بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
~ - - - ~
يعتبر هذا الموضوع أول موضوع لي بهذا القسم، فأرجو منكم التفهم والتطبيق
~ - - - ~
كن متميزا:
أيها المسلم، أيتها المسلمة
لقد أكرمك الله عز وجل بالإسلام وأنعم عليك بنعمة عظيمة هي نعمة الإيمان وبالتالي فإنك أيها المؤمن مطالب - من إسلامك - بالتميز عن غيرك في العقائد والشعائر والأخلاق والمعاملات والعادات.
تميز يجعلك شخصية متزنة معتزة بدينها فخورة بانتمائها لهذا الدين العظيم.
( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )
فصلت، آية 33.
قل "إنني من المسلمين" واستشعر معاني العزة والكرامة، استشعر معاني الفخر والأناقة، استشعر فعلا "أنك مسلم".
جدد انتماءك لهذا الدين:
أيها المسلم، أيتها المسلمة
العبادة في الإسلام تمنحك منحا جليلة منها الفوز برضا الله سبحانه والقرب منه والتطلع إلى جنة الخلد.
هذه العبادة تمنحك تجديد الأمل وتجديد الرجوع إلى الله كما أنها تمنحك التمتع الحلال بلذة الطاعة وتخلصك من ذل المعصية.
أعيادك:
شرع لك الله عيدين عظيمين، عيد الفطر وعيد الأضحى، وكلاهما يحمل معاني العبودية لله.
ومعاني الجمال والتجميل والتزين بلا آثام وخطايا.
عيد الفطر تفرح به بعد إتمام عبادة الصوم التي قال عنها رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»
متفق عليه.
عيد الأضحى يأتي بعد إتمام عبادة الحج التي قال عنها نبيك الرحيم صلى الله عليه وسلم:
((مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))
متفق عليه.
هذه مدلولات العيد ولادة جديدة متجددة للمسلم بلا ذنوب ولا معاصي.
..وأعيادهم؟
إذا كان العيد فرحة وبهجة وسرورا فأية فرحة عندكَ أيها المسلم أعظم من لحظات الانتصار والانجاز وتحقيق الفوز برضى الله، كل ذلك بفضل ما وقفت إليه من عبادة وقرب...إلخ
تتحول بعد ذلك إلى أتباع اليهود والنصارى وتحتفل بأعيادهم وأيامهم وتشاركهم فرحتهم، بل معاصيهم وذنوبهم..
تذكـــــــــر
يحتفل النصارى بعيد ميلاد المسيح عليه السلام وهم يقولون أن المسيح هو الله، أو أن المسيح ابن الله.
ويحتفل اليهود بعيد ميلاد المسيح عليه السلام وهم الذين أرادوا قتله.
فهل تشارك من يقول إن المسيح هو الله؟ - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا - هل تشارك قتلة الأنبياء والأولياء والأبرياء احتفالاتهم؟
تذكــــــــــر
إنك تدعو الّله في كل صلاة أن يهديك صراطه المستقيم ويجنبك طريق المغضوب عليهم من اليهود والضالين من النصارى.
فكيف - بالله عليك - تسلك طريقهم وتحتفل بأيامهم وأعيادهم!
وتذكــــــــــر
إننا كأمة اليوم نعاني من كثير من الانحراف عن ديننا القويم ومنهج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا كفاية من الذنوب والمعاصي، بل وزيادة.
فلماذا نضيف إلى ذنوبنا وآثامنا ذنوب غيرنا ومعاصيهم وانحرافهم؟!
أتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟
كيف تستبدل شعائر دينك العظيم بشرك وانحرافات ضالة منافية لدينك وعقيدتك؟ بل كيف تتشبه بعباد العجل وعباد الصليب وقد نهاك رسولك الحبيب صلى الله عليه وسلم أن تتشبه بأصحاب الملل الباطلة والأديان المحرفة المنحرفة.
تبث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ))
أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
اجتنب ولا تشارك
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك . ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك . ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة .
وبالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام." مجموع الفتاوى.
وقال الإمام الذهبي في رسالته تشبه الخسيس بأهل الخميس:
"فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد فلا يشاركهم فيه مسلم كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم"
احذر غضـب الله
وقال الإمام مالك رحمه الله:
"يكره الركوب معهم في السفن التي يركبونها لأجل أعيادهم لنزول السخطة واللعنة عليهم."
إنهم يجددون شركهم كل عام
"وقالت النصارى المسيح ابن الله" التوبة، الآية 30.-تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
كيف تشاركهم وأن صاحب أعظم كلمة في الوجود؟
لا إله إلا الله
لقد نسبوا لله الولد وهذا لا يليق بجلال الله وعظمته.
لأن هذا نقص وهو سبحانه منزه عن النقص والشريك والنظير والولد.
لذلك فقولهم: "اتخذ الله ولدا" منكر فظيع وجرم شنيع بل شرك عظيم.
اعتقادك في عيسى عليه السلام يدخلك الجنة فلا تحتفل مع النصارى.
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلى مَرْيَمَ وَروحٌ مِنْهُ ، وَالْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَالنَّارَ حَقٌّ ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّة عَلى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ.»
متفق عليه.
احتفالك معهم ينافي اعتقادك الصحيح في عيسى عليه السلام فهو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وهو آخر أنبياء بني إسرائيل، لقبه في القرآن المسيح أما بالعبرية فـ "يسوع"، أي المخلص، يخلص النصارى - في عزمهم - من الخطايا، لذلك يصرون على المعاصي ويرتكبونها فسقا وعنادا وتعنتا وجرأة على الله عز وجل، يقولون ينبغي لمن لم يخطئ أن يخطئ، لأن عيسى عليه السلام سيخلصه كما خلص آدم والأنبياء عليهم السلام.
فترتكب باسم المسيح عليه السلام الكبائر من شرك وسكر وزنا وفجور وخرافات وبدع... معاصي ومنكرات وخطايا وآثام.
~ - - - ~
أعزائي..
أتمنى أن تعلموا أن الله قد أعزكم بالإسلام وهو الدين الحق، وأتمنى أن لا تقلدوا أصحاب الملل الأخرى، بل نجعلهم هم من يحبون الإسلام ويدخلونه
قال الله تعالى:
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا))
سورة الفتح.
~ - - - ~
وأنتظر تعابيركم الجميلة
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
المفضلات