صورة من الصك الصادر بحق نورة
الرياض: عبدالعزيز العطر
كانت تحلم كأي فتاة في مقتبل العمر ترسم مستقبلها بتأن وجدية وتنتظر فارس أحلامها الذي يبني لها العش الزوجي المليء بالسعادة لتنعم بالاستقرار وتعيش بسعادة وينقلها من الحياة الروتينية في البيت لحياة جدية تجعلها مسؤولة مسؤولية تامة عنها ، حيث كانت تحلم أن تذرف دموع الفرح في ليل زواجها بدلاً من ذرف دموع حزن وبكاء.
تقول " نورة " 25 عاماً التي طرأ أمر ما يجعلها تحول مجمل تفكيرها لإبطال زواجها بدلاً من التجهيز له، بعد أن لحقها شبح زواج المسنين بالفتيات، تتابع" نورة " حيث ترمز لاسمها بأنه تقدم لها الكثير ولكن قدرة الله وما شاء فعل وعلقت في شباك هذا الرجل المسن الذي يصر على عدم طلاقها.
تقول "نورة" التي عاشت مرارة هذا الزواج إنه قد تم عقد زواجها على رجل كبير في السن حيث فارق العمر بينها وبينه أربعون عاما، وهو الأمر الذي جعلها ترفض وتعارض بشدة لإتمام هذا الزواج، فما كان من والدها إلا أن أجبرها وأصر على أن يتم الزواج دون شفقة منه والنظر لفارق العمر الذي يكبره بها.
واستطردت قائلة "لا يمر يوم إلا ويكون بيني وبين أبي نقاش حاد لربما يجعله أن يعدل عن رأيه فهو مريض وكبير في السن ولكن لا أدري لماذا أبي يريد أن يحطم مستقبلي بيديه حينما يجبرني على الزواج من هذا المسن، ربما أراد والدي أن يتم هذا الزواج لثراء هذا المسن وللعلاقة التي تجمعه به حيث تربطه بوالدي علاقة صداقة ومحبة".
مرت الليالي وهي تنتظر القرار الأخير أو الفرج فما كان من أبيها والزوج المسن إلى أن أصدرا قراراً بتحديد موعد الزواج ، تقول "علمت بذلك وبكيت بمرارة وألم فما كان مني إلا أن هربت لبيت أخي الأكبر من دون علم والدي لكي يحضرني إلى منزله".
وأضافت أنه تكررت مأساتها ودخلت للمحكمة بلا ذنب أو سبب يذكر وهي تذرف دموعها لدرجة أن بكاءها منعها من التحدث للقاضي " حاولت ولم أنطق إلا بكلمة واحدة هي "لا أريده"، كما لا تعلم كيف استطاعت أن تنطقها بسبب بكائها الشديد، فأجاب القاضي لابد من أن يدفع له المهر ليتم فسخ العقد وهي الطامة الكبرى التي وقعت على رأسها.
وتتابع "نورة" بأن والدها ميسور الحال وصاحب أسرة كبيرة ومتقاعد عن العمل فهل يمكن أو يعقل أن يحضر والدي هذا المبلغ من المهر والذي يقدر بسبعين ألف ريال، وأنا ليس لدي أي دخل، ومرت السنوات وأنا أتجرع الألم والمرارة سنة تلو الأخرى حيث العمر يمضي وهذه حالتي لم يتغير منها شيء سوى سهر وبكاء بالليل وهم وكدر في النهار، حيث مضت على قضيتنا أربع سنوات.
يذكر أنه حكم على "نورة" من قبل المحكمة العامة بالرياض برئاسة سليمان بن عبدالله الماجد بناء على ما تم ضبطه من قبل محمد بن سعد الفايز الملازم القضائي بالمكتب حيث إنه بناء على ما تقدم من الدعوى والإجابة وما أدلى به الطرفان ولأن طاعة الزوجية واجبة عليها لزوجها وعدم دفعها بما يسوغ تركها طاعته فقد حكمت على المدعي عليها "نورة" بالانقياد إلى زوجها والذهاب إلى بيته والقيام بكامل حقوقه حيث حصلت "الوطن" على نسخة من الصك الصادر من المحكمة العامة بالرياض بالحكم في القضية برقم 18/32 ، بتاريخ 23/2/1429.
المصدر
المفضلات