عندما تتعارض الوطنية مع القومية ,, وتصبح الجنسية امتيازا ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
<< في البداية أحب أن أؤكد بأن هذا الموضوع ليس سياسيا >> ,, لأن السياسة لف ودوران ولها ناسها وخالية من اعتبارات المشاعر ,, وليس لها وازع معين أو أخلاق تتبعها ,, فهي تستهدف أولا وأخيرا المصالح وغالبا الشخصية بغض النظر عن الوسيلة مشروعة أم لا ,,
لكن ما أتناوله هو مرض أجتماعي ,,, إذا حق لي أن أطلق عليه هكذا ,, ألا وهو أن اعتزاز كل واحد بوطنه أصبح يتعارض بشكل كبير وينسنا الوحدة القومية بين الشعوب الإسلامية والعربية ,,
ليس خطأ أن يعتز الانسان بوطنه ,, فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب مكة المكرمة مسقط رأسه ,, ولو كان بيده الخيار ما تركها ,, ولكن مسؤولية الرسالة كانت عظيمة ,, وكما نعلم أن نبينا الكريم قد أرسل إلى البشرية جمعاء وليس إلى قومه فقط ,,
وقد وضع نبينا الكريم أسس الدولة الإسلامية السليمة ,, وقد حث أنه لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى ,, وانتشضر الاسلام في شبه الجزيرة العربية ومصر والشام ومن ثم بعد ذلك انتشر إلى بلاد الهند والسند والروم وإفريقيا ,, وقامت الدول الإسلامية باختلا مؤسسيها كالسلاجقة والعباسيين والفاطميين والأمويين وغيرها من الدول ,, والتي وصلت فتوحات بعضها لتشمل أجزاء من أوروبا ومنها وأهمها الأندلس ,,
ثم جاءت الحرب العالمية الأولى والثانية لتغير خريطة الأرض ,, وبالخصوص الأراضي الإسلامية ,, وقسمت هذه الأراضي بين المستعمرين الغرب ,, ورسمت الحدود بيننا ,, ومحيت ورسمت وعدلت حسب رغبة المستعمرين ,,
إلى أن ظهرت الصحوة الإسلامية والتي من أشهر أبطالها عمر المختار وجمال عبد الناصر وجمال الدين الأفغاني والشيخ زايد وغيرهم الكثير من المجاهدين سواء الرؤساء أو الأفراد وأصحاب المواقف الشجاعة ,, والذين لا يسعني ذكرهم كلهم ,,
واستطاعت شعوبنا (المسلمون بالتحديد ) إرهاق المعتدين الذين كانوا ينافيونا في طعامنا وهواءنا وأرضنا ويستحلون عرضنا ,, وخرجوا بعد أن أدركوا بأت هذا الصراع لن ينطفأ ,, وركبوا سفنهم وجمعوا اسلحتهم التي لم تجدي نفعا أمام أسلحتنا البسيطة المتواضعة والتي كان بارودها الوحيد هو الإرادة ورفض الاستعمار ,, وكان ثمنها دماء شهداءنا ودموع الأهالي والأحباب وتشريد الأطفال ,,
ورحل الاستعمار ولكن ,,
نسي أو تناسى الخطوط القديمة التي رسمها ,, والتي يسمونها في الجغرافيا بـ (( الحدود السياسية )) ,,
يا أستاذ ما هو لون الحدود السياسية ,, وأين يمكن أن أراها ,, ..... ؟؟؟
يا ابني الحدود السياسية هي خطوط وهمية لا يمكن أن تراها إلا على الخريطة
إذا كانت خطوط وهمية كما تقول ,, لماذا توجد على الخريطة ؟؟ أو ماذا سيحدث لو أزلناها من على الخريطة لو كنت وهما كما تقول ؟؟
يجيب استاذ الجغرافيا أو لا يجيب ,, لكن في النهاية لا أجد سببا مقنعا لا ستمرار وجودها ,,
هل هي فعلا مجرد حدود وهمية على الورق تفصل بين قطع من الأراضي كل واحدة تسمى دولة كذا أو جمهورية كذا أو مملكة كذا ,, لو ان الأمر كذلك فقط فالحمد لله لا أرى أن في ذلك أي مشكلة ,,
ولكن ما ألاحظه وأشعر به عندما انتقل من دولة إلى أخرى بأني غريب بين الناس ,, وأحيانا أشعر بأني غير مقبول في بعض الدول العربية الأخرى ,, بمجرد أن جنسيتي كذا يتعامل معي الناس بالطريقة الفلانية ,, وكأننا من كوكبين مختلفين ,, مع أننا نتكلم اللغة العربية ,,
هل يمكن أن تكون اللهجة هي السبب ,, لا أظن ,, ففي الأرض التي أعيش فيها والتي تسمى دولة كذا يوجد عدة لهجات ومع ذلك لا يوجد مثل هذه الحساسيات ,,
أشاهد برامج المسابقات ,,
يفوز فلان في المسابقة ,, وجنسيته كذا ,, فيصفق له من هم في نفس جنسيته بحرارة ,, في حين أن البقية ليسوا بنفس الحماس بل ربما يشعرون بالحزن ,, كذلك هو الحال في المباريات وخاصة بين الدول العربية ,, فالتنافس مطلوب ولكن على مستوى النادي وليس على مستوى الدول ,, فتسمع مثلا عبارة فازت دولة س على دولة ص ,, مما يثير نوعا التضالد بين الجمهور ,, وفرحا شديدا لشعب دولة س ,, وحزنا لدولة ص ,, ومن هنا يأتي الاختلاف ,, وبالتالي تزداد المسافات بيننا بالرغم من أن أراضي ما يسمى دولنا متقاربة ,,
لماذا لا نقول بأن النادي س فاز على النادي ص ,, أليس ذلك أفضل
لقد توصلت من خلال تساؤلاتي والتي لم أجد لها جوابا شافيا للآن ,, بأن الحدود قد تجاوزت الورق والأراضي ,, وأصبحت حدودا نفسية تفصل بين شعوبنا الإسلامية ,, واستطاع الغرب فعلا أن يضعفنا ويضمن بأنه لا سبيل لتجمعنا من جديد ,, فما أسهل أن يتدخل في جميع شؤوننا ,, المالية والعلمية ,, خاصة وأن الحدود بين دولنا وبين شعوبنا تزداد يوما بعد يوم ,,
ويكفي أن تحدث حادثة كضرب مسؤول أو إحراق منشأة أو أي خناقة أو حادثة أخرى بأن تتسبب في ازدياد الكره بين شعبين كاملين عربيين ,,
في حين أن حكومة كلا الشعبين يضعون أيديهم في أيدي الأغراب الأوروبيين والأمريكان بحجة المصالح التي لا تنتهي والازدهار الاقتصادي الزائف ومصالح الشعوب العربية الزائفة ,,
هل نسيت هذه الحكومات كيف كان هذا الغريب يشوي ,, ويعذب وينتهك أراضينا ويسحب اللقمة من أفواهنا ليتهنى بها على حساب دماء شهداءنا والمآسي التي سببها جنوده الذين لا يحكمهم أي دين أو خلق ,,
لا يسعني أن أقول كل ما في نفسي في موضوع واحد أو حتى مئة موضوع ,, فحكاية تفرقنا هن بعضنا ,, وانشغالنا بالصراع مع بعضنا ,, وترك المعتدي الغريب يتدخل في أمورنا ,, كل ذلك له جذور عميقة ,, والحل لن يأتي من حكوماتنا والتي لها الفضل كله في زيادة الطين بلة ,, وتدعيم ما يسمى بالجنسية والاعتزاز بالوطن على حساب القومية العربية والإسلامية ,, هذا بالإضافة إلى أعلامنا المختلفة في أشكالها ,, والتي أرجو أن تندمج كلها لتصبح راية لدولة إسلامية موحدة وليست عربية فقط ,, وتتكسر الحدود التي صنعها الاحتلال بنوعيه الغربي والعربي والمتمثل في بعض حكوماتنا الفاسدة ,, والأهم من ذلك أن تتلاشى الحدود التي زرعناها في أنفسنا دون أن ندري ,,
لدي بعض التساؤلات :-
1- هل تعترف بالحدود السياسية بين الدول العربية ؟؟ وهل تعتقد بأنها نظام ناجح ؟؟ ويعتبر البعض بأن الجنسيات العربية نوع من التمييز العنصري بأسلوب حديث فما رأيك ؟؟
2- هل تعتقد بأن الاختلافات الظاهرية بين شعوبنا العربية والإسلامية مثل اللهجة وشكل الوجه والملابس وما يسمى بالتراث ,, مبرر كافي للفصل بين هذه الشعوب ,, وإعطاء كل شعب خصوصيته واستقلاليته ؟؟
3- هل تؤيد إزالة جميع الحدود بشكل كامل بين الدول العربية ,, وتوحيد جواز السفر والجنسية والعلم الرسمي ,, أم أنه من الأفضل أن تعتز كل دولة بخصوصيتها ؟؟
4- إلى أي درجة تؤيد حكومتك ,, وهل غالبا رأي الرئيس يمثل أو يطابق رأي الشعب ,, أم أن الرئيس العربي يتصرف على هواه ؟؟
5- هل الاستقلال والحدود السياسية برأيك ,, يضمن لكل دولة حقوقها ويحقق مصالحها وفيه الخير العام كما نسمع ؟؟
6- معظمنا يؤيد فكرة الوحدة العربية ,, ما مفهومك عنها هل هي وحدة الحدود السياسية ,, أم المحافظة على هذه الحدود وتحقيق الوحدة في مجالات أخرى فقط ؟؟
7- هل تعتبر الرؤساء أشخاص مقدسين يستحقون ولاءنا وطاعتنا ,, أم أنهم موظفين لخدمتنا وعليهم الولاء والطاعة لنا ؟؟ وهل يحقق رؤساؤنا ما فيه خيرنا فعلا ,, وإلى أي درجة ؟؟
8- هل تعتقد بأن شعوبنا فعلا تريد التوحد ,, أم أن هاجس الجنسية نجح في التفريق بيننا ,, واذا قدر للوحدة أن تحدث فمن باعتقادك ستكون له الخطوة الأولى ,, أهو الحكام أم السياسيون أم أحد أفراد الشعب أو غير ذلك ؟؟
-- يمكنك تجاهل كل هذه الأسئلة ,, والتعبير بأسلوبك ورأيك وهذا أفضل طبعا,,
-- أرجو أن الموضوع يكون هادف,, وأعتذر عن الإطالة
,, وأؤكد بأن هذا الموضوع قومي أكثر منه سياسي ,,
مع أطيب تمنياتي وخالص تحياتي
اضافة رد مع اقتباس
أوافقك تماما
المفضلات