السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندما أرسل الله خاتم الأنبياء محمد - صلى الله عليه و سلم - اصطفاه من بين البشر و جعله رسولاً مبلغاً
لآخر دين أرسله للناس كافة
فجاهد - صلى الله عليه و سلم - و بلغ و عانى في سبيل دعوته الكثير حتى دُعِمَت كلمة الحق و استقرت
في الجزيرة العربية
قال تعالى : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } [ الضحى : 5 ]
لم يقتصر الأمر على الرضى في حياته - صلى الله عليه و سلم - بل و بعد مماته حمل أصحابه راية الحق
و لم يتهاونوا في إعلاء كلمة الإسلام لما كانوا حديثي العهد بالرسالة
ما أود مناقشته في هذا الموضوع .. أو بالأحرى مقارنته
هو تلك النفس التي حملت هم نشر الدعوة الإسلامية التي امتدت في فتوحاتها مشارق الأرض و مغاربها
و لو تتبعنا بعضاً من الفتوحات الإسلامية و رأينا الدعوة
فهذا النعمان بن مقرن المزني يدعو يزدجرد ملك الفرس - بعد أن تم إرساله مبعوثاً للفرس - :
" إن الله رحمنا، فأرسل إلينا رسولاً يأمرنا بالخير وينهانا عن الشر، ووعدنا على إجابته خيري الدنيا والآخرة، فلم يدع قبيلة قاربه منها فرقة، وتباعد عنه منها فرقة، ثم أمر أن نبتدئ بمن خالفه من العرب، فبدأنا بهم، فدخلوا معه على وجهين مكره عليه فاغتبط, وطائع فازداد، فعرفنا جميعاً فضل
ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق ثم أمر أن نبتدئ بمن جاورنا من الأمم، فندعوهم إلى الإنصاف. فنحن ندعوكم إلى ديننا، وهو دين حسن الحسن، وقبح القبيح كله " [ البداية والنهاية (7/ 43) ]
هذه صورة واحدة من عديد الصور المشرقة في تاريخ الفتوحات الإسلامية و هو هدف الرسالة السامية
في تخليص البشر من باطل الأديان
بينما لو قارنا الأمر الآن لوجدنا أن هم نشر الرسالة الإسلامية لم يعد كما هو سابقاً
أين نحن من تلك الأمة المصطفاة لنصرة دين الله بعد أن بلغ النبي - صلى الله عليه و سلم - رسالته ؟
هل بات الدين أمراً نتحرج ذكره عند لقاء أصدقائنا من الأديان المختلفة ؟
هل أصبحنا ندعوهم أو نعرض عليهم الإسلام و لو مرة واحدة فقط كي يكون لنا أجر الدعوة ؟
لن أدعو للتشائم أبداً بل هناك جهات مختصة تكفلت بنشر الدعوة
لكن هل يقتصر الأمر عليها و حسب؟!
احمل هم الرسالة في نفسك و لا تخشَ في قول كلمة الحق لومة لائم
الموضوع ليس تحطيمي بقدر ما هو تنبيهي للأمر
في أمان الله
المفضلات