سلاام عليكم ... هذه اول رواية كتبها لي منذ ما يقارب 8 سنوات مضت منذ ايام الثانوية ولها بقلبي مكان بالرغم اني كتب غيرها الا انها تعد اول انجاز كتابي لي تلك الفترة والآن طبعت أول رواية لي وان شااء الله اعطيك اسم الرواية كي تشتروها وتعطوني رايكمواما الان اترككم مع ساعة الحقيقة وان شاء الله تعجبكم الرواية
النوع _ بوليسي اكشن دراما رومانسي
الابطال
توماس ادم
جو
كريستيان
ألبرت
ألكسندر جون بن
ساندي
جيمس
وغيرهم
الشخصية الغامضة
تعالت قطرات المطر الساقطة على واشنطن كعادتها في هذه الأيام مخلفة بعدها سماء ملبدة بالغيوم و سحابة من الضباب, وفي أثناء ذلك كان بعض الناس يهرعون لأقرب مكان يقيهم من البلل وقد وضع بعضهم الجرائد على رؤؤسهم وآخرين غطوها بمعاطفهم, وقد نشاهد القليل من الناس تحويهم متعة كبيرة في التنزه وقطرات الماء تبللهم أو يحاولون الهروب من أمور محزنة قد أصابتهم، أما العاقلون كانوا يجلسون في منازلهم بعد عناء يوم طويل يتناولون شايا ساخنا يبث فيهم الدفء... في تلك الأجواء من مساء إحدى الليالي التي يغمرها الظلام الدامس ويلفها سكون مخيف يولده صدى سقوط الأمطار التي تزامنت مع وقع خطوات منتظمة تبعث قشعريرة باردة في الأجساد وبالرغم من برك الماء الصغيرة التي انتشرت في أحدى الشوارع الجانبية التي تتراص فيها المباني والبيوت القديمة بجانب بعضها البعض, استمرت تلك الخطوات بالسير بانتظام وما إن وصل صاحبها لنهاية الشارع الذي انتهى بمصباح يكاد نوره يخبو والذي ساهم في إلقاء ظلال قاتمة على ذلك الشخص مما زاد ملامحه المخيفة الصارمة سوءا.
لحظات فقط تلك التي سقط فيها الضوء على وجه ذلك الرجل إلا أنها كافية تماما لتظهر ملامحه الصارمة بجبهته العريضة وعينيه الزرقاوين الواسعتين اللتين سقط امامهما بعض من خصلات شعره الطويل, كان على قدر كبير من الوسامة بنفس القدر الذي هو عليه من الصرامة يرتدي معطفا أسودا طويلا ورغم كتفيه العريضتين إلا إن معطفه كان يخفي نحول جسده ورغم سنين عمره الستة والعشرين إلا انه بدا اكبر من ذلك بكثير.
لو أن أيا كان صادفه وكان ذو عقليه خيالية لجزم بان هذا الرجل ينتمي إلى أحدى العصابات أو إلى أحدى أجهزة المخابرات, استمر الرجل بسير بهدوء وقد صاحب مشيته بعض التكاسل حتى توقف أمام بوابة مطار واشنطن الدولي , فنظر له من أعلاه إلى أسفله عدة لحظات ثم سار بهدوء ومازال ناظراه على جدران الزجاجية لذلك المطار ثم قال بلهجة غامضة:
-ستحمل هذه الأيام الكثيرة من المفاجئات.
ورحل.
وكالة واشنطن الأمنية
كعادة كل صباح في تمام الثامنة إلا خمس دقائق يدخل السيد توماس الوكالة دون أن يلقي التحية على أي, كان متجها مباشرة إلى مكتبه حيث يلتقط قبل دخوله الملفات التي تمدها له السكرتيرة, وما إن يدخل ويجلس على كرسيه الأسود المصنوع من الجلد ويضع يديه على مكتبه الضخم ذي اللونين الأسود والرصاصي المشابه لكثير من مكاتب المحققين إلا إن هذا المكتب اكبر بقليل منها, فيلتقط أحدى تلك الملفات تمهيدا لدراسته وما أن يفتحه حتى ينسى كل ما حوله.
توماس أدم في السادسة والأربعين من عمره له شعر اسود مع بعض الخصلات البيضاء المتفرقة وما يمنحه شكلا مميزا قامته الطويلة وكتفيه العريضين بينما كانت عيناه الزرقاوان حادتان وشاربه الذي يمنحه بعض الوقار, يظهر في ملامحه بعض القسوة والصرامة التي كانت تغلف تصرفاته في جميع الأوقات وربما كانت هذه الصرامة هي السبب في أسلوب تعامله مع المجرمين؛ لذلك لم يكن احد منهم قادرا على الإفلات من قبضته.
بعد مرور القليل من الدقائق...
بينما هو منهمك في دراسة إحدى قضاياه يسمع صوت طرق الباب بهدوء ثم يدخل رجل عجوز لا يتجاوز الرابعة والخمسين من عمره يقول وقد علت ابتسامة صغيرة على وجهه المليء بتجاعيد بينما يديه تحمل صينية بها قدح من القهوة:
_ مرحبا سيد توماس, هاهو قدح القهوة المعتاد.
_ أهلا بك يا ويليام.
فمد يده بهدوء فتناول القدح ثم رشف منه وعاد لإكمال ما بدأه وقبل خروج ويليام يقول:
_ تمنياتي لك بالتوفيق.
وينصرف.
في أثناء ذلك...
رن الهاتف, فامتدت يده اليمنى للسماعة بينما كانت عيناه منشغلتين بالنظر إلى أوراق القضية فقال بدون اهتمام:
_ ألو.
_ مرحبا توماس... وكان الصوت غير واضح والخط مشوش
_من يتكلم؟ ولقد ظهرت عليه بعض علامات القلق والتوتر ليعتدل بجلوسه ويترك أوراق القضية وينظر لهاتف فيضغط على زر.
_أبهذه الطريقة تحدث الناس؟
دار بعض القلق في نفس السيد توماس ولكنه قال بجد:
_هل لي معرفة المتكلم؟
_لن تتغير فمازلت ذاك الرجل الذي لا يهمه من يكلمه ولكن المهم هو أن تلقي نظرة من نافذتك إلى مطار واشنطن الدولي فبعد مرور ساعة كاملة من الآن سيحدث ما سيبهرك
_من معي؟ وقد بدأ بعض علامات الخوف تتسرب لوجه
_ ليس الآن, فمازال الوقت مبكرا, إلى اللقاء.
_ ألو... ألو... لقد أغلق الخط.
اعتدل السيد توماس ثم عقد ساعديه ليقول بشيء من القلق والريبة:
ما هذا الشيء الذي سيبهرني؟... هل هو أمر خطير؟ أو أن هذا مجرد مزح ساذج لبث الذعر فينا؟! ثم صمت لبرهة وهو يحاول أن يصل إلى ما يريده ذاك المتصل فقال:
_ليس من الممكن أن يكون مزاحا ثقيلا فهو بدأ جادا فيما يقوله والمتصل لم يكن من هواة التلاعب لأنه استخدم هذا التشويش وتغير الصوت باستخدام أنظمة الكمبيوتر لتغير الصوت وقدرته على التحكم به, وكذلك معر فتة وقت التقاط المكالمة فلقد أغلق الخط قبل مرور دقيقة, ليس سهلا أن يفعل ذلك إلا إذا كان بارعا, فصمت وهو ينظر للهاتف وبعدها كبس زرا ثم قال بقليل من الغضب:
_ استدعي التحري جو حالا يا آنسة سارا.
_على أمرك يا سيدي.
استرخى السيد توماس على كرسيه منتظرا مجي التحري جو وقد اتخذ قراره.
في تلك اللحظة...
طرق الباب ثم دخل شاب في الخامسة والعشرين من عمره, طويل القامة, له جسم رياضي وعينان عسليتان خلابتان وبينما كان شعره الكستنائي الناعم التي تهدلت خصلاته على جبهته ووجهه بلا انتظام, كان يحاول رسم بعض الصرامة على وجهه العابث ويسير كالجنود ببذلته السوداء الأنيقة إلا انه ما إن وصل بالقرب من سيد توماس حتى انحي كالتحية الصينية وقال:
_مرحبا سيدي
كاد السيد توماس ينفجر من الغضب من تصرف التحري جو فقال وقد لمع بعض الغضب في عينيه:
_ ليس هذا وقتا للمداعبات أيها التحري.
ابتسم التحري جو فقال وهو يحرك يده خلف رأسه بعد أن رمى بخصلة من شعره للوراء:
_ أعتذر يا سيدي, كنت أرغب بصنع بعض الفكاهة؛ ليكون وقع ما تريده مني سهل التنفيذ, فكما تعلم الجد يصبح مملا إذا زاده عن حده, ولقد مللت من التصرف بجد, أليس ما أقوله صائب؟
تكلم السيد توماس وقد تشابكت أصابع يديه بعضها مع البعض بالقرب من ذقنه بدون أن يهتم بما قاله:
_ كل ما أريده منك الآن هو أن تذهب إلى مطار واشنطن الدولي؛ لتحقق من وجود أي خطر, فلقد تلقيت اتصالا بأن أمر سيحدث هناك بعد مرور خمسين دقيقه من الآن وعلى ما يبدو بأن المتصل لا يحب المزاح فلقد استخدم ذكائه في الكمبيوتر, وكذلك معرفته للوقت المناسب للقطع المكالمة.
_ سأذهب حالا.
بينما كان التحري جو ينصرف, كانت الأمور تدور داخل السيد توماس...
بالرغم من تصرفاته إلا إنه جدير بالثقة والمناسب لخوض غمار أصعب القضايا, أتمنى أن يثبت الجدارة في هذه المهمة... وأتمنى ألا يحدث أمر خطيرا.
المفضلات