مشاهدة النتائج 1 الى 14 من 14
  1. #1

    [ تجربةٌ قاسية خلقت المستقبل ]

    UkYBVE
    ts8hye
    attachment attachment
    سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
    | قناعٌ قابلٌ للكسر |


  2. ...

  3. #2
    XBoiBT


    في السنوات الماضية و تحديداً قبل عشر سنوات وقفت على تلك التلة المرتفعة و المخبأة بأغصان الأشجار ذات الأوراق الكثيفة أراقب ذلك الوهج الأحمر المخيف و يصاحبه صدى تلك الأصوات المدوية و القاتلة ، تلك كانت بداية الحرب بيننا و بين الأعداء الذين يطمعون في أرضنا و خيراتنا .
    كانت الأصوات التي تصل إلى أذنيّ مزعجةٌ جداً فهي مليئة بصرخات شعبي المستنجد و تلك البنادق المرعبة مع الدبابات التي تطلق القذائف بين الحين و الآخر ، كان سكان بلدي يحاولون بكل خوف النجاة من أسلحتهم المميتة لكن محاولتهم باءت بالفشل فالرصاصات أردتهم فتلى . هل من جدوى من الهرب ؟
    إن محاولة الهرب جهد لا نفع منه فالأعداء يحاصرون المكان من كل الجهات ولا يستطيع أحدٌ الهرب من طلقاتهم ، جلست على العشب الأخضر مستنداً إلى الشجرة العملاقة التي كنت ألعب بجوارها و أتسلقها منذ كنت في السادسة و أنا أحدق في كل تلك الدماء المتدفقة كالنهر على الأرض ملطخة إياها باللون الأحمر القاني لتخفي كل أثر لتعب سكان هذا المكان في حراثته . إلا أنني لم أذرف الدموع و لم يرق قلبي و أنا أنظر إلى كل ما يحصل أمامي بل ما لبثت أن غادرت مكاني متجهاً نحو منزلي الخالي من كل شيء يُمكنني من إطلاق كلمة منزل عليه ؛ فلا عائلة تسكنه ولا طعام به أو حتى ملابس يمكنني إرتدائها ، الشيء الوحيد به هو الهواء الذي أتنفسه و جسدي المرهق ؛ فلا زائر يقدم الطعام ولا سائل يهدي الملابس .
    كان منزلي يقع في آخر القرية الصغيرة و بالقرب من الغابة فكانت مأواي حين يغلبني الحزن . ألقيت نظرة على ما حولي و لكن لا شيء موجود لأخذه معي لذلك غادرت المنزل بدون أن أحمل شيئاً لأتذكر به والديّ .
    سرت عدة خطوات حتى دخلت الغابة التي قد تكون الملجأ الوحيد قبل أن يقترب الأعداء من منزلي ، هذا إن وجدوه ؛ فعادة لا يهتم أحدٌ لأمري لأنني لا أعني لهم شيئاً و لا أستطيع أن أقدم لهم شيئاً كما أنني لن أكون خطراً عليهم ؛ فربما لن يلحقوا بي ، اتجهت إلى بيت الشجرة الذي بنيته قبل فترة طويلة لأبقى فيه عندما يمنع الأهالي أبنائهم من اللعب معي حتى ضقت ذرعاً بهم و تركتهم جميعاً لأصبح وحيداً بلا أصدقاء .
    بما أن المكان الذي اخترته لبناء البيت الخشبي تخبئه الأوراق الكثيفة أصبح مخبأً من الأعداء إلا إن أصابتني طلقاتهم الطائشة أو نيرانهم الجائعة ، استلقيت على الأرض الخشبية وأخذت أراقب السقف ببرود تام و لم أحاول أن أفكر في ما سيفعله الأهالي للنجاة بأرواحهم و في الحقيقة لست قلقاً عليهم فكما تركوني جاء دوري لأتركهم .
    تناهت إلى مسامعي صوت تلك الخطوات المعتادة من المزعج وسام ، فتى يصغرني بسنتين ، له شعر أسود يماثل شعري وعينين بنيتين كعيني تماماً . يلاحقني دائماً ولا ييأس مع أنني أنهيه عن ذلك فوالداه يكرهانني كثيراً و دائماً يوبخانني على لحاقه بي ، بالرغم من أنني لا أجبره على ذلك . إنهم حقاً يبحثون عن أي سبب لتوبيخي ، أيؤنبهم ضميرهم لعدم تقديم المساعدة لي فيحاولون تبرير ذلك بأتفه الأخطاء ؟!
    تظاهرت بالنوم و أنا أستلقي على جانبي الأيمن فأنا لست بارعاً بالتمثيل و عندما أشعر بأحد يراقبني أبدأ بالارتباك و ينكشف تظاهري ، كنت قريباً جداً من الجدار و قد يمنع ذلك وسام من النظر إلى وجهي ، لحظات حتى سمعت صوته ينادي باسمي : جواد ، جواد ! هيا استيقظ.
    رائع لقد انطلت عليه حيلتي ، أتمنى أن يغادر المكان بسرعة و يتركني و شأني . لكن ماذا عنه ؟ كيف أتى إلى هنا ؟ أترك والداه في ذلك المكان الدامي ؟ أمن أجل أن يطمئن علي ؟ عاد صوته ليوقف كل تلك الأسئلة من التدفق في عقلي ليقول بصوت اقتحمه البكاء المرير : لقد .. لقد قتلوا والديّ .
    و بدأ بالبكاء ثانيةً ، فتحت عينيّ على الفور لكنني لم أتحرك من مكاني ، لقد كان ذلك بمثابة مفاجأة كبيرة لي ؛ لم أتوقع ذلك ، لكنهما لا يهماني ، لن أشعر بالحزن عليهم ، رطبت شفتي الجافتين بلعقة من لساني و أنا أحاول بكل جهدي أن لا ألتفت إلى وسام .
    بالرغم من أن الغابة بعيدة عن وسط القرية حيث تلك الجثث ملقاةٌ إلا أن صوت العيار الناري لا يزال يصل إلى مسامعي مع كل ذلك الصراخ ، أمسكت بالغطاء المصنوع من بعض القماش الممزق ذو الرائحة الكريهة و غطيت به جسدي ورأسي ، بقيت على تلك الحالة لمدة لا تقل عن العشرين دقيقة فقد بدأ صوت البكاء المزعج بالاختفاء من المكان إلا أنني لازلت أشعر بوجوده بقربي ، أحسست بجسده يتحرك و يقترب مني ليستلقي بجانبي و يخبئ وجهه في ظهري ، شعرت بتلك الدموع الحارة من خلال ملابسي القديمة ، لحظات حتى بدأ تنفسه بالانتظام مشيراً لغرقه في النوم ، لا ألومه فالبكاء حقاً متعب .
    التفتُ إليه بحذر و كنت لا أزال أتظاهر بالنوم حتى أصبح وجهه يقابل وجهي ، لمحت أثار الدموع على وجنتيه المحمرتين ، شعرت بتأنيب الضمير كما لو أنني أنا من سبب له هذا الحزن ، بعثرت أفكاري و أخذت أتذكر بعض الأحداث القديمة حتى لا تقترب تلك الحرب من ذهني فأنا أعلم بأنني في مأمنٍ هنا فالأعداء بالتأكيد سيتوجهون إلى حاكم بلادنا للقبض عليه و سيحتاجون جميع جنودهم لذلك ؛ و ذلك يعني بأنهم لن يرسلوا أي جنود للبحث عن بقية الشعب و ثم سيحاولون إخراج البقية من منازلهم حتى يهددوهم بالتصريح عن ولائهم للحاكم المحتل و كرههم لحاكم بلادنا ، ذلك سيستغرق الكثير من الوقت .
    كتمت أنفاسي و أنا أستمع لصوت تلك الخطوات المقتربة و التي دون شك ليست لوسام الذي ينام أمامي ، أهم الجنود ؟ أبهذه السرعة وصلوا إلى هنا ؟ لم أفكر كثيراً بل ألقيت نظرة سريعة في المكان لأبحث عن سيفي و مسدسي ، لمحت سيفي في الزاوية فأسرعت إليه و حملته و أنا أقف أمام وسام ، لكن و لدهشتي لم تكن تلك الخطوات للجنود بل كانت للأشخاص الذين كنت أتخذهم أصدقاءً لي ، مجد ، واثق ، فؤاد .
    عقدت حاجبيّ في تفاجؤ و أنا أتطلع إلى وجوههم التي تقطر دماً ، أردت أن أسألهم وأطمئن عليهم لكن لساني انعقد و لم أعرف بما أنطق ، انتظرت لدقائق معدودة حتى بدأ واثق الحديث و هو يحاول بكل جهده أن يلتقط أنفاسه ؛ يبدو أنه جرى لمسافة طويلة كما يبدو على الآخَرَين أيضاً : لقد بدأ الأعداء بمهاجمة البلاد ، ألم تسمع أصوات المدافع و البنادق ؟
    لم أجبه في حين أكمل : أصيب العديد من الأشخاص و جميعهم يحتاجون إلى من يسعفهم و ينقلهم للمستشفى في أسرع وقت .
    رفعت حاجبيّ بتساؤل : و ما دخلي أنا ؟
    لمحت حاجبيه ينعقدان في ضيق إلا أنه لم ينطق بحرف فقد ناب عنه فؤادٌ في ذلك و قد كانت نبرته تدل على توتره و قلة صبره : أنت ! .. الأعداء يقضون على كل شخص يروه ، يجب أن نساعدهم .. نحتاج إلى كل شخص ممكن ؛ لأجل نقلهم و معالجتهم .
    تأففت بضيق مكرراً ما قلته سابقاً فعاد فؤاد و نبرته تزداد علواً قد يلحظه أحد العابرين : إننا نحتاج إليك إما لنقل المصابين أو لإخطار البقية فنحن لم نستطع الوصول إليهم .. نريد أن نخبرهم بمكان آمن حتى يلجأو إليه قبل أن تصل أعين الأعداء إليهم .
    لم أرغب في التحدث معه أكثر فعدت إلى حيث كنت أستلقي و بجانبي وسام متجاهلاً ما قاله ، لكنه سحب الغطاء من يديّ و بدأ بالصراخ : ألا تملك ضميراً ؟ لماذا تغيرت هكذا ؟ لقد كنت دائماً تساعدنا حين كنا نحتاج إليك ! .. أكل ذلك بسبب ما فعله والديّ .. حسناً أنا أعتذر نيابة عنهما ، أرجوك .. ليس لدينا الوقت لهذا الحديث الآن ، يجب أن نستغل كل دقيقة ففيها تُزهق أرواح الكثير من الأهالي .
    نظرت إلى يديّ اللتين كانتا تستقران في حضني مفكراً : لماذا أساعدهم و قد تركوني عندما كنت أحتاج صديقاً ، أباً عطوفاً ، أماً حنونةً ، طعاماً يملأ معدتي ، ملابساً نظيفة و منزلاً دافئاً أعيش فيه ! .. لكن ، لكنهم أهالي بلدتي الذين أحبهم ! إنهم كالعائلة .. إلا أنهم لم يهتموا بأمري !!
    عندما حسمت أمري نطقت ببضع كلمات و أنا أستلقي على الأرض الخشبية : أنا لا أهتم بما سيحدث لهم .. إنهم يستحقون ذلك ؛ فلم يساعدني أيٌ منهم عندما توفيّ والديّ .
    حالما أنهيت جملتي الأخيرة شعرت بيد أحدهم تسحبني نحوه لأنهض جالساً رغماً عني و تلا ذلك صفعة مؤلمة على وجنتي اليمنى ! جفلت للحظة لكنني سرعان ما أمسكت بياقة قميص مجد و لدي رغبة جامحة في فعل المثل له ، لكن واثق استوقفني و هو يخلص مجد من قبضتي قائلاً بجدية : أتمنى أن نراك لاحقاً .
    أيقظ فؤاد وسام و أخذه معه ، ألقيت نظرة على ظهورهم التي تقابلني ، إن الموقف ذاته حصل سابقاً ، إنهم يتركونني مرة أخرى ! نهضت بسرعة من مكاني و أنا أقول بدون أن أنتظر لحظة لأفكر في قراري الذي اتخذته للتو و اللحظة : انتظروا أنا ذاهب معكم .
    التفت جميعهم ناحيتي حتى وسام الذي لم يدرك إلى الآن ما يحدث معه ! أكملت بارتباك و أنا أنظر إلى الأرض : سأساعد في .. نقل المصابين .
    رفعت عيني لأراقب ملامحهم الفرحة كما لو أنها تقول : أخيراً عدت .
    و ها أنا الآن طبيب في أكبر مستشفى في بلدي ، لوحت لمجد القادم و بيده بعض الطعام ، لقد أصبحنا أطباء في المستشفى بعد تلك التجربة التي خلقت فينا هدف إنقاذ حياة البشر .

    Sg1T4K
    اخر تعديل كان بواسطة » مجوكـهـ في يوم » 02-08-2014 عند الساعة » 20:56

  4. #3



    تثبّت embarrassed ..
    سأحاول العودة للتعقيب بإذن الله


  5. #4
    ماشاءالله رواياتك أحلى من رائع و عجبني روايتك ما بين تخلي و الامتلاك smile

  6. #5


    ما شاء الله، مذهلة!
    رائعة حقاً، أسلوبك الروائي سلس و جميل جداً! X)
    قصة و معانٍ نبيلة هي ما خطته أناملك الكريمة~

    أتمنى قراءة المزيد منكembarrassed مع تمنياتي لك بالتوفيق.
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    اللهم رد المسلمين إليك رداً جميلا. أفيقوا يا مسلمين.
    أفيقوا الآن فقد لا تستفيقوا بعدها، لا تغرّنكم الحياة الدنيا و زينتها.
    تسجيل دخول: 25-02-2011| •Lίιꞌƒeιια• || تسجيل خروج: 14-08-2014| دهليــز

  7. #6
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سكون ~ مشاهدة المشاركة



    تثبّت embarrassed ..
    سأحاول العودة للتعقيب بإذن الله

    آووه حقاً! لا أكاد أصدق عينيّ
    شكرًا، سأكون بإنتظاركِ ^_^

  8. #7
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Black Perla مشاهدة المشاركة
    ماشاءالله رواياتك أحلى من رائع و عجبني روايتك ما بين تخلي و الامتلاك smile
    شكرًا جزيلاً على إطرائك الجميل

  9. #8
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة دهليــز مشاهدة المشاركة


    ما شاء الله، مذهلة!
    رائعة حقاً، أسلوبك الروائي سلس و جميل جداً! X)
    قصة و معانٍ نبيلة هي ما خطته أناملك الكريمة~

    أتمنى قراءة المزيد منكembarrassed مع تمنياتي لك بالتوفيق.
    شكراً لكِ
    بل أنتِ المذهلة على هذا الرد الجميل المشجع
    ولكِ أيضاً ^_^

  10. #9

  11. #10
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    هذا النص، محمل بالكثير من المشاعر..

    مشهد بكاء وسام، اعتصر قلبي حين قراءته..
    تمنيت حقا لو أن جواد ربت على رأسه قليلا أو احتضه ليخفف من وقع الألم الذي يشعر به..

    هذه القصة تحكي عن شخص كان منبوذا من قبل أهالي مدينته، تخلى عنه الجميع في أشد حالات احتياجه إلى من يقف بجانبه..
    لهذا، هو امتنع عن مساعدة غيره لذات السبب..
    لكن خوفه من ابتعاد القلة الذين بقوا حوله جعلته يقرر تقديم المساعدة..
    ليكون هو المبادر بذلك..

    ويصبح في النهاية طبيبا..


    رائعة جدا.. أحببتها..



    دمت بود،
    في أمان الله..~


    92baa6e6f0ab4437b8303ee991252538

    ** سبحان الله و بحمده ** سبحان الله العظيم **


  12. #11
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لن أكتب ردًا طويلاً .. وأعتذر مقدمًا .. لكني رغم ذلك أود لو أطبع قبلة على جبينك ثم أذهب e056 !

    قرأت أول 3 أو 4 أسطر وأنا أقول غزة ! em_1f62c حبيبتي المحاصرة ، أطفالها المغتالون .. هي نفسها !!
    لكن الأمر كان مختلفًا بعض الشيء ..

    لأقول الحقيقة ، بدأت القراءة أتوقع شيئًا ما ، ولن أقول بأنه قد خاب ظني بقراءة شيءٍ آخر لم أتخذه في الحسبان .

    نظرًا للأمثلة المذهلة التي نراها حاليًأ في الواقع ، ننسى أحيانًا بعضًا من مهولات الحروب ، تصغر كل الأشياء أمامهم ..
    وقفتك ونظرتك وكتابتك عن منظور غائب نوعًا ما - ربما بالنسبة لي فقط - فتح لي بابًا عريضًا ، يخبرني بتبعات المعارك المادية .

    أظن بأني ابتعدت عن الكتابة إلى السياسة e419
    لا بأس ، أتحدث عن فكرة الأقصوصة على أية حال ~


    لنذهب لعمق آخر ..

    الأسلوب بسيط ، سلس .. آظن بأنه يتلاءم بشكل مثالي مع كون المتحدث طفلاً .
    مع بعض الصور المذهلة التي لا بد من وجودها لتزيد النص جمالاً ، ولتظهر لمسة الكاتب مهما كان المتحدث !

    فلا زائر يقدم الطعام ولا سائل يهدي الملابس .
    e411
    أبكي ؟ أم أبكي ؟؟

    بعيدًا عن حال الطفل الذي يدمي القلب ..
    أحب هذه الجمل الأدبية التي أشعر بتخلل الذكاء فيها !
    التي تشعرك بأن خلف الكلمات حديثًا يطول ولا ينتهي ..!


    وعمق آخر مختلف ..~

    في البداية ، انتقالك للماضي كان سلسًا للغاية ، مع أنه كان مع الجملة الأولى وعلى مطلع القصيد .. إلا أنه كان مقنعًا .
    بعكس النهاية ، التي أشعر بأنها اعترضت الخيط بمقص e414
    أعني بأن الوضع والأحداث تغيرت فجأة .. قد يكون الأمر أفضل لو تدخلت عند التغير في الزمن بعض الجمل التمهيدية - أو زيادة في الجمل التمهيدية - للدلالة على التغير في المجرى ..

    لا أعلم ، أظن الأمر هكذا .. ربما لأنني لست من أنصار القصص القصيرة - ومع أنني لا أكرهها - ، لأنها غالبًا ما تسبب للكاتب رغبة قي إنهاء الأحداث بسرعة ..
    ولأنها - كما هو الحال هنا - لا تشفي تعطشي لقراءة المزيد دائمًا من الكتابات المذهلة e40e !

    ولا أكرهها لأن المحترف فيها غالبًا يطبق عليها عبارة : " خير الكلام ما قل ودل " ، والتي أظن بأن مطبقها يتمتع بذكاء أدبي مرتفع ..


    وبين ما قرأته من قصص قصيرة هنا في المنتدى ، أظن بأنك أقرب للفئة المحترفة من الأولى .
    من فكرة ومن سرد ومن لغة ..


    وشواطئ متفرقة ..~

    النهاية سطر ونصف فحسب ، ولا يقلل هذا من قيمة الأقصوصة كاملة !
    ~*~
    جميل منك التعايش والتفاعل مع الأحداث الراهنة المحيطة بالبيئة في كامل الوطن العربي . في الحقيقة أظن بأن هذا ما على الكاتب أن يفعل دائمًا !
    ~*~
    أحببت كوخه في الغابة e404 ، وقد كان حلمي مذ كنت صغيرة .. وإلى الآن أرغب ببناء واحد على قمة شجرة em_1f636 .
    ~*~
    العنوان واضح وبسيط أيضًا ، يدل مباشرة على مغزى القصة .. خصوصًا بالنسبة لعنوان ، قد يكون هذا إيجابيًا وسلبيًا في نفس الوقت ..
    ~*~
    كان جواد مبهمًا ! ثم عرفنا سواد شعره وعينيه العسليتين ، ثم اسمه وأصدقاءه .. ولم أعرف عمره للآن ..! لكنني أحب جواد - ووسام - وأصدقاءه وكل من هم على شاكلته !!
    ~*~
    لم يذهب تفكيري يومًا بأن الكوارث المادية للحروب قد تضطر أهل البلد الواحد إلى ترك بعضهم أمام مصائب عظيمة .. هذا مؤلم حتى حين تخيله فحسب ..
    لكني لم أفهم لم يكرهونه كبار البلدة ؟!
    ~*~
    مشهد وسام كان مؤلمًا ! لا أعلم .. هل يستحق جواد الرثاء أم التهنئة على قوة قلبه ؟
    ~*~
    عدم حديثي عن كل الأشياء لا يقلل - مجددًا - من قيمتها ، إنما أنا أركز على أشدها أثرًا على نفسي ، وما أظن بأنه قد يهمك من جانب القارئ ..
    وأكرر اعتذاري الأول عن قصر وعدم ترتيب الرد جيدًا .. ولكني أعلم بأن التسويف لا يولد إلا عواقب وخيمة .
    ~*~
    وأطالب أخيرًا بالمزيد ~ المزيد ~~


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~
    اخر تعديل كان بواسطة » Sohailah في يوم » 05-08-2014 عند الساعة » 04:09

  13. #12
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المؤلف الصغير مشاهدة المشاركة
    جميلة جداً , سلمت أناملك المبدعة ..
    شكراً جزيلاً لكِ em_1f600

  14. #13
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة white tea مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    هذا النص، محمل بالكثير من المشاعر..

    مشهد بكاء وسام، اعتصر قلبي حين قراءته..
    تمنيت حقا لو أن جواد ربت على رأسه قليلا أو احتضه ليخفف من وقع الألم الذي يشعر به..

    هذه القصة تحكي عن شخص كان منبوذا من قبل أهالي مدينته، تخلى عنه الجميع في أشد حالات احتياجه إلى من يقف بجانبه..
    لهذا، هو امتنع عن مساعدة غيره لذات السبب..
    لكن خوفه من ابتعاد القلة الذين بقوا حوله جعلته يقرر تقديم المساعدة..
    ليكون هو المبادر بذلك..

    ويصبح في النهاية طبيبا..


    رائعة جدا.. أحببتها..



    دمت بود،
    في أمان الله..~


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أجل ، المسكين وسام.. لم يجد صدراً حنوناً ليضمه إليه ويخفف عليه

    أجل، فهو يرى بأنه يجب أن يعاملهم بالمثل حتى يشعروا بما شعر حين تخلوا عنه.. لكنه كان طيباً ليقبل بمساعدته في نهاية الأمر، وخوفاً من تركه ثانيةً!
    من التجارب يتعلم الإنسان فتعلم جواد وأحب أن يصبح طبيباً بعد تلك الحرب!

    شكراً لكِ

    وأنتِ كذلك
    في رعايته

  15. #14
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Sohailah مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لن أكتب ردًا طويلاً .. وأعتذر مقدمًا .. لكني رغم ذلك أود لو أطبع قبلة على جبينك ثم أذهب e056 !

    قرأت أول 3 أو 4 أسطر وأنا أقول غزة ! em_1f62c حبيبتي المحاصرة ، أطفالها المغتالون .. هي نفسها !!
    لكن الأمر كان مختلفًا بعض الشيء ..

    لأقول الحقيقة ، بدأت القراءة أتوقع شيئًا ما ، ولن أقول بأنه قد خاب ظني بقراءة شيءٍ آخر لم أتخذه في الحسبان .

    نظرًا للأمثلة المذهلة التي نراها حاليًأ في الواقع ، ننسى أحيانًا بعضًا من مهولات الحروب ، تصغر كل الأشياء أمامهم ..
    وقفتك ونظرتك وكتابتك عن منظور غائب نوعًا ما - ربما بالنسبة لي فقط - فتح لي بابًا عريضًا ، يخبرني بتبعات المعارك المادية .

    أظن بأني ابتعدت عن الكتابة إلى السياسة e419
    لا بأس ، أتحدث عن فكرة الأقصوصة على أية حال ~


    لنذهب لعمق آخر ..

    الأسلوب بسيط ، سلس .. آظن بأنه يتلاءم بشكل مثالي مع كون المتحدث طفلاً .
    مع بعض الصور المذهلة التي لا بد من وجودها لتزيد النص جمالاً ، ولتظهر لمسة الكاتب مهما كان المتحدث !



    e411
    أبكي ؟ أم أبكي ؟؟

    بعيدًا عن حال الطفل الذي يدمي القلب ..
    أحب هذه الجمل الأدبية التي أشعر بتخلل الذكاء فيها !
    التي تشعرك بأن خلف الكلمات حديثًا يطول ولا ينتهي ..!


    وعمق آخر مختلف ..~

    في البداية ، انتقالك للماضي كان سلسًا للغاية ، مع أنه كان مع الجملة الأولى وعلى مطلع القصيد .. إلا أنه كان مقنعًا .
    بعكس النهاية ، التي أشعر بأنها اعترضت الخيط بمقص e414
    أعني بأن الوضع والأحداث تغيرت فجأة .. قد يكون الأمر أفضل لو تدخلت عند التغير في الزمن بعض الجمل التمهيدية - أو زيادة في الجمل التمهيدية - للدلالة على التغير في المجرى ..

    لا أعلم ، أظن الأمر هكذا .. ربما لأنني لست من أنصار القصص القصيرة - ومع أنني لا أكرهها - ، لأنها غالبًا ما تسبب للكاتب رغبة قي إنهاء الأحداث بسرعة ..
    ولأنها - كما هو الحال هنا - لا تشفي تعطشي لقراءة المزيد دائمًا من الكتابات المذهلة e40e !

    ولا أكرهها لأن المحترف فيها غالبًا يطبق عليها عبارة : " خير الكلام ما قل ودل " ، والتي أظن بأن مطبقها يتمتع بذكاء أدبي مرتفع ..


    وبين ما قرأته من قصص قصيرة هنا في المنتدى ، أظن بأنك أقرب للفئة المحترفة من الأولى .
    من فكرة ومن سرد ومن لغة ..


    وشواطئ متفرقة ..~

    النهاية سطر ونصف فحسب ، ولا يقلل هذا من قيمة الأقصوصة كاملة !
    ~*~
    جميل منك التعايش والتفاعل مع الأحداث الراهنة المحيطة بالبيئة في كامل الوطن العربي . في الحقيقة أظن بأن هذا ما على الكاتب أن يفعل دائمًا !
    ~*~
    أحببت كوخه في الغابة e404 ، وقد كان حلمي مذ كنت صغيرة .. وإلى الآن أرغب ببناء واحد على قمة شجرة em_1f636 .
    ~*~
    العنوان واضح وبسيط أيضًا ، يدل مباشرة على مغزى القصة .. خصوصًا بالنسبة لعنوان ، قد يكون هذا إيجابيًا وسلبيًا في نفس الوقت ..
    ~*~
    كان جواد مبهمًا ! ثم عرفنا سواد شعره وعينيه العسليتين ، ثم اسمه وأصدقاءه .. ولم أعرف عمره للآن ..! لكنني أحب جواد - ووسام - وأصدقاءه وكل من هم على شاكلته !!
    ~*~
    لم يذهب تفكيري يومًا بأن الكوارث المادية للحروب قد تضطر أهل البلد الواحد إلى ترك بعضهم أمام مصائب عظيمة .. هذا مؤلم حتى حين تخيله فحسب ..
    لكني لم أفهم لم يكرهونه كبار البلدة ؟!
    ~*~
    مشهد وسام كان مؤلمًا ! لا أعلم .. هل يستحق جواد الرثاء أم التهنئة على قوة قلبه ؟
    ~*~
    عدم حديثي عن كل الأشياء لا يقلل - مجددًا - من قيمتها ، إنما أنا أركز على أشدها أثرًا على نفسي ، وما أظن بأنه قد يهمك من جانب القارئ ..
    وأكرر اعتذاري الأول عن قصر وعدم ترتيب الرد جيدًا .. ولكني أعلم بأن التسويف لا يولد إلا عواقب وخيمة .
    ~*~
    وأطالب أخيرًا بالمزيد ~ المزيد ~~


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    لا بأس بذلك فأنا أراه طويلاً وشكراً جزيلاً لكِ
    أخجلتني حقاً

    أجل فضلت أن لا أكتب عن دولة محددة

    جيد إذا .. أحب أن تكون القصة غير متوقعة فهي ما سيجعل القارئ يكمل القراءة

    أجل، لا بأس بذلك

    تلك الجمل الرائعة .. إنها تطرق باب عقلي من دون إستئذان لأكتبها

    حسنا لأقول الحقيقة .. فأنا لا أعلم ما هي النهاية حتى يحين دورها، أكتب القصة بناءً على عدة أفكار حتى تبدأ النهاية في التكون
    ولأنني كنت أكتبها لواجب ما، فلم أرد أن أطيل فيها، لا سيما وأن عدد الصفحات كان محسوباً. ولو لم أتوقف عند تلك النقطة لأصبحت رواية!

    شكراً لكِ على كل ما قلته

    حسناً بالنسبة للتعايش مع الأوضاع فقد قرأت الكثير من القصص القصيرة التي يكون مضمونها حب البطل/ة لوطنه/ا فلذلك أردت التغيير.. لماذا لا يحب وطنه؟ أين والداه؟ حتى تكونت لدي فكرة مناسبة عما سأكتب

    أظن بأن ذلك حلم الجميع، الكثير من قد رغب في مثل هذا الكوخ عندما كان صغيراً

    لقد عانيت الكثير بسبب هذا العنوان... لقد ألفت ما يقارب الخمسة أو الستة عناوين من أجلها

    أهل البلدة لا يملكون الكثير من المال لضم فرد اخر في أسرتهم.. فحاولوا إثبات كون جواد طفلاً مشاكس لا يستحق الشفقة حتى يبرروا أفعالهم لأنفسهم

    لقد اعتاد جواد على صد وسام ومن معه بسبب أهلهم فلم يفكر للحظة بما كان يفعله

    لا داعي للإعتذار، ردكِ رائع وشجعني كثيراااااً

    في أمان الله

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter