في صباحِ يومٍ سعيدٍ وفي مقتبل الشتاء - أي كهذه الأيام تماماً - خرجَت صدى
من القلعة الشاهقة لتتجوّل تحت زخات المطر المنعشَة ,
ولا شيءَ يجعلها أكثرَ سعادة مع ذلك الغيث سوى سلّة تحوي دلّة وفناجين قهوة ، وارتدائها لرداء
أحمرَ عليهِ شعار فيراري، حيثُ كانت تركضُ هُنا وهناك بسرعة ومرح
<~ البنت مسكينة أبوها ما يعطيها سيارة فيراري فتضطر لتخيّل أنها بداخل واحدة < كف ..
بل ما كان يهمّها من هذا كلّه هو مغادرتُها للقلعَة و التفسّح في أرجاء حديقتها - و التي هي في الأصل غابة مخيفة -
دون أخذِ إذنٍ مسبق من عمّتها سوآن , .. أي بتعبيرٍ آخر كانت هاربَة سعيدَة xD
بعد جولتها الممتعة تلكَ قررت العودَة لداخلِ القلعة، حيثُ إنّ الجو ازداد برودَة، وبالقربِ
من بوابة القلعة العظيمَة لمحَت كائناً أحمر اللونِ يخرجُ مسرعاً وباتجاهٍ معاكس لسيرها
أمعنتْ النظرَ فيهِ لتبرز ملامحه لها، فكانَ - بلا شكّ - ثعلباً أحمر !
اقتربت صدى منه قائلَة: يآآآآآه ثعلب كان في القلعَة ، تعال سألعب معك وأعانقك وأعصرك وأدللك
تسمّر ذلك المخلوقُ الأحمر في مكانِه وتراجعَ بخوفْ , ونطقَ إثرَه :
- يآ ماما ماذا تريدين؟ ابتعدي عنّي !!! < الخوف يسوي عجايب
ثم قفز من فوقها ليكمل ركضه ,وهرب مطلقاً سيقانه الأربعة للريح وسط مراقبة صدى المندهشة منه وهو يبتعد في الأفق
لتقول: كم أنتَ عارٌ على الثعالب!
بعد ذلك انتبهت للورقة -التي وقعت من الثعلب- فالتقطتها وهي تأمل أن تكون شيكاً
بـ 1000,000,000$$
دولار < ياللطمع
وقرأت فحواها:
لتقول بعد ذلك: تبّاً، ليست كما تصوّرت مجرد كلام فارغ ..
ثم رمت الورقة واستدارت دون اكتراث لتعود إلى داخل القلعة، فقد بدأت تعطسُ حين برد الجو أكثر
لم تتحرك خطوتين حتى فُجِعَت بصوتُ أحدهم يصرخ: طيآآآآآآآآآآآآر أمسك به !!!!!
ردّ الآخر بغضب: وما الذي أحاول فعله برأيكِ؟
أوقف المشاغبان ركضهما فجأة أمام عمّتهما التي بدأت ترمقهما بنظرات متسائلة ,
فتحدّثت ميمي ببراءة محضَة : أووه ! أهلاً عمّتي , .. كيف الأحوال؟
تمتمَ طيّار: يالهذه الفتاة، قبل لحظة كادت تأكلني والآن تبتسم بكل براءة!
قاطعتهُ قائلة: طيااار أسمعُ ما تقول ..
فحاول المسكين تغيير الموضوع بسرعة: عمّة صدى هل رأيتِ خَروفاً يمرّ في الجوار؟
انقلبت ملامح ميمي لأخرى أكثر وحشية، لكن صدى -اللامستوعبة ما يحصل أمامها-
قطعت ذلك الجو المتكهرب قائلة باستغراب: خروف؟
أجابت ميمي: أجل, خروفٌ في ثوبِ ثعلب أحمر اللون ~_~
ردّت بدهشة: بثوبِ ثعلب !!! .. ميمي، لا تقلبي المفاهيم كما تفعلين عادةً ،
سمعتُ بذئبٍ في ثوبِ حمَلٍ لكن لم أسمع بشيءٍ كهذا
تدخّل طيّار هذه المرة: خروفنا ذكيّ ويفكّر فخرجَ متنكّراً ، لقد هربَت أضحيّة القلعة للعيد الآن .
شهقت صدى: هذه مُصيبَة !! , إنها غلطتُكُما ، من الخطأ تكليفكما بمراقبته !!
تحدّثت ميمي مدافعة عن نفسها: لقد هربَ الخروف في فترة حراسة طيار له، هي غلطتُه وحده
التفت إليها مستنكراً منفعلاً: لِمَ تلقينَ اللوم عليّ أنا دائماً؟ لقد هرب قبل أن يأتي دوري لحراسته،
إنها غلطتكِ أنتِ لأنك لم تربطيه بشكل جيد ..
أطلقت صدى تنهيدة بيأس وسحبتهُما -وسط شجارهما- إلى داخل القلعة حيثُ الموقع الذي هرب منه الخروف التعيس
كانَ الخروفُ مربوطاً إلى عمودٍ حديديّ تعلّقت بطرفه قطعة قماش أحمر، الحبلُ بطول مترٍ و نصفٍ والغريبُ
أنه كان يبدو مقطوعاً بشيءٍ ليس مصقولاً كالسكّين، بل من الواضح أن من قطعه قد استهلك جهداً ووقتاً..
لذلك , حوّلت صدى فجأة موضوع الخروفِ الهارب لقضيّة طرحت حولها عدّة احتمالاتْ :
الأولْ : الحبل كان مهترئاً مما يعني أن طيار محقّ و ميمي لم تحسن تقييد الخروفْ .
الثاني : طيّار - وكما قالت ميمي- غفل عن الخروفِ فقطع الحبل بأضراسه وفرّ هارباً
الثالثْ : كلٌّ من طيار وميمي مذنبان وقد تسببا معاً في هرب الأضحية .. وربما يكونان بريئين
الرابع : قطعة القماش الحمراء التي وُجدت معلّقة على العمود الحديدي بدت ممزّقة وقد تكونُ للــمجرم الحقيقي xDهمهَمَ الثلاثة يفكّرون في الحل الصحيح ولكنهم عجزوا عن معرفته، وحالما يتوصلون للمذنب
سيعاقبونه بسبب عدم تجهيز مائدة العيد في القلعة ،
بيدكُم إنقاذُ طيار , أو ميمي أو الشخص الثالث المجهول من عقاب الجدة سوان الشرير
و الرجاء إرفاق إجاباتكم خلال ردودكم , xD<<نمزح
المفضلات