- ينتابني الفضول كلما رأيتهم ..وأَمْعنتُ النّظر جيدًا إلى وجههم ..
فهم يدفعونني بإجبار للتطلع لذواتهم ..وعوالمهم ..حياتهم ..تطلعاتهم..أهدافهم
نظرتهم للحياة ...وأمورٌ أخرى أكثر تشويقًا ..
كانت وكأنها ليست هنا حين أطلقت العنان لكلماتها وتأملاتها ، ولم تنفكَّ عن
تلك النظرات الحادة شديدة اللمعان إلا حين صَوّبت نظراتها نحوي ، لترمقني
فتنبهت إليها ، وأجبت:
- إنني أقل فضولاً ...
بترتُ جملتي ثم قلت :-
- يقــولون لي أن الأدباء مُعقدين ..ويلتفون حول كتاب ..ظنًا منهم أن الكُتب
تَحِلُّ كل الأمور وتصنع المعجزات ..
انفرجت ثناياها بابتسامةٍ شيطانية غَلَّفت ذلك الْوجه الْغامض ، ثم اعْتَدلت في
جلستها من أعلى ذلك السرير المُغطى بالمفروشات القرمزية
المزركشة ، لِتُخرجَ كتابًا من تحت وسادتها قائلةً بظفر :-
- أثرتي حيرتي ..فلقد ابتدئتي جملتكِ بـكلمة "يقولون" في حين أنني أردتُ
أن أستمع إلى قناعاتكِ أنتِ ..إنه لمن الغريب أنْ يَرى الْمرء (صُحفية)
تشاهد الأمور بغيرِ رؤياها ..وكأنكِ بعرض كلامهم هكذا ..كزاويةٍ
حادة مقدراها 60 درجةٍ تَحِدُّ في زواياها وهي أقلُ الزَوايا ..
صُدمتُ من طريقةِ تعبيرها المجنونة ، وكُدّتُ أُكمل اندهاشي وفاهي
مفتوح بطريقةٍ كوميدية تجذب انتباه المصورين الذين
لا هم لهم سوى التقاط الصور بأسوء الظروف .
لذا اعتدلتُ في جلستي أنا الأُخرى ، وقلتُ بجديةٍ مُصْطَنِعَةً
ضحكة مجاملة على شفتيَ :-
- لقد قلتِ لي بأنكِ بحاجةٍ إلى صحفية ..ولكن ما أثار استغرابي
هو اختياركِ لي رغم أنني ما زلتُ مبتدئة ...ما دفعكِ إلي ..؟!
أرخت جسدها إلى الوراء لتوزع نظراتها علـى المصورين قائلةً
بـبرود:-
كم أنتِ بسيـطة ..!!
وضحكت تلك الضحكة المُخيفة التي أخافتني أول مرة ، وبعدها أردفت :-
الحقيقة ..لقد سمعتُ جملتكِ تلكَ في برنامك الإذاعي الأول ..لذا أردتُ
أن أُريكِ كيف يكونون على سجيتهم ..؟
وما يصبحوا في جديتهم ..؟
فهل انتِ مُستعدة .؟!
البحثُ عن مغامرة جديدة ، هذا هو ما فكرت فيه في هذه الأثناء وما شدني بقوة ،
لذا وقفــتُ بسرعة وصرختُ بنبرةٍ متحمسة :-
- أتعنين مُقابلـــــــــة ..!!
ولأول مرة تبسمت إليّ بلطف ، وأومأت برأسها ..موافقة.
كانت هنا
الصحفية جوليا
المفضلات