- ولو كانت مباحة له مثل زوجة أو أمة- يبقى قلبه أسيراً لها؛ تحكم فيه وتتصرف بما تريد، وهو في الظاهر سيدها أو زوجها، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور الذي لا يستطيع الخلاص منه، فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن، فإن من استعبد بدنه واسترق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك مطمئناً، وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقاً مستعبداً متيماً بغير الله عز وجل، فهذا هو الذل والأسر معه والعبودية لمن استعبد القلب، وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب، فإن المسلم لو أسره كافر، أو استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك، إذا كان قائماً بما يقدر عليه من واجبات، وأما من استعبد قلبه فصار عبداً لغير الله عز وجل، فهذا يضره ذلك ولو كان في الظاهر ملك الناس، فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب كما أن الغني غنى النفس' [الفتاوى 10/185-187 مع شيء من الاختصار] .
2- الفضول من كل شيء: الفضول من الأكل والشرب، والفضول من النوم، والفضول من الكلام، والفضول من المخالطة والمجالسة، والفضول من الضحك، كل شئ زاد من هذه الأشياء؛ فإنه يؤثر على قلب صاحبه، فيفسد قلبه، الذي يأكل كثيراً؛ يقسو قلبه، والذي ينام كثيراً؛ يتبلد قلبه، وتحصل له الغفلة، والذي يضحك كثيراً؛ لا تسأل عن لهوه وغفلة قلبه، والذي ينظر كثيرا فيما يحل، وما لا يحل؛ لا تسأل عن شرود قلبه ومعاناته..وهكذا في كثرة المخالطة لأن المخالطة كما قال ابن القيم: لقاح وإنما يحتاج إليها لشحذ النفس، وتجديد العزيمة، ودفع السآمة، والتقاط أطايب الكلام، وأما الإكثار من ذلك؛ فإنه يضر ولا ينفع، فكل شيء من هذه الأشياء إذا أكثرت منه ضرك إلا العبادة، فكلما أكثرت منها؛ كلما زاد ذلك صلاحاً في القلب، يقول الفضيل بن عياض رحمه الله:'خصلتان تقسيان القلب:كثرة الكلام وكثرة الأكل'[نزهة الفضلاء779] . ويقول أبو سليمان الداراني:'لكل شيء صدأ وصدأ القلب الشبع'[نزهة الفضلاء 864 ] .
إذا كان الإنسان يشبع في أول النهار- ولابد أن يشبع وإلا طلب الزيادة- ,ويشبع في وسطه، ويشبع في آخره، وإذا رأى أهله أن الطعام قد أكل أجمع؛ أسفوا لذلك، واعتقدوا أن ذلك لقلة في الطعام، فزادوه في اليوم الآخر !! لابد أن يأكل ويأكل حتى يتوقف ويعجز، ثم تتبقى زيادة في الطعام لا تطيقها نفسه.. هكذا نحن نربي أنفسنا، وهكذا نربي أبناءنا، ونردد حكمة سخيفة- ولربما كتبناها في مدارسنا- :'أن العقل السليم في الجسم السليم' وهي حكمة ساقطة، إنما الحكمة نبعها مع الجوع لا مع الشبع، والبخاري رحمه الله حينما كان في مرضه الذي مات فيه جيء له بالطبيب، فنظر في بوله- حلله- فقال :'هذا لم يأكل إلا خبز الشعير منذ عشرين سنة' .
أين أرطال اللحم؟! أين البروتينات بأقدار معلومة وأنواع النشويات؟! أين الأشياء التي نسمن بها الأجساد، ونربي بها أبناءنا تربية العجول- ونقلق إذا وجدنا الولد لا يأكل كما ينبغي ونذهب به إلى الأطباء؟! ونحن بذلك نفسد قلبه وعقله، إنما التسمين للعجول وليس للآدميين ! وما يورث هذا الأكل الكثير إلا بلادة وتخمة وكسلاً عن عبادة الله عز وجل- كما نرى- وقسوة في القلوب، فيقرأ القرآن من أوله إلى آخره في صلاة التراويح، وقد لا تجد خاشعاً واحداً ! من أين ذلك؟!
من هذه التخمة، فينبغي أن نتفطن لهذا المعنى.
وأكثر العلماء من السلف رضي الله عنهم كانوا من المرضى والسقمى، ومن ذوي العاهات، هذا أعمى، وهذا أعرج- يعني: من المعاقين- وفيهم من ألوان الأمراض والأوجاع، ويجوع الواحد منهم الأيام الطويلة وما ضرهم، والنبي صلى الله عليه وسلم يمر الهلال، والهلال، والهلال، وما يوقد في بيته نار ولربما خرج صلى الله عليه وسلم من بيته وما أخرجه إلا الجوع، ولربما ربط حجرين على بطنه من شدة الجوع، وهكذا كان أصحابه الذين فتحوا الدنيا وملئوها علماً وحكمة ونوراً، وبلغوه للعالمين.
أما نحن، فلما كانت عنايتنا بأجسامنا، وكثرت تلك المحلات التي تسمن الأجسام، أو التي تقويها فتنفتل عضلات الإنسان- لربما على خيبه- لا ليعد نفسه للجهاد في سبيل الله، بل لا يخطر ذلك في باله، وإنما يفتل عضلاته لمعنى، أو لآخر .
فبعد ذلك الأمور التي تفسد القلب كثيرة جداً ولا أستطيع أن أحيط بذكرها في هذا المجلس:
• كل المعاصي تفسد القلب.
• كل ما حرم الله عز وجل إذا تعاطاه العبد من نظر، أو سماع، أو أكل، أو بأي لون؛ فإنه يفسد قلبه.
• وهكذا اللغو في المجالس يفسد قلب الإنسان.
• والإغراق في الدنيا.
• وأماكن اللهو كأن يكون الإنسان من أول نهاره إلى آخره في الأسواق، فإن ذلك يؤثر على قلبه.
فيحتاج الإنسان إلى صقل هذا القلب، وكيف يصقل قلبه، إن كان من المصلين بمجرد أن يصلى ينصرف مباشرة بعد السلام، ولا يمكن أن يتمهل ليسمع كلمة تنفعه أو موعظة!! متى يصلح قلب هذا الإنسان في السوق، في المتجر عند مشاهدة القنوات .. كيف يصلح؟!
(نسختها شبكة زاد المعاد ن مصدرها سلسلة اعمال القلوب للشيخ خالد السبيت)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـــ ...[/CENTER]
المفضلات