الصفحة رقم 74 من 108 البدايةالبداية ... 2464727374757684 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1,461 الى 1,480 من 2147
  1. #1461


  2. ...

  3. #1462
    اهلا هيرونيو .. عدت وقد قرأت كل البارتات .. كلها رائعة كم اعتدناك ..

    وددت لو اكتب كل ملاحظاتي ولكن مضت فترة طويلة لذا ساكتفي بوضع قليل من التعليقات لى البارت الاخير لضيق الوقت ..

    إيمان باشمئزاز:لو أنها على الأقل مزخرفة ... أو حتى لو وجدت دائرة صغيرة عليها لكنت وافقت ...
    انها تتهرب لا غير .. متأكدة انه لو كانت مزخرفة لاخترعت حجة جديدة صحيح ؟

    غادرت إيمان المكان فور رؤيتها لرافع...
    ألهذه الدرجة ؟


    أجابها رافع:لماذا تسألين ؟ .. كان لدينا عمل .. ولست أدري حتى لماذا جئنا إلى هنا ...
    شجاع ليتحداها !!

    قال رافع موجها أغلب كلامه إلى إيمان:أنا الآن أجد نفسي متهما في قضية متعادلة ... كلا الطرفين واحد ... فأنا هو أنت ... وأنت هو أنا ... إن خسرت ستخسرين... وإن فزت ستفوزين ... البارحة طلبت مني طلبا ... يصعب تنفيذه ... لن أقول يستحيل ... فأنا فعلا أستطيع القيام بذلك ... ولكن ... ليس قبل أن أدوس على قلبي ... وأرمي بمشاعري .. وأدوسها أيضا ... أنت تطلبين مني فعل ذلك ...
    التفت نحو الجالسين إلى الطاولة الكبيرة وقال:أفهل ترون هذا عدلا أيها القضاة ؟ أترون طلبها القاسي هذا عدلا ؟؟ ... إنه أولا .. جريمة بحق قلبي وأحاسيسي تجاهها ... وهو أيضا .. خيانة لمبادئي وكرامتي ... أفهل أحاسب لأني لم أقم بذلك ؟؟ .... هل أصبح القيام بالأمر الصحيح جريمة ؟؟ ...
    عزيزتي هيرونيو .. الا ترين انه ليس من الصحيح ان يتحدث الكبار بكلام كهذا والصغار عندهم يستمعون ؟؟

    روكسي:أقصد بأنها لا تجلس معنا كثيرا .. وإن جلست تبقى صامتة .. ثم إنها تختفي فجأة بطريقة مخيفة !
    لابد ان خلفها سر خطير ..


    كانت السيدة سمر تقف قرب غرفة والدة فؤاد تنظر إليها بحزن ...
    ذكريني أذكرتها من قبل ؟

    همست بصوت منخفض حزين:ولكني زوجتك أيضا ... أنا أقرب إليك من ابنتك !
    يالها من مسكينة ..
    ساعكس المثل الان : ملاك يرتدي ثوب الثعالب ..
    على الرغم من ان ملاك كبير عليها !
    لكنها ليست اقرب من ابنته .. فالأبنة هي من عاشت معه منذ ان كانت طفلة .. اما الزوجة ( خاصة ليست ام الابنة ) فما زال الوقت قليلا ( لا اعني هذا اني اقر ان المحبة تزيد بطول الزمن )


    وأكملت حديثها:أبي ... أعلم أنك خائف علي ... وأنك لا تريدني أن أختار خيارا تضغط علي رهام فيه ... ولكن .. أظنك قد قسوت عليها كثيرا ... أرجوك اذهب واعتذر إليها ....
    تصرف حكيم

    ابتسمت بهدوء ودموعها تتساقط كأمطار الشتاء على الموضوع:أنا أصدقك شادي ... أصدقك حتى بعد الذي فعلته بي ... ولكنني ... لا أستطيع أن أكون صديقتك بعد الآن .. لا أستطيع !
    تصرفها منطقي مبدئيا


    وكلاهما .. يراقبان القمر بصمت غريب قطعه قول شادي:أشعر بأني وحيد يا عمي ..كنت دوما أشعر بالوحدة... ولكن... هذه هي المرة الأولى التي يتنامى فيها هذا الشعور في داخلي ... لقد رأيتهم وهم ينظرون إلي بشك ويتهامسون بشأني ... الطلاب لا يهمونني بقدر أصدقائي الذين يشكون بي ...

    يا الله .. بدا هنا كطفل صغير يبحث عن الحنان .. كم انا حزينة لأجله

    ~عدتُ والعودُ أحمدْ~

    sigpic182610_4

  4. #1463
    هيروني..ممم هل يمكنني السؤال؟؟

    عن موعد البارت القادم؟؟

    اعتذر على الازعاج..

  5. #1464

  6. #1465
    أخي @$ناروتو$@@#@#$ ... لا أظن أن القصة هي المكان الأفضل لحديثك .. إن أردت قول شيء لا يتعلق بالقصة بأية طريقة فأرجو أن تدخل ملفي الشخص وقل هناك ما تريد ...



    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة روح تشاد مشاهدة المشاركة
    اهلا هيرونيو .. عدت وقد قرأت كل البارتات .. كلها رائعة كم اعتدناك ..

    وددت لو اكتب كل ملاحظاتي ولكن مضت فترة طويلة لذا ساكتفي بوضع قليل من التعليقات لى البارت الاخير لضيق الوقت ..



    انها تتهرب لا غير .. متأكدة انه لو كانت مزخرفة لاخترعت حجة جديدة صحيح ؟



    ألهذه الدرجة ؟




    شجاع ليتحداها !!



    عزيزتي هيرونيو .. الا ترين انه ليس من الصحيح ان يتحدث الكبار بكلام كهذا والصغار عندهم يستمعون ؟؟



    لابد ان خلفها سر خطير ..




    ذكريني أذكرتها من قبل ؟



    يالها من مسكينة ..
    ساعكس المثل الان : ملاك يرتدي ثوب الثعالب ..
    على الرغم من ان ملاك كبير عليها !
    لكنها ليست اقرب من ابنته .. فالأبنة هي من عاشت معه منذ ان كانت طفلة .. اما الزوجة ( خاصة ليست ام الابنة ) فما زال الوقت قليلا ( لا اعني هذا اني اقر ان المحبة تزيد بطول الزمن )




    تصرف حكيم



    تصرفها منطقي مبدئيا





    يا الله .. بدا هنا كطفل صغير يبحث عن الحنان .. كم انا حزينة لأجله

    أهلا بك روح تشاد
    أشكرك على الإطراء ...

    لا بأس بشأن الملاحظات .

    معك حق .. إيمان تتهرب لا غير ... كيف لها أن تلبس الأصفر العجيب؟؟؟؟؟؟؟

    لتلك الدرجة وأكثر

    لربما كلامك صحيح بشأن ما قاله رافع ..
    ولكن صغر سن الأطفال هو ما يجعلهم يشعرون بالملل أثناء حديث رافع وبالتالي لا يعيروه اهتماما كونهم لا يفهمون معظم ما يقال ..

    ربما لديها سر خطير .. من يدري؟

    أجل .. السيدة سمر هي معلمة اللغة العربية ...

    ملاك يرتدي ثوب الثعالب ! .. مثل غريب !
    بالنسبة لي أرى أنه لا يوجد ما يسمى هذا أقرب وهذا أبعد ... يوجد ما يسمى بالمساواة لا أكثر ...

    لم يكن لدى وئام خيار آخر ...

    شادي طفل حقا ...

    أشكرك لوجودك وإبداء رأيك

  7. #1466
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سحر الغراام مشاهدة المشاركة
    هيروني..ممم هل يمكنني السؤال؟؟

    عن موعد البارت القادم؟؟

    اعتذر على الازعاج..
    حقيقة لا أعرف متى يمكنني وضع البارت القادم
    لقد كتبته كله ... ولكن المشكلة أني أشعر بأنه ممل .. كل شيء ممل ...
    لذلك سأمنح نفسي وقتا لمحاولة تعديله .. ولمحاولة ترتيب أفكار القصة التي تبعثرت في الأيام الأخيرة ...

    لا داعي للاعتذار

  8. #1467
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة °♥• lσzå •♥° مشاهدة المشاركة
    ننتظر البآرت ^^ ~
    أخشى أنكم ستنتظرون ...طويلا

  9. #1468
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة heroine مشاهدة المشاركة
    أخشى أنكم ستنتظرون ...طويلا
    لا بأس لاأحد يخلو من المشاغل ..أكمليها متى حانت لكِ الفرصه gooood

    . سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .

  10. #1469
    السلام عليكم
    ...
    شحالش خويتي ؟؟؟؟؟؟
    ...
    بداية حبيت اعتذر
    لاني اقرى واهرب بدون ما ارد
    والسبب واضح وضوح الشمس
    الا وهو اني عجوز
    عيزانه ارد
    مع ان القصة تستحق الرد عليها
    فاتمنى انش تسامحيني
    ...
    البارتات الاخيرة بمنتهى الروعة
    ...
    وطبعا انا عيزانه اعلق على كل البارتات
    فبكتفي بتعليق واحد بس
    ليـــــــــش وئام قطعت الورقة كنت متشوقة اعرف شنو كتب شادي
    ولكن للاسف يبدو انه ما في نصيب
    ...
    بانتظار البارت الجديد حتى لو كان متاخر
    ...
    في امان الله
    [CENTER]
    sigpic366911_1
    قصتي الأولى بعنوان: أهو فتى أم فتاة
    http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=523780
    اتمنى من الجميع قراءتها ... واعطائي النصائح والانتقادات اللازمة لتحسين القصة وأسلوبي ^.^

  11. #1470
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة • shadow • مشاهدة المشاركة
    لا بأس لاأحد يخلو من المشاغل ..أكمليها متى حانت لكِ الفرصه gooood
    بإذن الله ... سأضع اليوم بارتا
    ليلا على الأغلب

  12. #1471
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة روطة مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    ...
    شحالش خويتي ؟؟؟؟؟؟
    ...
    بداية حبيت اعتذر
    لاني اقرى واهرب بدون ما ارد
    والسبب واضح وضوح الشمس
    الا وهو اني عجوز
    عيزانه ارد
    مع ان القصة تستحق الرد عليها
    فاتمنى انش تسامحيني
    ...
    البارتات الاخيرة بمنتهى الروعة
    ...
    وطبعا انا عيزانه اعلق على كل البارتات
    فبكتفي بتعليق واحد بس
    ليـــــــــش وئام قطعت الورقة كنت متشوقة اعرف شنو كتب شادي
    ولكن للاسف يبدو انه ما في نصيب
    ...
    بانتظار البارت الجديد حتى لو كان متاخر
    ...
    في امان الله
    وعليكم السلام
    أهلا بك روطة ..
    أنا بخير .. شكرا لسؤالك ...

    لماذا أسامحك أختي ؟؟ لا داعي للاعتذار من البداية ... ألم تعتادوا على هيروين ؟

    أشكرك على الإطراء ...

    أنا أيضا كنت متشوقة لقراءة ما كتبه شادي !!
    قد يكون هناك نصيب .. من يدري؟؟؟؟

    بإذن الله البارت اليوم

    تحياتي لك

  13. #1472
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة heroine مشاهدة المشاركة

    بإذن الله البارت اليوم
    إذن فنحن بانتظاااااارك..!!

  14. #1473
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سحر الغراام مشاهدة المشاركة
    إذن فنحن بانتظاااااارك..!!
    شكرا على صبركم

    البارت بعد قليل

  15. #1474
    إليكم البارت الجديد

    .
    .
    .


    فتحت الصغيرة براءة عينيها إثر دخول أشعة الشمس المشاكسة إلى غرفتها الهادئة ...
    نهضت بسرعة عن سريرها كما لو أنها كانت تنتظر لحظة استيقاظها بفارغ الصبر...
    نظرت إلى الساعة الوردية الإطار التي تتوسط الجدار الواقع في مجال رؤيتها الأمامية ...
    وحين رأت أنها الساعة السادسة .. ابتسمت بارتياح وحدثت نفسها بصوت طفولي منخفض:هذا رائع .. شادي لا يكون مستيقظا الآن ... لأن الساعة تساوي ... ما هو ذلك الرقم ؟؟ ... ما هو؟؟ .. لقد نسيته ... آاااه .. إنه رقم الدائرة التي لها ذيل إلى الأعلى !....لا...لا ... ليس هذا هو اسمه !

    توجهت إلى دورة المياه فغسلت وجهها ... وهي تفكر:"سأذهب الآن لأقطف لشادي وردة حلوة ... أنا غاضبة منه ... لكنه حزين ... هل هو حزين بسببي؟؟ .. أجل .. لأني البارحة لم أتحدث إليه ولم أقطف له وردة ... لقد كان يبكي ... أنا آسفة شادي ... لم أعرف أنك ستحزن هكذا ... لو أنني كنت أعرف أنك ستبكي ... لقطفت لك الكثير من الورود ... ولكني الآن سأذهب وأقطف وردة لك .. سأضعها بالقرب من سريرك وأنت لا تدري ... وحين تستيقظ ستشمها وستفرح .. ولن تبكي أبدا ! ... ولكني لن أقول لك بأني أنا من أحضرها لك ... لأني غاضبة فقد صرخت علي ولم تلعب معي ... ولكن ... هل ستكون مستيقظا الآن ؟؟ لا... لا أظن ذلك ... لقد ذهبت البارحة للتنزه مع العم أمين ... متأكدة أنك عدت ليلا وكنت تعبا .. ولذلك .. فستنام طويلا ... رائع .. وبذلك لن تراني حين أضع لك الوردة ! "

    خرجت إلى حديقة المنزل بحماس واضح ...
    واقتربت من إحدى الشجيرات الزهرية التي تحمل ورودا باللون الأبيض ..
    ابتسمت بسعادة ... وقطفت واحدة منها ... وسمعت فورا صوت شامل يسألها:براءة ... ماذا تفعلين هنا في هذا الصباح الباكر؟؟
    التفتت نحوه والابتسامة تعلو وجهها البريء وقالت:قطفت وردة لشادي .. وسأذهب لأضعها قرب سريره ...
    شامل:ولكن شادي .........
    غادرت براءة سريعا من دون أن تعرف بأن شادي ليس موجودا في المنزل .. هذا ما كان شامل سيقوله لها...
    ...
    ...
    وقفت أمام غرفة شادي حائرة ...
    وكانت تفكر:"هل هو مستيقظ يا ترى ؟ "
    نظرت من ثقب الباب الصغير مستطلعة أي شيء قد يساعدها في عملية التسلل البريئة خاصتها ...
    لم تر ما يرضي فضولها ..
    فحاولت إرهاف سمعها علها تستدرك شيئا .. ولكنها لم تسمع ....
    فابتسمت بسعادة وهمست:لا شك أنه نائم ... جيد ...

    فتحت الباب ببطء شديد كيلا تصدر صوتا يزعج شادي فيوقظه ...
    وما أن بدت الغرفة أمامها مليئة من كل شيء إلا من شادي ... حتى شعرت بشيء غريب أخافها وأرهبها ..
    دخلت الغرفة بصمت ...
    "أين هو؟ " كانت تفكر ..
    جالت بنظرها هنا وهناك .. ولكن .. :"ما من شادي !"
    اشتدت قبضة يدها الممسكة بالوردة وهي تردد بصوت منخفض حزين:أين شادي ؟؟
    خرجت من الغرفة وبدأت تبحث في كل مكان عن شادي ... ولكن من جديد ... "ما من شادي !"
    الخوف الشديد الذي اعتراها جعلها تعود إلى غرفة شادي وتقترب من سريره علها تستشعر بوجوده نائما هناك كشخص خيالي ...
    جلست على السرير وهي تحتضن وسادته.. وسرعان ما غفت على تلك الوضعية ... بيدها وسادة شادي ، وباليد الأخرى وردة يفترض أن تكون لشادي !

    أيقظتها أمها وهي تهزها بلطف منادية باسمها ... غير أن الملامح الهادئة المرتسمة على وجه السيدة سناء لم تعبر تماما عما يختلجها ... فقد كانت تدرك جيدا بأن وجود براءة في غرفة شادي ليس بدون سبب .... وهذا ما أقلقها ...
    استيقظت الصغيرة .. فقالت أمها:هيا معي إلى الفطور ...

    نزلت براءة مع السيدة سناء دون أن تنطق بحرف ... لقد كان الحزن والخوف لا يزالان يعتليانها ....
    إنها خائفة من المجهول الذي يصعب توقعه والتحكم فيه ...
    جلست إلى مائدة الطعام بجانب السيدة سناء .. وكانت تلك الوردة في يدها ...
    قال السيد سالم لابنته بلطف:لماذا لم تقولي لي صباح الخير يا براءة ؟؟
    لم ترد عليه الصغيرة ... إنها شاردة وغير واعية على أي شيء...
    نظر السيد سالم إلى زوجته باستفهام.. فهزت رأسها نفيا معبرة عن جهلها بما يحيق ببراءة ..
    أما شامل .. فبدا كما لو أنه يفهم ما يصيبها ... لأنه رآها وهي تقطف تلك الوردة ... لشادي الغائب !

    حاول الزوجان تجاهل أمر براءة فبدآ الأكل ..
    ولكن بعد مرور فترة قصيرة من الصمت الذي ساد الأجواء .. سألت براءة بجمود:أين شادي ؟!؟
    بدأت السيدة سناء تفهم ما تفكر فيه ابنتها ... فأجابتها:إنه في المدرسة !
    براءة بانفعال هادئ:ولكن المدرسة لا تبدأ الآن ...
    السيدة سناء:لقد ذهب -يا صغيرتي- إليها مبكرا ...
    براءة:لماذا؟
    السيدة سناء بلطف بالغ كي تزيل توتر براءة:لا أعرف لماذا ... اسأليه حين يعود .. اتفقنا ؟؟
    براءة:ومتى سيعود ؟
    نظرت السيدة سناء نحو شامل وكأنها تطلب مساعدته ... ولكنها قالت فحسب:سيعود بعد أن ينتهي دوام مدرسته كما هي العادة...
    سألت الصغيرة ببراءة:لكنه لن يحضر لي الحلوى .. صحيح؟
    السيدة سناء بتساؤل:ولماذا تظنين ذلك يا صغيرتي؟
    أجابتها وهي على وشك البكاء:لأنه كان حزينا البارحة ... كان يبكي لأني لم أحضر له وردة ... كنت غاضبة منه لهذا لم أحضر له وردة .. لكنني .. لا أريده أن يبكي .. لا أريد ...
    ثم نهضت وغادرت المكان سريعا تاركة الجميع في صمت مطبق ...

    نزلت دموع حارة من مقلتي السيدة سناء .. وضعت يدها على فمها وهي تشهق باكية بحزن شديد...
    ربت السيد سالم على كتفها وهو يقول:سيكون كل شيء بخير يا عزيزتي . لا تقلقي ...
    السيدة سناء:لا ... لن يكون كل شيء بخير .. ابني شادي قرر الابتعاد عنا ... وابنتي حسناء لن أفهم ما بها أبدا.. والصغيرة براءة ... ستصبح تائهة ما بين شادي وعدم وجود شادي ! لماذا يصيبنا هذا ؟؟ ... لماذا؟

    .
    .
    .
    اخر تعديل كان بواسطة » heroine في يوم » 11-06-2009 عند الساعة » 18:36

  16. #1475
    .
    .
    .

    كانت لميس تتناول الفطور في حضرة كل من والدها وزوجته ...
    ظلت تقلب نظرها ما بينهما .. فتارة تنظر إلى اليمين حيث يجلس والدها إلى طرف الطاولة ...
    وتارة أخرى تنظر إلى اليسار حيث تجلس رهام إلى طرف الطاولة الآخر ...

    ركزت أخيرا نظراتها الخفية على رهام التي تأكل بعصبية واضحة .. وبدت كما لو أنها قد تكسر صحنها أو كأسها في أية لحظة !
    تصرفات رهام الغريبة دفعت لميس إلى التفكير بداخلها:"ما بالها مذ استيقظت تتصرف كالحمقى ؟ ... لقد أوقعت قبل قليل صحنين اثنين فكسرا.. والآن .. لا أستبعد أن تهشم بيدها صحنا آخر... إنها ليست بأفضل حالاتها هذا الصباح ... مزاجها سيء .. لماذا يا ترى ؟ هل قال لها أبي ما يزعجها البارحة ؟؟ ... أستطيع التنبؤ بأن إعصار غضبها قد يؤذيني .. لذلك .. سأتعامل معها بهدوء ولطف ... صعب .. ولكن ما باليد حيلة .. هذه المرأة كارثة تسير على قدمين !... قد تكون مسكينة لأنها لا تنجب ... ولكن ..... "
    رهام بحدة:ألم تنتهي من الأكل بعد ؟؟
    أجفلت لميس بسبب لهجة رهام المخيفة في الحديث ... نظرت صوبها بغباء شديد ...ثم نظرت إلى يمينها فلم تجد والدها ...
    رهام:هيا أريد أن أغسل الصحون !
    ابتسمت لميس بلطف مصطنع وقالت:سأساعدك في غسل الصحون هذه المرة ... فأنت دوما التي تغسلينها و ......
    قاطعتها رهام حين أخذت صحونها عنوة .. ورمقتها بنظرات قاسية وقالت:لا أحتاج شفقتك آنسة لميس !
    لحقتها لميس إلى المطبخ حيث ذهبت وقالت:ولكني حقا أريد مساعدتك ...
    رهام بغضب:وأنا لا أريد ذلك .. هيا أغربي عن وجهي ...
    قالت لميس بداخلها:"يبدو أن التعامل بلطف مع هذه المتوحشة لا ينفع "

    .
    .
    .

    فتح فراس عينيه سريعا حين شعر بيد أحدهم تهزه بقوة ...
    استطاع أن يميز أن ذلك الشخص كان بسام ... الذي قال بحدة:استيقظ .. هيا !!
    عدل فراس من وضعية استلقائه وفرك عينيه ببلاهة شديدة وهو يقول متثائبا:ما الأمر؟
    بسام بغضب:أنت تزعجني !
    التقط فراس نظارته الموضوعة على منضدة صغيرة بجانب سريره .. ثم نظر إلى بسام بعمق وسأل مستنكرا : وهل أزعجك حتى في نومي؟
    بسام:أجل ...
    ألقى فراس نظرة خاطفة على الساعة فوجدها لا تتعدى السابعة والنصف .. ثم أعاد نظره إلى بسام وقال:وكيف ذلك ؟
    عقد بسام ساعديه على صدره وقال:أنت تشخر !
    احمر وجه فراس فجأة وقال بارتباك:أنا؟
    بسام بعصبية:أجل .. أنت !
    فراس:ولكني لا أشخر !
    بسام:بل تشخر !
    فراس:لا..أنا لا أشخر ...
    تنهد بسام بضيق ثم قال بهدوء:ربما أنت لا تشخر في طبيعة الحال ... ولكنك كنت تفعل ذلك قبل قليل ، فوضعية نومك غير صحية وخاطئة ... وضع رقبتك غير صحيح مما جعل مسالك الهواء لديك شبه مغلقة ... فصدر منك صوت شخير !
    قال فراس باستسلام دون أن يجادل بسام لأنه ذكر حقائق لا مجال للخلاف فيها:حسنا .. ربما ... سأنتبه على نومي في المرة القادمة ...
    قال بسام بغموض:هذا إن كان هناك مرة قادمة ...
    تساءل فراس بجدية وشك:ماذا أفهم من ذلك؟
    رد عليه بسام بنبرة تحمل التهديد:اسمعني يا فراس ... أنا لا أحبك ... لا أطيق النظر في وجهك ... أنا لا ....
    قاطعه فراس قائلا:أنت لا تحب أحدا .. صحيح ؟
    أشاح بسام بوجهه عن فراس ... ومرت فترة صمت بينهما .. قال بعدها بسام بعناد:أنا لا أريدك في غرفتي .. وإن أصررت على البقاء ... فعليك أن تقاتل لأجل ذلك !
    نهض فراس عن سريره وشرع يرتبه وهو يقول باستغراب:أقاتل؟
    أجاب بسام بنعم ...
    فقال فراس:وكيف أقاتل؟
    لم يرد بسام على سؤاله بل قال بنفاذ صبر:هّلا توقفت عن ذلك؟
    قال فراس متظاهرا بالغباء:عن أي شيء تتحدث بالتحديد !؟
    صرخ به بسام:دع السرير اللعين وتحدث معي كالبشر !
    ابتسم فراس نصف ابتسامة وقال ببرود:لماذا؟؟ .. هل أزعجتك من جديد؟ ..
    ثم أضاف وهو يراقب نظرات بسام الغاضبة باستمتاع:إن كان كذلك .. فمعذرة !
    كاد بسام أن يقول شيئا لكن فراس سبقه حين سأل من جديد:وكيف أقاتل؟
    استطاع فراس بنبرته الهادئة الأخيرة امتصاص جزء من غضب بسام الذي سعد لعودة الحديث إلى مجراه .. فقال:أنا أتحداك في مباراة ...
    انتهى فراس من ترتيب سريره فوقف مواجها لبسام وقال:في أي نوع من المباريات ؟
    رد بسام:سأوافق على أية مباراة تحددها ...
    فراس:أليس لديك أنت شيء محدد؟
    بسام:لا... فأنا أجيد كثيرا من الأشياء ...
    ابتسم فراس بهدوء وعلق بصوت منخفض:الغرور مجددا؟ ...
    لم يهتم بسام لتعليقه بل سأل بجدية: ماذا قررت؟
    قال فراس بنبرة لها مغزاها:حقيقة أنا حائر قليلا .. فأنت لست الوحيد الذي يجيد أشياء كثيرة ...
    بسام:إذن ...؟؟
    فراس:لنجعل المباراة عدة جولات ... ثلاث جولات في ثلاثة أنواع من المباريات ... من يربح في اثنتين هو الفائز...ما رأيك؟
    قطب بسام جبينه مفكرا ثم أجاب:موافق... ولكن يبقى لنا اختيار أنواع المباريات...
    ثم أضاف:أختار الشطرنج كأول لعبة .. أيناسبك هذا ؟
    هز فراس رأسه إيجابا وقال:وسأختار كرة السلة ...
    بسام:لا بأس ...
    فراس:بقي واحدة ...ما رأيك أن ندع أحدا يختارها؟؟
    بسام:أحدا مثل من ؟؟
    قال فراس بخبث خفي:نبيل ، لمى، ... وربما لؤلؤة !
    رفض بسام الأمر بشدة حين قال ممتعضا:مستحيل ! ... أقصد ...نحن لسنا بحاجة لمن يقرر عنا ... سأختار أنا اللعبة الثالثة ...
    فراس:وأنا غير موافق عليها...
    بسام:قبل أن تعرفها حتى ؟
    فراس:أجل ...
    تنهد بسام بهدوء وقال:يبدو أنك أعند مما تصورت ! ... ماذا قد تستفيد من ذلك ؟
    أجابه فراس مبتسما:لا شيء محدد .. ولكنني أبحث عن بعض المرح ... وسنستمتع بوجودهم لأنهم سيكونون الحكّام على منافستنا .. هل اتفقنا ؟؟
    بسام:لا بأس ...

    فوجئ بسام بيد فراس تمتد لمصافحته ... فصوب نحوه نظرات مستنكرة مستغربة ...
    بينما ابتسم فراس بلطف قائلا:لماذا كل هذا التردد ؟؟ ... حتى لو لم نكن أصدقاء ... المنافسون دائما يتصافحون قبل كل تحد !
    تردد بسام كثيرا في قبول طلب فراس ... جزء منه كان يود ذلك .. والجزء الآخر ردعه عن مصافحته .. فقال وهو يشيح بنظره بعيدا ووجهه مكتس بالحمرة لسبب مجهول:انس الأمر ! ... لن أصافحك ...
    همس فراس بصوت منخفض والابتسامة لا تزال مرتسمة على وجهه:حسنا .. كما تريد ...
    ثم أضاف :لم تخبرني .. متى ستكون منافستنا ؟
    أجابه بسام:غدا يوم عطلة رسمي في المدرسة وكذلك اليوم الذي يليه .. إن لم تكن تخطط للعودة إلى منزلك فسنقيم المنافسة اليوم بعد انتهاء الدروس، والباقي منها غدا ...هل أنت موافق؟؟؟
    أطرق فراس رأسه مفكرا في داخله:"لا أستطيع تأجيل المنافسة بيني وبين بسام ... وفي نفس الوقت لا أستطيع تجاهل رغبتي الشديدة في مقابلة أصدقائي .. لقد اشتقت إليهم رغم أنني لم أبتعد عنهم سوى يومين أو ثلاثة ... "
    قطع حبل أفكاره قول بسام:ماذا قررت؟
    رفع فراس رأسه وقال بجدية:سأبقى...

    .
    .
    .

  17. #1476
    .
    .
    .

    خرجت وئام من المنزل وهي متجهزة للمدرسة بالكامل ...
    لفت انتباهها رسالة كان طرفها ظاهرا من صندوق البريد التقليدي الموجود في مقدمة معظم البيوت ...
    أخذت الرسالة غير قادرة على التحكم بفضولها - فنادرا ما تصلهم رسائل في البريد العادي -... ولكنها تفاجأت حين قرأت أن اسم المرسل إليه كان هو اسمها ...
    ففتحت الرسالة على عجل ... وبدأت تقرأها بينها وبين نفسها:"المرسل:ريما ........... مرحبا وئام ... لا شك أنك الآن مستغربة لم أرسل لك هذه الرسالة ... ولم أرسلها أيضا بهذه الطريقة التقليدية ...بيني وبينك أكره شيئا اسمه هاتف ، وأكره أكثر الرسائل القصيرة لأني كثيرة كلام بطبعي ... وأكثر ما أكرهه هو البريد الإلكتروني .... حسنا ... لقد انجرفت بالحديث كثيرا ...... إن الشيء الذي دفعني إلى إرسال رسالتي هو أنني أريد أن أترك في حياتك ذكرى تتذكرينني بها حين ينسى الإنسان كل شيء إلا هذه الأشياء البسيطة... إنني عائدة إلى منزلي ... وكرهت أن أودعك وأخبرك بموعد مغادرتي لأني أكره لحظات وداع الأحباء .. قد لا تعتبرينني صديقتك ولكني أعتبرك كذلك ... لقد أحببتك بصدق .. أحببت روحك الطيبة الطفولية الرائعة ...أنت من أولئك الناس القلة الذين يصعب نسيانهم ، فلن أنساك أبدا ...لربما تظنين أنني الآن أبالغ في مشاعري لا أكثر ... فمنزلي ليس ببعيد ، ولكن الحقيقة أني سأسافر بعد يومين إلى الخارج لأتعالج .... لقد أقنعني خاطبي بضرورة ذلك ... فوافقت لأن الطبيب الذي سيتكفل أمر معالجتي هو صديق لوالد جميل ... ادعي لي يا عزيزتي ....وعلى فكرة ... إياك أن تخبري أحدا بذلك فهو سر بيني وبينك فقط ... لا أحد يعرف به سوى أنا وجميل ، وأمي وأبي.... أخطط لأجعل الأمر مفاجئة ... خصوصا حين أبدأ بالمشي أولى خطواتي .... أترين كم أنا متفائلة ؟؟ ... ولكن أتمنى ألا أفقد هذه الروح هناك في الخارج ... شيء آخر .. تحمليني عزيزتي ... أردت أن أنصحك نصيحة لا أعلم إن كنت أفضل من يستطيع تقديمها لك ... ثقي بنفسك وبما تؤامنين به ... لا تجعلي كلام الناس يزعزع تلك الثقة فلو أن الإنسان سار وفق أحاديث البشر لتاه في طرق لا مفر معروف لها ... فقط ... حين تشكين بأمر معين اسمعي صوت قلبك .... ولا تتجاهليه أبدا ......... وفي النهاية ... ابعثي بتحياتي للمغفلتين ليسو وميسو ، وللأحمقين فراس وفائد ... لا تنسي "
    ضحكت وئام بخفوت وهي تعلق بصوت منخفض:لا زالت تخلط بين اسم فؤاد وفائد .!
    ثم قرأت وئام آخر جملة كتبتها ريما:" تحياتي الحارة ....... ريما المزعجة "

    طوت الورقة وطيف ابتسامة ارتسم على وجهها هادئ الملامح على غير العادة ...
    وقالت مفكرة:"سترحلين إذن يا ريما ؟؟لقد بدأت أعتاد على وجودك وسترحلين ؟ مؤسف .... ولكني سأتذكرك بالتأكيد وأتمنى لك التوفيق ... لا أعلم إن كنت أستطيع فهم ما ترمين إليه بنصيحتك .. ولا أعلم في حال فهمت هل أستطيع أن أعمل بها ...ولكني أعلم شيئا واحدا ... وهو أنني سأبذل جهدي "

    خبأت وئام الرسالة في حقيبتها ... وخرجت من المنزل عبر بوابته الخارجية ...
    والتقت بعد مسيرة عدة دقائق بكل من ميساء ولميس ...
    وبعد أن دارت بينهن الأحاديث العادية الرتيبة ... أنبأت وئام صديقتيها بأمر عودة ريما إلى منزلها ... ولم تخبرهما بشيء آخر عنها احتراما لرغبتها...
    وبينما ثلاثتهن تسرن معا ... لمحت ميساء –على مقربة من مكان سيرهن- السيدة سعاد تقف برفقة رجل شاب وكلاهما ينظران ناحية منزل ميساء والمنازل القريبة منه أيضا ...
    قالت ميساء لوئام ولميس:معذرة قليلا ... سأذهب لألقي التحية على أحد أعرفه ...
    ثم أردفت سريعا وهي تعطي لميس حقيبتها:أبقها معك حتى أعود ...

    وسرعان ما غادرت ميساء ... وهي تفكر بداخلها:"أيعقل أن تلك المرأة الطيبة تخفي خلف وجهها الباسم خبثا ؟!"
    وصلت إلى حيث تقف السيدة سعاد وذلك الرجل ... ألقت التحية بلطف قائلة:صباح الخير سيدة سعاد ...
    التفتت السيدة سعاد سريعا نحوها .. وقد بدت الدهشة ظاهرة بشكل جلي على وجهها ...
    لكنها ابتسمت بلطف وقالت:صباح النور عزيزتي ...
    أضافت:ماذا تفعلين هنا ؟
    نظرت ميساء بخفاء إلى ذلك الرجل الذي ينظر إليها مبتسما ببلاهة شديدة.. وأجابت:رأيتك فأردت إلقاء التحية عليك .. ولكن ما الذي تفعلينه أنت هنا سيدة سعاد ؟؟ ...
    السيدة سعاد:جئت لـــــ ....
    توقفت فجأة وأكملت بتلعثم:سأذهب لزيارة إحدى صديقاتي في الجوار...
    ثم قالت :أوه ... لا بد أنك تتساءلين عن هذا الرجل..إنه السيد جون ...أحد زبائني... أجنبي ولا يعرف العربية ...
    ميساء بنبرة تنم عن الفهم:آااه .. الآن فهمت سبب صمته ... ولكن ما الذي يفعله معك ؟ .. ألم تقولي أنك ذاهبة لزيارة إحدى صديقاتك ....
    لم يتسن لميساء إدراك إجابة لسؤالها فقد نادتها وئام من مكان قريب ... فاضطرت للمغادرة لعلمها بأنها ستتأخر وتؤخر صديقتيها عن المدرسة ... فقالت وهي تغادر مبتعدة:حسنا سيدة سعاد .. نلتقي لاحقا .. إلى اللقاء ....
    لوحت السيدة سعاد لميساء وهي تبتسم بطيبة قائلة:إلى اللقاء ...
    وما أن ابتعدت حتى تنهدت السيدة سعاد براحة !

    .
    .
    .

  18. #1477
    .
    .
    .

    وصلت الفتيات الثلاث إلى المدرسة ... وجلسن ينتظرن قرع الجرس بعد أقل من عشر دقائق...
    وجاءهن فؤاد الذي ألقى التحية بمرحه المعتاد .... وقد علم هو الآخر بأمر عودة ريما إلى منزلها ...

    ابتدأت الحصص المدرسية ... وكانت وئام قد جلست بجانب فؤاد في مكان فراس الفارغ كون شادي لم يحضر وحتى لو حضر ما كانت وئام لتبقى جالسة بجانبه ...

    مر أول درس للرياضيات على خير... وفي الاستراحة الصغيرة ما بين الحصة الأولى والثانية ...
    تقدمت من مكان جلوس وئام فتاة متوسطة الطول ذات شعر أسود قصير وعينان سوداوان واسعتان ...
    ضربت بيديها طاولة وئام وفؤاد مما أدى إلى إجفالهما معا ..
    وسألت وئام ببراءة:ما الأمر؟
    قالت الفتاة بغضب:ألا تخجلين من نفسك؟
    وئام:ماذا هناك؟
    وضعت الفتاة أمام عيني وئام ورقة كانت تمسكها بإحدى يديها وسألت بحدة:بماذا تفسرين هذا ؟
    راقب الجميع ما يحدث باستغراب تام ...
    بينما أمسكت وئام الورقة ، وبدأت تقرأ ما كتب فيها وكانت عيناها تتسعان استغرابا بكل كلمة تقرؤها ...
    نظرت ناحية الفتاة وقالت:لست أنا من كتب هذا عنك ...
    صرخت بها الفتاة بحدة:وماذا يفعل اسمك بالأسفل أيتها الغبية ؟؟ .. أتريدين تشويه سمعتي هنا ؟؟ .. فلتعلمي إذن أن مخططاتك فاشلة ...
    وئام:أنا حتى لا أعرف اسمك ...
    الفتاة:صدقتك ...

    أمسك فؤاد الورقة وقرأها بينه وبين نفسه مستغربا ... ثم قال لتلك الفتاة : زينب ... إن وئام لا تكتب شيئا مثل هذا .. ولماذا قد تفعل ؟؟
    قالت المدعو زينب :لا أعلم .. اسألها !
    ثم أضافت مهددة وئام:اعلمي أن هذه المرة انقضت على خير لأني استطعت إزالة جميع المنشورات عن جدران الممرات قبل أن يقرأها أحد ... ولكنني أحذرك من العبث معي أيتها اللئيمة... وستندمين على خطوتك الدنيئة التي تعكس حقيقتك !
    وئام بحزم:التزمي حدودك .. لا أسمح لك بنعتي بهذه الأشياء !
    زينب:وهل ستعلمينني الأدب الآن .. تحدثي عن نفسك يا مثيرة المشاكل !
    ثم ابتعدت عن وئام متجهة إلى مقعدها وهي تتمتم : أناس ما عادوا يخجلون من أنفسهم ...

    أخذت تلك الورقة تتبادل بين الطلاب الذين قرؤوها باندهاش ...
    لقد كانت تحمل بداخلها كلمات بذيئة سيئة تذم فيها الطالبة زينب وتكشف عن بعض الأشياء التي تزعجها .. والموقع في نهاية الورقة هو وئام ... أو هكذا ظن الجميع ...

    شعرت وئام بالوحدة وسط نظرات الطلاب المتشككة ... إنها ترى نفسها في نفس الموقف الذي مر به شادي ... وإن كان موقفها مختلفا و أخف وطأة بكثير من موقفه ...
    إن الوضع مختلف حقا ... فقد نهضت وئام مدافعة عن نفسها حين قالت:لا أعلم ماذا فعلت لكم حتى تعاملوني بهذه الطريقة ... وكأنني مخلوق فضائي شرير قادم من المريخ ...أنا لم أكتب تلك الكلمات يا .. زينب .. أخلاقي لا تسمح لي بذلك ... لست أنا من يحط من قدره بهذه الطريقة ...
    قالت زينب بحدة:براءتك المصطنعة هذه لن تخدعني .. فقد مر علي الكثير من أمثالك الحثالة...
    ابتسمت وئام ابتسامة باهتة حزينة ... وجلست وهي تقول:أخلاقي أيضا لا تسمح لي بالرد على إساءاتك ..
    كادت كل من لميس وميساء تتدخلان بالأمر لإنهائه
    غير أن منى وقفت ، وأخذت بيدها زمام المبادرة فقالت:وئام لم تفعل ذلك ...
    التفت الجميع نحوها معطين إياها جل اهتمامهم ... وكذلك وئام نظرت نحوها ولكن بقليل من الدهشة ...
    تابعت منى كلامها:الأوراق علقت صباح هذا اليوم قبل قدوم أي طالب ... ووئام ليست هي من علقها ... بإمكانكم أن تسألوا عامل النظافة الذي وبلا شك قد لمح وجود أحدهم ...
    سألتها زينب:وبمن تشكين يا منى ؟؟ من قد يريد إلصاق تهمة كتلك بوئام ؟
    حدت منى من نظرات عينيها وقالت:أنا لا أشك .. بل أنا متأكدة ... إنها رغد !
    نظر الجميع ناحية رغد التي وضعت يدها على فمها بدهشة واستغراب .. بل ربما بارتباك...
    وقالت:ماذا ؟؟ ... كيف تجرؤين ؟؟
    منى:إنها الحقيقة يا رغد ... أنت فتاة لئيمة لا تحب أحدا ... حاولت الإيقاع بداية بيني وبين وئام ... والآن بين وئام وبين زينب .... بل وقد أوقعت بين الكثيرين غيرنا !
    رغد بغضب:أيتها الواشية !
    منى:ليكن ...أنا واشية ... إن كان اعترافي بأنك أنت من أخبرني بأن وئام أساءت إلي في غيابي .. فأنا واشية ...ولكنك كذبت علي ... وئام لم تقل شيئا عني .. كما أنها لم تكتب كل ذاك عن زينب .. أنت من فعل هذا وأنا متأكدة !
    شعرت رغد بصغر حجمها أمام تلك النظرات اللائمة
    ونهضت زينب من مكانها سريعا واقتربت منها وشرارات الغضب تطاير من عينيها .... صرخت بها بحدة:أيتها اللئيمة! لماذا فعلت ذلك؟؟
    قالت رغد بارتباك أبدا خوفها الشديد من زينب:أنا آسفة ... آسفة!
    زينب:آسفة ؟؟؟؟ ... غبية .. أتظنين أني سأسامحك .. إنها ليست المرة الأولى ! لقد ظننتك ابتعدت عن تلك العادة السيئة ...
    رغد:صدقيني أنا آسفة ...
    اقتربت أسماء منهما وقالت لرغد بشك:لحظة قليلا ... لقد كنت أشك بأنك أنت من أفسد لقائي مع أحد الشخصيات المهمة البارحة .... والآن أصبحت متأكدة !! وأنا التي أتساءل ما الذي قد يدفعك لإخباري بتلك الأشياء ... خيبت ظننا .. لقد كنا نظنك فعلا ابتعدت عن هذا ... كان غباء مني أن أمحوك من قائمة من أشك بهم أيتها اللئيمة !
    وتجمع حول رغد العديد من الفتيان و الفتيات يؤنبونها على ما تفعله دوما على ما يبدو .. ومن بينهم كانت صديقاتها الثلاث:أميرة،منيرة وآثار ...

    أما منى فتوجهت إلى حيث تجلس وئام ...
    وقد كانت لميس وميساء قد التفتتا إلى الخلف تتحدثان مع فؤاد ووئام عن الأمر ...

    قالت منى مقاطعة حديثهم:وئام ...
    نظرت وئام صوبها تنتظر ما ستقوله ... فأكملت:أعتقد أني أدين لك باعتذار ... أنا آسفة ... لم أقصد قول تلك الكلمات الجارحة لك ... ضعي نفسك في مكاني ... أما كنت لتشعري بالحزن ؟؟
    قالت وئام بهدوء:بلى .. كنت لأحزن كثيرا ...ومع ذلك .. كنت لأكون أكثر ثقة بنفسي !
    منى بحزن:أظنني إذن أفتقد تلك الثقة التي تمتلكين ...
    ثم أضافت:لا أحد يجبرك على قبول اعتذاري .. ولكن المهم أني أنهيت الأمر من ناحيتي .. وأستطيع أن أنام مرتاحة الضمير ...
    وئام بلطف:وكيف لا أقبل اعتذار شخص نادم يا منى ؟ ...
    ابتسمت منى بسعادة وقالت:حقا؟؟ شكرا لك .. أنت أطيب فتاة في العالم بأسره ...
    حاولت وئام الابتسام هي الأخرى .. ولكن كل ما نتج عن محاولاتها هو ابتسامة باهتة صغيرة... قالت بعدها بحزن:ولكن أتمنى ألا يتكرر ذلك ثانية ...

    أطل السيد كمال برأسه إلى داخل الصف ... ثم دخله وهو يقول:هدوء ...
    سكت جميع الطلاب ... وعاد الطلاب والطالبات إلى مقاعدهم ...
    سأل ممازحا:ما الأمر؟؟ .. لم كل كلكم تتجمعون حول طاولة رغد .. أيوجد هناك كنز أو شيء ما ؟؟ .. إن كان كذلك فأريد حصتي منه...
    ابتسم الطلاب لتعليقه .. فعاد يسأل بجدية هذه المرة:ما الذي يحصل؟؟ ... أصواتكم كانت تملأ الممر ... هل كنتم تشاغبون كالعادة أم أنه توجد مشكلة ؟
    قالت منيرة محاولة إنهاء الأمر الصعب على صديقتها رغد:لا توجد أية مشكلة ...
    تدخلت زينب وقالت:بل توجد مشكلة ...
    جلس السيد كمال على طاولته مقابلا للطلاب كما هي عادته ... وقال:أنا مستعد لسماعها ...
    قبل أن يجيبه أحد بشيء ، قال أحد الطلاب:ولكن أستاذ كمال ... ليس لدينا درس لك اليوم ... كما أن هذه الحصة يفترض أن تكون حصة للغة العربية ....
    أجابه السيد كمال بغموض وبنبرة يشوبها الحزن:لنقل أني استأذنت بالقدوم إلى هنا للحديث معكم ...
    ثم أضاف بمرح ليزيل الشك الذي اعتلا الطلاب حين رأوه يتحدث بتلك الطريقة:فقد اشتقت إليكم ...والآن هيا .. ما الذي يحدث ؟
    تولى طالب يدعى مازن الحديث حين قال:أنت تذكر يا أستاذ كيف كانت رغد توقع بين الطلاب بأحاديثها ... تستمر بالكذب والكذب ..... وأنت تعلم كذلك بأنها وعدتنا أن تتخلى عن تلك العادة السيئة ... ولكن في الحقيقة يبدو أنها لم تفعل ... فقد أثارت منذ بداية هذه السنة مشكلتان ..
    نظر السيد كمال نحو رغد متشككا وهو يقول ليعطيها فرصة للحديث:رغد؟؟؟؟؟؟
    تمتمت بصوت منخفض:أنا آسفة أستاذ ...
    السيد كمال:إذن تعترفين بفعلتك ؟...
    هزت رأسها إيجابا .. فسألها:وكيف سنضمن أنك لن تعيدي ذلك وقد خنت ثقتنا مرة ؟؟
    لم تجبه .. فابتسم بلطف قائلا:لا عليك .. سيسامحك الطلاب مرة أخرى ولكن بشرط أن تبذلي جهدك ... صحيح يا طلاب؟؟؟
    أجابوه بـ "نعم" بامتعاض شديد وكأن الأمر يجري رغما عنهم ...
    السيد كمال:وعليكم بعد مسامحتها ألا تصغوا إليها أبدا ... لا أريد أن أكون قاسيا عليك يا رغد .. ولكن يجب أن تتعلمي درسك ... إن الطلاب لن يثقوا بك بعد الآن ... فأي محاولة منك لقول أي شيء لهم – صدقا كان أو كذب- فإنهم لن يصدقوك ....
    رغد:ولكني لن أكذب مجددا ..
    السيد كمال:هذا ما قلته لنا السنة الماضية !
    ثم أضاف بجدية:الغيبة والنميمة خلقان ذميمان جدا في الإنسان يا رغد ... يسبب تباعدا وجفوة بين الناس ... يسبب المشاكل والمتاعب التي لا حصر لها ... لا أعلم ما الذي يدفعك لفعل هذا ... ولكن .. حاولي من جديد أن تتركي ذلك ... فهو ليس بصالحك إذ أنه يبعد الناس عنك ...تحتاجين وقتا طويلا حتى تستعيدي ثقتهم بك... عديني بذلك من جديد .. وليكن عهدك صادقا هذه المرة !
    رغد بصوت منخفض:أعدك أستاذ ...
    السيد كمال:حسنا ... هذا جيد .....
    اخر تعديل كان بواسطة » heroine في يوم » 11-06-2009 عند الساعة » 18:52

  19. #1478
    ثم قال محدثا الطلاب أجمعين بنبرة جادة:يتعرض الإنسان في كثير من الأحيان إلى طعنات في ظهره ، من الناس الذين كان يظن نفسه قريبا منهم و إن لم يكونوا كذلك ..... وذلك من شأنه أن يدمر الإنسان ويسلبه حياته التي يظنها حقيقية ... بإمكان الإنسان أن ينهض من جديد ... ولكن أن ينسى من يحب ، فهذا مستحيل ... وفي نفس الوقت أن ينسى من يبغض فهو مستحيل أيضا ! .... وأنا لن أنساكم أيضا ... لن أنسى من أحب وأبغض .. وإن كنت لا أكره أحدا منكم هذا لا يعني أن تصرفات بعضكم لا تثيرني وغضبي ... إنه لمن المؤسف أن أسمع بأن أحدكم قد وشى بي أنا !
    استغرب الطلاب كثيرا من حديثه ... فمقدمته غريبة ، وجملته الأخيرة أغرب ...
    قال مكملا كلامه:سأغادر المدرسة ...
    بدأ الطلاب الحديث بعشوائية وهم يعبرون عن استيائهم وعدم فهمهم لما يقوله الأستاذ ... فقال موضحا:ليس بإرادتي ... فأنا أحب التدريس هنا ولكن .... يبدو أن السيد عادل لا يمكنه أن يبقي رجلا سيئا مثلي في هذه المدرسة ...
    قال جملته الأخيرة بانكسار تام .. فشرع الطلاب ينفون ما قاله:
    أنت لست سيئا أستاذ كمال
    لماذا ستغادر؟
    هل حدث شيء؟
    ما الذي ..... وما ...... وكيف؟؟؟؟؟؟؟
    أسئلة كثيرة ..
    أجاب عليها السيد كمال بإجابة واحدة:لقد اشتكى أحد من صفكم هذا عني للمدير .. وألصق بي أشياء لا أظنني أفعلها في حصصي ... ولكن المدير – للأسف- لم يجد فرصة إلا لتصديق تلك الأكاذيب لأن أحد الطلاب من صف آخر قد أكد ذلك ....
    سألته وئام:أكاذيب مثل ماذا أستاذ؟
    السيد كمال:حقا لست أعلم .. من كثرتها ما عدت أحفظ منها شيئا ..
    أسماء:ولكننا نثق بك ... أنت لم تفعل شيئا يسيء إلى الطلاب أبدا ... فلماذا يقولون عنك هذا ؟؟
    ابتسم السيد كمال بحزن وهو يقول:لست أدري ... ولكن يبدو أن أحدهم لا يرغب بوجودي في المدرسة ...
    سأله أحد الطلاب:ومن هو ذلك الشخص ؟؟
    رد عليه السيد كمال:لم يخبرني المدير باسم من قال ذلك من صفكم حفاظا على السرية ...
    ارتفعت أصوات بعض الطلاب المتشككين بأمر رغد ....
    فقال السيد كمال:ليست رغد ... أنا أثق بها رغم كل شيء ... قد تحاول التفريق بينكم ... أو تشويه سمعة أي معلم .. ولكني لا أظن أن طيبة قلبها ستؤهلها لطرد معلم .. أو طالب حتى !
    هزت رغد رأسها موافقة إياه ....
    فقالت أسماء متسائلة:وهل صدق المدير الأمر بكل بساطة ؟ ... أنت معلم قدير تعمل في المدرسة منذ سنتين ... لم تفعل شيئا سيئا طوال تعليمك هنا... وكلنا نثق بك ... وحتى المدير فكيف يصدق أكاذيبا نسجت حولك ؟؟...
    السيد كمال:وجد المدير صعوبة في تصديق الأمر ولكن قوانين المدرسة تحتم عليه تصديق ذلك ... ولكنه .. لن يطردني من المدرسة قبل أن يقدم طالب آخر شكوى علي ... عندها ستتأكد شكوكه ... ولن يستطيع إبقائي أكثر ....
    قالت منى وهي على وشك البكاء:لا تذهب أستاذ كمال .. لا تذهب ...
    السيد كمال:الأمر ليس بيدي ...
    قالت لميس:هذا ليس عدلا ... حتى لو كان المشتكين عشرة، هم لا شيء مقابل من يثقون بك ويحبونك ....
    ميساء بغضب:ليتني أعلم من فعل ذلك .....

    كانت إكس تنظر إلى ماكسي بطرف عينها .. لقد كانت تلك الأخيرة تبتسم بخبث خفي ...
    ففكرت إكس بداخلها:"ما الذي تفكرين به يا ماكسي ؟؟ .. إلى ماذا تخططين ؟؟ ... تصرفاتك وتصرفات الثلاثي هارد لا تريحني ... أشعر بأنكم تدبرون شيئا ... ولكن ..... "
    تذكرت إكس كلمات غريبة قالتها لها ماكسي البارحة حين سألتها عن سبب ابتعادها الأخير :"يحتاج الشخص من وقت لآخر أن يجلس وحده حتى يفكر جيدا ... وقد يظل جالسا وحيدا إلى النهاية ! وربما يجلس رغما عنه !"

    راقبت روكسي كلتا الفتاتين الشاردتين وهي تفكر بداخلها:"أهي واحدة منهما ؟؟ كلاهما تكرهانه ..و تصرفاتهما مثيرة للريبة !..آااااه .. يا إلهي .. يجب أن أفكر بمشكلتي الآن ... لماذا يا بلاك أجبرتني على أن أطلب منهم ذلك ؟؟ ... أكانت الهدنة تستحق ذلك ؟؟ ... إنك تثبت ولاءك بطريقة مخيفة ! لست مطمئنة لما قد يحدث اليوم "

    قال فؤاد:أستاذ .. نحن لن نقبل بذلك... وكما قالت لميس .. إن محبيك أكثر من كارهيك ...
    السيد كمال:ليس باليد حيلة يا فؤاد ... الاتهامات الموجهة إلي قوية !
    فؤاد:إذن فليأت المدير وليحضر إحدى حصصك ... ليتأكد على الأقل ..
    السيد كمال:الأمر لا يتعلق بتصرفاتي في الحصة فحسب ... بل أكبر من ذلك ...
    نهض عن الطاولة ثم قال:مهما كان أعزائي ... أعتذر إن كنت أسأت إليكم بطريقة أو بأخرى .. والآن علي الذهاب .. لدي بعض الأعمال ...
    قلب بصره في أنحاء الصف ثم قال:ثلاثة غير موجودين .. فراس .. شادي .. وأسامة ... أتمنى أن ترسلوا تحياتي إليهم ... فقد لا أراكم وأراهم من جديد ...
    ابتسم بلطف وقال وهو يغادر الصف:وداعا ...
    قالت له وئام : ليس وداعا .. بل إلى اللقاء أستاذ ...

    .
    .
    .

  20. #1479
    .
    .
    .

    كانت الحصة الثالثة هي درس للرياضة ..
    وهذه المرة لم يتغيب السيد علاء ..
    دخل الصف دون أن يلقي التحية المعتادة... وطلب من طلابه بكل جمود أن يلحقوه إلى القاعة الرياضية .

    وهناك ...
    اصطف الطلاب كما هي العادة ... لم يتجرأ أحد منهم على أن يسأل المعلم عن سبب تغيبه .. فقد كان مزاجه سيئا ، كما أنه أستاذ صعب بكافة الأحوال ...
    بدأ السيد علاء كعادته يتفقد الطلاب ومخالفاتهم ..
    وحين وصل إلى حيث يقف الثلاثي إكس ... ابتسمت إكس بعبث وكذلك ابتسمت ماكسي ... وروكسي كانت تدعو بداخلها ألا يفتعلن شجارا ...
    رمقهن السيد علاء بنظرات هادئة .. ثم قال:التزمتن بالزي إذن ... ولكن ...
    وجه نظراته ناحية إكس وماكسي تحديدا وسأل:هل لي أن أعرف لماذا تبتسمان؟
    أجابت ماكسي بوقاحة:وهل أصبح الابتسام ممنوعا أستاذ ؟
    رد عليها ببرود:أخشى أنني سأجيبك بنعم ...
    ثم أضاف بحزم:لماذا تبتسمان؟
    إكس:إن كنت مصرا .... ؟؟
    السيد علاء:لم أكن شديد الإصرار في حياتي كما أنا الآن ...
    ابتسمت إكس بخبث وقالت:طلبت منا في أول حصة لك أن ننام جيدا .. والعيون المنتفخة ممنوعة ... فلماذا لا تطبق قوانينك الخاصة ؟؟
    حدق السيد علاء بها مطولا وقال: قد أعاقبك يا إكس فلا تتجاوزي حدودك... أكره الجرأة الزائدة كما تعلمين ... لذلك يفضل أن تلتزمي الصمت إلى ما تبقى من الدرس ، وإلى ما تبقى من السنة الدراسية أيضا...
    إكس:ألست من سمح لي بالحديث ؟؟
    صوب نحوها نظرات حادة وقال معلقا:هل اختفى الأدب من جيل اليوم ؟ ...
    قالت ماكسي:على ما يبدو ... كما أنك لا تكبرنا إلا بسنوات قليلة فإذن أنت من هذا الجيل !
    قال بهدوء استطاع الاحتفاظ به رغم غضبه الداخلي:ما رأيك أن تذهبي في نزهة بسيطة إلى الخارج ... وبعدها أفكر في دعوتك إلى فنجان قهوة عند المدير ...
    أردف بحزم:هيا فلتخرجي ...
    خرجت ماكسي وهي تتمتم بغضب فخطتها لإغاظة الأستاذ لم تنفع ... ولكنها قالت بغموض قبل ذهابها:ستكون التالي ...
    حدقت إكس بالسيد علاء بغضب فقال:إن أردت اللحاق بها .. فاذهبي ...
    عقدت إكس ساعديها على صدرها وقالت:لا أريد ...

    طلب السيد علاء من الطلاب الجري حول الملعب كما في أول كل حصة رياضة ...
    فبدؤوا بالجري خلف بعضهم .. واحدا تلو واحد ...
    ولكن أسماء لم تلحق بهم .. بل وقفت بجانب السيد علاء تنظر نحوه بفضول ...
    فسألها ممتعضا:ما الأمر؟؟ هل تعانين شيئا ولا تريدين الركض؟
    هزت رأسها مبتسمة وقالت:لا .. أبدا ... سأذهب للركض سريعا ...

    ثم ذهبت وركضت خلف الطلاب وتحديدا خلف ميساء وحدثتها قائلة :وصلتني أخبار تقول بأن عصابة هي التي أودت بابنه إلى المستشفى ...
    ميساء:معقول ؟؟؟

    مرت حصة الرياضة ... تمرين يتبعه تمرين ...
    وحين خرج الطلاب من القاعة ... توقف كل من فؤاد ووئام ولميس وميساء أمام السيد علاء ...
    وبدأت ميساء الحديث قائلة:علمنا أن ابنك مريض وفي المستشفى ...
    لميس:لذلك أردنا أن نتمنى الشفاء له ...
    استغرب السيد علاء هذه المبادرة اللطيفة والجريئة في آن واحد ...
    لم يقل شيئا لثوان لشدة حزنه... فقالت وئام:تفاءل بالخير أستاذ ..
    أكمل عنها فؤاد:سيكون بخير .. فلدينا أفضل الأطباء في مدينتنا...
    جلس السيد علاء على أقرب مقعد .. وقال بشرود بعد فترة صمت قصيرة:إنه مصاب بمرض في القلب ... يصعب شفاؤه ...
    وضعت لميس يدها على موضع قلبها بخوف وحزن ...
    بينما أكمل السيد علاء وهو ينظر إليهم :شكرا على دعواتكم ... أظنه بحاجتها ...

    .
    .
    .

  21. #1480
    .
    .
    .

    حان وقت الاستراحة ...
    جلس الأصدقاء الأربعة معا إلى إحدى الطاولات ...
    ميساء:مسكين سيد علاء .. ماذا لو مات ابنه ؟؟ .. كيف ستكون ردة فعله ؟؟ .. يا إلهي ..
    وئام:لا تكوني بهذا التشاؤم .. فلنستمر بالدعاء له فحسب..

    تقدمت -بعد مرور فترة زمنية قصيرة- روكسي وقالت بهدوء:مرحبا ... هل يمكنني الجلوس ؟
    قال لها فؤاد بحدة:ما دمت من طرف إكس فلا نريدك هنا !
    نظرت نحوه برجاء حتى يغير رأيه إلا أنه ظل على موقفه ... فحولت نظراتها إلى كل من ميساء ولميس فلم تجد عندهما إلا الرفض ..
    رأت أن تنظر إلى وئام ... وقالت بنبرة مهتزة:وئام ؟؟
    نهضت وئام وهي تقول:حسنا ... فلنتحدث على انفراد إن كانوا لا يريدونك هنا ...
    عنفها فؤاد حين قال:ما الذي دهاك وئام ؟؟ .. إنها من أعدائنا ... وقد تشاجروا معنا الأمس فحسب ! ... لأجل صديقنا شادي يجب ألا نحدث أي أحد منهم !
    قالت بحدة:ألم أطلب منكم مرارا ألا تذكروا اسمه أمامي ؟؟ .. إنه لم يعد صديقي أنا على الأقل ...
    لميس:وهل يعني الأمر أنك لست صديقتنا أيضا ؟؟؟
    وئام:لم أقل هذا ...
    لميس:ما دام الأمر كذلك .. ففي ذهابك معها خيانة لنا ...
    قالت وئام بانفعال:أنتم تكبرون الأمر فحسب ... أنا لم أخنكم ولن أفعل .. كل ما سأقوم به هو أني سأجري محادثة بسيطة معها ولست أستعد لغزو العالم وتدميره !
    فؤاد:إن الأمور إن لم تكبر فإنها لن تصغر أبدا .... أليس هذا ما قلته ؟
    قالت وئام بلهجة غريبة:لن تفهموا ...
    ثم قالت لروكسي:فلنذهب ...

    ذهبت كلتاهما معا وجلستا إلى إحدى الطاولات مقابل بعضهما البعض ...
    علقت روكسي بداية بحزن:لماذا فعلت ذلك ؟؟ .. لماذا تشاجرت مع أصدقائك لأجلي ؟؟ ... لم أكن أعلم أن مجيئي بتلك الطريقة سيسبب ذلك ...
    قالت وئام:أنت لم تفعلي شيئا خاطئا .. جئت للحديث وليس للمشاجرة ... ثم إنهم طيبون ولن يهتموا للأمر كثيرا ... والآن أخبريني... ماذا تريدين ؟؟ .. يبدو الكلام الذي ستقولينه هاما ...
    أخذت روكسي نفسا عميقا ثم قالت بجدية:بعد الذي حصل البارحة رأيت أن الاستمرار بالشجار أمر ليس في صالح أية جهة مني ...
    قاطعتها وئام قائلة:إن كنت ستذكرين على مسامعي أي شيء يتعلق بشادي فأنهي الحديث منذ بدايته ...
    روكسي بهدوء:لا تقولي هذا وئام .. لا تجعلي صداقتك بشادي تهتز بمجرد كلمات قالتها إكس أو أي شخص آخؤ ...
    استغربت وئام كلام روكسي .. فتذكرت ما كتبته لها ريما:" ثقي بنفسك وبما تؤامنين به ... لا تجعلي كلام الناس يزعزع تلك الثقة فلو أن الإنسان سار وفق أحاديث البشر لتاه في طرق لا مفر معروف لها"
    أكملت روكسي حديثها:لا تظلمي شادي .. صدقيني إنه شاب طيب ... أؤكد لك أنه ليس من فعل ذلك ...
    وئام:إذن من ؟؟ ... ولماذا ؟؟
    نظرت روكسي إلى الأرض بحزن وتردد ... فسألتها وئام بتشكك:هل هي إكس أو بلاك ؟؟؟
    هزت روكسي رأسها إيجابا ... ثم قالت:ليست حسناء تحديدا .. فهي نفسها مخدوعة ... الأمر معقد للغاية ... قبل سنوات قليلة كان شادي صديقا لبلاك ... كان مثيرا للمشاكل مشاغبا دائم الإزعاج ... ولكن حصلت مشكلة بينهما ... فترك شادي العصابة التي كانت تضمه مع بلاك وإيجل وليون وماكسي .. وكذلك أسامة ..... فقرر بلاك الانتقام لنفسه ولما سببه له شادي وأسامة من متاعب وذلك عن طريق نقطة ضعف كليهما ..إكس .. أو حسناء .... ظنت حسناء بأن بلاك هو الفارس الشهم الذي جاء كي ينقذها ، ويخرجها من الحزن الذي كانت تعيشه بعد موت والدها ... سلمت له كل شيء ... واتبعت منهجه ... رافقته في كل خطوة ... حتى استطاع التأثير عليها بأفكاره ولا يزال ... عندها في ذلك الوقت قررت حسناء أن تنشئ عصابتها الخاصة للفتيات ... وانطلقت تسعى لبغيتها متسلحة بأفكار بلاك التي تشجع التمرد على قيود المجتمع ، والتحرر من كل شيء .... والانتقام من الحزن .... في ذلك الحين لم أكن في أحسن أحوالي ... كنت حزينة محطمة يائسة ...
    قالت في داخلها:"ولا أزال كذلك"
    ثم عادت تقول بصوت مسموع:وذلك سهل على حسناء مهمتها في إيجاد معين لها ... استطاعت ببساطة أن تخرجني من الحزن ذاك ... فانضممت إليها دون تردد ... فهي كانت كالملاك الحارس .. تساعدني كلما وقعت في مشكلة .. تخفف من هول المشاكل علي ... بعد ذلك قررنا أن نطلب من ماكسي الانضمام إلى مجموعتنا الصغيرة وترك مجموعة الثلاثي هارد كونها للفتيان فحسب .. فلم تمانع ..... لم أستلطف ماكسي أبدا .. ولكني جاريت حسناء في الأمر ... وأصبحنا الثلاثي إكس ... الثلاثي المدمر المزعج غير الآبه بأي إنسان ... أو شيء حتى ... في بداية الأمر ... حين اكتشفت أن أهداف إكس والثلاثي هارد الحقيقية تتنافى مع أهدافي .. قررت الانسحاب ... إلا أنني لم أستطع ...
    سألتها وئام بهدوء:لماذا ؟
    روكسي:حسناء صديقتي رغم كل شيء ... بغض النظر عما كانت تفعله ولا تزال ... كانت هي الوحيدة -بعد شادي- التي حاولت مساعدتي ... إنها طيبة القلب رغم كل شيء ...
    وئام باستغراب:طيبة؟؟

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter