السلام عليكم
كيف حالكم جميعا
مضت فترة لا بأس بها منذ أخر موضوع كتبته ، والسبب هو انشغالي فاعذروني
قرأت بالأمس القريب قصة ذكر فيها مصل الحقيقة ، فأثار الاسم اهتمامي
مصل الحقيقة
تقول القصة أنه مادة كيمائية لها لها القدرة على إلغاء قدرة العقل البشري على الكذب
بحيث أن متعاطيه لا يستطيع أن إلا أن يقول الصدق في أي سؤال توجهه له
بداية ظهوره
ظهر مصطلح مصل الحقيقة في العشرينات من القرن الماضي حين ظهر عالم أدوية التخدير الأمريكي
( ت.س.هاوس ) ليكشف عن عقار مصنوع من مادة ( السكوبولامين ) زعم أن بإمكانه إجبار من يتعاطاه
على قول الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة لأن الدواء بحسب زعمه يلغي سيطرة العقل الواعي على الانسان
فتصدر هذه الحقيقة عن حس اللا وعي ( العقل الباطن) ، وما زاد من شعبية هذا الدواء وتصديق مفعوله
هو أنه ألقي القبض على عصابة اعترفت بأنها قامت بمجزرة تسمى مجزرة الاباما تحت تأثير هذا الدواء وهو
ما أسهم في شعبية هذا المصل
أهو حقيقة ؟
تشير الكثير من الدراسات إلى أن مصل الحقيقة ليس كما زعم صاحبه وأنه فائدته لا تتجاوز
فائدة الخمر في جعل الإنسان يتكلم و أن تأثيره قد تمت المبالغة به من خلال وسائل الإعلان .في حين
تشير وجهات نظر أخرى إلى أن لمصل الحقيقة بعض التأثير الحقيقي على المستجوبين حين يترافق مع
بعض الأساليب في الاستجواب .
كما أن النتائج التي يحصل عليها المحققون نتيجة لاستخدام هذا الدواء ليست ذات قبول كبير لدى القضاء
لأن هذه الأدوية لا تعطي دوما النتائج الصحيحة لأنها تخلط بين الحقيقة التي وقعت وبين رغبة أو ما يؤمن
به المتهم والموجود في عقله الباطن لأن هذه الأدوية كما قلنا تلغي سيطرة العقل الواعي على الانسان
فلا يعود متحكما فيما يقول
لكن ما قلناه بالأعلى قد يكون نوعا من التضليل المتعمد من قبل بعض الجهات للتغطية على مفعول مثل هذه
الأدوية فهناك من يزعم بأن مثل هذه الأدوية موجودة وأن تأثيرها لا بأس به في جعل المتهمين يعترفون
وذكرت جريدة واشنطون بوست قبل ما يقارب السنتين بأن الجهات الحكومية في الولايات المتحدة تحاول
شراء مادة تم اكتشافها في جامعة كانبرا الاسترالية تجعل المعتقل يعترف رغما عنه بالحقيقة
هل تم استخدامها فعلا ؟
يذكر التاريخ بأن الألمان في الحرب العالمية الثانية استخدموا أحد أمصال الحقيقة وهو يدعى ( بينتوثال
الصوديم) في استجواب الأسرى وكان لهذا المصل قدرة على تعطيل بعض مهام العقل مثل الحساب
والمنطق كما أنه كانت تجعل المستجوب كثير الكلام وثرثارا وقليل الحذر والخوف .
أيضا هناك حديث عن أن الأمريكيين استخدموا أحد أمصال الحقيقة ويقال أنها
نسخة مطورة من ( بينتوثال الصوديم ) لإجبار أحد قيادات تنظيم القاعدة وهو ( أبو زبيدة ) على الإفصاح عن
خفايا التنظيم وما يعد له .
وفي الختام
لا نعرف على وجه الدقة ما إذا كان هناك ما يسمى فعلا بمصل الحقيقة وما هي حقيقة تأثيره، لكن الحقيقة
هي أن الاعتراف الطوعي هو أفضل الطرق وأكثرها مصداقية للحصول على الحقيقة بغض النظر عن أي
وسيلة أخرى
إلى الملتقى
المفضلات