بــــــــــــــسم الله الرحمن الرحيم
"قــــصـــة قــــصــيرة"
كنت أمشي ....مسرعاً ...لأدرك أمراً ما..
ولم أدرك الأمر الاهم...
ان امامي حجراً كبيراً ...
فتعرث به ...ووقعت على الأرض....
فتحت عيني الإثنتين رأيت أضواء ... شديدة التوهج ...
لم أعرف ما الذي امامي بالضبط ...
لم أعرف كيف ارى جيداً ....
التفت يمينا ويساراً لأحاول ان اجد طريقة ارى من خلالها ما حولي...
ولكن ....
لا أمل ...
لا أمل ...
فتراجعت للخلف ....واصدمت بجدار من خلفي ....
فانحنيت لأسفل ...
وبدأت انزل تدريجياً ...
حتى وصلت الى الأرضية ...
جلست بهدوء...
وكل ما حولي أجسام غير واضحة ....
تقوقعت حول نفسي ....
وضممت ارجلي ....وحنيت رأسي لأسفل....
وأغمضت عيني تدريجياً ...
وبهدوء ....
تلاشت الأضواء ..
قد عم الظلام ....واصبحت لا ارى شيئا سوى الظلام....والظلام ....
عرفت معنى ان تكون أعمى ...
كيف تحس باختناق ....
تتقوقع حول نفسك ...
لا تجد من يرشدك ...
فتحت عينيَ ببطئ ....
متأملاً ...
ان ارى بوضوح ...
لكي أعرف ما حولي...
وأدرك أين انا ولم لا أرى!!؟
بدأت أفتحها ببطء وهدوء ....
ولكن لا امل ...لا ارى سوى اجسام مشتتة ...أنوار بيضاء ...شديدة التوهج ....
فأغمضت عيني مرة أخرى...
وأعدت رأسي لأسفل وانا مغمض العينين....وضممت ارجلي لصدري مرة اخرى....
وكنت يائساً ....لا أجد من يساعدني....وقلت ...لا أمل...لن أرى مجدداً..
فجأة ...
أحسست بيد على كتفي ...
سمعت صوتاً يقول:
حسان ...حسان ...يا رجل لقد اسقطت نظارتك على الأرض...
انت من دونها كأعمى البصر ....
فتحت عيني...فرحاً ...
رأيت جسمه بغير وضوح...
امسكت نظارتي ...
ولبستها...
وضعتها على عينيَ ....
وتغير كل شيء امامي...
ذهبت الاجسام المشتتة...
الأنوار المتوهجة ...
أرى بوضوح عالٍ جداً...
الحمدلله...
مجرد طبقة زجاجية أعادت لي وضوح نظري ....
كنت أعمى ..بصر...
ولكن يجب أن لا أكون اعمى ...بصيرة ...
طالما ان هناك من يساعدك ويساندك بالحياة بعد الله سبحانه وتعالى ....لا تفقد الامل ...
لا يأس مع الحياة ...ولا حياة مع اليأس ....
وأكملت طريقي أنا وصديقي ....الى منزلنا ....بعد ان عرفت ...ان الانسان مهما كان أعمى بصر...
لا تزال لديه ....البصيرة !!!!
تحياتي....
Mexat.-.tiger
المفضلات