مشاهدة النتائج 1 الى 7 من 7
  1. #1

    قصة بعنوان (حياة جديدة)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني واخواتي في منتدى مكسات

    لقد عدت وبعد غياب طويل سببه الدراسة وظروف الحرب والحياة..بقصة جديده احداثها تدور حول الحرب على غزة وسأنشرها على اجزاء راجية ان تنال اعجابكم...تفضلو الجزء الاول


    في صباح يوم جديد يشرق علينا بشمسه التي لم تنسى يوما بأن تطلع بغض النظر إن كنا بفرح أو غضب أو حزن ...
    أمسكت دفتري وقلمي وجلست على شرفة غرفتي أرقب شروق الشمس في يوم من أيام الإجازة الصيفية بعد انتهائي من امتحانات الثانوية العامة ليأخذني هذا الشروق الساحر لشروق يوم 27-12-2008....
    نعم... يوم الحرب على غزة....
    شروق شمس ذاك اليوم يذكرني كيف استيقظت مسرعة من النوم إلى دورة المياه لأغسل وجهي مستعجلة متضايقة لأن الشمس قد أشرقت وقد فاتتني صلاة الفجر حاضرا.
    توضأت وصليت وبسرعة حللت بعض مسائل الرياضيات التي كنت قد تركتها للصباح الباكر حتى أحلها بدماغ نشيط متفتح ....
    لم انه حل تلك المسائل وسرعان ما صارت الساعة السادسة والنصف حتى قمت بدلت ملابسي وانطلقت إلى مدرستي التي هي ليست بالبعيدة...........
    وفي الطريق صادفت صديقتي لنكمل الطريق سويا لقد كنا طوال الطريق نتكلم عن الصعوبات التي نواجهها في دراستنا خاصةً مع انقطاع التيار الكهربائي يوماً بعد يوم ..

    كان اليوم طبيعي منذ الصباح لم نسمع شيئاً لا صوت طائرات لا صوت إنفجارت أو ما يعرف عندنا بالدبّات ولا صوت رصاص .. لا أخبار سيئة .. هدوءٌ تام .

    ولا أحد يعرف بأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة فاليوم السبت إجازة الصهاينة و هم لا يفضلون العمل وقت الإجازة.
    وأقصد بالعمل هو التشغل بقصفنا و تخويفنا و إرهابنا ..
    كانت الحصة الأخيرة حصة مادة الرياضيات و هي المادة التي أعشقها و أعطيها كل الاهتمام ، وكنت قد جلست على مقعدي المدرسي بجلستي المتأرجحة و قد مسكت دفتري و بدأت بإكمال التمارين التي لم يتسنى لي إكمالها في الصباح و قد قمت بذلك بسرعة أثناء رد التحية للمعلمة و الوقوف و الجلوس و أخذ النفس ..
    ولكننا لم نلبث أن أخذنا نفساً عميقاً إذا بانفجار بعيد جداً نسمعه ، لم نكترث به ,, لكن المعلمة وضعت يدها على صدرها و همست "الله يستر".
    ثواني ، لا بل أقل من ثواني .. و انفجار كبيــر يهز المدرسة هزاً قوياً مما جعل كل منا يتطاير من مكانه .
    أما أنا وقد كنت أتأرجح على الكرسي فقد قلبت على رأسي و ارتميت بعيداً ، لا أنكر أني كدت أموت خوفاً .. صحيح أنني تألمت كثيراً حينما اصطدم رأسي بالأرض لكن إحساسي بالخوف عطل إحساسي بالألم و قمت مسرعةً باحثةً عن مكان آمن لكن الدخان الأسود الذي ملأ المكان لم يجعلني أرى شيئاً إلا أنني لمحت طيف معلمتي ، ركضت نحوها و تخبأت في حضنها ...
    عدت إلى المنزل بعد أن هدأ الوضع قليلاً. أما أنا لم أكن مستوعبةً أي شيء فمن الضارب و من المضروب و ما الذي حصل و لماذا و كيف !!؟
    أسئلةٌ كثيرة تجول في بالي و في بالي أيضاً أنني أنا الوحيدة المنتظرة في المنزل و سأصل لأجد كل أفراد أسرتي ينتظرونني كلهم خائفين علي ،، وصلت البيت لم أرَ أحداً من أفراد أسرتي سوى أمي تجلس عند الهاتف بعينتين حمراوتين ممتلئتين بالدموع .
    لقد كنت مشتاقةً إليها لأنني شعرت بإحساس الموت و لكن عندما حدقت بعينتيها توقفت و عرفت من تلك العينتين أن هناك أُناسا غاليين على قلبي و قلبها ، مهددين في الخطر أيضاً ..
    جلست قربها و همست: "شو في؟ شو صار؟ " لكنها انفجرت في وجهي أختكِ الحامل لا أعرف كيف أطمئن عليها و أباكي في غزة (مدينة غزة) و لم يرجع بعد وإخوتك الصغار كانوا يلعبون بالشارع ولم يعودوا للان والان أنتي قادمة بكل سهولة لتسألي شو في!!!!
    لم أتمالك نفسي...لقد انهرت تماما في ذلك اليوم واستمررت بالبكاء طويلا.....
    إخوتي الصغار عادوا و قد كانوا قد تخبأوا عند جيراننا حتى يهدأ الوضع و أختي الحامل استطاع سلفها أن يطمئننا عليها .
    بقي أبي .. لقد مضت ساعات و ساعات و لم نعرف عنه شيء .. أين هو ؟؟ كيف هو ..؟ هل هو حي يرزق ..؟ أم هو ..؟؟
    أما بالنسبة لي لقد أمضيت ذلك اليوم منهارة بين البكاء و الدعاء بأن أرى أبي حبيبي عائداً كالأسد كما عهدته واقفاً على قدميه قميصه و بنطاله نظيفين كما خرج صباحاً كنت آمل و أرجوا ذلك بشدة ..
    و كنت خائفاً أن لا يحدث ذلك أكثر ..
    كانت الوساوس الشيطانية تسيطر على عقلي و قلبي و تفكيري ، لا أنكر بأن شعور الانتظار ذاك أصعب من أي شعور أحسست به ، وأنه كاد يقتلني حقاً، فذلك الشعور كفيل بأن يوقف دقات قلبي ..
    نعم قلبي الصغير الذي لم يكن قد اعتاد الصدمات بعد ..
    كانت أمي و إخوتي الصغار متماسكين أكثر مني بكثير و كنت يشوقٍ لرؤيةِ أبي بحالٍ جيدة ..ولكنه لم يعد .. و نام أهل البيت بدونه و لم نطمئن عليه ، أما أنا فلم أنم و غرقت في دموعي تلك الليلة كلها و بأعصابي التي انهارت تماماً فأنا لم أستطيع الأكل ولا الكلام و لا حتى السماع و صارت حالتي يرثى لها ..
    لقد تلقينا مكالمةً هاتفيةً باليوم التالي من أحد أقارب أبي و طمأننا على وضعه و جعلنا نسمع صوته و هذا ما خفف حدة الخوف و القلق شيئاً ما ، و أخبرنا أبي أنه سيغيب بضعة أيام عن البيت و طلب منا أن نذهب و ننام في بيت أختي فلا نستطيع في مثل هكذا ظرف أن ننام وحدنا في البيت دون رجل ..
    أما أنا فقد أخذت معي كتابي الفيزياء فقط ظناً مني أننا لن نطيل المكوث عند أبي .. هي بعضة أيام و يعود أبي و يعود الوضع إلى حاله ..
    لم أكن أستطيع الدراسة عند أختي كما أدرس في بيتنا و هذا كان يعكر علي و ما كان يعكر علي أكثر الأخبار التي كنا نسمعها و أصوات الطائرات و القصف ,, نعم كان يزعجني لأنه يقلل من تركيزي في الدراسة لم أكن مهتمة لاعتقادي بأن القضية لن تكن سوى يوم أو يومين ثم ستنتهي فالصهاينة عودونا ذلك ، فهم نالوا مرادهم و دمروا كل أجهزة الحكومة في غزة فما الذي يريدونه بعد ؟؟؟
    يوم بعد يوم بعد يوم و أصوات الانفجارات تصبح أعلى و الطائرات تضرب أقوى و الخطر يصبح أقرب و أنا متجمدةٌ في مكاني أستوعب أن ما يحدث هو حرب .. حرب بكل ما تعنيه الكلمة و تمضي الأيام المخيفة و في كل صباح نستيقظ فيه نحمد الله ألف مرة على نعمة الحياة و أننا ما زلنا أحياء..
    نسمع الأخبار .. نبكي .. نخاف .. ثم نستغفر ..نتماسك.. فنصبر
    حتى أتى ما هو أعظم الإجتياح البري لم نستطع النوم طيلة يوم الإجتياح البري فأصوات الرصاصات التي تخترق آذاننا و أصوات الدبابات التي تمشي و كأنها تمشي على صدورنا كانت أقوى من أن ننم لقد كنت في تلك الليلة أفكر في أبي هل من الممكن أن أراه بعد اليوم و هل إذا عشنا هو سيكون بخير .. و هل سنعيش و سنعود إلى حياتنا الطبيعية .. هل سأراه؟؟... آه كم كنت أتمنى أن أسمع صوته فقط أن أعرف أنه حي أن أعرف أي شيء عنه أن يطمئنني و هو الوحيد الذي يقدر حينها ..أن يضحك بوجهي وهو الوحيد الذي يجيد الضحك بطمأنينة وقت الصعاب... أن يحضنني و هو الوحيد أيضاً الذي يملك حضناً أوسع من أي حضن في العالم..
    فأنا وبعد أول يوم في الحرب لم أبكي و كنت قد ظننت أن دموعي قد جفت و لكن يوم الإجتياح البري و بينما الأفكار تأخذ بي من خوفي على نفسي و من معي إلى خوفي على أبي انهالت مني دموع هادئة وديعة سرعان ما مسحتها لإحساسي أنني لا أريد أن أبكي و لا أريد أن أكون ضعيفة أريد أن أكون قوية كبيرة متماسكة أمام إخوتي الصغار على الأقل التي أنا بنظرهم أختهم الكبيرة بعد زواج أختي الكبرى.
    نعم اكتمل شروق ذاك اليوم يوم إجازة صيف 2009 و أغلقت دفتري و قمت من مكاني و في صباح اليوم التالي استيقظت متأخرةً كعادتي و طلبت مني أمي أن أنشر الغسيل .. فلبيت حالاً و أثناء سيري شعرت في بعض الآلام في قدمي فجلست للراحة و استرجعت الماضي من جديد ..
    مضى على الإجتياح بضع أيام سود كالكحل مليئةٍ بالرعب و الدمار في كل مكان حتى جاء دورنا زوج أختي طبيب يخرج من الصباح ليعود في آخر الليل .
    لم يكن في البيت رجل و كان هناك تطور خطير فنحن الآن نسمع اللغة العبرية قريبة من البيت نعم لقد جاء دورنا و جاء دور إجتياح البيت الذي صمد طيلة أيام الحرب .
    البيت لا يوجد فيه سوى أنا و أختي الحامل و أمي الكبيرة في السن و إخوتي الصغار فهم أخوان أكبرهما 10 سنوات و الثاني 5 سنوات .
    كان كل واحد منا يسمع دقات قلب الذي بجواره مرتجفة لقد تجمعنا حول بعضنا البعض اخوتي الصغار ناموا في حضن امي اما انا فقد اسندت رأسي على كتف اختي التي شدت على يدي بحرارة واخذنا ندعو الله بأن ننجو طوال الوقت...... وفجأة حطم الباب ، سألوا عن رجل قلنا لهم لا رجل في المنزل... حبسونا في غرفة واحدة يحرسها جندي و يجلس رجلا على رجل يضع سماعات على أذنيه يتمسك بسلاحه بقوة.
    لقد مضت أيام على هذا الحال و نحن من دون طعام و شراب حتى بكى أخي الصغير بكاءً شديداً يريد أن يأكل و نحن كلنا مثله جياع كنت أُهدأ من روعه بالبداية و أقول له أننا في الجنة سنأكل كل ما نشتهيه حتى أزعج صوت بكاء أخي ذاك الجندي الحقير و قام يركل أخي و يوجه السلاح نحوه و يطلب منه بلهجة عربية متكسرة حقيرة أن يخرس و يسكت و لكن أخي ازداد بكاء و علا صوته أكثر ، لقد استفز ذلك الحقير أكثر و أراد فعلاً أن يطلق الرصاصة على أخي لأنه ابتعد قليلاً و قال والله لأقتلك و لكنني ردة فعلي كانت طبيعية دون وعي مني و لا تفكير وقفت أمام ذاك الجندي بسرعة و قلت له لا أطلق علي أنا الرصاص فقال لي " ابتعدي و اوعدك دورك بعده" و أخرج من جيبه شيء كالمكسرات و أخذ يتسلى بها كما كان ينوي أن يتسلى بأرواحنا .. إستفزني بحركته تلك و كأنني قد نسيت بأني الطرف الأضعف و تخيلت هذا الجندي بأنه إحدى صديقاتي سأختلق معها شجار فصرخت بقوة( أنت واحدٌ حقيـــر) فنظر إلي نظرةً كادت أن تقتلني رفع سلاحه نحوي ..كاد قلبي أن يتوقف ، لا أنكر بأني خفت و خفت كثيراً ، و كدت أن أتراجع .. تمنيت حينها أن أبكي .. أن أرجع و أرتمي في حضن أمي .. و لكن شيئا جعل إحساس الخوف يتلاشى بثوانٍ فأخي الصغير الذي تمسك بثوبي بقبضته الصغيرة المرتجفة و هو يحاول بأن يسكت نفسه عن البكاء فتلك الحركة منه عادت لي القوة فحتى لو كان أمامي جيش بأكمله لن أدع هذا الطفل الصغير يواجه الموت وحده ..
    لكن الجندي وقف و اقترب مني و مصوباً سلاحه اتجاهي هامساً في أُذني أعيدي الذي قلته .. فصرخت في وجهه ثانيةً أنت واحد حقير حتى كدت أن أرفع يدي عليه و لم أفعلها حتى انهالت الرصاصات على جسدي و ارتميت أرضاً ..




  2. ...

  3. #2
    والله قصة رائعة أيقضت مشاعري حتى أنني بكيت منهم لله أولئك الصهاينة حسبي اله و نعم الوكيل فيهم
    sigpic470376_1
    ((TELL Me i FOoRG£T.ShOoOw M£ i R£MEMBER))

  4. #3
    اهلين اختي ريلينا81smile

    شكراااا كتيير على الرد والمرور..تحياتي

  5. #4

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    قصة واقع مؤلم

    يعجز القلب اعطاءه قدره من الاهمية ما لم يعشه


    ان شاء الله قريب راح يجي يوم يندحر فيه كل حقير اغتصب البلاد


    انتظر التتمة اختنا ^^

    وقفتي عند جزء حياي

  6. #5
    قصة تستحق أكثر من كلمة إبداااااع
    وهي واقعية اعجبتني كثيراً
    أدعوا من خالص قلبي بأن تأخذ كل الدول المحتلة حريتها واستغلالها
    وأن تنتهي الحروب
    أشكرك عزيزتي لقد أبدعت راااااااااااااااائعة
    لك أكثر من الشكر أنتظر الجزء القادم بفارغ الصبر
    ......... ألحــــــــــــان الحيــاة ..........

  7. #6
    السلام عليكم..

    اخيY.w.i ..اختي الحان الحياة..سعدت كثيرا بردكم ومروركم الاكثر من رائع...وان شاالله التتمة قريبة

    بس عفوا اخي y.w.iامافهمت اخر جملة بردك!!!....تحياتي

  8. #7

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة امنة عمر مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم..

    اخيY.w.i ..اختي الحان الحياة..سعدت كثيرا بردكم ومروركم الاكثر من رائع...وان شاالله التتمة قريبة

    بس عفوا اخي y.w.iامافهمت اخر جملة بردك!!!....تحياتي
    وقفتي عند جزء حياي
    المعذرة كان خطأ مطبعي tongue

    كنت اقصد

    وقفتي عند جزء حساس *


    بانتظار تتمة القصة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter