السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن تكونوا بخير صحة وعافية ,,
موضوعي اليوم عن مشاهد كثيرا ما أراها تثير استيائي ,, إنها مشكلة معاملتنا السيئة للأطفال ,,
إننا دائما نستهين بالأطفال ,, وما يثير الغرابة أكثر بأننا إما أن نقسو على الطفل ونبالغ في عقابه ,, وفجأة نبالغ في دلاله عندما يكون مزاجنا جيدا ,, وكأن الطفل هو مجرد حيوان أليف للزينة لا أكثر ,,
إن المبالغة في العقاب على خطأ ارتكبه الطفل يزرع فيه الخوف ومن ثم الكذب ,, وعندما يكبر الأطفال تكبر معهم هذه الصفات ,, والكذب كارثة بحد ذاتها ,, أما الخوف فغالبا ما يتحول إلى عنف أو قسوة تلازم الإنسان طوال مسار حياته ,, ليقوم بدوره بنقل هذه الصفات إلى أولاده ,, وهكذا ,,
سأطرح عليكم بعض المشاهد المؤسفة والغريبة في نفس الوقت ,, والتي أراها بعيني ,,
المشهد الأول : في أحد الحدائق ,,
كان ذلك حسبما أذكر في فصل الشتاء ,, عائلة كبيرة مكونة من كثير من الأفراد ,, بالصدفة ولا أدري أي صدفة جعلتني أرى ذلك المشهد ,, كان الأب (( حسبما هو ظاهر )) يحمل في يديه أكياس كبيرة إحداهما تحوي شواية أو شئ صلب مثل هذا ,,
وكان أمامه طفل صغير ,, إنه ابنه ,, الابن كان يتذمر من شئ ما لا أدري ما هو ,, فما كان من الوالد إلا أن حرك إحدى يديه المحملة بالأثقال إلى الوراء ,, لتعود وتندفع إلى الأمام بقوة ,, ليصدم بها ابنه الذي أمامه ,,
ليسقط الابن على الأرض باكيا ,, والأب يقول له اسكت ,, لكن يبدو أن الأب أدرك متأخرا أنه بالغ قليلا (( كان ذلك يبدو من ملامح وجهه )) ,, فقام بمساعدة ابنه ليقوم من جديد ,, الصراحة اندهشت ,, ألم يشعر ذلك الأب بقوة الضربة ,, لقد كانت ضربة عنيفة جدا ,, بالتأكيد مؤذية جدا ,, وبتقديري مثل هذه الضربة العنيفة قادرة على تسبيب عاهة مستديمة والعياذ بالله ,,
ثم بعد ذلك يلقون اللوم على الأطباء بأنهم لا يستطيعون شيئا ,, ولماذا هذا الطيش منذ البداية ,,
المشهد الثاني : على سلم عمارتنا ,,
جيراننا الذين يسكنون في نفس الطابق ,, ما شاء الله عندهم حوالي خمس أو ست أولاد ,,
ليست هذه المشكلة طبعا ,, لكن المشكلة أن الوالد مشغول في عمله وهذا طبيعي ,, أما والدتهم فلا تستطيع أن تعلم أين هي ,, ربما في المطبخ أو أي مكان آخر ,, تاركة أطفالها من عمر الثلاث سنوات وأقل ,,
إن معظم أولادها (( أيضا بنتها ,, حاليا في ابتدائي تقريبا )) طوال السنين الماضية بين السلم والشارع ,, خارج الشقة دائما ,, ستسألوني كيف عرفت ,, إنه من الأزعاج الدائم الموجود في طابقنا ,, بل في العمارة كلها ,, بل رأيت أطفال مازالوا يزحفون على السلم لأنهم لم يبلغوا سن المشي بعد ,,
طبعا كما أخبرتكم نراهم في الشارع أيضا وهم في ذلك السن ,, وكأن الشارع أمان في أمان ,, خالي من المجرمين والمختطفين ,, أو كأن هؤلاء الأطفال سلعة غير مرغوب فيها ,, أو حمل زائد ,,
على العموم لا أريد أن أتفنن في إظهار العيوب ,, ولكن لدي سؤال يحيرني أحب أن أوجهه لأهل هؤلاء الأطفال !!
إذا كنتم غير مستعدين لتحمل مسؤولية أولادكم وهم أطفال ,, كيف ستتحملون مسؤوليتهم وهم كبار ؟؟
إذا كان الأطفال عندكم بلا قيمة هكذا ,, فلماذا تنجبونهم وبهذه الأعداد أيضا ؟؟
من أين لكم هذا الاطمئنان القلبي وراحة البال وأطفالكم بعيدين عنكم في شارع أو مكان لا تعرفونه ؟؟
إنني حقا أحسدكم على هذا البرود وتلك الراحة النفسية !!
هل تعلمون أن أطفالكم (( بالذات البنات )) يلعبون مع عمال غرباء في الشارع أو في المحلات أو مع ناطور البناية (( بالتأكيد منهم من ليس من المسلمين ,, وما أدراك بما قد يحملون من أمراض معدية أو عادات سيئة )) ؟؟
وماذا عن خطر السيارات ,, أليس في الاحتمالات إمكانية التعرض لحادث والعياذ بالله ؟؟
علامات استفهام كثيرة ؟؟؟؟؟
لكن لا أجد سوى أن أتمنى أن يحفظ الله هؤلاء الأطفال من كل شر ,, وحسبي الله ونعم الوكيل ,,
المفضلات