الصفحة رقم 2 من 3 البدايةالبداية 123 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 21 الى 40 من 47
  1. #21
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصـــــل العاشــــــر

    الطاقـــه الروحيـــه


    - كما قلت سابقا فإن الطاقة الروحية هي أهم عامل في تحديد قوتك و قوة أعدائك , أنا أعرف أنك لم تستطع إستيعاب كل ما قلته لك , و لكن في المقابل أنا أدرك أنها شيء لا يمكن تعلمه بالكلمات وحدها , فهي مهما كانت تجربة تُكتسب بالخبرة في التعامل معها , و الآن فلبندأ , أريدك أن تتذكر شعورك في أكثر موقف أحزنك أو أغضبك أو أسعدك !
    نظر (رانمارو) إلى أعلى و أصبعه السبابة الأيسر يلمس طرف شفته السفلى و هو يفكر , ثم قال للوحش :
    - لا يوجد !
    نظر الوحش إليه , و زفر من التعب منه , و قال :
    - حسنا , ما هو أغلى شخص لديك الآن؟!
    - صديقتي ساكورا !
    - أليست تلك هي الفتاة التي أنقذتك ؟!
    - نعم , هي بعينها.
    - حسنا إذا.
    قالها الوحش , ثم انبعثت من جسمه سحابة حمراء , طفت في الهواء قليلا حتى وصلت إلى مكان قريب من (رانمارو) , ثم نزلت على الأرض , عندما هبطت و انقشع السحاب كشف عن مفاجأة...
    - انقذني رانمارو!!
    كان ما أمام (رانمارو) محيرا جدا , فما كشفت عنه السحابة ما كان سوى شاب قوي لا يعرفه (رانمارو) يحيط عنق (ساكورا) بذراعه اليمنى و يخنقها , نعم (ساكورا) , هذا ما كان يحير (رانمارو) , ابتسم الوحش و قال :
    - هل ستقف صامتا و من تحبها ستقتل.
    نظر إليه (رانمارو) و هو غير مصدق , أفاقته صرخة عالية من (ساكورا) , التفت نحوها سريعا , وجد لون وجهها يصفر قليلا و يبدو شاحبا و بدت و كأنها ستفقد وعيها , لم يدرك (رانمارو) ما كان يشعر به , كل ما أحسه هو الغضب قد اشتعل بقلبه , و هنا امتدت إليه سحابةه حمراء قادمة من الوحش , عندما دخلت داخله شعر و كأن نار حقيقية مشتعلة بجسده كله , أمسك ببطنه و سقط على ركبتيه على الأرض و هو يصرخ من الألم , هنا اختفت (ساكورا) , و اختفى الشخص الغريب , واختفت أيضا سحابة الوحش من أمام (رانمارو) , حينئذ هدأ قليلا , التقط انفاسه و هو ينهج بشدة , أحس و كأنه كان فعلا يحترق , وقف بصعوبة على قدميه و هو يرتجف بشدة و لا يزال يمسك بطنه بيديه , هنا تحدث الوحش إليه و قال :
    - كما توقعت , أنت لا تزال غير معتاد على طاقتك الروحية !
    - لا تهزأ معي , هذه النار المشتعلة في جسدي هي طاقتي الروحية ؟!
    نعم , هي كذلك , هذا التأثير ما جاء إلا نتيجة تجربتك الأولى , جسمك لا يعرف ماذا تعنيه تلك الطاقة , مجسات الإحساس داخل جسمك لا تعرف كيف تحس هذه الطاقة بعد , و لهذا فأنت تشعر بها على هيئة ألم , و نظرا لشدتها فأنت تحسها نار مشتعلة , سيستمر هذا الأمر قليلا حتى تعتاد على تلك الطاقة و يتكيف جسدك عليها.
    - كم من الوقت يلزم حتى أعتاد عليها ؟!
    - مممممممم , إذن في حالتك البائسة هذه سنتان على الأقل !
    - ماذا؟!! أنا لا أملك كل هذا الوقت معي , أنا في مأزق كبير!
    - أنا لا أستطيع أن أساعدك أنت الذي من يحدد هذه المدة , عليك فقط أن...
    - انقذنيييييييييييييي رانمااااااااااااروووووووو!!!
    دوت تلك الصرخة في جنبات هذا الكهف الضخم , دوت إلى الدرجة التي اهتزت فيها جدران الكهف...
    - ساكورا !!!
    تسمر (رانمارو) في مكانه , كان ذلك هو صوت (ساكورا) , هذا يعني أن شيئا سيئا قد حدث لهما الآن , و عليه أن يعود , لكنه لم يتعلم شيئا بعد .
    - كلا ... علي أن أذهب لإنقاذها.
    قالها ثم جرى راجعا عبر الطريق الذي جاء منه إلى خارج الكهف , و هو خارجه وجد أنه لم يكن على الطريق اللولبي الذي رآه من قبل داخل الكهف , بل كان في أسفل أرضية الكهف , لم يكن لديه الوقت للتساؤل , ف(ساكورا) هناك في خطر كبير.
    - اتركيني أيتها اللعينة !
    - هاهاهاها , هل تظني أنني سأتركك هكذا ؟! إذا كنت تريدينني أن أتركك فلتجبريني على ذلك.
    - اتركيني أيتها المخلوقة البشعة , راااااااانماااااااااارووووو!!!
    زادت (كاجومي) من قبضتها على معصمي (ساكورا) حتى تأوهت الأخيرة من الألم و قالت :
    - مخلوقة بشعة ؟! من البشع أيتها البشرية القذرة ؟! هل تظنين أنني لم أكن أستطيع أن أمسك بهذا اللص؟! كلا و لكن نظرا لوجودكما فلم أستطع التحرك , و لكن الآن أنتِ بمفردك و قد تركك هذا الآخر , لقد اختار نهايته بنفسه , إنه سيواجه في الخارج أعدادا هائلة من جياع القرية سوف يجعلون نزهته بالخارج ممتعة...
    - راااااااانمااااااااارووووو!!!
    - هاهاهاها , اصرخي أكثر و أكثر فهذا يمتعني حقا.
    فجأه ومض ضوء أبيض ساطع غمرالغرفة كلها , و كأن الشمس قد أشرقت هناك فقط , وضع من بالغرفة أيديهم على أعينهم , و هناك إثنان قد رقدوا على الأرض يرتجفون من الألم من جراء تعرضهم لهذا الضوء الشديد , ثم اختفى الضوء فجأة كما بدأ , هدأ جميع من بالغرفة...
    - من هناك؟!
    سألت (كاجومي) حيث أنها شعرت بوجود شخصا غريب هناك مكان الضوء الساطع...
    - كككككاااااااييييييييي!
    ظهر ضوء أحمر خفيف حول هذا الشخص , اتسعت عينا (كاجومي) و من بالغرفة , فهناك و على الفراش كان يقف (رانمارو) , كان يمسك بالعصا التي تحولت على هيئة فقاز غطى ربع جسده تقريبا , كانت عيناه تتقد نارا من الغضب عندما رأى (ساكورا) و هي ممسوكة هكذا.
    -م م ماهذا ؟! أنت ساحر ؟! كيف ؟! لم تكن هناك تلك الهالة عندما رأيتك , من أنت أيها اللعين؟!!!
    - أنا من سوف يجعل اليوم آخر أيامك !
    قالها و نظر إلى الأسفل و تابع :
    - من يلمس شعرة واحدة من ساكورا....
    رفع عندها رأسه قليلا فلم يظهر في الظلام منها شيء , فتابع :
    - سوف أقتله !
    قالها و لمعت عيناه فجأة بنور أحمر غريب , تراجع كل من بالغرفة خطوة إلى الوراء فزعا , تراجعوا و كأنما عين (رانمارو) قد ضربت كل منهم بقوة , هنا صاحت (كاجومي) :
    - اقتلوه لا تتركوه حيا , اهجموا عليه الآن .
    قالتها و اندفع من بالغرفة و من خارجها يهاجمون (رانمارو) , كانوا عشرة أشخاص , لم يكن عددهم ما يهم (رانمارو) , ما كان يهمه فعلا هو كيف سينقذ (ساكورا) من هذا المأزق , هو لم يتعلم شيئا سوى مبادئ الطاقة الروحية , و لكن قلبه يشتعل نارا , ماذا سيفعل ؟!
    ((- انظر رانمارو , كلما كانت مشاعر الشخص قوية كلما قويت قوته الروحية , , كلما حافظ على تلك المشاعر أطول مدة ممكنة كلما احتفظ بهذه القوة أطول مدة .))
    دوي صوت الوحش في عقله و تردد صداه أكثر من مرة , هنا أخذ نفسا عميقا , ثم صرخ بأعلي صوته :
    - آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!!
    كان يمسك قبضتيه معا و كأنه يستجمع كل قواه , لم يكن يفكر سوى في شيء واحد , كيفية إنقاذ (ساكورا) , كان يتصور شكلها و هي مقتولة فتشتعل ناره أكثر , عندئذ أحس بتيار من النار ينتشر من يده الممسكة بالعصا , كاد أن يصرخ مرة ثانية من شدة الألم .
    - راااااانماااااااارووووو !!
    تلفت (رانمارو) و نظر إلى (ساكورا) , أحس أن الوقت يمشي ببطء شديد , سمع ضربات قلبه و هي تدق , كانت الأصوات من حوله تخفت , كانت الصور تهتز و تبهت , لم تثبت سوي صورة واحدة , لم يسمع سوى صرخة واحدة , كانت (ساكورا) فقط هي التي يراها و يسمع صرخاتها , لا يهم الآن أي ألم , لا يهم الآن أي تعب , أحس و كأن النار التي تسري في يده قد هدأ ألمها و خفت و كأنه قد استخدم مرطب أو ملطف لها , استمرت الطاقة تسري في جسده حتى وصلت إلى قلبه , هنا شعر باحساس غريب لم يشعر به من قبل , أحس بروحه و كأنها داخل جسمه تلف , كان يستطيع أن يري ما بداخل جسمه من أعضاء أو مناطق إذا أراد ذلك بالتركيز في المنطقة التي يريدها , هنا تردد صوت الوحش و هو يقول :
    ((- إن الطاقة الروحية تظل مرتبطة بصاحبها حتى و هي خارج جسمه , و بذلك أنت تستطيع أن تتحكم فيها و هي خارج جسمك و تجعلها تتخذ أي شكل أو تتوزع في أي إتجاه.))
    لازال كل ما يحيط ب(رانمارو) يسير في بطء شديد , و لا يزال يسمع صرخات (ساكورا) تتردد بعنف في عقله , لم يكن هناك وقت يضيعه , لقد وصل إلى استخدامه الأول لطاقته الروحية...
    - الآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن !!!
    قالها و هي يصرخ , ركز (رانمارو) كل تفكيره على المنطقة المحيطة به , و كما توقع اندفعت طاقته الروحية تحيط به في المنطقة التي حددها بعقله , بدا (رانمارو) و كأنه يشتعل لمن حوله , حيث اندفعت فجأة سحب حمراء اللون بسرعة و بقوة تحيط به على شكل هالة , كان أول شيء حدث بعدها هو اصطدام أول مهاجم بها , لكنه توقف عن اندفاعه لحظة اصطدامه بالسحابة هذه...
    - أتظنون أنني بتلك السهولة أيها الملاعين ؟!
    صدرت روايتي الجديدة " رانمارو و السر الدفين " تبعا لدار نهضة مصر للطباعة و النشر .. و هي الجزء الأول من السلسلة الفانتازية " رانمارو "
    d4dceb4ff93ff0018c5d116debc5e789
    +الطبعة الأولى : فبراير 2010 +الطبعة الثانية : مايو 2010 +الطبعة الثالثة : سبتمبر 2010


  2. ...

  3. #22
    ركز (رانمارو) تفكيره بأن تتشكل قبضة تضرب الشخص إلى الوراء , وبالفعل تشكلت قبضة كما تخيلها من السحابة التي لازالت تخرج منه بكثرة , و في وسط دهشة المهاجم ضربه (رانمارو) بقوة فاندفع إلى الخلف بقوة هائلة اصطدم على إثرها بحائط المنزل و دمره و استمر في اندفاعه إلى الخلف لمسافة تقارب العشرة أمتار ثم سقط أرضا و هو يتدحرج , كان هذا كفيل بضرب جرس الإنذار لكل من حوله , لقد عرف من بالقرية وجود أشخاص غير مرغوب فيهم , شعر (رانمارو) بهذا أيضا , فأكمل ما كان يفعله بضرب باقي من بالغرفة بالقبضة فتطايرت الأجساد من الغرفة إلى خارجها في كل الإتجاهات , هنا كانت (كاجومي) لا تزال متسمرة في مكانها , كانت تنظر بعين واسعة محدقة في (رانمارو) و ما فعله للتو.
    - أنت ...أنت تعرف كيف تستخدم قوتك الروحية , م م من أنت أيها اللعين ؟!
    - لا شأن لك بمن أنا !
    قالها و ارتفعت بعدها (كاجومي) في الهواء و كأن هناك شيء ما يمسكها , كانت يد (رانمارو) اليسرى ترتفع أيضا في الهواء بنفس المعدل , لقد كان بسيطا حيث أن (رانمارو) قد أمر قوته الروحية بالانتشار في جميع أرجاء الغرفة , أو الأحرى أن نقول أنه لم يأمرها , كل ما فعله هو أنه تخيل الغرفة كلها فانتشرت قوته فيها , لم يكن يعلم كيف و لكنه بدأ يفهم ما كان يعنيه الوحش من قوته الروحية و أنه لا يمكن أن يتعلمها إلا بالممارسة , ابتسم (رانمارو) قليلا بينما كانت (كاجومي) تصرخ و هي تتوعده :
    - انزلني أيها اللعين , أتظن أنك ستخرج من هنا حيا , أنت ميت , ميت , استسلم , هيا انزلني ...
    - اصمتي !
    قالها (رانمارو) بلهجة آمرة , بعدها حرك يده ناحية اليسار بسرعة و فتح قبضته , فتحركت (كاجومي) إلى اليسار , اصطدمت بجدار البيت , دمرته , أكملت طريقها لمسافة أطول من أقرانها في الهواء ثم سقطت على الأرض تتدحرج , نظر (رانمارو) إليها لحظة , ثم اتجه إلى (ساكورا) , كانت (ساكورا) تنظر إليه نظرة غريبة , كانت تفكر :
    ((- كيف أصبح بهذه القوة ؟! أهذه هي قوة السحر ؟! أم أنها قوة العائلة ؟! أم أنه فعلا قوي جدا كما قال كايتو عندما نشط عصاه في البداية ؟!))
    - هل أنتي بخير ؟
    قالها (رانمارو) قاطعا حبل أفكارها , نظرت إليه وهلة تركز فيما قاله , ثم قالت بسرعة :
    - نعم , نعم أنا بخير !
    - أنا آسف جدا على تأخيري , إن كان قد حد...
    - لا تكمل فأنا الآن بخير كما أنك قد أنقذتني.
    قالتها (ساكورا) و هي تضع أطراف أصابع يدها اليمنى على فمه لمتنعه من الكلام , نظر إليها و هو متعجب من قولها , ثم ابتسم و قال:
    - هذا لا يعفيني من المسئولية , فهذه المرة استطعت إنقاذك , و الله أعلم ماذا سيحدث المرة القادمة.
    - لا تفرح كثيرا أيها الوغد فأنت لازلت معنا هنا .
    تلفت (رانمارو) و نظر هو و (ساكورا) إلى المتحدث , و جد قرابه سبعون شخصا يمسكون هراوات غليظة واقفين على مقدمة المنزل , كان المتحدث هو نفسه العجوز (ساشيرو) , ولكنه كان أكثر شبابا , كان يبدو أنه في حوالي الأربعين تقريبا , نظر (رانمارو) إليه وقال :
    - لقد كنت محقا بشأنك أيها اللعين , أنتم مصاصي دماء , أليس كذلك ؟!
    كان (رانمارو) يرى الحلقة التي تحيط برأس كل فرد فيهم , كانت الحلقة عبارة عن هالة من الضوء الأزرق تحيط بكل فرد فيهم , و لكن حجمها و كثافة لونها كانت تختلف من فرد للآخر , استنتج (رانمارو) أنها لابد و أن تكون مرتبطة بقوة كل فرد الروحية , تحدث (ساشيرو) الذي كان يملك أكبر حلقة و أغمق لون فيهم قائلا:
    - نعم أيها الساحر الماكر , أنا و كل من بالقرية مصاصي دماء , و قد استقبلناكما هنا حتى نتغذى عليكما و نطعمكما للصغار الجياع , و لكن لم أظن قط أنه يوجد من يستطيع أن يكتم قوته الروحية بينكما , هذا لشيء غريب , و لكنك الآن أمامي ها هنا , و صدقني أنت لن تخرج من هنا حيا أبدا !
    ابتسم رانمارو , و شبك ساعده امام صدره في ثقه و اغمض عينيه , كان يجمع قوته الروحيه , احس رانمارو بشيء غريب , انه لم يحتاج الي الشعور بالغضب حتي يجمع قوته الروحيه , احس و كأن قوته الروحيه العاديه قد اكتسبت نفس قوتها السابقه عندما انقذ ساكورا بها , هذا عني له شيئا واحدا , ان قوته الروحيه بالفعل قوية جدا كما قال له الوحش , ابتسم رانمارو اكثر , احس بالثقه اكثر , عندها كانت قوته الروحيه قد بدات تتوزع في جميع الاتجاهات و بقوة , بدا رانمارو و كان دخان غليان احمر اللون بدا يظهر منه و يرتفع الي اعلي , كان رفيعا ثم اخذ في التضخم حتي اصبح يحيط به تماما , كان من يراه يشعر بانطباع و كان رانمارو حديد ساخن تم صب ماء بارد عليه فاصدر هذا الدخان , تراجع كل الاشخاص الاخرين للخلف , بالطبع شعروا بفارق القوة بينهم و بين رانمارو الا ساشيرو , اغمض عينيه هو الاخر و ابتسم , و صدر عنه نفس الشيء , دخان ازرق صعد منه و اخذ في التضخم , حتي احتواه كله , ابتسم ساشيرو و قال :
    - هاهاهاها , هل تظن انك الوحيد القادر علي استخدام الطاقه الروحيه هنا ؟ انت مخطئ , انا ايضا و غيري كثيرين يستخدمونها , هذه لم تعد ورقتك المربحه بعد الان , هاهاها....
    -اصمت.
    قالها (رانمارو) بحزم و فتح عينه , و هنا تغير لون الهواء المحيط بالجميع بمن في الغرفة و خارجها , كانت قوى (رانمارو) الروحية قد انتشرت في المكان كله كما خطط لها , كان يتبع تعليمات الوحش بحذافريها , حيث تردد صوته عاليا في عقله و هو يقول :
    ((- عندما يتحكم الشخص بقوته الروحية خارج جسمه من الممكن أن يجعلها تذهب في أي إتجاه يريد , فممكن أن يجعلها تضغط و بقوة على كل ما يقع أسفلها من أشياء و أشخاص , قد تكون قوية فتمنع الأشخاص من الحركة مهما بذلوا من جهد , و قد تبلغ من القوة حدا يجعلها تمنع الأشخاص من التنفس بمنع حركة قفصهم الصدري , و بهذا يختنقوا و يموتوا أو يفقدوا الوعي على الأقل.))
    تسمر كل شخص في مكانه , كان (رانمارو) ينظر بحزم نحو جميع من حوله , كان قد فهم الآن بعض ما قاله الوحش , كانت قوته لا تزال متقدة , كان يحافظ عليها بتفكيره الدائم فيما سيحدث إذا ماتت (ساكورا) و أنه المسئول , كان هذا التفكير وحده كفيلا بتحريك جسمه لو كان ميتا , وقع الآن إثنان من المصاصين فاقدي الوعي من عدم القدرة على التحمل , و بعدها الثلاثة الموجودين على باب المنزل , ثم هؤلاء السبعة , ثم , و ثم , حتى لم يتبقَ غير شخص واحد , نظر (رانمارو) نحو (ساشيرو) و تردد صدى الوحش و هو يقول:
    ((- سوف يتأثر الجميع بقوتك الروحية , إلا من يملك قوة روحية هو الآخر قوية فسوف يطلقها حوله في شكل هالة تحميه , و إذا كانت قوته أقوي منك فسوف ينقلب الأمر عليك و تنهزم بقوته الروحية .))
    كان (ساشيرو) يحيط نفسه بهاله من اللون الأزرق , أغمض (رانمارو) عينيه , ثم صرخ :
    - آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!!
    كان يستجمع قواه بهذه الصرخة , كان يفكر في شيء واحد :
    ((- ماذا إذا تفوق ساشيرو علي بقوته الروحية ؟! كلا , إنني أقوى منه في القوة الروحية و لهذا سأقهره.))
    تردد صوت الوحش مرة أخرى بقوله:
    ((- تذكر هذا جيدا , ليس المهم هو قوة الفرد الروحية فقط , بل أيضا مقدار المدة التي يستطيع الحفاظ فيها على قوته الروحية بنفس المعدل.))
    حدث (رانمارو) نفسه و هو يقول :
    ((- أيها الوحش اللعين , الآن فقط قد فهمت ما تعنيه , أنا أشعر بالضعف الشديد في جسمي , يبدو أن آثار القوة لم يعتد عليها جسمي بعد , إذا استمريت على هذا سأنهزم , أنا لا يمكن أن أخسر , سأقضي عليك ساشيرو في لحظة.))
    أكمل (رانمارو) صرخته المدوية , ثم فجأة انفجرت منه طاقة روحية هائلة , ارتفعت الطاقة إلى أعلى بقوة كأنها انفجرت من بركان ثائر للتو , قابلت سقف المنزل فدمرته على الفور و تابعت طريقها إلى أعلى قليلا , ثم فتح (رانمارو) عينيه ونظر بكل صرامة نحو (ساشيرو) الذي رفع سيفه في الهواء و قفز ليضرب به (رانمارو) , يبدو أنه قد أحس بمدى قوة خصمه و قرر أن ينهي الصراع بأسرع ما يمكن , ابتسم (رانمارو) و قال له :
    - أنت تريد إنهاء الليلة بسرعة , على الرحب و السعة .
    قالها و اختفت فجأة السحابة التي تصاعدت منه, اتسعت عيني (ساشيرو) من الرعب كأنه يعلم ما سيحدث له , فجأة هوى (ساشيرو) على الأرض و هو في منتصف القفزة و أحاط بهالته الروحية لون أحمر غامق أخد يندفع نحوه مخترقا درع طاقته حتى وصل إلى جسمه و بدد طاقته كلها , هنا اخترقت الطاقة جلده , و أخذت تدمر جسده بين صراخ (ساشيرو) الدائم , ثم سكت عن الصراخ , و توقف عن الحركة السريعة التي كانت تنم عن ألم شديد , فاختفت الطاقة الحمراء الخاصة (برانمارو) , نظرت( ساكورا) و هي متسمرة في مكانها من المفاجأة , ثم قامت من مكانها تجري نحو (رانمارو) و هي تضحك و تصيح :
    - لقد فعلتها رانمارو , كنت متأكدة من أنك ستفعلها , هذا أنت أيها البطـــ...!
    توقفت (ساكورا) في منتصف جريتها , حيث قال (رانمارو) بوهن شديد :
    - نعم ...لقد فعلتها و أنقذتك !
    قالها و اهتز في وقفته و كأنه يفقد وعيه , ثم مال جسده إلى الخلف , ووقع نحو الوراء , فاندفعت (ساكورا) ناحيته و استطاعت أن تمسك بجسده في اللحظة الأخيرة قبيل إرتطامه بالأرض , كانت عيناها تمتلئ بالدموع ,لم تكن تفكر إلا في كيف ستخرج (رانمارو) و نفسها من هذا الموقف, و في وسط هذا كله سمعت صوتا يقول:
    - ابحثوا عنهما , لا تتركوهما , اقتلوهما حيث وجدتموهما , احذروا من قوتهما القوية لقد تفوقوا على ساشيرو , ابحثوا عنهما في هذه المنطقة أولا, هيا !!!
    نظرت (ساكورا) في إلتياع , و لا يوجد بعقلها سوى تفكير واحد , كيف ستخرج من هذا المأزق الرهيب؟!!!

    يتبــــــــــــــــــــع................

  4. #23
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصل الثالث عشر

    الواقع بصورته الكامله


    - ياكو؟
    قالها (رانمارو) بوهن و هو ينظر نحو الشخص الواقف على بوابة الكهف , عندما دقق النظر وجد هالة حول رأسه لونها أبيض ناصع , قال و هو متفاجئ:
    - أنت لست ببشري عادي , أأنت ساحر؟!!
    - نعم , أنا ساحر من عائلة البياكورا , أحد عائلات قرية الريح البيضاء قبل أن تتدمر.
    - وما الذي جاء بفرد من هذه العائلة هنا ؟!
    قالها (رانمارو) و هو يقف بمساعدة (ساكورا) و أسند يده إلى حائط الكهف , تبادل النظرات مع (ياكو) حتى تحدث الأخير قائلا :
    - حسنا , أنا أعرف أنك تفكر الآن في كون عدو لك , و لكن يبدو أنك لم تعرف الحقيقة كاملة بعد...
    نظر (رانمارو) بعين ضيقة و هو ينظر إلى (ياكو) ثم قال :
    - حسنا قل ما عندك , و لكن..
    قالها ثم أخرج عصاه و قال :
    - كاي!
    تحولت العصا إلى شكلها المعتاد , نظر إليه (ياكو) في فزع , أكمل (رانمارو) قائلا :
    - و لكن إذا فكرت في خيانتنا فاعتبر نفسك ميت .
    ابتسم (ياكو) ابتسامة خفيفة , و قال و هو يحك مؤخرة رأسه بيده اليسرى :
    - أنا , لا تظن أنني سأفعل هذا , أنت فعلا صديق لي أو حليف بالمعني الأدق , و سيتضح لك السبب بعد ما أشرح لك حقيقة الوضع , هاهاها.
    ضحك ضحكة بلهاء و هو يحاول لن يخفف من حدة الوضع بينهما , و لكن (رانمارو) لم يتغير شكله , بل قال:
    - أتمنى أن يكون ما تقوله يستحق أن تذكره , و إلا فسوف أقتلك , هيا تكلم و قل ما عندك.
    - رانمارو , لا تعامله هكذا لقد أنقذ حياتنا.
    قالت (ساكورا) ذلك و هي تقف بين (رانمارو) و (ياكو) , نظر (رانمارو) إليها متفاجأ من موقفها الغريب , نظر إليها و قال :
    - هل أنت متأكدة ساكورا من أنه الذي أنقذنا أم كانت لعبة ؟!
    - لو كانت لعبة لكنا متنا و أنت نائم , فلماذا يتكبد شخص عبء إنقاذنا من أولئك الوحوش ثم ينتظر حتى تصحو و تستخدم قوتك ؟ أجنون هذا ؟!!
    صمت (رانمارو) , كان يفكر فيما قالته (ساكورا) , نعم ما قالته كان يبدو سليما , كما أنني أشك في كلام (كايتو) إلى الآن و أريد أن أعرف ما كان غرضه الحقيقي , فلابد و أن أستمع إليه ,نظر (رانمارو) إلى (ياكو) و قال :
    - حسنا ياكو , آسف على ما قلته و لكن إذا حاولت خيانتنا فأنت ميت لا محالة.
    - لا تقل هذا , فنحن سنصبح أصدقاء , كما أني أقدر ما مررت به , فقد حكت لي ساكورا كل ما حدث لكما , لكنها رفضت الإفصاح عن شخصية الشخص الذي قال لك معلومات عن عالمك و جعلك تنشط قوتك , و مهما كان فهو عدو و ليس صديق.
    قال جملته الأخيرة و هو يتقدم إلى داخل الكهف ليجلس بجوار (رانمارو) و (ساكورا) اللذان قد سبقوه بالجلوس على الأرض , ثم تابع بعد جلوسه معهما :
    - أولا أحب أن أوضح بعض المعلومات التي لابد و أنت لا تعرفها بعد
    نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) ثم نظر الاثنان إلى (ياكو) الذي تابع :
    - حسنا , أولا أنت تعرف أنك من عائلة اليوشاهارو النبيلة أحد عائلات قبيلة الريح البيضاء , هذه القرية التي تدمرت منذ حوالي أربعة عشر عاما مضى , لكن الشيء الأهم هو اتهامك بقتل والديك , مهما كانت الحقيقة سواء أكنت قد قتلتهما أم هذا كذب فهذا قد حدث لمصلحة البشر و للجميع.
    نظر (رانمارو) بدهشة شديدة إليه , وقال :
    - سواء كنت من قتلهما أم لا فهذا جاء في مصلحة الجميع , ماذا تقصد بهذا؟!
    -حسنا , هناك في عالم الأجناس غير الطبيعية ثلاث مجموعات , الأولي تسمي كارا , و الثانية تسمي بوكاهاتسو , والثالثة موجودة للصراع ضد الإثنتين .
    - كارا , بوكاهاتسو؟!!
    - نعم , كارا أصلا تعني الفراغ , و هي ترمز إلى المكان الذي يشغله البشر العاديين الآن , فتلك المجموعة تنظر إلى البشر كنفايات , و أنهم يشغلون مساحات كبيرة بأعدادهم الضخمة عننا , و يستهلكون ثرواتنا , و إنهم لابد وأن يكونوا عبيد عندنا لا أن نخفي وجودنا عنهم كما نحن الآن , هذه المجموعة دموية جدا , و للأسف قوية جدا , و جميع أعضاءها قد بلغوا من القوة حدا إلى إعلان هويتهم إلى المجتمع العام لدينا , غير خائفين من أي رد فعل ضدهم .
    - هل أصبحوا أقوياء بمشاركة قواهم مع سحرة آخرين؟
    - ممم , ليس بالضبط , انظر رانمارو كقانون في تلك المجموعة يجب عليك أن تشارك قواك مع جميع الموجودين , هل تعرف ما يعنيه هذا ؟ هذا يعني أن الشخص الواحد منهم يمكن أن يكون لديه أكثر من سيد و أكثر من قوة , وهذا يعني قوة هائلة بالطبع.
    - و لكن كل قوة لها آثارها الجانبية , وإن لم تكن قويا لتتحكم بالقوة فإنها سوف تتحكم بك.
    نظر (ياكو) إلى (رانمارو) بدهشة , لقد كان يعرف ما كان يفوق ما توقعه من معلومات , ابتسم (رانمارو) و قال :
    - لا تتفاجأ هكذا , هذه المعلومات جئت بها من الوحش الخاص بي .
    - حسنا هذا يبدو منطقيا , نعم إن هناك الكثير منهم لا يستطيع أن يصمد أمام سيدين , سيده الأصلي و سيد الشخص الذي شاركه قواه , و لكن هناك قلة منهم من تستطيع أن تجمع بين ثلاثة أو أربعة أسياد في وقت واحد,ولكنه أمر غير مؤكد إلى الآن , حسنا فلنكمل , قرية الريح البيضاء كانت من أقوى القرى , و كانت تمتلئ بالكثير من العائلات النبيلة مما جعلها في أعلى أهداف هذه المجموعة , كانوا يرون أنه عندما يدمرون القرية فإنهم سوف يستولون على كل ما فيها من كنوز , و لكي يفعلوا ذلك كانوا يحتاجون إلى جاسوس , فرد قوي جدا لا يشك فيه فرد في القرية , يأتمنوه على أسراهم و أمنهم , و هنا يخونهم و يقودهم إلى هزيمة القرية.
    نظر (رانمارو) إليه و عينيه متسعتين من الدهشة و هو يقول :
    - لا تقل لي ...!!
    أومأ (ياكو) برأسه موافقا و قال :
    - نعم إنهم هما رانمار...!!!
    - لا تقل ذلك , هذا مستحيل , لقد كان والداي من أقوى من في القرية و أفضلهما على الإطلاق , كانا أبطال.
    صرخ (رانمارو) في وجه (ياكو) و عينيه تدمع , نظر (ياكو) إليه بشفقة و قال :
    - أنا أعرف أن هذا أمر صعب عليك و لكن هذا شيء قد كشفه رئيس القرية قبيل الهجوم بساعتين , و عندما حاول أن يوقفه قتله أبواك , و هنا حاول أقوى من في القرية التصدي لوالديك و لكنهما فشلا , و لكن لسبب ما ماتا , و قال الشهود أنهم رئوك و أنت ترمي عليهم التعويذة , لا أحد يعلم كيف , كانت معجزة , أنت بقتلك لهما قد أتحت بعض الوقت لجعل الصغار يهربون , الصغار الذين كبروا ليصيروا كبار مثلي الآن.
    نظر (رانمارو) نحوه و كأنه لا يصدق ما سمعه , نظر إلى (ساكورا) و قال :
    - إنه يكذب , أنا لا أصدق ما قاله هذا كذب .
    قالها و هو يصرخ , وقف بسرعة , ثم رفع عصاته السحرية إلى أعلى , ظهر ضوء أحمر قوي حوله و بدا و كأنه يشتعل , كان يبدو أنه يستخدم طاقته الروحية , نظر (ياكو) إليه في فزع , و رفع عصاته هو الآخر , فجأة قفزت (ساكورا) تمسك (برانمارو) , نظر إليها و هي تقول له :
    - هل تكف عما تفعله الآن , أنا أعرف شعورك و لكن إذا كانت هذه الحقيقة فماذا بيدك أن تفعله , هذا شيء كان بيديهما و ليس بيدك.
    قالت ذلك و هي تبكي , ارتمت في حضنه و هي تبكي , نظر إليها (رانمارو) , اختفى الضوء الأحمر حوله , و أخفض عصاته , و أنزل يده على ظهر (ساكورا) , و ضمها بقوة إليه و قال و هي يبكي :
    - أنا لا أعرف ماذا أفعل , أحس و كأني ضللت الطريق , هل قتلي لوالدي صحيح أم أن شخصا آخر قتلهما , هل كانا بطلين أم كانا خائنين , أنا لا أعرف , ماذا أفعل ساكورا ؟!!
    ابتعدت (ساكورا) عن حضنه , و مسحت دموعه بيديها , ثم نظرت إلى (ياكو) الحزين و قالت :
    - لابد وأن هناك شيء خطأ , إذا كان والدي رانمارو خائنان , فلماذا إذا قد نبذ ؟!
    أفاق كلام (ساكورا) (رانمارو) , فتوقف عن البكاء و رفع بصره إلى (ياكو) و قال له بسرعة:
    - نعم هذا صحيح , إذا كنت بطلا بقتلي لهما فلماذا إذن أنا منبوذ ؟!
    نظر إليهما (ياكو) و هو أكثر حزنا و قال :
    - للأسف الذي عرف بهذا الموضوع هم قلة قليلة , و جميعهم قد قتلوا بأيدي والديك إلا شخص واحد فقط و هو نائب رئيس القرية , وهو الذي ساعدني أنا و ثلاثة معي على الفرار و أخبرنا بما حدث لأنه كان يشك في أنه سينجو , بالفعل قد قتل في هذه المعركة التي انتهت بتدمير قريتنا.
    - هل تعني أن الحقيقة قد ظلت مخبأة إلى الآن ؟!
    - نعم , أنا و ثلاثة آخرون فقط نعرف هذه الحقيقة.
    - وكيف لي أن أتأكد إنكم لم تتفقوا على هذه الكذبة ؟!
    - ولماذا نكلف أنفسنا عناء ذلك , و أنا كان بمقدوري قتلك و أنت مغمى عليك , ثم للأسف نحن الأربعة افترقنا بعد تدمير القرية حتى لا يتعرف علينا أحد , فكلما قل العدد كلما قل الخطر.
    نظر (رانمارو) إليه و قال :
    - هل تعني أنك لا تعرف أين باقي الثلاثة ؟
    - أنا لا أعرف أن كان الثلاثة على قيد الحياة أصلا .
    صمت الجميع , كان (رانمارو) يفكر , نعم إنه لو كان عدو لقتله على الفور , و لكنه أنقذه فعلا , و لم يؤذيه , ثم هذا الموضوع المتعلق بوالديه , يبدو أن موضوع والديه شائكا , و حتى الآن لم يعرف غرض (كايتو) الحقيقي من جراء مساعدته , فكر (رانمارو) , و توصل إلى قراره , فقال (لياكو):
    - حسنا إذن , نحن سنبحث عن الباقي إن كانوا أحياء , و إذا أكدوا كلامك فعلا فسوف يكون هناك أشياء لابد من فعلها.

  5. #24
    نظرت (ساكورا) إليه , و قالت:
    - هل يعني ذلك إنك ستبحث عنهم ؟ و لكننا لا نعرف من هم و كيف نجدهم.
    - أظن أن لدي خطة.
    قالها (رانمارو) , فنظر إليه كل من (ياكو) و (ساكورا) , و سأله (ياكو) قائلا :
    - ماذا تفكر رانمارو؟
    نظر (رانمارو) إليهم بمكر و قال :
    - أفكر في أن لكل عائلة لون مميز صحيح ؟
    - نعم هذا صحيح !
    حسنا , هذا ما سنفعله .
    قالها ثم تحدث بصوت خفيض عن خطته , و بعد أن انتهى نظر إليه الآخران بتعجب ثم قال (ياكو) :
    - أنت مجنون أتعرف ذلك !
    - نعم رانمارو هذا لجنون أنك بهذا سوف تقول لأعدائنا أنك هنا أمامهم و تنتظرهم.
    - ولكن هذا هو الحل الوحيد هل يوجد لديكم شيء آخر ؟!
    نظر الآخران إليه و قال (ياكو) :
    - لا للأسف , و لكن يجب أن نكون أقوياء مستعدين لأي شيء .
    - نعم هذا ما سنفعله في الوقت القادم يجب أن نتدرب بشدة و نصبح أقوياء , و نعلم أنفسنا بأنفسنا و ذلك حتى نتغلب على أي عدو لنا.
    - حسنا إذن.
    قالها (ياكو) و هو ينهي الكلام , إلا أن (رانمارو) سأله :
    - لقد قلت إن هناك ثلاث مجموعات و لم تتحدث إلا عن واحدة , فما هم الإثنان الآخران ؟
    - أها , آسف فقد نسيت , إن المجموعة الثانية و هي اسمها بوكاهاتسو , و هي تعني الإنفجار , و هي جماعة ترى أن البشر نعم كائنات تشغل مكانا و أقل مكانة مننا , و لكن لها فوائد , فمصاصي الدماء مثلا يحتاجون إليهم , و لهذا فإن غالبيتها من مصاصي الدماء , و هي تهدف إلى جعل العالم كله من البشر الغير عاديون مثلنا , و حجز البشر العاديون في أماكن محددة , كما و كأننا نربي قطيع , عندما نحتاج منه ما نريد نستخدمهم و إذا انتهينا نعيدهم إلى حظيرتهم , إذا رأيت الأمر على خريطة قد رسموها للعالم قبل و بعد التوزيع , فإنك ستشعر بحدوث انفجار انتشرت بعدها مجموعات البشر الخارقون أمثالنا و انحسرت فيه مجموعات البشر العاديين مثل ساكورا , و لهذا فإنهم قد سموا أنفسهم الإنفجار.
    - هذا بشع.
    قالتها (ساكورا) و هي تتخيل ما قد يحدث إذا وضعت في مكان كحظيرة و منعت من التحرك , و كأنها سجينة لشيء لم تفعله.
    - نعم هذا صحيح , إنه لعمل بشع حقا و غير إنساني على الإطلاق.
    قالها (رانمارو) و هو ينظر نحو (ساكورا) , هنا تابع (ياكو) قائلا :
    - حسنا أنا أتفق معك , و كذلك كثيرين , و لهذا فإن هناك المجموعة الثالثة , هذه ليست لها أي اسم , و لكن هدفها هي حماية البشر من طغيان المجموعتين المجنونتين , هذه المجموعة أعضاءها غير محددين , إن أي فرد ينقذ بشري من أي خطر يعتبر منها , و أنا أعتبر نفسي أنتمي إليها , إنني لأشعر بالفخر لكوني فردا منها , يكفيني فخرا أن جنتو عضوا فيها.
    - جنتو ؟ من جنتو هذا ؟!
    - ماذا؟!! ألا تعرف جنتو ؟! إنه أشهر مصاص دماء على الإطلاق.
    - كلا للأسف , و لكن لم هو أشهر مصاص دماء ؟!
    - أولا لأنه قديم جدا , البعض يقول إنه عاش حوالي ألف عام , و البعض يقول أكثر من ذلك , لا أحد يعرف بالضبط , كما أن لا أحد يعرف وجهه الحقيقي , لكنه أقوى مصاص دماء على الإطلاق , قوته الروحية رهيبة , كما يقال أنه قد شارك ساحر قواه , يقال إنها عائلة جينكيوكيتسكي , و هي عائلة مصاص الدماء الفضي المنقرضة , هذه العائلة التي اندثرت على الرغم من قوتها , بينما يعتقد البعض أن جنتو في الأصل آخر فرد من العائلة وتحول إلى مصاص دماء , لكن في النهاية جنتو هو أقوى مصاص دماء على وجه الأرض و لا يستطيع أن يقف في وجهه أي شخص , و هو لحسن الحظ في جانبنا.
    - ولكن إذا اتحدت المجموعتان فهو هالك , أليس كذلك ؟!
    - لحسن الحظ لم يهزم جنتو من قبل على الإطلاق , كما أن المجموعتان لحسن الحظ ليسوا على وفاق , فهم أعداء مريرين فيما بينهما , فلا أي واحد منهما يريد أن تنجح الأخرى في تحقيق أهدافها , هناك نوع من المنافسة و التعالي على بعضهما , و هذا ما يعطينا فرص كثيرة للتفوق عليهما.
    - وهل تعمل بمفردك ؟
    قالتها (ساكورا) (لياكو) الذي رد قائلا :
    - نعم , فكما قلت لك أعضاء المجموعة الأخيرة لا يعرفون بعضهم , كما أنه لا يوجد أي تنسيق أو قائد , إن القاعدة الذهبية هي أنك إن وجدت بشريا في حاجه للمساعدة ساعده ولو على حساب حياتك , فأنت بهذا تنفذ قواعد و مبادئ المجموعة , هذا هو الحال هنا , و لهذا فعندما رأيت شخصان عاديان يدخلان القرية في عربة بها أناس بها حلقات حول رأسهم قررت أن أتجسس , ولهذا السبب دخلت القرية , فوجدتهم يهاجمونكما , فقررت أن أتدخل لإنقاذكما.
    صمت الجميع مرة أخرى , نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) , فأومأت برأسها موافقة , يبدو أنهما كانا يفكران بنفس الفكرة , نظر (ياكو) اليهما مندهشا ثم قال رانمارو :
    - حسنا نحن الآن في فريق المجموعة الثالثة , هل يوجد أي مانع لذلك ؟!
    تبادل (ياكو) نظراته معهما , كان مندهشا , فهو كان يتوقع أنه سيواجه معاندة كبيرة منهما أو إنهما لن يرضيا بهذا , و لكن أن يوافقان على ذلك فهذا شيء جميل , ابتسم لهما ثم قال :
    - حسنا إذن , سوف نكون فريق واحدا نحن الثلاثة.
    قاطعه (رانمارو) بقوله :
    - لا تضع حدا للفريق.
    نظر إليه (ياكو) غير متفهما فأكمل :
    - نعم , فإنني سأكون ليس فريق و لكن نواة , نواة لإعادة بناء قريتي , سأسمي فريقي هذا فريق الريح البيضاء , و سنبدأ بتجميع أعضاء القرية من أصدقائك أولا ثم من أي شخص يريد الإنضمام إلينا.
    نظر (ياكو) إليه متعجبا , هذا ليس شخص عادي , إنه فعلا عظيم , إنه يستحق اللقب , العظيم رانمارو.
    يتبــــــــــع..............

  6. #25
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصــــل الثانـــــي عشــــــــر

    هارونــــــــــــــــــا


    - كم أكره هذه الحياة.
    قالتها (هارونا) و هي تنام على سريرها بقفزة تحتضن الفراش فيها بقوة , كان وجهها مقابلا للفراش , عدلت من وجهها و نظرت يسارا و هي لازالت تجلس عليه ببطنها و ترفع رجليها الإثنتين و تحركهما كطفلة صغيرة تلعب , كانت عابسة الوجه , رغم ذلك كانت جميلة أيضا , كانت عيناه أجمل مافيها بلونها الأزرق الصافي الغريب , فكرت (هارونا) و قالت في نفسها:
    - هذه الحياة لم أعد أطيقها , والدتي لا تفكر سوى في مصلحتها , من المجنونة التي ترضى بهيكاشي هذا , نعم إنه ظريف قليلا , و لكن والده هذا أحمق كبير , من يظن نفسه بإعلانه أنه يتبع مبادئ كارا , هذا شيء غريب , الكل يعرف بالطبع مدى دموية عائلته البغيضة و لكن أن يصل به الحد إلى إعلانه عن تأييده لمبادئ كارا , هذا لا يطاق.
    قامت من الفراش و جلست على مفعد هزاز يقابل مدفأة قديمة الطراز , كان يبدو أنها تعيش في جو من العصور الوسطى , أمسكت بكتاب تقرأ فيه , هنا اندفع قط إليها و جلس على قدمها و هو يموء بهدوء شديد , كان سياميا , و كان لونه بني , كانت أنثى , أغلقت (هارونا) الكتاب , و وضعته على رف بارز بالمدفأة و قالت للقطة و هي تداعبها :
    - كم أنت مسلية , يبدو أن مالكك السابق كان يهتم بك كثيرا.
    كانت (هارونا) قد وجدت القطة و هي ضعيفة منهكة أثناء سيرها في أحد الأيام من هذا الأسبوع , كانت تبدو عليها أنها لم تأكل ليومين على الأقل , أخذتها (هارونا) و أطعمتها , ثم أخذتها معها إلى البيت , و أدخلتها بدون علم والدتها , كانت والدتها تخاف من القطط , و إذا علمت بوجود قطة في المنزل ستطردها , أو ربما قتلتها , كانت (هارونا) تحب هذه القطة جدا , لم تعرف ما اسمها , إلا أنها أحست أنها كانت ملك لشخص عطوف , حيث أن القطة لم تتعرف عليها و تعتاد عليها إلا بعد فترة أطول من المعتاد و كانت لديها عادة جميلة , لا تنام إلا و هي في حضنها , أحست أنها عادة كان مالكها يتبعها مما أعطى انطباع أنه كان وحيد أو حزينا جدا.
    - هارونا , هيا استيقظي.
    أفاقت الخادمة سيدتها من النوم , تثائبت (هارونا) بكسل و هي في الفراش و قالت :
    - كم الساعة الآن ؟!
    - إنها الثامنة مساءا , سيدتي أبلغتني أن أوقظك حالا لأن اللورد ماكيتو و ابنه النبيل هيكاشي سيحضران بعد قليل.
    - أوه ألا يملان من الحضور , حسنا اذهبي الآن و طمأني والدتي أنني استيقظت.
    أكملت (هارونا) تثاؤبها و هي على فراشها وتابعت خروج الخادمة ببصرها , ثم تغير وجهها العادي إلى وجه أكثر عبوسا و هي تقول :
    - هذا اللعين و ابنه , و أمي التي لازالت مصرة عليه , لابد و أن يعلما أنني أكرهما , و لكن لماذا يتابعان حضورهما هنا , أنا لا أزال لا أفهم ذلك .
    قالتها و قامت من فراشها و مشت بتثاقل و بملل , دخلت الحمام و أخذت دشا دافئا ثم خرجت , و لبست فستانا زمرديا لامعا , يغلب عليه الطابع الأسطوري , كانت تكرهه جدا لإنه قديم الطراز , و لهذا كانت تلبسه باعتياد عند حضور الضيفان الكريهان , تزينت (هارونا) بكامل زينتها , بدت أميرة في زيها الأسطوري هذا , نزلت السلالم الرخامية في تعالٍ أضاف إلى جمالها الكثير , ارتفعت عينا الضيفان إليها و هي تنزل , فلكز الأب الولد بكوعه و هو يداعبه بقوله :
    - لقد اخترت جيدا يا ولدي , جمال و قوة عائلة , إنك محظوظ !
    نظر الولد بخبث نحو أباه و قال :
    - لا تقل هذا يا والدي العزيز بصوت عال حتى لا تضيع الصورة الوردية التي تظنها عني و يضيع مجهود سنتين سدى.
    نظر الأب بفخر إلى ولده , كان ولده أكثر من أباه قوة في الشخصية و المكر على ما يبدو , نظر الأب إلى (هارونا) مرة أخرى , و هنا جاءت والدتها تحييهما قبيل وصول (هارونا) فقالت :
    - آسفة جدا على التأخير حيث لم تنبهني الخادمة الحمقاء عند وصولكما.
    - لا تأسفي يا راريسا , فهذا شيء عادي من أناس حقيرون مثل هؤلاء الخادمين.
    قالها و طبع قبلة علي يد راريسا ثم جلسوا جميعا , فنظر الولد إلى (هارونا) التي أصبحت بالقرب منهم الآن و قال:
    - لا تقل هذا يا أبي عنهم , فهم مثلنا مصاصي دماء و يجب ألا نفرق بين أحد تبعا لمقامه.
    نظر الأب تجاه ابنه و هو يحاول إخفاء ابتسامته بصعوبة , حيث أن ابنه كان يلعب اللعبة صحيحا , أكمل الولد كلامه :
    - أبي , أنا لا أتفق معك في آرائك تجاه الناس و طباعهم , أنت تنظر إليهم من أعلى , أنا أحب أن أراهم كأي شخص عادي.
    - بني , انت لا تعلم من هم في الأساس , نحن من عائلات نبيلة إنما هم عائلات شاركت قواها مع أغراب.
    - أنا لا أتفق معك في هذا يا لورد ماكيتو , أنا من رأي ابنك.
    قالتها (هارونا) و هي تجلس بينهم , نظر إليها الأب و هو يبتسم في سره و قال :
    - يبدو أن الجيل الجديد لا يعجبه أي شيء منا حتى وإن كان رأينا في الحياة.
    - أنا يا أبتي لا أتفق معك أبدا , أنا أظن أنك تعيش في عالم و أنا في عالم آخر.
    ابتسمت (راريسا) و قالت :
    - يبدو أن ما قلته يا ماكيتو صحيح , فما عندك عندي , ابنتي أيضا تعاندني في معظم الأمور , و لكن نحن الكبار لابد و أن نأخذ الأمور بترو , حتى يكبروا و يدركوا حقيقة الواقع.
    ضحك (ماكيتو) و ضحكت (راريسا) , بينما كانت عينا (هيكاشي) مثبتة على (هارونا) , كانت (هارونا) تتضايق كثيرا من عينا (هيكاشي) , كانت تكره الزيارات بسبب أنه كان لا يرفع بصره من عليها , كان يظن أنه بذلك يستطيع أن يأسر قلبها , على الرغم من أسلوبه اللطيف و آرائه التي تتوافق مع بعض آراءها إلا أنها أحست بأن شيئا غامضا فيه , شيئا لا يستريح له قلبها.
    - سيدتي !
    قالتها الخادمة و هي تقترب منهم , نظرت (هارونا) إليها و قالت :
    - ماذا هناك؟
    - انها سيدتي ناجامي تريدك , إنها عند الباب تقول إنها قد اتفقت معك على الخروج من قبل.
    - أها , حسنا قولي لها أن هارونا لن تستـ....
    - قولي لها أنني سأكون معها حالا.
    نظر الجميع إليها كانت (هارونا) قد وقفت الآن , قالت بسرعة شديدة :
    - أستمحيك عذرا يا لورد و هيكاشي , فقد وعدت ناجامي بالخروج معها في حفلة راقصة , إنها شيء من عدم التوافق بين الأجيال.
    ضحك (ماكيتو) و قال :
    - يبدو أن الفروق عندك يا راريسا مثلما يوجد عندي , فهيكاشي أيضا يحب الحفلات , هل يمكنه الحضور؟
    - كلا للأسف لا يمكنه و ذلك لأن الحفلة للفتيات فقط .
    قالتها و غمزت للورد فضحك و قال :
    - يبدو أن المتعة لازالت موجودة في هذا الجيل أكثر من جيلنا , أليس كذلك يا راريسا؟
    نظر نحو (راريسا) , كانت الأخيرة تنظر بغضب تجاه (هارونا) , التي سلمت على اللورد و (هيكاشي) بسرعة , و صعدت السلم و هي تجري و هي تقول :
    - سوف أتأخر اليوم يا أمي , لا تنتظريني.
    - حسنا و لكن اليوم يوم مميز لا تنسي هذا .
    - توقفت و هي على ثاني درجة سلم و تلفتت إلى أمها و قالت :
    - ولماذا هو مميز؟!!
    - وذلك لأن اللورد طلب يدك إلى ابنه !
    - ماذا؟!!!
    نظرت (هارونا) بدهشة شديدة , في حين أكملت والدتها قائلة :
    - وقد قلت له نعم , و أظن أنك لا تعارضيني في ذلك.
    - و لكن ...
    - ماذا ؟! ألديكي شيء تقولينه لي الآن ؟! لقد وعدتهم بالإجابة و أنت تعرفين أنه عندما نقول نعم يكون الأمر نعم , و إذا قلنا لا فهو إذن لا , هذا أمر غير قابل للمناقشة.
    دمعت عينا (هارونا) , و لم يجعلها تصحو من حزنها هذا إلا صوت الخادمة تذكرها بسيدتها المنتظرة بفارغ الصبر , نظرت (هارونا) إلى الخادمة ثم نظرت نحو الأرض بأسى , صعدت السلم ببطء شديد , نظر اللورد إلى (راريسا) و قال :
    - أظنك قسوتي عليها راريسا, كان لابد أن تأخذيها بالتدريج.
    - كلا أيها اللورد , لا تتدخل من فضلك في تربيتي بابنتي , أنا أكثر من يعرفها و أعرف طباعها , لولا هذا لرفضت , والآن لن تستطيع أن تقول شيئا.
    نظر اللورد إلى ابنه , ثم سكتوا جميعا , و هنا تحدث اللورد و قال :
    - هل نترك الأمور الآن إلى ما ستصير إليه , ونتكلم عن مواضيعنا الخاصة؟
    - نعم هيا ما أخبار كارا؟ و ما آخر الأوامر من القيادة؟!!

    *************************

    - ها أنتي هنا , لم هذا الحزن عزيزتي.
    قصت (هارونا) على (ناجامي) كل شيء بالتفصيل , نظرت (ناجامي) إليها و قالت :
    - لا أعلم لم تفعل أمك هكذا , إن اللورد هذا معروف بانتماءه الشديد لكارا , لابد وألا تسكتي , فهذا مستقبلك.
    - نعم عزيزتي و لهذا فإنني قد أخذت كل أغراضي الأساسية , و سأهرب.
    - ماذا؟!!
    - نعم سأهرب , ستساعديني على ذلك.
    - أنا؟!!
    - نعم , أريد منك أن تغطي على غيابي ليوم او إثنين على ما تستطيعي...
    - ولكن كيف سأفعل هذا , و كيف ستتمكني من العيـــ...
    - انظري العيش لوحدي أفضل بكثير من العيش مع هذا المعتوه القاتل , أنا لا أريد لأبنائي أن يكونوا قتلة , أنا أريدهم أن يكونوا صالحين , أنا لا أحب الشر , أترين أنني مخطأه في هذا؟
    نظرت (ناجامي) إلى صديقتها , ثم سكتت , كانت لا تستطيع أن تقول لها شيئا , وصلت إلى طريق مظلم و هدأت من سرعة السيارة , نزلت (هارونا) , وودعت صديقتها الغالية وسط دموعهما الحارة , ثم تركتها و ذهبت , عدلت (هارونا) من وضع حقيبة السفر على ظهرها و أخذت تسير نحو طريقها المظلم , طريقها إلى المجهول.
    يتبع.......................

  7. #26
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصــــــل الرابـــع عشــــــر

    مشاعــــر و أحاسيـــس.


    قامت (ساكورا) و هي تتثائب و تقول لهما :
    - والآن كيف سندبر أمور حياتنا أولا ؟!
    - حسنا هذا ما سنفكر فيه , أمامنا أن نعمل مع البشر و بما فيه من مخاطر كبيرة , أو ننشيء عالمنا السحري و نعيش فيه و هذا يحتاج إلى قوة كبيرة
    قالها (ياكو) و نظر إلى (رانمارو) , تبادل معه النظر ثم قال له :
    - لماذا تحدق في هكذا؟ أنا قوتي كبيرة نعم و لكن أنا لا أعلم أي شيء عن مثل هذه الأمور.
    - حسنا , انظر رانمارو , أنت و أنا من عائلات نبيلة , و لكني للأسف لا أستطيع استخدام وحشي كما ينبغي , هو بنفسه قال لي أن هناك شيء يمنعني من استخدام قوته كاملة , و هذا ما يؤرقني , و لكنك أنت الوحيد هنا الذي تستطيع أن تفعل أي شيء بقوتك
    - ياكو , أنا فعلا لدي قوة عظيمة , و لكني لا أعرف كيف أستخدمها بعد , أنا جديد هنا , و أحتاج إلى المزيد و المزيد من الوقت للتعلم , ثم كيف كنت تعيش في السابق ؟ أكنت تعيش بمفردك؟
    - لا , لقد التقطتني عائلة ثرية إلى حد ما و ربتني كولدها حيث إنهم لم يكن عندهم أية أبناء , و هم كانوا أفرادا عاديين , و المحيطين بهم كذلك , و أنا أدعوهما بأبي و أمي إلى الآن , ولكني رأيت بعض من الأشخاص الغير عاديين , و أنا أخاف أننا عندما نصبح ثلاثة سنسبب الضرر لهما , و هما أغلى ما أملك الآن و أحبهما جدا و لا أريد أن يكون نتيجة المساعدة هو الضرر.
    نظر (رانمارو) إليه , وقالت (ساكورا) :
    - أنت ممكن أن تدخلنا كأصدقاءك كما أننا لن نمكث طويلا فسنغادر كي نستطيع إيجاد باقي الأعضاء , و سوف نغادر أيضا إلى مكان بعيد بعد أن يتكون الفريق.
    فكر (ياكو) قليلا , وهو ينظر تجاه الأرض , فقال (رانمارو) :
    - لا تخف , فنحن لن نخرج على الإطلاق أو يرانا أحد غير من بالمنزل , كما أننا سنمكث وقت قليل مثل ما قالت ساكورا بالضبط , و هذا لن يجعلنا موضع شبهة , أليس كذلك ؟!
    فرك (ياكو) ذقنه و هو يفكر ثم قال :
    - حسنا إذن , لم الخوف و نحن نعيش فيه من الأصل؟ حسنا , سنذهب للعيش هناك حتى نضع خطتنا و نتم استعداداتنا للمغادرة من هناك.
    - حسنا , هذا جيد
    قالتها (ساكورا) و هي تبتسم , ثم نظرت إلى (رانمارو) فوجدته عابسا , فسألته :
    - ماذا هناك رانمارو ؟!
    نظر (رانمارو) إليها ثم قال :
    - أنا لا أعرف من أنا ؟! منذ أيام قلائل كنت رانمارو الذكي الملتزم , ولدا في المدرسة مثل باقي الأولاد , و الآن أنا ساحر , و منذ أيام أيضا كنت أظن أن والداي ماتا في حادثة , و منذ يوم واحد فقط ظللت أظن أن هناك من قتلهما و ألصق التهمة بي و الآن أنا أظن إنني الذي قتلتهما , و منذ أيام أيضا كنت أظن أن والداي عاديان , و لكن حتى أمس فقط كنت أظن إنهما ساحران عظيمان دافعا عن القرية بأرواحهما , والآن أنا أمام حقيقة أنهما خائنين , أنا لا أعرف ماذا أظن و ماذا أعتقد , أنا لا أعرف ما الصواب و ما الخطأ , أريد أن أعرف , أريد أن ...
    ولم يكمل ما قاله , حيث ارتمى على الأرض و هو يبكي , يبكي بحرقة شديدة , اتجهت إليه (ساكورا) , و نزلت على ركبتيها على الأرض , و مدت يدها اليمنى تلمس ظهر (رانمارو) بحنان و هي تقول :
    - عزيزي , لا تيأس , هناك أكيد شيء خطأ , من يعلم ماذا جرى في تلك الليلة المشئومة ؟! كما أن هناك الكثير من التفسيرات , و هذا يعني أن الحقيقة ضائعة تائهة , و أنت لابد و أن تجدها.
    قالتها و (رانمارو) لم يتوقف عن البكاء , ثم رفع رأسه و هو يمسح دموعه و قال :
    - أنا خائف جدا ساكورا , إنني أريد إثبات برائتي , و كنت قد هيأت نفسي لذلك , و لكن...
    قالها ثم اهتز جسمه بشدة و هو يرفع يديه الإثنتين أمام وجهه و تابع :
    - و لكن الآن أنا أبحث عن برائتي في مقابل إثبات خيانة والداي , أنا لا أعلم و لكن هل ما أفعله صواب؟! هل أبحث عن برائتي و أدينهما ؟! أم أموت و أنا قاتل أمام الناس برئ أمام نفسي ؟ أنا لا أعلم ماذا أفعل , أنا تائه ساكورا.
    قالها و عيناه تمتلئ بالدموع , ضمته (ساكورا) بسرعة في حنان و هي تبكي هي الأخرى , فاحتضنها كما يحتضن الابن أمه , ثم قالت له :
    - أنا أريد أن أهون عليك و لكن هنا , و في هذا الموقف بالتحديد أنا لا يمكن أن أقول لك سوى الحقيقة , حقيقة رأيي تجاه هذا الموضوع , الكل يحب أباه و أمه جدا و يخاف عليهما , و لكن ماذا تفعل إذا كانا قد أخطئا فعلا ؟! أتدفع أنت ثمن جريمة لم ترتكبها بسبب طيش أبواك ؟! يجب أن تعلم جيدا رانمارو أن الكبار يخطئون و هم يعلمون جيدا عواقب ذلك , أنا لا أقول لك اكرههم , و لكن إذا كانا جاسوسان فعلا فهذا خطؤهما , و إذا لم يكونا كذلك فعليك أن تثبت برائتهما مع برائتك , لكن أن تضحي بنفسك مقابل سمعتهما فهذا حرام و لا ُيرضي أي شخص .
    - ولكن ... ولكن هما أبواي ساكورا و لا أستـ...
    - لا تضيع حياتك مقابل خطأ لم ترتكبه , هذه حياتك أنت , فوالداك قد ماتا , سواء خائنين أم أبطال فقد ماتا , أنت الآن الذي تعيش على قيد الحياة , أنت أملهم إذا كانا أبطال فعلا , و أنت عدوهم إذا كانا خائنين , من يخون بلده يخون أي شيء آخر , لا تيأس , نحن معك و بجانبك , أنت لست بمفردك من الآن.
    قالها (ياكو) فرفع (رانمارو) رأسه , و نظر إليه , ثم نظر إليها, ثم قال :
    - لا أعرف ماذا كنت فعلت من دونكما
    قام و هو يمسح دموعه , و نظر إلى (ياكو) و قال :
    - حسنا ياكو , الآن هل نذهب إلى منزلك ؟!
    - حسنا هيا اتبعاني .
    قالها واتجه خارجا من الكهف الصغير الذي كانوا فيه , ثم تبعه الإثنان الآخران في طريقهم الطويل نحو بناء قرية الريح مرة أخرى.

    ***********************
    -سيدتي.
    - نعم , أهذا هو المكان ؟
    - نعم سيدتي.
    كانت (إيكويا) شاردة الذهن تفكر و هي تنظر إلى الأفق البعيد من زجاج السيارة حديثة الطراز من ماركة رينو الفرنسية , كانت مساعدتها هي التي نبهتها إلى أنهم قد وصلوا إلى المكان المقصود , قطعت المساعدة حبل أفكار سيدتها , حيث كانت تفكر في شيء هام جدا , أمر متعلق بحياتها و بمصيرها.
    - حسنا هيا بنا .
    قالتها (إيكويا) و نزلت من السيارة بخفة و رشاقة , نظر إليها الجميع فانحنوا إحتراما لها , نظرت إليهم بلا مبالاة , و تابعت سيرها حتى وصلت إلى البيت الخشبي المتهدم معظمه من جراء المعركة, نظرت إليه بعين مفتوحة من الدهشة , نعم كانت تعلم أن (رانمارو) قوي , و لكنها لم تكن تتصور أن فتى عهده بالسحر لم يتجاوز الإسبوعين قد وصل به الأمر إلى هذه الدرجة , نظرت (إيكويا) تجاه الأرض فوجدتها مغطاة بالثلوج , ضيقت من نظرتها عندئذ حيث أن الطقس لم يكن ينذر بهبوب لأي ثلوج على الإطلاق , تقدمت (إيكويا) إلى الأمام , ثم قالت :
    - كاي !
    تحول الرداء الأحمر الذي كانت ترتديه إلى أسود اللون يغطي كل جسمها و يلمع بخطوط مموهة لا تأخذ لونا معينا حيث أنها كانت تتطبع بلون أي شيء يقع خلفها , و كانت رسمة العائلة المميزة لكلب أسود له نفس الخطوط الغريبه عليه و هو يشم الأرض .موجودة على معطفها الجلدي منقوش في المقدمة و الخلف
    - انظر جيدا , إنها عبقرية عائلة الكلب المموه , انظر إلى قدرتها على التحري .
    قالها أحد الواقفين و هو يلكز زميله الذي كان مشدوها بمنظر (إيكويا) الغريب , نظر إليه زميله هذا و أومأ برأسه ثم رجعا ينظران إليها مرة أخرى , رفعت (إيكويا) قبضة يدها اليسرى و أطبقت على صوابع يدها , و هنا امتلئ الهواء المحيط بالمكان باللون الأسود الخفيف , و كان أحيانا يختفي اللون تماما و كأنه غير موجود ثم يظهر مرة أخرى , هنا قالت (إيكويا) :
    - يوروتورا موروساكي راي !
    هنا تحولت عيناها إلى اللون البنفسجي , و تحول الهواء إلى نفس درجة اللون تماما , كانت هناك آشعة فوق بنفسجية تخرج من عينيها لتغطي المكان المغطي بقوتها الروحية, فظهرت بقع مضيئة لامعة فسفورية , قالت :
    -لقد جرت معركه هنا , الدماء تغطي المكان كما ترون.
    نظر الجميع إلى بعضهم البعض , لقد قامت هذه العبقرية بما لم يستطيعوا جميعا القيام به , إنهم يعرفون كم تحتاج هذه التعويذة من قوة و طاقة كبيرة , أغلقت (إيكويا) عينيها فاختفى الضوء , و هنا سكت الهمس بين الجميع ناظرين نحوها , صمتت قليلا ثم قالت و هي رافعة قبضة يدها اليسرى أيضا و مطبقة عليها :
    - كانشيكي اتسوسا !
    و هنا تحول لون عينيها إلى اللون الأحمر , كانت هذه هي تعويذة خاصة بالآشعه تحت الحمراء , نظرت إلى المنطقة التي بها ثم إلى المناطق الموجودة بالقرية و همهمت في نفسها:
    ((- كما ظننت , لا يوجد ثلج في أي بقعه أخرى سوى هذه , رانمارو لا يملك هذه الطاقة و مستحيل أن تكون البشرية تملكها , لقد تلقى مساعدة من أحدهم , ولكن من؟! و لماذا ؟!
    غيرت (إيكويا) بصرها إلى اللأمام نحو الأفق البعيد
    - لقد سمعت أنها وصتل إلى المستوى الثالث في هذه التعويذة.
    - ماذا؟!! الثالث ؟!! إنه لمستوى متقدم جدا بالنسبة لهذه التعويذة القوية.
    - نعم , ألم أقل لك , إنها عبقرية فعلا.
    تبادل الشخصان السابقان هذه الكلمات ثم نظروا نحو (إيكويا) مرة أخرة , يبدو أن سمعة (إيكويا) كبيرة و شهرتها واسعة جدا .
    نظرت (إيكويا) تجاه الأفق البعيد , كانت قوتها في هذه التعويذة تتيح لها تفحص أي شيء في نطاق دائرة نصف قطرها ثلثي ميل , كانت مسافة شاسعة بالطبع , لكنها اعتادت عليها ,أخذت تبحث ,و تبحث هنا و هناك , و تبحث حتى ,
    - ها هم , نعم أنا لا يمكن أن أخطئ , ثلاثة أشخاص , واحد عادي و اثنان لهم لمعان لأن لهم طاقة روحية , هذا مؤكد هو الذي قد ساعدهما , حسنا.
    أغلقت عينيها , و التفتت راجعة إلى السيارة , ركضت نحوها المساعدة و قالت :
    - هل وجديتهما ؟!
    نظرت إليها (إيكويا) , و قالت و هي تركب السيارة :
    - كلا , لم يحالفني الحظ في ذلك.
    قالتها فتأوهت المساعدة من الأسف , و قالت و هي تركب أيضا السيارة :
    - لقد جئنا متأخرين , يا للأسف !
    أغلقت (إيكويا) عيناها , و فتحتهما ناظرة نحو الأفق مرة أخرى و شردت في التفكير و قالت و السيارة تبدأ التحرك :
    - نعم لقد جئت متأخرة على ما يبدو.

    يتبـــــــــــــع.................

  8. #27
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصــــــل الخامس عشــــــر

    الاســــــــتعداد


    - ها هو ذا
    - يااااااااااكووووو!
    قالتها سيدة و هي تقف في شرفة منزل مكون من ثلاث طوابق و يحتوي على حديقة و لها سور من حديد , كان يبدو على أهل المنزل الثراء , هرولت السيدة بعد نزولها إلى أسفل لتعانق (ياكو) بشدة و هي تبكي , كانت تبدو أنها في نهايات الأربعينيات , بعد وابل من القبلات و الأحضان الممزوجة بالعواطف الجياشة و الدموع الغزيرة , قالت السيدة وهي لازالت تحتضنه :
    - لماذا هربت ياكو ؟ لقد ظننت أنك لن ترجع مرة أخرى , أفعلنا لك شيئا سيئا ؟! ألم نقم بشيء تحبه فحزنت مننا ؟!
    قالتها السيدة بحرقة , حرقة إمرأة , لا , بل حرقة أم كأن ابنها ضل منها , كلا , بل و كأنه قد مات في الحرب أمام عينها , نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) و عيناهما تمتلئ بالدموع , قال (ياكو) في وسط ذلك :
    - أنا آسف يا أمي , لكني لم أقصد الهروب , من قال لكي ذلك؟
    قالها و هو يمنع نفسه من البكاء بشتى الطرق , كان وجهه محمرا إلى الدرجة التي يظن الذي يراه أنه محموم جدا , ابتعدت الأم عنه , و هي ممسكة بذراعيه بيدها و نظرت نحوه و في عينيه وقالت :
    - ألم تختف فجأة دون أن تقول أي شيء لنا , ماذا يعني هذا ؟
    - آسف جدا سيدتي و لكن هذا خطأنا نحن وليس بخطأ ياكو .
    أخيرا تكلم (رانمارو) , هكذا فكر (ياكو) في عقله , كان كلامه في الوقت الصحيح , نظرت إليه الأم و تابع :
    - حسنا , أنا و ابنة عمي أصدقاء ولدك ياكو منذ زمن و لكننا لسنا من هنا , ولم نتقابل من قبل على الإطلاق , و لكن للأسف فقد مات والدي كل منا في حادثة سيارة و لم نكن نملك أي مكان نذهب إليه فعرض علينا ياكو أن نأتي إلى هنا , و نعيش معه قليلا حتى نتدبر أمورنا بأنفسنا بعد ذلك , أنا آسف جدا سيدتي.
    قالها و أحنى ظهره احتراما لها , نظرت (ساكورا) إليه , كانت مشدوهة من كلامه , و لكن بعد ذلك بثانية أدركت مغزى ما قاله , فانحنت هي الأخرى و هي تقول :
    - جو ميناساي (كلمه تعني آسف باليابانية)
    نظرت المرأة إليهما , و قالت :
    - لا لا , لا شيء على الإطلاق , لم لم تقل لي ذلك يا ياكو؟
    قالتها و هي تلتفت نحو (ياكو) الذي كان يقع بجانبها , نظر (ياكو) إلى (رانمارو) المنحني و قال و هو مضطرب :
    - حـ حـسنا , لـ لقد نويت أن أقول لك , و لكنني قررت أن أجعلها ...مفاجأة , نعم الأمر كذلك , أنا قررت أن أجعلها مفاجأة.
    نظرت المرأة بريب و قلق نحو (ياكو) ثم قالت له :
    - و لكن إذا كان الأمر كذلك فلم تأخرت كل هذا الوقت إذا؟!
    نهض (رانمارو) من انحنائته و قال :
    - هذا أيضا بسببنا , فلقد نسينا التذاكر في مكان لا نعلمه , و لهذا أخذنا نبحث عنها حتى تخلفنا موعد القطار , فاضطررنا مقهورين إلى حجز مقعدين في القطار الذي يليه بميعادين نظرا لإتمام الحجوزات , و هذا ما أخرنا , كما أننا لم نكن نملك أي إمكانية للاتصال بياكو , آسف مرة أخرى على هذا الخطأ.
    قالها و انحنى مرة أخرى , نظرت الأم إليه ثم ابتسمت , و قالت :
    - يبدو أن ابني قد اكتسب أصدقاء جيدين فعلا , هذا أمر لا شك فيه , إن حدسي يخبرني أنكما عظيمان في الأخلاق و أنه سيكون لكما شأن كبير في المستقبل , و حدسي هذا لا يخطئ أبدا, هيا ادخلا مع ياكو , هيا يا ياكو اذهب و أريهم المكان الذي سيمكثون فيه معنا , الطابق الثالث أنت تعلم أنه مرتب جيدا و لا يوجد به أحد و ذلك حتى يستريحا , هيا لا تتكاسل هيا.
    قالتها السيدة , ابتسم (ياكو) و هو ينظر إليها , قال :
    - نسيت أن أعرفك عليهما أماه , هذا رانمارو و هذه ساكورا.
    - أهلا بكما, و آسفة لما حدث لوالديكما و أتمنى ألا يكون ياكو قد أزعجكما , فأنا أعلم أنه شقي .
    قالتها و هي تقرص أذنه في حركة مضحكة , قفز بعدها (ياكو) إلى أعلى بصورة مضحكة و هو يقول :
    - أماه لماذا تحبي دائما هذه الأذن , لديكي الأخرى .
    قهقه الجميع سعيدا , قال (رانمارو) بعد أن اعتدل من انحنائته :
    - لا تقلقي سيدتي فإنه معنا لا يمكن أن يلعب كثيرا , فنحن نعرف كيف نمنعه من أن يلهو كثيرا.
    ضحكت السيدة و قال (ياكو) مازحا :
    - لا يوجد أحد مثلك يا رانمارو يستطيع إيقافي على وجه هذه الأرض.
    نظرت (ساكورا) إليه و قالت ضاحكة :
    - أنا موجودة أيضا , أم نسيتيني ؟ النساء لهن قوة أكبر على وجه هذه البسيطة منكم أيها الرجال , أليس كذلك سيدتي ؟!
    قالتها و غمزت لها بعينيها , ضحكت السيدة و قالت :
    - نعم , لا تنس مكانك , نحن الآن غلبة عليك , هاهاها.
    ضحك الجميع , ثم بعدها سأل (ياكو) والدته :
    - أين أبي يا أمي؟
    - إنه في سفر إلى كوريا الجنوبية في رحلة سفر ستستغرق شهر على الأكثر.
    -شهر كامل؟!!
    -نعم , فمن الممكن أن يذهب إلى الصين بعدها ثم إلى تايوان , و ربما يذهب إلى أندونيسيا , و بعدها سيعود.
    - أوه , كل هذا السفر إلى كل هذه البلاد؟!!
    قالتها (ساكورا) و هي تبدو مستمتعة بفكرة السفر , نظرت السيدة نحوها و ابتسمت و قالت :
    - نعم , إن والد ياكو لرجل أعمال مهم , و لكن لا تفرحي كثيرا , فالسفر يبدو جيدا في أول الأمر ثم يصبح عبئا علينا , إن الأمر أصبح سيئا الآن.
    - لماذا ؟! أنا لو بمقدوري لقضيت كل وقتي على سطح طائرة عملاقة تلف بي العالم من شرقه إلى غربه و من شماله إلى جنوبه.
    قالتها (ساكورا) و هي تتخيل هذا الوضع , ثم أغمضت عينيها و ضمت يديها إلى صدرها و قفزت من الفرحة و هي تصيح من السعادة .
    نظرت إليها والدة (ياكو) , و ابتسمت , ثم قالت :
    - هيا , ياكو اريهم غرفهم , و يا حبيبتي إذا أردتي أن تاتي لتساعديني قليلا فأنا انا أرحب بذلك , أنا كنت أتمنى أن يكون لدي فتاة إلى جانب هذا المشاغب.
    - و يكون من حسن حظها ألا تكون قد جائت.
    قالها (ياكو) و هو يضحك , نظرت إليه أمه بصرامة مفتعلة و قالت :
    - لا تقل هذا على أختك التي من المفترض أنها كانت معنا الآن !
    قالتها و ضحك الجميع , كان يبدو أن الأزمة قد تجاوزوها بنجاح , توجه (ياكو) إلى الطابق الثالث معهما , في حين دخلت السيدة معهما إلى الطابق الأول ثم تركتهم لتدخل إلى المطبخ , عندما دخلوا الطابق الثالث , وجدوا ثلاث غرف نوم و حمام عام إضافة إلى حمامين خاصيين في غرفتين للنوم فقط , هناك أيضا صالة إضافة إلى الأثاث الفاخر و الأجهزة الكهربائية من تكييف إلى كمبيوتر و تلفاز , نظرت (ساكورا) بانبهار ,و قالت و هي تهتف بسعادة :
    - كم احلي ان يكون المرء غنيا .
    قالتها و أخذت تجري كالطفلة عندما يقدم إليها هدية من الحلوى أو عروسة , أخذت تجري هنا و هناك و تبحث في هذه الغرفة وتلك و تقول :
    - سأرى أي غرفة أفضل , و سأختارها , لن أدعك تحصل على الأفضل دائما رانمارو.
    ضحك (رانمارو) و (ياكو) على ما تقوم به , و تركوها تفعل ما تريده ثم جلسا على أريكة بالردهة , قال (رانمارو) له :
    - إن والدتك طيبة جدا !
    - أفهمت ما كنت أعنيه بأنني لا أريد أن أسبب لهما المشاكل ؟ أنا فعلا أحبهما , أحبهما كأبي و أمي.
    - حسنا و لكن الآن سنستريح و بعدها في الليل لابد و أن نجلس لنحدد كيفية الاستعداد , هذا ضروري , ألا ترى ذلك ؟!
    - نعم , في المساء سوف نتحدث , و الآن دعني أذهب إلى والدتي
    قالها و قام و ذهب باتجاه الباب , و هنا أوقفه (رانمارو) بسؤاله :
    - لم تقل لنا ما اسم والدتك ياكو ؟
    - اسمها فوميهو.
    - حسنا .
    قالها و ترك (ياكو) يغادر , صمت (رانمارو) و قام يفرغ حاجياته في دولاب غرفته التي اختارتها له (ساكورا) , و قالت له إنها أفضل من المتبقية حيث أنها أختارت أفضل غرفة , كان متعبا للدرجة التي عندما وضع جسده على الفراش بعد تغيير ملابسه نام على الفور.

    *****************************

    - إيكويا قد جاءت.
    - ما الأخبار؟
    - يبدو أنها لم تجد شيئا
    - هل تصدقيها؟
    - أنا لا أعلم , و لكن لم تكذب علي ؟
    - أنا لا أعلم و لكن ألا يمكن أن تكون قد استيقظت مرة أخرى ؟
    أحست السيدة الجالسة بالغرفة المضيئة باللون الأحمر الرومانسي بقشعريرة باردة أسفل رقبتها و قالت :
    - لا يمكن أن يحدث هذا , فنحن بعد هذه السنوات ... كلا لا لأظن ذلك , و أتمنى ألا يحدث.
    - نعم , أنا أيضا أتمنى ذلك و إلا لن يوقفها شيء الآن , فالذي كان يستطيع إيقافها قد مات.
    - نعم , و الآن ما آخر الأنباء لديك؟ هل تمكنت من نيل عائلة الدب الأزرق العينين؟
    - للأسف لا , لقد هربت ابنتها.
    - ماذا؟!! كيف حدث هذا؟!! و أين كنت أنت في هذا الوقت؟!!
    قالتها و قد وقفت من الغضب و ضربت المنضدة الموضوعة أمامها بقبضة يدها فدمرت الخشب المصنوعة منه المنضدة و دميت يدها , فأخذت تمتص ما يقع من يدها من دماء و هي تجلس على الأريكة و تابع المتحدث معها قائلا :
    - لا تغضبي كثيرا , فابني الآن على رأس فريق من المتحريين ليجدوها , لن يمر طويلا من الوقت حتى يجدوها , و لكن اطمئني فعندما سنجدها سوف تقع في أيدينا قوة هذه العائلة , كما أن والدتها موافقة وترحب بشدة هذا الزواج , و هذا يعني استمرار الخطة كما هو مخطط لها.
    - نعم و لكن هذا معتمد على إيجادك لتلك المشاغبة الصغيرة , لقد أخبرتك بالتأثير عليها بتعويذة تحكم.
    - ولكن إذا كانت والدتها اكتشفت الأمر فلن نجد حلا سوى تدمير الخطة , لا , بل و إضافة عدو جديد قوي إلى قائمة أعدائنا , كلا هذا ليس بصحيح , لنترك الأمر كما هو عليه و ندع الأمر في يد فريق التحري الخاص بي , و لكن ألا يمكن أن تعيريني إيكويا قليلا ؟!
    - كلا , أنا قلقة جدا من احتمال استيقاظها , فإذا كان هناك تصدع الآن بصورة قليلة في تعويذة الحجب فلا يجب أن ندعمه بصدمات أخرى إليها , يكفي أن مجرد استعمالها لقوتها يزيد من فرص استيقاظها مرة أخرى.
    - حسنا , هل هناك أي شيء آخر؟
    - كلا , انتهى البث.
    قالتها و قالت :
    - أوراهارا كاي !
    و هنا انطفأ نور يدها اليسرى , و اختفت صورة الشخص الذي كان يجلس أمامها , جلست السيدة في تراخي على الأريكة و أغمضت عينيها , و أخذت تفكر في شيء واحد , متى سيأتي الوقت المناسب لقتل (إيكويا) ؟!!
    يتبـــــــــــــــــع...........

  9. #28
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصــــــل السادس عشـــــــر

    رانمـــارو و الخـتـــم.


    - شكرا سيدتي على الطعام , إنه كان لذيذا جدا.
    - لا تشكرني بني , فلولا مساعدة ساكورا لي في المطبخ ما كنت استطعت إنجاز أي شيء من هذا على الإطلاق.
    - لا تقولي هذا سيدتي , أنا لم أفعل سوى اتباع تعليماتك فقط.
    قالتها (ساكورا) و هي تضع يدها خلف رأسها من الخجل قليلا .
    - لقد ظننت أنك تستطيعي أن تطبخي بنفسك فقط.
    قالها (ياكو) و هو يبتسم إغاظة في (ساكورا).
    - ماذا تقول؟!!
    قالتها (ساكورا) و عيناها تومض نارا بنظرات غاضبة , بدت مخيفة.
    - لا لا أقصد أي شيء على الإطلاق.
    قالها (ياكو) و هو يتراجع إلى الخلف و يشير بيديه الإثنتين إشارة نفي , و هو يغمض عينيه ويبتسم , نظرت نحوه (ساكورا) , ضحكت و ضحك الجميع , ثم اعتذرت السيدة (فوميهو) و غادرت المكان حتى تنام حيث أنها ليست معتادة على السهر , سلم عليها (رانمارو) , (ياكو) و وصلتها (ساكورا) حتى باب غرفتها , ثم نزلت إلى أسفل , حيث كان (ياكو) و (رانمارو) في وسط حديث ما عندما وصلت فسكتا , فنظرت إليهما نظرة شك و قالت :
    - فيم كنتما تتحدثان؟!
    - نظر (رانمارو) و (ياكو) إليها ثم قال (رانمارو) :
    - يجب أن نتدرب من الآن ساكورا , و لكننا سنفعل ذلك في الطابق الثالث ,و ستقومين أنت بدور المراقبة , أتستطيعين ذلك؟
    أحست (ساكورا) أن (رانمارو) يشير بكلامه هذا إلى ما قد حدث من قبل في قرية مصاصي الدماء , شعرت بحزن , و نظرت نحو الأرض و قالت :
    - أنا سأفعل ما في استطاعتي هذه المرة حتى أحميكما.
    نظر إليها (رانمارو) و أدرك بسرعة ما كانت قد فكرت فيه فقال بسرعة :
    - ساكورا , أنا لا أقصد أي شيء متعلقا بقرية مصاصي الدماء تلك , فهم كانوا أقوى منك , أنا أقصد فقط إذا جائت السيدة فوميهو عليك فقط أن تختلقي لنا أي عذر لعدم وجودنا , هذا ما كنت أعنيه حقيقة.
    رفعت (ساكورا) رأسها و قالت :
    - أنا لم أفكر في هذا الرأي تجاه ما حدث من قبل , ولكني سأفعل ما بوسعي لأحميكما.
    قالتها بنوع من الحيوية و النشاط , كانت تحس بنوع من السعادة , نوع من الاطمئنان , نوع من الفرحة تجاه تفكير (رانمارو) نحوها , تجاه تفكير حبيبها ناحيتها .
    - هيا إذن حتى لا نضيع أي دقيقة ثمينة أخرى.
    قالها (ياكو) و اتجه إلى الدرج , تبعه الباقيان إلى أعلى , و عندما وصلوا إلى الطابق العلوي , دخلوا إلى الردهة , أغلق (ياكو) النوافذ و أغلقت (ساكورا) الشرفة , ثم حرك (رانمارو) المنضدة الموجودة بالمنتصف إلى ركن حتى يوسع مكانا يكفي لتدريبهما معا , بعدها جلس كل من (ياكو) و (رانمارو) جنبا إلى جنب , اتخذوا الوضع الخاص بالتدريب , نظر (رانمارو) إلى (ساكورا) و أشار إليها بما يعني وداعا , فبادلته الإشارة بيدها , و هنا قال (ياكو) إليه :
    - أأنت مستعد الآن؟!
    - نعم هيا بنا .
    نظر الإثنان إلى بعضهما , ثم ضرب (رانمارو) قبضة يده اليمنى المنقبضة في قبضة (ياكو) اليمنى المنقبضة , ثم جلس كل منهما في موضعه الخاص بالتدريب , و قال كل منهما في وقت متقارب جدا :
    - كاي !
    - أتمنى لكما التوفيق.
    قالتها (ساكورا) و هما يبدآن في الإختفاء , ظلت تنظر إليهما حتى اختفيا , و جلست على الأريكة و هي تضع يدها اليسرى على صدرها في مكان قلبها و كأنها تمسكه بيدها و قالت في نفسها :
    - أتمنى لك التوفيق حبيبي.
    كانت عيناها تدمع , كانت دموع من سيفتقد حبيبه , ظلت جالسة هناك و هي تدمع و هي تمسك قلبها بيدها تحملق في المكان الذي كان فيه (رانمارو) منذ قليل , أما (رانمارو) فقد أغشى عينه الضوء الساطع و سمع قول (ساكورا) و هي تتمنى له التوفيق , و هنا اختفى كل شيء و وجد نفسه في نفس المكان المظلم , و هنا فتح عينيه و نظر حوله كان كل شيء كما كان في السابق , فهو يقف في مدخل الكهف , و المكان حوله مظلم أيضا , و لكن...

    *****************
    - أوجدت شيئا؟
    - نعم سيدي فإن الكلاب التي معنا قد شمت شيئا غريبا و لكنه فجأة اختفى.
    - اللعنة !
    قالها الشخص وضرب الأرض بقدمه فضرب حجر فتدحرج إلى الأمام بقوة من قوة ضربة الشخص الغاضب ..
    - حسنا هيا نكمل بحثنا في مكان آخر.
    تحرك الجميع بسرعة شديدة إلى الأمام , استمر الحجر في التحرك أيضا , خفضت سرعته كثيرا حتى وصل إلى منحدر صغير , وصل إلى حافته ببطء و وقف عندها , يبدو أنه سيقف هناك , كلا , جاءت لفحة هواء خفيفة ضربته فسقط من على المنحدر بقفزات تزداد اتساعا كل مرة حتى قفز مرة واحدة قفزة جعلته يصل إلى الأرض , تدحرج عليها بسرعة شديدة , حتي ...
    - ها؟ من هناك؟!!
    قالتها الفتاة المختفية تحت كهف مصنوع بجزع شجرة , و يقع أسفل هذا المنحدر , نظرت (هارونا) إلى الأرض فوجدت هذا الحجر , التقطته و نظرت إليه , ثم ابتسمت , ووضعته جانبها نحو قطة بنية اللون وهي مطمئنة النفس , هادئة البال , فانتهت رحلة الحجر من قدم (هيكاشي) إلى كونه لعبة بين مخالب القطة الجميلة تلك.

    *********************
    - ماذا تفعل هنا؟!!!
    صرخ كل منهما في الآخر , فهناك عند الكهف كان يقف (رانمارو) و (ياكو) معا , كان الأمر غريبا , فلكل منهما وحشه الخاص
    - هل سنتدرب معا ؟!!
    قالها (رانمارو) , فنظر إليه (ياكو) و سكت لثانية , قال بعدها :
    - حسنا دعنا ندخل لنرى من بالداخل وحشي أم وحشك.
    - حسنا هيا بنا.
    دخل الإثنان معا إلى داخل الكهف , فوجدا منظرا غريبا , وجدا الوحشان موجودان , لكن (رانمارو) أحس أن الكهف كبير عن المرة السابقة , و لكنه ليس بمقدار الضعف بل أقل من ذلك , من الممكن أن يكون بمقدار النصف , نظر (رانمارو) إلى وحش (ياكو) فأدرك ما كان يعنيه بأن الوحش لا يدربه بصورة طبيعية , حيث كان هناك نسر عملاق أصفر اللون مع منقار و ذيل ثلجي أبيض و خطوط بيضاء ثلجية رفيعة تمتد عبر جسده كله لتصل بين الذيل و المنقار , كان المنظر بديعا سوى من شيء واحد , كان الوحش صغيرا جدا جدا , كان حجمه عشر أمثال حجم (ياكو) فقط , هذا لا شيء مقارنه بوحش (رانمارو) , أما (ياكو) فنظر إلى وحش (رانمارو) , كان مندهشا إلى الدرجة التي قال فيها بدون أن يدرك :
    - ما هذا ؟!!
    - هذا وحش عائلتي , التنين المجنح الناري !
    نظر (ياكو) إلى وحش (رانمارو) ثم إلى وحشه ثم نظر نحو الأرض في حزن , تعاطف (رانمارو) تجاهه , فأراد قول شيء و لكن منعه تكلم وحش (ياكو) بقوله :
    - أرى أنك قد اكتسبت صديق أخيرا تتدرب معه ياكو.
    رفع (ياكو) رأسه ناظرا إليه في حزن , و نظر إليه (رانمارو) , ثم تابع الوحش كلامه :
    - من الذي تتدرب معه يا ترى؟!
    قالها و تحرك لينظر تجاه وحش (رانمارو) , و عندما رآه , بدت الدهشة على وجه الوحش عند رؤيته للتنين المجنح الناري , ثم قال :
    - التنين المجنح الناري العظيم , وحش عائله اليوشيهارو العظيمة , أنا في غاية الفخر لمقابلتك.
    نظر إليه وحش (رانمارو) , ثم نظر حول الوحش كأنه يبحث عن شيء ما ثم قال :
    - أهلا بالنسر الذهبي الثلجي العظيم , أنت لا تقل عني عظمة , فأنت تعد من أقوى الوحوش الطائرة بقدرتك الثلجية العظيمة , و لكنني أرى أن هناك من ختم قوتك , من فعل هذا يا ترى؟!
    - لا أدري إلى الآن , كما أنني لا أملك من القوة ما يكفي للبحث عن الختم و إزالته بنفسي.
    - ها هو ذا !
    قالها الوحش و هو يشير بجناحه إلى مكان ما بجانب وحش (ياكو) , عندما أشار إليه نظر النسر الذهبي الثلجي و قال :
    - أنا للأسف لا أستطيع رؤيته و بالتالي لا أستطيع إزالته , يبدو أنني سأنتظر أن يقوى ياكو حتى يستطيع إزالته .
    قالها و نظر تجاه (ياكو) الذي نظر إلى الأرض , أحس (رانمارو) أن (ياكو) يشعر أن الوحش يحمله مسئولية ذلك.
    - لا تقل هذا أيها النسر العظيم , فياكو هذا لا يملك شيئا من دون مساعدتك و أنت تعلم هذا جيدا.
    نظر النسر إليه ثم قال :
    - أنا أتفق معك و لكن لابد و أن يقوى هو لأنني وفي هذه الحالة لا أستطيع أن أساعده.
    - رانمارو !
    قالها التنين , فالتفت (رانمارو) إليه , فتابع :
    - هل ياكو هذا صديقك و تريد مساعدته ؟
    - نعم سيدي , فهو ليس مجرد حليف من قريتي القديمة فحسب , ليس مجرد صديق , إنه , إنه...
    قالها و التفت ينظر تجاه (ياكو) و تابع :
    - إنه أخي الآن.
    قالها و ابتسم , ابتسم من السرور لأنه يقول هذه الكلمة لأول مرة في حياته , نظر إليه (ياكو) , اتسعت عيناه من الدهشة , و قال :
    - را ..نما...رو!!!
    - نعم , أنت أخ لي ياكو , أنا لم يكن لي أبدا أصدقاء أو أي أخوة على الإطلاق , أنت أخي من الآن , هل تعارض؟!
    قالها و (ياكو) لازال في دهشته , ثم تغلب عليها بعد لحظات , و نظر نحو الأرض و عيناه تمتلئ بالدموع , و قال :
    - حـ..حـ..حـسنا , نـ..نـ..نـحن الآن ...إخوة.
    قالها و التفت ناظرا إلى (رانمارو) , واحتضنه , احتضنه بقوة , و كأنهما فعلا إخوة افترقوا منذ زمن و قد تقابلوا الآن فقط , نظر (رانمارو) إليه , و قال :
    - حسنا إذا أخي , دعني أذهب لأرى ماذا يريد مني سيدي أن أفعله لأجلك , هيا لا تكن حزينا هكذا فيجب أن تكون سعيدا و ألا تبكي .
    قالها و أبعد أخاه عنه , فأمسك الآخر فيه بقوة أكثر , و قال بين دموعه و هو يصرخ :
    - أيها الأبله ...إنها دموع الفرحة !!
    ظلا هكذا للحظات ثم استطاع (ياكو) أن يكتم دموعه , ابتعد عن (رانمارو) و قال له :
    - حسنا يا أخي , اذهب لترى ماذا يريد منك وحشك الآن .
    نظر تجاهه (رانمارو) و هو يبتسم , ثم استدار إلى وحشه و قال له و هي يحني ظهره له :
    - نعم يا سيدي , إن ياكو أخي و أنا مستعد لفعل أي شيء له.
    - حسنا رانمارو , انظر , أنت بالطبع مختلف تماما عن المرة السابقة , فقد استطعت التغلب على الألم و تكيفت على طاقتك الروحية , بل و استطعت استخدامها بصورة صحيحة و قوية أذهلتني شخصيا , كان ظني فيك صحيحا , فأنت ستكون أقوى من امتلك وحشا من قبل , و الآن أريد منك أن تقوم بإزاله الختم من على النسر الذهبي الثلجي , أتوافق على ذلك؟
    نظر (ياكو) و وحشه تجاه (رانمارو) الذي قال بدون تردد :
    - قل لي ما تريدني أن أفعله , و سأقوم به.
    - ولكن هذا من الممكن أن يكون فيه خطورة على حياتك , فهذا الختم قوي جدا.
    - أنا مستعد لفعل أي شيء.
    نظر الوحش إليه ثم قال مرة أخرى :
    - أنا أكررها لك مرة ثانية , إن في ذلك خطر على حياتك , هل أنت مستعد لذلك ؟!
    نظر (ياكو) إلي (رانمارو) ثم قال :
    - رانمارو لا تقم بأي شيء أحمق , أنا سأتــ...
    - لا تقل شيئا أحمقا ياكو !
    قالها و التفت بوجهه إلى (ياكو) , نظر إليه نظرة صارمة وتابع :
    - إنني سأفعل ذلك من أجلك و سأفعلها فلا تخف.
    نظر إليه (ياكو) مندهشا من نظرة الصرامة السابقة , ثم أدرك مغزى كلامه في ثانية و في الأخرى قال سريعا صائحا :
    - أيها المتهور , أنا لا أخاف على وحشي إنما عليك إنـ...
    - اصمت !
    قالها (رانمارو) , سكت (ياكو) , لم يكن هذا هو الفتى الأصغر منه , كانت نبرته قوية , قوية إلى الدرجة التي ظن (ياكو) أن (رانمارو) شخصا يكبره بسنوات عديدة , كانت هذه هي نبرة العظيم (رانمارو) , صمت ياكو , ليس من الموافقة و لكن من الدهشة , استغل (رانمارو) سكوته و قال لوحشه :
    - حسنا سيدي , إنني مستعد , كيف أزيل هذا الختم ؟!
    - حسنا رانمارو , هذا الختم مبنية فكرته على أنه يقوم بتقليص قوة الوحش إلى أقل ما يمكن و ذلك بامتصاص قوته و تبخيرها إلى الخارج في صورة حرارة اشعاعية و بالتالي لا يستفيد منه المتدرب على الإطلاق.
    سكت (رانمارو) و هو يفكر فيما قاله وحشه , فقال و هو يفكر واضعا يده اليسرى على صدره و يستند باليمنى عليها و يمسك ذقنه بأصبعي يده الإبهام والسبابة :
    - إذا كانت هذه فكرة العمل , فعلى الوحش أن يقوم بزيادة طاقته إلى أقصاها , إلى الحد الذي يتخطى قدرة هذا الختم و بالتالي سيتدمر.

  10. #29
    -كلا , لا ينفع ذلك رانمارو , و ذلك لأن التعويذة معها تعويذة إضعاف قوة , فمهما حاول الوحش فإن الطاقة الممتصة منه لن تتبخر , بل سيتم استخدامها كطاقة روحية خارجية تضغط عليه , و بالتالي فما سيقوم بزيادته من طاقة ستضيع في مواجهه طاقته الممتصة و بالتالي لن يستطيع أن يقوم بذلك.
    - أها , ثم ما العمل اذن؟!
    - إذا لم نستطع تدميرها من الداخل فلندمرها من الخارج.
    قالها الوحش و هو يبتسم (لرانمارو) , كان لا يريد أن يقول له على الطريقة بطريقة مباشرة , فقد شعر بمدى ذكاءه , و أراد أن يطوره , فأراده أن يدرك بنفسه الفكرة.
    - هذا يعني أننا يجب أن ندمر التعويذة , ولكن بماذا ؟! بتعويذة مضادة؟!
    - كلا , انظر رانمارو , ماذا سيحدث إذا استخدمت الطاقة الخارجة من الوحش في مواجهة طاقه روحية خارجية ب\لا من طاقته الداخلية ؟!
    نظر (رانمارو) إلى سيده , ثم صمت و أغمض عينيه , كان يفكر في كل الاحتمالات , بعد دقيقة تقريبا من التفكير و الكل صامت ينظر نحوه , فتح (رانمارو) عينيه و قال لوحشه :
    - إذا اُستخدمت طاقة الوحش الممتصة منه في مواجهة طاقة خارجية , فإن الوحش عندما يزيد من قوته مرة واحدة فإن التعويذة الأخرى المثبطة لقوة الوحش سوف تعمل و توجه طاقة كل الوحش الممتصة نحوه , هنا سوف تتغلب القوة الخارجية على الختم و تفجره كما تنفجر فقاعة الصابون عندما يتم الضغط عليها بالإصبع , أليس كذلك ؟!
    ابتسم وحش اليوشيهارو , ابتسم ابتسامة سعادة, ابتسم ابتسامة فخر , و قال :
    - حسنا , إنني فخور بك بني , نعم أنت فعلا عبقري عائلة اليوشيهارو بلا أي جدال .
    - ولكن أين الخطر على حياتي إذن ؟! أهي كيفية زيادة طاقتي الروحية ؟!
    - كلا , إن الخطر يكمن فيما يحدث بعد إزالة الختم , لا تنس أن الوحش قد زاد قوته مئات المرات حتى يتغلب على التعويذة , ماذا سيحدث عندما تتعرض أنت ,و أنت منهك , إلى قوة جبارة مثل تلك ؟!
    قالها الوحش و سكت , نظر (رانمارو) إليه , ثم نظر إلى الأرض , التفت إلى (ياكو) , أغمض عينيه , و كأنه قد صمم على شيء حتى قبل أن تتحرك شفتي (ياكو) ليقل شيئا , فأسكته (رانمارو) بقوله :
    - هيا أنا مستعد.
    نظر الوحش إليه و سكت , ثم قال :
    - حسنا رانمارو , أريدك أن تذهب أمام وحش ياكو هناك و تستجمع كل ما تستطيع أن تجمعه من مشاعر قوية و أحاسيس حتى تكون قوتك الروحية كبيرة .
    نظر (رانمارو) إلى وحش (ياكو) ثم قال :
    - إن المسافة بعيدة فكيف ...
    لم يكمل كلامه , حيث وجد نفسه فجأة أمام وحش (ياكو) , نظر (رانمارو) إليه بدهشة شديدة
    - كيف جئت إلى هنا ؟!!
    هذا ما قاله رغما عنه و هو مندهشا جدا .
    - هاهاهاهاها!!!
    ضحك الوحشان في وقت واحد , كان يبدو أنه شيء يعرفانه , قال وحش (ياكو) إلى (رانمارو) :
    -هذا ما يسمى بالقفزة الفلاشية , نحن الوحوش نستمتع بأول رد فعل لأي متدرب يتعلمها , إنه لرد فعل ممتع حقا.
    قالها و استكمل ضحكاته مع وحش (رانمارو) , نظر إليهما (رانمارو) حتى انتهيا من ضحكاتهما , فقال :
    - هل أنت مستعد أيها النسر الذهبي الثلجي؟
    - نعم هيا .
    نظر (رانمارو) نحو وحشه فأومأ إليه بأن يبدأ , أغمض عينيه , هدأ نفسه , أزال كل ما بعقله من أفكار حتى صار عقله كالصحراء القاحلة , لا يوجد فيها أي شيء سوى شيء واحد , فكرة واحدة , تصميم واحد , إنقاذ وحش (ياكو) من الختم , كانت هذه هي الفكرة الوحيدة المتبقية العالقة بذهنه , تخيل صورة (ياكو) , فاشتعل قلبه بشعور قوي , هنا صرخ (رانمارو) و هو يفتح عينيه و يقبض على قبضة يديه الإثنتين قائلا :
    - آآآآآآآآآآآآآآآآه !!
    كان يستجمع قواه بكل ما يملك من قوة , اتجهت طاقة وحشه إليه , أحس (رانمارو) بالشعور الغريب بطاقة الوحش و هي تدخل داخله , ثم تندمج مع قوته في قلبه فتصير قوة واحدة و هي طاقته الروحية , أحس بطاقة هائلة في جميع أنحاء جسده , أخذ يستجمع قوته أكثر فأكثر , و يصرخ بصوت أعلي فأعلى , لم يحتوِ تفكيره سوى على صورة واحدة و هي صورة (ياكو) فقط , أخذت قوته تزداد و هو يشعر بها , و في المقابل كان وحشه يزيد له قوته كلما زادت طاقته , و بهذا كانت قوته في ازدياد واضح , و لكن ...
    - لا يكفي رانمارو, زد من قوتك أكثر .
    قالها الوحش إلى (رانمارو) , كان (رانمارو) يشعر بقوته فعلا و لكنه شعر أنه قد وصل إلى آخر مداها فعلا , و هنا تملكه يأس فجأة , و هبطت قوته مرة واحدة بسرعة , أحس بالخوف , خوفه من أنه لا يستطيع حماية (ياكو) كما لم يستطع حماية ...(ساكورا) !!
    فجأه اندفعت صورة (ساكورا) إلى عقله , أحس (رانمارو) أنه لا يوجد في الكهف الآن , كان يقف في مكان مظلم تماما , و كأنه الفراغ أو الهلاك , فجأة ظهرت صورة (ياكو) و هو يقول له :
    ((- أنت الذي خذلتني و ضيعت قوتي و لم تنقذني , أنت لا تستحق أن تكون أخي منذ الآن.))
    أشار (رانمارو) إليه بيده و حاول النهوض و لكنه وجد نفسه مقيدا بأحبال قوية إلى الأرض المظلمة في حين ابتعد (ياكو) بعيدا حتى أخذت صورته تبهت حتى اختفت وسط صرخات (رانمارو) المتلاحقة ..
    ((- لا تصرخ أيها الطفل الصغير فهذا ليس غريبا عليك , لقد أضعتني مرة من قبل و ليس بغريب أن تضيع أخاك أيضا هذه المرة.))
    نظر (رانمارو) نحوها , كانت (ساكورا) تقف بجانبه ناظرة إليه نظرة كاد قلبه أن يقف من تأثيرها وقسوتها , كانت نظرة احتقار ممزوجة بكراهية و حزن , ابتعدت (ساكورا) هي الأخرى تتبع طريق (ياكو) , أخذت الصورة تبهت حتى اختفت وسط ذهول و صمت (رانمارو) , أحس أنه حشرة , كلا ليس بذلك إنه أقل من أن يُذكر على الإطلاق , إنه قد أضاع أحب اثنين إلى قلبه , إنه لم يستطع أن يحمي أحب اثنين إلى قلبه , إنه ...إنه ...
    - كلااااااااااااااااااااااا !!!
    فجأة صرخ , أحس بأن هناك بركانا يغلي في قلبه , وجد نفسه مرة ثانية في الكهف , أخذت صورة (ساكورا) بنظرتها المميتة عالقة في ذهنه , كانت تبدو و كأنها وقودا يزيد اشتعال قلبه أكثر و أكثر , التفت (رانمارو) لينظر إلى (ياكو) , كان (رانمارو) عندها يبدو و كأنه يشتعل فعلا إلى (ياكو) , كان كل جسمه يخرج منه ليس بطاقة روحية عادية و لكن نار حقيقية , قال (رانمارو) وسط ذهول (ياكو) :
    -لقد قلتها مرة و لن أكررها ...أنا سوف أنقذك يا أخي !!
    قالها و التفت تجاه وحش (ياكو) و صرخ بأعلي صوته:
    - الآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن !!!
    كان (رانمارو) يزيد من طاقته الداخلية بصورة هائلة , صورة وصلت حدا أنها خرجت من تلقاء نفسها إلى الخارج , اتخذت شكلا لولبيا حول (رانمارو) , أخذت تحيط به على هيئة دوائر حلزونية حمراء اللون , كانت تقطع في صخور الأرض إذا ارتطمت بأحداها , تطاير شعر (رانمارو) من قوة الطاقة , تقطعت ملابسه من شدتها , دمي جسمه كله من تأثيرها عليه , لكن لم يؤثر ذلك فيه , لم يكن يفكر في نفسه الآن , كل تفكيره , كل إصراره , كل ما يفعله كان لسبب واحد فقط , ألا ير تلك النظرة على وجه (ساكورا) على الإطلاق مرة أخرى.
    - مـ..مـ..مـا هذا؟!!!
    قالها (ياكو) و قد سقط على الأرض من شدة الصدمة من قوة (رانمارو) , نظر إليه بدهشة و خوف شديدين , لم يكن يعلم أنه بمثل هذه القوة.
    - استعد أيها الوحش , الآن سأخرج طاقتي.
    صرخ (رانمارو) في وحش (ياكو) , فقال له :
    - أنا مستعد أخرجها وقتما تشاء.
    هنا أغمض (رانمارو) عينيه , وجد نفسه في المكان الأسود ذاته , و (ساكورا) تقول له بنفس الوجه :
    ((- أنت قد أضعتني مرة و ليـ...
    - لا تقولي ذلك , سأنقذ ياكو و أنقذك انتظريني.))
    قالها (رانمارو) و هو يصرخ و اندفع من مكانه , تقطعت كل الحبال التي تربطه , كان في طريقه إلى (ساكورا) , عندما وجد نفسه مرة أخرى في الكهف , فتح عينيه , و أخرج طاقته بكل قوته , خرجت الطاقة بانفجار شديد , بعد الانفجار و انكشاف الغبار وجد (ياكو) أن الأرض التي كان يقف عليها (رانمارو) قد هبطت إلى أسفل , كأن قبضة هائلة قد ضربت المكان الذي كان يقف عليه , كان الإنخفاض على شكل دائرة , بها خطوط حلزونية دائرية , كان (رانمارو) يقف في وسطها و جسمه يدمي بصورة أقوى مما سبق , و ملابسه تطير , كانت هناك رياح شديدة تخرج من (رانمارو) , فجأة أغمض (رانمارو) عينيه , فتلون الهواء بلون أحمر قاتم , كان يركز كل شيء على الوحش , ظهر فجأة حاجز كان خفيا بين (رانمارو) و الوحش , كان الحاجز على هيئة دائرة كبيرة تحيط بالوحش من جميع الجهات , واصل (رانمارو) الضغط عليها ...
    - هيا زد من قوتك الآن !
    قالها وحش (رانمارو) , فرفع وحش (ياكو) قوته , ظهرت طاقة لونها أبيض محمر خفيف داخل الحاجز , فصار الحاجز كالفقاعة فعلا , ظل (رانمارو) يقوي من قوته و لا يتردد في عقله سوى صوت (ساكورا) و هي تقول له :
    ((- هذا ليس بالغريب , فلقد أضعتني مرة من قبل , فليس بالغريب أن تضيع أخاك أيضا.))
    كانت هذه الكلمات مع نظرتها الساخطة عليه كفيلة بدفعه إلى الجنون , كان لا يعرف لماذا و لكن تذكره فقط لهذه الكلمات و هذا التعبير كان يزيد من غضبه من نفسه و رغبته في أن يصبح قويا , و تزيد من قوته الداخلية بصورة كبيرة , قطع أفكاره صوت وحشه و هو يقول:
    - يبدو أننا سننجح رانمارو.
    ظهر شرخ كبير في منتصف الفقاعة , تبعه شروخ عديدة أخرى , إما من الشرخ الأول أو منفصلة , ظهر صوت عالي يشبه صوت تصدع البيضة عندما يخرج منها الجنين , فجأة حدث انفجار كبير دل على تدمير الفقاعة و ميلاد الوحش الذي بداخلها من جديد , اندفعت طاقة الوحش مرة واحدة ناحية (رانمارو) الذي كان في مكانه بقوته الروحية .
    - راااااااااااااااانماااااااااااااروووووووووو!!!
    صرخ (ياكو) و جرى نحوه , أما (رانمارو) شعر أنه ليس في الكهف مرة أخرى , وجد نفسه في المكان المظلم , وجد نفسه في منتصف قفزته السابقة , فأكملها حتى وصل إلى أرض على ما يبدو وسط الظلام و جرى ناحية (ساكورا) , أمسك يدها قبل أن تختفي كما اختفت من قبل , نظرت إليه و صورتها قد أصبحت أكثر وضوحا الآن , وعيناها تدمع :
    ((- أخيرا أنقذتنا رانمارو.!!))
    قالتها و ارتمت في حضنه , ارتمى (ياكو) الذي جاء من الظلام و احتضنه , أحس (رانمارو) أخيرا بالسعادة الروحية , أحس أنه قد أتم مهمته على خير وجه.

    يتبــــــــــــــــــع.............

  11. #30
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصــــل السابع عشـــــر

    المكافــــــأة


    -هه؟ ماذا , ماذا حدث؟!!
    قالتها (ساكورا) و هي تضع راحه يدها اليسرى على فمها المفتوح من الدهشة و الألم , فهناك , و أمامها مباشرة رجع (ياكو) يحمل (رانمارو) فاقدا للوعي و يدمي من جميع أجزاء جسمه , أحست (ساكورا) أن هناك من يمسك بقلبها و يعتصره , لم تشعر بمثل هذا الشعور المؤلم من قبل , أفاقت من لوعتها بصرختها :
    -راااااااانماااااااارووووووووو !!!
    -تمالكي نفسك , هيا ساعديني على وضعه بالفراش , نعم هيا ,حاذري من هذه اليد حيث أن بها جرح عميق , نعم هيا .......اقتربنا ....نعم هكذا ...ضعيييييييييه الآن ...هه .....أوه , إنه كان شيئا متعبا.
    -ماذا حدث؟!!
    -لا وقت الآن للشرح , هيا اذهبي الآن و احضري أدوات التمريض من الصيدلية , ستجدينها في الحمام وراء الباب , هيا.
    جريت (ساكورا) نحو الحمام بسرعة شديدة , و في ثانيتين كانت قد جلبت كل ما في الصيدلية من أشياء.
    -احضري هذا الشاش , هيا ساعديني لأغير ملابسه , و ابحثي له عن ملابس أخرى في دولابه , هيا.
    ذهبت (ساكورا) مهرولة إلى حجرته و أخرجت ملابس له موجودة بداخله , عادت بسرعة إلى (ياكو) , فقال لها بعدما انتهى من إزالة أجزاء الملابس الموجودة داخل جراحه:
    -هيا ساعديني بهذا المطهر و صبيه في هذا الإناء , و ضعي القطن به حتى نطهر جروحه هيا.
    -ماذا حدث هناك؟!!
    قالتها و هي واقفة متسمرة في مكانها ممسكة بالترينج بيدها اليمنى , كانت هناك في جسم (رانمارو) ليست بجروح بسيطه , بل جروح غائرة , كانت تتخذ أشكالا طولية بطول صدره كله , أو دوائر على فخذه و رجله , كانت جروحا غائرة جدا , كما و كأنها صنعت بسكين حاد جدا و نصلها عريض بمقدار النصف سنتيمتر , نظر إليها (ياكو) بعطف , ثم قال و هو يلتفت إلى (رانمارو) ليعدل من وضع جسده ليتمكن من تطهير جسده جيدا :
    -حسنا , لا أستطيع أن أشرح لك بالتفصيل لأنه شيء أنا لا أفهمه أنا أيضا , و لكن (رانمارو) فعل هذا بنفسه , طاقته الروحية هي التي فعلت ذلك.
    -ولكن....لا ليس كذلك , أنا اعرف طاقته جيدا ....مستحيـ....
    -كفى الآن , ستفهمين كل شيء بعدما ننتهي من تضميد جراحه , هيا الآن ساعديني.
    صرخ فيها (ياكو) بشدة قاطعا كلامها , تراجعت إلى الوراء من تأثير كلامه , كانت كلماته كيد صفعتها على وجهها فأفاقتها مما كانت فيه , رمت الترينج على المنضدة الموجودة بالركن و أخذت تساعد (ياكو) في تضميد الجراح.

    *********************

    -هل رجعت ؟؟
    -نعم رجعت , ألا ترين ذلك؟؟
    -هل وجدته؟؟؟
    -كلا , يبدو أنه تعرض لهجوم قبل أن اجده.
    -ماذا سنفعل الآن؟ إذا نشط قواه فإنها ...
    لمست السيده الواقفة شفتاها السفلى بأطراف أصابع يدها اليمنى و توقفت عن الكلام و جسمها كله يهتز من الخوف , نظر إليها الرجل و قال :
    -لا تخافي , حتى و إن تمكن من ذلك , فسيقتل على الأرجح قبل أن يصل إلينا.
    -ولكن....
    -قلت لا تخافي , أنا سأتولي أمره حتى و إن وصل إلى هنا.
    -أنسيت؟ أنا و أنت لا نقدر عليه , لابد و أن ذلك اللعين (جنتو) قد وصل إليه , لابد من قتل هذا الوغد قبل أن يوقظ الوحش داخله.
    -حسنا , أنا أعلم جيدا ذلك , و لكن إن كان (جنتو) فالأمر قد انتهى و كنا سنراه واقفا الآن و معه (رانمارو) على الباب بانتظارنا ليقتلنا.
    -ماذا ترى إذا؟
    -حسنا , أنا لا أملك أي أدلة و لكني أحس أن شخص ما قد توصل إليه غيرنا.
    -من؟ كارا؟ باكوهتسو؟ لا أظن ذلك , و إلا كنا عرفنا.
    -علي العموم لا نستطيع أن نفعل أي شيء الآن سوى الانتظار , الانتظار حتى يظهر شيء جديد!
    -حسنا , فلننتظر و لكن فلنستعد لأي شيء , فأي شيء قد يحدث.
    -أوافقك الرأي .
    -حسنا إذا فلنر ماذا يخبئ لنا القدر مرة أخرى.

    **********************

    -حسنا هذا جيد.
    قالها (ياكو( بعد أن استطاع و بصعوبة بالغة هو و (ساكورا) تضميد جروح (رانمارو) الغائرة , قام هو بتغيير ملابسه بعد خروج (ساكورا) ,بعدها عادت إلى داخل الغرفة , سقط كل منهما على مقعد بالردهة منهكا , نظرت (ساكورا) إليه و قالت:
    -حسنا أريد منك تفسيرا لما حدث .
    -حسنا إذن , الأمر حدث بأن وصلنا أنا و (رانمارو) إلى مكان واحد حيث.......
    وأكمل (ياكو) الحديث , و عند كل نقطة يتحدث فيها كانت (ساكورا) تنظر إليه بدهشة أكبر , و بصفة خاصة عندما وصل إلى المرحلة التي أخرج فيها (رانمارو) كل قواه ,
    -رأيته يشتعل , نعم , كان نارا حقيقة تخرج منه , لم أصدق عيني, بعدها ......
    و أكمل و (ساكورا) واضعة يدها على فمها من الدهشة الشديدة , بعد أن أنهى كلامه , سكتت قليلا و هي تنظر إليه , ثم نظرت إلى (رانمارو) , وقفت و اتجهت إليه , جلست على الأرض بجانب السرير , وضعت رأسها على ساعد يدها اليمنى و أخذت تبكي , بكت بشدة , نظر إليها (ياكو) و لم يستطع فعل أي شيء , كان يعلم أنها تدمي من داخلها , نظر إليها قليلا ثم قال :
    -أنا أعلم لماذا أنتي بهذه الحرقة.
    -كلا أنت لا تعلم.
    قالتها باندفاع شديد , نظر إليها بدون أي تعبير على وجهه , قالت بسرعة :
    -أنا آسفة , أنا لم أكن أعني هذا حقا.
    -أنا أعلم هذا , كما أعلم ما بداخلك , و أعلم السبب أيضا.
    -ماسببه ؟ إني أخاف عليه فقط لأنه .... لأنه ...
    -لأنكي.....
    -أين أنا؟! ماذا حدث؟!!
    قالها فجأة (رانمارو) , كان يبدو أنه استرد وعيه الآن , نسيت (ساكورا) حديثها مع (ياكو) , وارتمت في أحضان (رانمارو) و هي تبكي بحرقة , فتأوه (رانمارو) من جروح جسده التي اصطدمت بجسم (ساكورا) , فقال لها (ياكو) :
    -امهليه قليلا حتى يسترد عافيته , هذا ليس جيدا (ساكورا) , ابتعدي قليلا .
    قالها و اتجه إليها و أمسكها و جذبها بعيدا عن (رانمارو) , فجلست على الكرسي المجاور للفراش , جلست و هي تبكي , نظر (ياكو) إليها ثم اتجه إلى (رانمارو) و قال له :
    -هل أنت بخير؟
    نظر إليه (رانمارو) , ثم قال له:
    -نعم , و لكن ماذا حدث, أنا آخر شيء أتذكره هو تفجير الفقاعة و تحرير وحشك.
    -حسنا , عندما حدث ذلك اندفعت أنا لألتقطك , و لكن وحشك قفز في لحظة و أمسك بك و أحاطك بجسمه و حماك من قوة وحشي , ثم وضعك بجانبي و طلب مني أن أخرج من الكهف بسرعة و أذهب بك إلى الخارج لأسعفك و بسرعة , ثم ها أنت هنا.
    تأمله (رانمارو) للحظات ثم أغلق عينيه و قال له :
    -حسنا , وكيف حال وحشك؟
    -إنه جيد , لقد كبر بشكل رهيب , لقد أصبح يقارب وحشك في القوة , شكرا لك يا أخي.
    -أخاك ؟!!
    قالتها (ساكورا) بغرابة و هي تنظر إليهما , فنظر إليها (ياكو) و قال و هو يبتسم و مغمض عينيه :
    -نعم , لقد نسيت أن أذكر لك ذلك , ف(رانمارو) اعترف لي بأنه يعتبرني أخا له , و أنه سيفعل أي شيء لحمايتي , و لهذا قبل المهمة و تحمل ما تحمل من أجلي ...
    ثم نظر إلى (رانمارو) مرة أخرى , و تابع :
    -و لهذا فإني أحمل له مكافأة , مكافأة أوصاني بها وحشي عندما هممت أن أخرج بك , و إنها لمفاجأة سارة .
    تأمله (رانمارو) و (ساكورا) ثم قال له (رانمارو):
    -أنا عندما فعلت ذلك لم أكن أنتظر مكافأة منك أو من وحشك.
    -نعم , أنا أعلم ذلك , و لكن تلك هي القاعدة في عالم هؤلاء الوحوش , لابد من تقديم مكافأة توازي مقدار الخدمة التي قدمها الشخص للوحش.
    -وما هذه المكافأة يا تري؟!
    قالتها (ساكورا) ل(ياكو) الذي قال و هو ينظر إلى (رانمارو) مثبتا نظره عليه دون أي حراك:
    -مكافأتك هي ....أنك تشاركني وحشي!!!
    -ماذا؟!!!
    قالها (رانمارو) و (ساكورا) في وقت واحد و بدهشة شديدة , ثم قال له (رانمارو) :
    -هذا لا يمكن , أنت عائلتك نبيلة , و لا أريد أن أجعلها غير ذلك.
    -ياكو : هذا ليس بيدك (رانمارو) , فهذا هو قانون الوحوش , يجب عليك أن تحصل على مكافأة توازي ما قدمته من خدمة إلى الوحش , و أنت قدمت خدمة تستحق عليها هذه المكافأة فعلا , و هذا شيء لا تستطيع أن تعارضه (رانمارو).
    -حدق به رانمارو قائلا : ولكن..!!
    -فرد ياكو : لا تعارض , فالأمر قد تم , فلقد قام وحشي بالتعويذة الخاصة بنقل القوى إليك , و الآن أنت لديك وحشان.
    هنا كانت المفاجأة , لم يتوقع (رانمارو) أن الأمر سيتم على هذه السرعة , و لكن لماذا , فعلا ما قام به يعد شيئا كبيرا تجاه وحش (ياكو) , أم أن هناك شيء خفي لا يعلمه , إن الوحوش لغامضة في معظم الأحيان , و لكن لماذا يدمر وحش عائلته ويزيلها من قائمة العائلات النبيلة؟ ثم لماذا وافق وحشه على هذا ؟
    كانت كل هذه الخواطر تدور في رأس (رانمارو) بسرعة شديدة , فأحس بصداع و بدوار , فأمسك رأسه بيده و قال ل(ياكو) منهيا الجدال :
    -حسنا (ياكو) , فإذا كان الأمر قد تم فلا أملك سوى أن أوافق على ذلك , و لكني متعب جدا و أريد النوم , و لكن يجب علينا أن نفكر في حجة لما حدث لي أمام والدتك , أليس كذلك؟!!
    هنا اتسعت عينا (ياكو) من الاضطراب , لقد نسى تماما أمه و ما ستقوله إذا شاهدت (رانمارو) في حالته تلك , نظر إلى (رانمارو) ثم إلى (ساكورا) التي قالت :
    -هذا شيء سهل , أنا ساقول لها إن (رانمارو) و (ياك)و يلعبان في أعلى و أنا سأقوم بمساعدتها , و أنت يا (ياكو) تنزل من حين لآخر و تقول إن (رانمارو) قوي جدا في لعبة الشطرنج , و لكنه يتعب بسرعة فهو يستريح الآن من جراء مجهوده العقلي , و هكذا حتى ينقضي اليوم بسلام و يقدر (رانمارو) على الوقوف و الحركة بنفسه حتى يتحرك أمامها و ذلك لأن جروحه كما ترى ليست موجودة بالوجه أو بمناطق مكشوفة بل مغطاة كلها , هذا ما أراه.
    -إنها لخطة رائعة!
    قالها (ياكو) و هو ينظر إلى (رانمارو) , فأغلق الأخير عينه و قال لهما :
    -حسنا إذن , أنا سأنام الآن و أتمنى أن يمر غد على خير .
    -حسنا سأقوم أنا و (ساكورا) بتنظيف المكان و ارجاع كل شيء كما كان , هيا (ساكورا).
    قاما ينظفان المكان و يرتبان الأشياء في حين أن (رانمارو) كان يفكر في أشياء كثيرة , أسئلة لا يجد لها إجابة , ماذا حدث له داخل التدريب؟! و لماذا دمي جسمه هكذا ؟! و لماذا عرض وحش ياكو عليه أن يصبح سيده ؟! و لماذا لم يصبر حتى يعرف رأيه ؟!
    كل هذه الأسئلة دارت في عقل (رانمارو) إضافة إلى الأسئلة السابقة , ظل يفكر فيها حتى نام من التعب دون أن يجد أي إجابة على أسئلته.
    يتبــــــــــــــــع.................

  12. #31
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصـــل الثامن عشـــــــر

    الوحشـــــــان


    - ماذا؟! منهك من اللعب ؟! إنه كسول , سأذهب لأجعله يقوم من كسله هذا.
    - كلا ...لـ..لا تتعبي نفسك سيدتي , فأنا أعرفه جيدا , هو يبدو سليما لكن جسده منهك بشدة نتيجة لهذا التفكير الذهني الذي يرهقه بشدة , أليس كذلك ياكو ؟!
    نظرت (ساكورا) نحو (ياكو) تنتظر دعمه فسارع الأخير بقوله :
    - بلى , فهو يعشق لعبة تسمى الشطرنج , إنه عبقري فيها , لكنه عندما ينتهي من لعبها يشعر بإرهاق و دوار شديد يجعله يريد أن يستريح.
    - ولكن بني إنه مستريح من صباح اليوم إلى الآن , و نحن الآن على وشك دخول المساء , هذا لا يبدو لي جيدا على الإطلاق.
    حدقت السيدة (فوميهو) بهما , فسارعت (ساكورا) قائلة :
    - لا تقلقي سيدتي , فهو معتاد على ذلك.
    نظرت السيدة إليهما بعدم اقتناع , لكنها قالت بعد صمت دام عدة لحظات :
    - حسنا إذن , أنتما أدرى به مني , و لكن ماذا ستفعلان الآن ؟!
    - سنتنزه أنا و ساكورا حول المنزل قليلا.
    - حسنا و لكن لا تتأخرا كثيرا , أما أنا فذاهبة للقيام ببعض الأعمال المنزلية .
    - وداعا أمي.
    - وداعا سيدتي.
    - وداعا بني , وداعا ساكورا , لا تطيلا البقاء بالخارج .
    قالتها و هي واقفة عند الباب حيث تلوح إليهما بيدها اليمنى , بينما سارا سويا يتجاذبان أطراف الحديث , دخلت السيدة إلى داخل المنزل , أغلقت الباب و أخذت تقوم بما لديها من أعمال حتى تنتهي منها مبكرا .

    ************************

    - أنا لا أستطيع أن أفهم لماذا ؟!!
    قالها (رانمارو) بغضب , ضرب الحائط بقبضة يده وهو ينهج , كان جالسا على فراشه , و الغطاء مكشوف عنه و مكور في جانب منه , كان العرق يتصبب منه بغزارة , و حالته النفسية سيئة للغاية ..
    - لماذا قبل هذا الوحش أن يكون سيدي ؟ كيف رضي وحشي بهذا ؟! هل يوجد قانون يلزمه على فعل ذلك ؟ اللعنة على تلك الوحوش , اللعنة.
    قالها و أخذ يضرب الحائط بقبضة يده مرات عديدة , بعدها توقف , توقف فجأة و خاطب نفسه:
    - وما العيب في أن يكون لي وحشان؟ ألم يقل كايتو لي أنه كلما زاد عدد الوحوش زادت قوة الشخص؟
    نظر (رانمارو) تجاه الحائط المقابل , ظل صامتا لثواني ثم قال :
    - و لكن الوحش الخاص بي حذرني من أن الطاقة إذا لم يتحكم الشخص فيها تحكمت هي فيه.
    صمت قليلا , ثم أدار وجهه للناحية المقابلة و قال :
    - و لكن لم أنا غاضب إلى هذه الدرجة ؟!
    - لأنهم لم يأخذوا رأيي , أنا أريد القوة , و لكن ليست بصورة تقضي علي.
    - و لكنها قوة , أليس كذلك؟
    - بلى , لكن أنا لا أريد أن يقضى علي سريعا.
    - أليست قوتك الروحية قوية كما قال الوحش ؟!
    - نعم , و لكني لا أستطيع استخدامها الآن بصورتها الكلية.
    - لكنها تطورت عندما أنقذت وحش ياكو.
    - لكن انظر إلى ما حدث لي ؟
    - هذا من الممكن أن يكون عارضا جانبيا.
    - أتسمي هذا كله عارض جانبي ؟!!
    - أنا لا أعرف و لكن....
    - و لكن ماذا ؟ أنا لا أريد أن أموت.
    - لا تقل ذلك , الحل هو أن أسأل الوحش بنفسي.
    نظر (رانمارو) نحو الأمام , كانت هذه الخواطر تندفع عبر رأسه وهو ينظر يمنة و يسرة كأن هناك شخصان يتحاوران , ظل صامتا يحدق للأمام يفكر ثم قال لنفسه :
    ((- نعم الحل يكمن بين أيدي الوحشين , سأذهب لأسألهما.))
    تردد صوت (ياكو) في عقل (رانمارو) :
    ((- لقد أوصاني الوحشان ألا أسمح لك و أنت في هذه الحالة المريعة أن تدخل إلى عالم التدريب , استرح يومين أو ثلاثة ثم ادخل إليهما مرة ثانية.))
    - كلا !
    قالها و هو يهز رأسه بقوة نفيا , ثم قال :
    - أنا لن أنتظر , أنا لا أريد أن أنتظر , سأدخل الآن مهما كلفني الأمر, أريد أجوبة لما بداخل رأسي من أسئلة .
    ترك الفراش متجها إلى الأرض , اتخذ وضع التدريب المميز , قال :
    - كايتــــــــــــو!
    ظهر الضوء الساطع مرة أخرى , وفي لحظات أصبح داخل الكهف مرة ثانية , لكن...
    - ما هذا الألم الموجود بجسمي .
    قالها و ارتمى على الأرض من شدة الألم , أغمض عينيه بألم , و فتحهما فوجد نفسه مستلقي على أرضية الغرفة متكورا يمسك بطنه من شدة الألم , نهض نحو الفراش بصعوبة و هو يتصبب عرقا , عندما وصل إليه , ألقى بجسده فوقه..
    - اللعنة !!
    قالها و ضرب الحائط المقابل مرة أخرة بقبضة يده في حرقة و ألم واضحين حتى دميت قبضته من قوة ضربته.

    ************************

    - أنا قلقة جدا على رانمارو.
    - و أنا كذلك , أشعر أن شيئا قد تغير به.
    - لقد مر اليوم الثالث على رجوعكما من التدريب , لقد التئمت جروحه لكنه لا يبارح فراشه , دائما حزين , دائما شارد الذهن , لست أدري لماذا , هل لازال حزينا مما حدث ؟!
    - أنا لا أعلم شيئا ساكورا , و لكن فكرة أنه شاركني وحشي أقلقته من الوهلة الأولى عند سماعه بهذا الخبر , لست أدري سبب حزنه , فقد توقعت سعادته بدلا منها!
    - أنا كذلك , لقد قال له كايتو من قبل أنه إذا كان لأي شخص وحش آخر غير وحشه فإنه يصير أقوى !
    - من كايتو هذا ؟
    - إنه الذي علم رانمارو كل شيء عن عالمه الجديد.
    - نعم إن ما قاله لصحيح تماما , لكن هل هذا شيء يجعل رانمارو حزينا ؟!
    - لا أعلم , لكني أتمنى ألا يقوم بشيء أحمق.
    - أرجو أن يهدأ قليلا , فغدا سنقوم بالتدريب مرة أخرى.
    - أتمنى أن يتحسن.
    - و أنا كذلك.
    كانا يتكلمان أثناء سيرهما خارج البيت تنفيذا للخطة المتفق عليها مع (رانمارو) , حيث أنه بوجوده مع والدة (ياكو) فقط فلن تفكر في الذهاب إلى الطابق العلوي , و ذلك احتراما لخصوصياته , أما إذا كانا بالمنزل , فإنها ستطلب من أي منهما مرافقتها إلى أعلى , أما ليلا فهي متعبة , و أثناء النهار (ياكو) يظل معه يلعب اللعبة الوهمية , أما فترة الظهيرة فيستريح من إجهاد اللعب , هكذا كانت الخطة تسير على ما يرام.
    - حسنا لقد ذهبا.
    قالها و هو ينظر إليهما من وراء ستارة بنافذة بالطابق الثالث , جلس على الفراش في وضع التدريب , أخذ نفسا عميقا و كل ما يفكر فيه هو :
    ((- أريد أن أجد إجابات سريعة لتساؤلاتي .))
    - كايتـــــــــــو!
    ظهر الضوء مرة أخرى , أغمض عينيه و فتحهما فوجد نفسه واقفا أمام مدخل الكهف , سار ليدخل فيه , وجد الوحشان في انتظاره , و قد صار وحش (ياكو) عملاقا حقا.
    - أهلا بك رانمارو , هل شُفيت جروحك.
    قالها التنين وهو ينظر إلى (رانمارو) , نظر نحوه الأخير و رد قائلا :
    - أنا بخير سيدي , و لكني أريد بعض الإجابات .
    - إنك تتسائل لماذا وافقت على أن أجعلك تلميذي و أمنحك قوتي الكبيرة ؟!
    نظر (رانمارو) إلى النسر العظيم و قال :
    - نعم أريد أن أفهم السبب ؟!
    - أما أنا فأريد أن أعرف لماذا أنت غاضب من هذا الأمر ؟!
    اتسعت عينا (رانمارو) في دهشة , كان يظن إلى الآن أن الوحوش يعيشون في عالم منفصل عن عالم البشر , لكن أن يدرك ما كانت تموج به نفسه من مشاعر, لاحظ الوحشان نظرة الدهشة على وجه (رانمارو) فقال له التنين:
    - نحن وحوش عظيمة , و نعيش بعيدا عن البشر , لكن العلاقة بيننا ليست مجرد علاقة الفرد بعصاته , كلا , إن الأمر أقرب إلى علاقة عائلية , الوحوش تعتبر أتباعها من البشر أفراد عائلته , فنحن نخاف عليكم , و نشعر بما تشعرون به , و نتألم من تألمكم , و نفرح بفرحكم , نحن لسنا وحوش قاسية القلب , نحن أقرب إليكم مما تخيل .
    نظر نحوه (رانمارو) وهو يفكر , ثم قال :
    - هكذا فهمت , و هذا يعني أنكما شعرتما بما أحسست به , أليس كذلك ؟!
    - بلى , و لكن لماذا أنت غاضب من النسر العظيم هكذا ؟!
    قال التنين.
    - لست أدري حقا السبب , لكنه شيء في نفسي , شعور داخلي , لا أعلم لماذا , لكنه شيء متعلق بما قلته لي سيدي من قبل , ألم تخبرني أن القوة إذا لم أتحكم بها تحكمت هي بي؟! لا أريد أن أدمر نفسي دون تحقيق أهدافي.
    قال (رانمارو) كلماته الأخيرة بانفعال واضح و صوت عال غاضب , كأنه وسط عراك و ليس نقاش , تبادل الوحشان نظرة تفاهم ثم نظر النسر العظيم إليه و قال :
    - اسمعني جيدا رانمارو , نعم ما قلته صحيح , لكني وافقت على أن تكون تلميذي و من عائلتي ذلك لما وجدته فيك من قوة هائلة , لقد استطعت التغلب على شيء لم أستطع التغلب عليه بكامل قوتي ,كذلك لم يكن التنين بمفرده قادرا على تدمير الختم , و هو شيء أخفاه عنك , قوتك كانت مطلوبة , نعم استخدمت قوة الوحش , لكن حتى تعلم أن ما حدث لك من جروح كانت بسبب عدم إتزان القوى , تخيل الأمر معي , ببساطة شديدة قوة الوحش تأخذ إتجاها عاما يتجه نحو داخل جسمك من العصا , و قوتك الروحية تتخذ إتجاها عاما خارجا من جسمك من ناحية قلبك , في الظروف الطبيعية يكون هناك إتزان , فلا يحدث أي ضرر للشخص , لكن إن حدث و تكون عدم إتزان بين القوي , فإن الشخص تحدث له أضرار كثيرة , فإذا تغلبت طاقة الوحش على طاقة الإنسان , استولت على قلبه و تحكمت به , وأدت إلى تدمير خلاياه تدميرا كليا من الخارج نحو الداخل , هذا بخلاف أنه يفقد نفسه و يموت , أما إذا تفوقت طاقة الإنسان على طاقة الوحش , فإن الطاقة تخرج بقوة نحو الخارج , تفعل جروح غائرة بالجسد مثلما حدث لك.
    نظر (رانمارو) إلى الوحش صامتا يفكر فيما قاله , ثم رفع رأسه قائلا :
    - أنا لم أستوعب الكلام جيدا , كيف استطاعت طاقتي التغلب على طاقتك أيها التنين العظيم؟!!
    نظر نحوه التنين و قال له :
    - أنت لم تدرك شيئا بسيطا , رانمارو , النسر العظيم لم يقصد كمية الطاقة , إنما قصد معدل تدفقها من العصا إليك , أنت تدرك أن الطاقة تخرج من العصا إلى الجسم , لكن هذا يحدث بمعدل معين , هذا المعدل يتغير حسب طاقة الفرد , لكن هناك حد أقصى يمكن أن يزيد الوحش معدل سريان طاقته و إلا حدث تدمير للعصا , فهذه العصا متصلة بالشجرة الأم التي أنا منها , و أنا لا أستطيع أن أتغلب على حاجز المعدل هذا تبعا لمستواك الآن , كما أن أي وحش لا يستطيع أن يتغلب عليه أيضا , وهذا هو سبب اتجاه بعض الأشخاص إلى البحث عن عائلة ليشاركوهم في وحشهم , ذلك لأنه مهما كبرت قوة الشخص الروحية فهناك يظل دائما حاجز وهمي لا يستطيع أن يتخطاه مهما حاول , أما إذا كان هناك وحشان فالشخص يستطيع أن يمتص قوة إضافية تجعله يتخطى هذا الحاجز بمراحل عدة , لهذا كلما كثر عدد الوحوش كلما ازدادت قوة الشخص , كما أنه يضيف لما لديه من مخزون تعاويذ جديدة لا يستطيع أداؤها سوى أصحاب هذه العائلات فقط , و هذا يضيف إلى قوته بالطبع.
    - لكن ألا يخافون من سيطرة القوة عليهم ؟!
    - لا , الأمر ليس كذلك , في الواقع إن الأشخاص في البداية يتبعون هذا القانون , ثم يصبحون جشعين بشدة , يحاولون جمع أكبر قدر ممكن من الوحوش بقدر المستطاع , لكنهم إذا تخطوا قوتهم الروحية , فإن الطاقة تستنفذهم و تقتلهم , و هذا ليس بالنادر بل إنها القاعدة و ما عداها شاذ.
    اتسعت عينا (رانمارو) خوفا , كان يفكر في شيء واحد :
    ((- إني أريد القوة , هل سأصبح مثل هؤلاء ؟!))
    - لا تخف رانمارو , فأنت عاقل و ذكي على عكس الغالبية العظمى , فالجميع معظمهم أغبياء , لا يُفكرون بعقولهم قبل أن يفعلوا أي شيء , لكن ندمك و خوفك الشديدين طوال الأيام السابقة قد جعلتنا متأكدين أنك لن تصبح مثل هؤلاء الأغبياء و أن مصيرك سيكون مختلف عنهم.
    قال التنين العظيم ذلك , نظر نحوه (رانمارو) ثم نظر نحو النسر العظيم و قال له :
    - حسنا و لكن قوة من سأستخدمها ؟! و من سيدربني ؟!

  13. #32
    - حسنا رانمارو , إن قوة الوحش الأقوى هي التي ستستخدمها أولا و هي قوة وحش عائلتك التنين المجنح الناري , و هذا لأنه أقوى مني بمراحل , أما إذا وصلت إلى سقف قوته معك فسوف أمنحك قوتي بعدها.
    -وهل سأصل إلى الحد الذي أصل فيه إلى سقفك أنت أيضا ؟!
    هكذا تسائل رانمارو.
    - نعم هذا بدون أدنى شك , لكن أيضا سأعيد كلامي لك , أنت تملك طاقة روحية هائلة لكن لا تعلم كيف تستخدمها , أنت تخرجها على هيئة نبضات قوية بينها فترات طويلة من الخمول و الضعف مقارنة بقوتك أثناء هذه النبضات , حتى تصل إلى سقفي ثم سقف النسر العظيم يجب عليك أن تجعل قوتك ثابتة على الأقل مقدار ربع ساعة بمثل قوة نبضة واحدة من تلك النبضات , و هذا ليس بالشيء اليسير , لكن يمكن اكتسابه بالتدريب .
    هكذا قال له التنين.
    - أما بالنسبة للتعاويذ فأنت ستتعلم مني و من التنين كل تعاويذ عائلاتنا , و بالتالي تستطيع استخدام أي واحدة تشاء دون التقيد بقوة الوحش الذي تستخدمه.
    - حسنا , إنني أريد أن أتعلم تعويذة من كل منكما , أنا قوتي الروحية أصبحت قوية إلى الدرجة التي يمكن أن أقوم بعدها بآداء تعاويذي الخاصة , أليس كذلك ؟!!
    قالها و نظر إليهما , فرد التنين :
    - حسنا إذن , أنا سأعلمك تعويذة دفاعية , أما النسر العظيم فسيعلمك تعويذة هجومية .
    - كلا , أنا لا أريد الدفاع , أنا أريد الهجوم.
    - لا تكن عنيدا , أنا و التنين العظيم نعلم جيدا كيف تكون المعارك , تعلم و بعدها ستدرك أهميه و قيمة ما تعلمته.
    صمت (رانمارو) قليلا يحيل نظره بينهما وهو يفكر , ثم قال :
    - حسنا , إذا كنتما تريان أنني أحتاج إلى تعاويذ دفاعية فسأتعلمها , و لكن لماذا سأتعلم التعاويذ الدفاعية منك سيدي ؟!
    قالها و هو ينظر نحو التنين العظيم , فرد عليه التنين:
    - ذلك لأن تعاويذ النسر العظيم الدفاعية ضعيفة , فلا تنس أن النسر العظيم قوته في الرياح و في الثلج , أما أنا فعندي تعاويذ دفاعية و هجومية قوية , فلهذا سأعلمك تعويذة دفاعية .
    - هل يعني ذلك أنني سأتعلم تعويذة كل تدريب ؟!
    قالها بكل لهفة , لكن ...
    - أنت تستخف بالتعاويذ , أليس كذلك ؟!
    قالها النسر العظيم ناظرا بعمق نحو (رانمارو) كأنه يخترقه..
    - لا تظن أن التعاويذ شيء سهل , كلا , أنت تحتاج قبل أي شيء آخر إلى اتقانها , و بالطبع هذا سيأخذ وقتا و مجهودا كبيرين , فلا تظن أنك ستتقنها في لحظات .
    قال التنين العظيم معقبا على كلامه..
    - حسنا , كفانا حديث الآن و دعونا نبدأ التدريب , فأنا في اشتياق إلى أداء تلك التعويذتان.
    - حسنا , فلنبدأ .
    قالها التنين العظيم , و بدأ التدريب.

    ***********************

    - هاهاهاها , يبدو أننا سنستمتع الليلة.
    - أيها الأوغاد !
    قالها (ياكو) ناظرا نحو عشرة أشخاص ظهروا مرة واحدة أثناء سيرهما في نزهتهما بجوار المنزل.
    - من هؤلاء ياكو ؟!
    قالتها (ساكورا) و هي تمسك بيد (ياكو) بقوة من الخوف .
    - لا أعلم ساكورا , و لكن كل فرد منهم لديه هاله تحيط به.
    - نحن من سيأخذ قوتك أيها الساحر , و أنتي أيتها الجميلة سوف تأتين معنا.
    - كاي !
    قالها (ياكو) بدون أدنى تردد , تحولت عصاته إلى شكلها المميز , و قال في صرامة :
    - من يريد أن يلمس ساكورا فليتخطاني أولا.
    - هاهاهاها, هذا الصبي الصغير لديه بعض القوة في جسده , هاهاهاها.
    - من هو الصغير أيها اللعين ؟! أنت أكبر مني بسنوات معدودة !
    - ألم أقل أنك لازلت صغيرا.
    قال أحدهم ذلك ثم تابع وسط قهقهة الجميع :
    - أعمارنا تزيد على المائة عام , و منا من يبلغ عمره المائة و خمسين عام.
    - هل أنتم مصاصي دماء ؟!
    قالها (ياكو) وهو يضيق من عينيه محدقا بهم , فرد آخر :
    - بعضنا مصاص دماء و بعضنا ساحر , و بعضنا من شارك القوى مع أجناس أخرى , هل تريد أن تعرف الحقيقة , لماذا لا تأتي و تجبرنا على إخبارها ؟!
    غضب (ياكو) كثيرا , و ضاقت عيناه أكثر , لكنه كان يعلم مدى ضعف قوته أمام هذا العدد الهائل , نعم إنه يمكن أن يستخدم فوبوكي , لكنهم سيردون عليه , ربما كان واحد يكفي لصد هجومه و هنا لابد وأن الآخرين سيهاجمونه , ما الحل إذن ؟! هكذا فكر (ياكو)..
    - فوبوكي جامن !
    لم يجد بدا من استعمالها متمسكا بالأمل الضعيف من نجاحها , تكونت عاصفة ثلجية , لكن هذه المرة ...
    - داجيكي هينوتا !
    خرجت فجأة كمية هائلة من النيران , اتجهت نحو (ياكو) فاصطدمت به ملقية به بعيدا لمسافة تجاوزت الخمسة أمتار , تدحرجت العصا هاربة من يده , ركضت (ساكورا) نحوه في سرعة وفزع وسط ضحكات المهاجمين و هي تصرخ :
    - ياكو , هل أنت بخير !
    - نعم أنا بخير !
    قالها بكل ضعف و هو يقف من مكانه بصعوبة , كان جسمه يهتز قليلا , حدقت فيه (ساكورا) بإرتياع , كان يبدو أنهما هالكين لا محالة.
    - هل فقدت الأمل أيها الصبي الصغير ذي الفم الكبير ؟! أم لازلت تريد القتال ؟!
    ضحك الجميع و كأن من تكلم قد ألقى على مسامعهم أضحوكة جميلة , نظر تجاههم (ياكو) , ثم نظر نحو عصاته , أراد أن يذهب ليلتقطها , ما إن هم بالتحرك ..
    - دايتشي سيبوني !
    قالها أحد الواقفين , فظهرت أشواك صخرية ضخمة تخرج من الأرض تتجه نحوهما , فركضت (ساكورا) و هي تساعد (ياكو) على الركض , اقتربت الأشواك بسرعة هائلة منهما , أخذا يجريان بلا أي هدف , كان الرجال يقهقهون بشدة وهم يتابعونهما , و الأشواك تقترب منهما , و (ساكورا) تنظر نحوها في فزع شديد , فجأة ارتطمت قدماها بحجر صغير عندما كانت تلتفت ناظرة نحو الخلف , تدحرجت و معها (ياكو) حيث ارتطمت به حينما سقطت , وقفا بسرعة ناظرين للخلف فور توقف تدحرجهما , وجدا الأشواك تقترب منهما في سرعة شديدة , أدركت (ساكورا) أنهما ميتان لا محالة , أغمضت عيناها , و صرخت :
    - راااااانماااااارووو !!!
    -ريون تسوباســــــــا شوجوشــــــــا !
    ظهر جناح أحمر عملاق في الهواء , كان خلف (ساكورا) و (ياكو) , ثم سقط على الأرض بصوت اصطدام كبير , ارتمى نتيجة لقوته (ياكو) و (ساكورا) إلى الأمام ,نهضت (ساكورا) من على الأرض , و نظرت خلفها , وجدت جناحا كبيرا يبلغ طوله حوالي العشرين مترا , كان عملاقا جدا , ولونه أحمر , تمعنت في النظر بهذا الجناح فوجدت شخصا بين الدخان المتصاعد يقف فوقه , لم تكن ملامحه واضحة ..
    - هل أنتم بخير ؟!!
    انكشف الغبار , و ظهر الشخص الواقف فوق الجناح.
    -رانماااااااااروووووو !!!
    صرخت (ساكورا) بفرح ...
    يتبـــــــــــــع............

  14. #33
    - مهما تفعل لن تستطيع أن تتفوق علي , هيا أيها الذئب العظيم.
    رفع الذئب رجله اليسرى الأمامية و دفعها نحو (رانمارو) , صرخت (ساكورا) :
    - احترس رانمارو !!
    صرخ (ياكو) :
    - ابتعد عنها !!
    أما (رانمارو) فلم يحرك ساكنا , اقتربت منه الرجل العملاقة , حدث التصادم , صدر صوت عال آخر , اندفعت رياح قوية من منطقة التلاحم نحو الجميع , فأمسك الجميع نفسه بصعوبة من السقوط , و نظروا , فوجدوا ...
    ((- ما هذا ؟ أيوجد من يستطيع إيقاف ضربة ذئبي الحديدية ؟!))
    فكر (كانجو) محدقا أمامه , حيث توقفت رجل الذئب على مسافة المترين من (رانمارو) , تشكلت طاقة الأخير على هيئة ذراع ضخمة أمسكت باليد و منعتها من ضربه .
    - و الآن قد حان دوري.
    قالها (رانمارو) رافع عصاته مرة أخرى , و قال :
    - واشي كين فوكومي إسشوكو جينشو مارو !
    أضاء طرف العصا بلون أحمر خفيف .
    - لـ...لـ...لا يمكن أن تكون ...!!
    - ماذا هناك ياكو ؟!
    - إن هذه التعويذة , لا يمكن...!
    - ماذا تفعل هذه التعويذة ؟ أخبرني ؟
    لم يكن في حاجة لاخبارها بماهية التعويذة , فبعد كلماتها مباشرة , حدث صوت انفجار , نظرت (ساكورا) كما نظر الجميع نحو مكان الانفجار , هذه المرة كان بجسم الذئب, كان شيئا غريبا يحدث هناك , كأن هناك شيء يسحب الهواء إلى داخل المنطقة التي حدث بها الانفجار.
    - ماذا؟!
    صرخ (كانجو) بذلك , فالمنطقة التي أصابها (رانمارو) بتعويذته كانت منتصف الذئب , عوى الذئب بصوت عالي , و سقط على أرجله الأربعة من الألم , و الهواء لا يزال يتجه إلى داخل البؤرة الموجودة بجسده.
    - إنها تعويذة المنخفض الجوي !
    نظرت (ساكورا) إلى (ياكو) باستغراب و رددت :
    - تعويذة منخفض جوي؟
    - نعم , إنها نظرية علمية , إن الرياح تتكون عندما يكون هناك منطقتي ضغط مختلفتين , إحداهما ضغط مرتفع و الأخرى منخفض , عندها سيتحرك الهواء نحو المنطقة ذات الضغط المنخفض ليعادل الضغط بها , هنا نفس الشيء , إن هذه التعويذة تقوم بخلق منخفض جوي في بؤرة معينة صغيرة على هيئة دائرة قطرها لا يتعدى عادة النصف متر , تصبح هذه المنطقة منطقة منخفض جوي , وبالتالي ستسحب الهواء المحيط بها نحو الداخل , كلما ازدادت طاقة الشخص الروحية , ازداد المنخفض الجوي , فتزداد كمية الهواء الممتصة , وبالتالي يزيد الضغط على تلك المنطقة حتى ...
    بتر عبارته حيث صدر صوت تصدع عالي في جسد الوحش , وسط صرخات (كانجو) :
    - كلا , تماسك أيها الوحش .
    تابع (ياكو) بقوله :
    - حتى تتدمر المنطقة تماما من جراء الضغط الواقع عليها , إنها تعويذة قوية جدا , لكنها عالية المستوى و ... خاصة بعائلتي فقط !!
    حال بصره نحو (رانمارو) و فكر :
    ((- إلى أي مدى ستصل في قوتك ؟! ))
    استمر صوت التصدع في جسد الذئب , و استمر (رانمارو) في اخراج طاقته الروحية بنفس المعدل , شعر بالضعف قليلا , و أن حرارته ترتفع , لكنه حافظ على معدل طاقته , في المقابل ظهر التعب واضح على عدوه أيضا , حيث كان يحاول أن يضاد قوة (رانمارو) , عندما شعر (كانجو) بأنه لا يقدر على قهر تعويذة (رانمارو) قال:
    - كابي دياتشي !
    اهتزت الأرض , و ارتفع حائط كبير من الصخور إلى أعلى , كان الحائط أسفل (رانمارو) بالضبط , فاضطر إلى القفز ليتفادى الارتطام به , و عندها ...
    - هوسوبيكي هاجاني إيتشي !
    اندفع سيخ حديد من الأرض نحو (رانمارو) من خلفه , للأسف لم يره إلا متأخرا , وسط صيحات الجميع , نظر (رانمارو) نحو السيخ و هو على مسافة متر واحد فقط , أغلق عينيه ثم ...
    - أين أنا ؟!!!
    قالها (رانمارو) مندهشا عندما فتح عينيه , حيث وجد نفسه في الصباح , أغمض عينيه مرة ثانية و غطي وجهه براحة يده اليمنى تفاديا لضوء الشمس ,
    - حمدا لله على سلامتك .
    بعد ثواني معدودة فتح عينه التي أخذت تعتاد على الضوء , و قال :
    - ماذا حدث ياكو ؟! أين كانجو ؟! ألم أكن في وسط معركتي معه ؟!!!
    نظر (ياكو) إليه بحزن و قال له :
    - كلا , المعركة قد انتهت منذ يومين , لقد استطاع أن يهزمك بصعوبة بالغة.
    - كيف ...لقد أوشكت على هزيمته فعلا ... لقد استطعت ضرب وحشه في مقتل , كنت أنا المسيطر و ...
    قالها و اتسعت عيناه فجأة و تمتم :
    - السيخ الحديدي !
    - نعم أخي , لقد أدى تعويذة فتكون حائط فقفزت لتتفاداه فأدى تعويذة أخرى استحضر بها سيخ واحد من الحديد تجاهك لكن السيخ قد أخطأك و اصطدم بقدمك فقط ففقدت توازنك و سقطت على الأرض , انتهت تعويذتك و فقدت وعيك , و بهذا انتصر كانجو.
    قالها (ياكو) و نظر نحو الأرض , كان يقول الكلمات بحزن شديد , صمت الإثنان قليلا , ثم رفع (رانمارو) رأسه و سأل (ياكو) :
    - أين ساكورا ؟! أين ذهبت ؟!!

    *********************
    - أيها الملاعين , أطلقوا سراحي , هيا قبل أن يأتي إليكم الموت أيها الأوغاد.
    - أوه , لألن تصمت أبدا تلك الثرثارة , لقد أصابتني بالصداع.
    - لا تنزعج عزيزي , فلولا أن القائد الكبير قد أمرنا بعدم لمسها لكنت قد مصصت دمائها على الفور.
    قالها هذا الحارس و هو يفتح فمه و يبرز نابه الطويل , نظر إليه الحارس الآخر في تقزز و قال له باشمئزاز :
    - يكفيني أن أقتلها , و أنت فلتمص دمها كما تريد.
    - أنا أوافق على ذلك , و لكن أتمنى أن تنقضي المهلة و ينهزم هذا العدو شر هزيمة من قائدنا.
    - هل سمعت بما حدث؟ الشائعات تملئ المكان.
    - أنا لا أعلم بالتحديد , و لكني سمعت أن القائد قد أوقفه طفل صغير و لم يستطع هزيمته إلا بصعوبة.
    - هذا يشابه ما سمعته , ولكني سمعت أن وحش القائد كاد أن ينهزم بواسطة هذا الصبي الغريب , هل حقا إنه ذاك المنبوذ ؟!!
    - لا أعلم , و لكني سمعت نفس الإشاعة , أليس هذا الذي قتل أبواه و هو رضيع و كانا أبواه من أقوى رجال قرية الريح البيضاء؟
    - نعم هذه هي الأسطورة , لكنني ظننت أنها إسطورة !
    - لكن هل يستطيع القائد أن يهزمه مرة أخرى ؟! ماذا تعتقد ؟!
    - ممممممم , لا أعلم بالتحديد , لكني أعتقد أن القائد قوي جدا و ما حدث كان حادث عارض و أظن أنه سيتغلب عليه في النهاية.
    - يالك من تابع لسيدك.
    - ماذا تقول ؟ احذر لسانك و إلا شكوتك للقائد بنفسي !
    - ولماذا هذه المشقة , فلننتظر حتى انتهاء المهلة و لنرَ هل فعلا ما تقوله صحيح أم مجرد كلام تابع.
    - قلت لك احذر في كلامك.
    - حسنا , دعنا نحرس هذه البشرية اللعينة و ننتظر.
    - نعم , هذا أفضل من الجدال معك!!
    دار هذا الحوار بين اثنين من حراس جماعة (توزوكو كيهاكو) , كانا يحرسان بشرية تدعي...(ساكورا) !!!

    ***********************
    - ماذا ؟!!! إسبوعان ؟!!
    - نعم هذه هي المهلة , و بعدها سوف تتقابل أنت و هو في قتال حتى الموت و من يفز منكما يحصل على ساكورا , فإن فزت أنت حررتها , و إن فاز هو قتلك و قتلها.
    قالها (ياكو) و هو يحدق فيه , كان (رانمارو) لا يشعر إلا بغليان في جسده كله , لم يكن يعرف ما العمل سوى أن يتدرب , و قد بدأت الساعة في العد التنازلي , و ها قد مضى يومان كاملان منها , فماذا هو فاعل في الأيام القليلة المتبقية ؟!!
    يتبــــــــــــــــــــع................

  15. #34
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصل العشرون

    هيكاشي ضد رانمارو


    -لا تحزن هكذا رانمارو , هذا لم يكن خطؤك , أنت فعلت ما بوسعك , لم يكن تستطيع أن تفعل أكثر من هذا.
    نظر إليه (رانمارو) بحزن ثم نظر بعدها إلى الأرض و قال :
    -لا تقل ما تحاول أن تقلل به من خطأي ياكو , لقد كانت مسئوليتي حماية ساكورا بحياتي و لكنني فشلت في تحقيق ذلك , أنا المسئول عن ذلك.
    -هذا ليس بصحـ ...
    -ياكو , أنا سأذهب للتدريب , هل ستأتي معي ؟!
    نظر إليه (ياكو) و قال :
    -للأسف لا أقدر , فوالدتي تحتاجني , كما إنني قد أخبرتها أنك و ساكورا تتنزهان معا في المدينة لبعض أيام و أنا سأتغيب بعض الوقت معكما في النهار فقط , أما بالليل فسأجلس معها حتى أمنعها من الحضور لأعلى , هذا ما سأفعله في الأيام القادمة , لكن قل لي كيف عرفت أننا في خطر ؟!
    نظر له (رانمارو) قليلا ثم قال له :
    -هل نسيت أن لدي و لديك وحش مشترك ؟! لقد أخبرني النسر العظيم بأنك نشط قوتك , وأنك تستعد للفظ تعويذة ما , و أن نفسك مضطربة , فخرجت من التدريب مسرعا كي أرى ماذا يحدث لكما !
    صمت (ياكو) محدقا به في دهشة , فهو لم يكن يعرف أن الوحوش تدري ما يشعر به , لم يهتم (رانمارو) بذلك بل قال :
    -حسنا , و لكني أريدك في أمر آخر ... هل تعرف من كان هؤلاء ؟!
    نظر نحوه (ياكو) و قال :
    -اسمهم جيتشي نوتوري !
    -من هؤلاء ؟!!
    -هؤلاء جماعة يختصون باختطاف البشر , و سرقه قواهم , لكني لا أعرف لماذا كانوا مهتمين بساكورا , إنها كانت بشرية عادية , لا أعرف !!
    -حسنا إذن .
    قالها و صمت , نظر نحو الأرض و قام من الفراش و جلس فوق الأرض , اتخذ وضع التدريب المميز , نظر نحو (ياكو) و قال له :
    -سأتدرب إلى أن أصبح أقوى من أي شخص آخر ... كايتو!

    ***************************
    -إنها هناك , لقد رأيتها .
    -حسنا هيا إلى هذا الاتجاه , لا تفقدوا تركيزكم.
    اتجه (هيكاشي) مع الرجال الخمسة الذين معه نحو الاتجاه الذي قد رأوا فيه (هارونا).
    تعالى صوت نهجان (هارونا) و هي تجري ...
    -سوف يلحقون بي , ما العمل ؟
    ركضت (هارونا) مهرولة و ورائها قطيع من الذئاب يبتغي فريسة واحدة فقط , كانت المسافة تضيق و تضيق , و هي تجري و تجري ..
    -توقفي عندك هارونا .
    توقفت (هارونا) فجأة فمال جسدها نحو الأمام و عندما عدلت من وضعها قال (هيكاشي) :
    -أخيرا وجدناكي , لقد أتعبتنا أيتها العنيدة , هيا لنعد إلى المنزل الآن.
    قالها و تحرك نحوها مادا يده اليمنى مبسوطة نحوها , تراجعت (هارونا) إلى الوراء و هي تهز رأسها بمعنى النفي , كان جسدها يهتز بقوة , توقف عندها (هيكاشي) عن التحرك و نظر إليها و قال بنبرة حزن مصطنعة :
    -ماذا هناك عزيزتي , هل تخافين من زوجك ؟!
    -لا تقل ذلك , أنا أفضل الموت على ذلك !!
    صرخت (هارونا) و هي ترجع إلى الخلف تريد الهرب , فإذا باثنان من جماعة (هيكاشي) يظهرون أمامها يسدون الطريق فتوقفت بسرعة و اتجهت نحو اليسار فظهر واحد على المدى القريب منها , تلفتت حولها و هي واقفة و على وجهها نظرة رعب , كان وجهها مصفر جدا , نظرت يمينا و يسارا , أمامها و خلفها , كانت محاصرة تماما بحلقة من رجال (هيكاشي) , وسط نظراتها السريعة نحوهم , تقدم (هيكاشي) خطوة و هو يمد يده إليها , و قال :
    -هيا عزيزتي , فلنعد إلى المنزل , فوالدتك قلقة عليك جدا.
    تسمرت (هارونا) في مكانها و نظرها مثبت على (هيكاشي) , فتقدم أحد الرجلين الموجودين خلف (هارونا) , فشعرت بحركته , تلفتت ناظرة إليه , فتوقف بعد خطوة تخطاها , فجأة ...
    -انجدونــــــــــــــــــــــــــــي !!!
    اخترقت الصرخة سكون الليل , طار سرب من طيور تسكن أغصان شجرة قريبة , نظر إلى السرب الذي يغادر مسكنه استجابة لصرخة (هارونا) شخصان يقفان في نافذة بالطابق الثالث بأحد المباني القريبة من المكان ...
    -هل سمعت هذه الصرخه رانمارو ؟!
    -نعم , هيا لنر ما هناك .
    و في تلك الأثناء ...
    -توقف أيها الغبي !
    قالها (هيكاشي) و هو يشير بيده و كأنه يمنع شخصا من التحرك بجانبه , فنظر إليه الرجل الموجود خلف (هارونا) و قال له :
    -آسف سيدي.
    -لا تنزعجي عزيزتي , لا تقلقي من وجود أي شخص هنا , هيا تعالي معي.
    قالها و هو يعيد نظره إلى (هارونا) التي قد سقطت على الأرض جالسة على قدميها و هي تمسك بوجهها و تبكي فيه , نظر (هيكاشي) نحو الرجال و أومأ برأسه بمعنى نعم , فتحرك كل منهم خطوة للأمام ...
    -أنا لو كنت في أماكنكم ما كنت تحركت ولو خطوة واحدة.
    التفت الجميع إلى الخلف في حدة , فوجدوا فتى يتقدم من الظلام خلف الأشجار المحيطة بالمكان نحو السهل الموجودين فيه , توقف الجميع عن الحركة حتى تقدم الشخص نحوهم , فظهر عليه ضوء القمر رأى الجميع حتى (هارونا) التي عدلت وجهها لترى من القادم الحلقة المميزة حول رأس الفتى القادم , و العصاة المميزة النشطة التي يمسكها بيده اليمنى , قال (هيكاشي) :
    -اذهب بعيدا عن هنا أيها الضعيف , فأنت لست ندا لأضعف فرد مننا , هيا اذهب من هنـا قبل أن أغيـ ...
    بتر (هيكاشي) ما كان يقوله , فقد أضاءت عينا (رانمارو) بضوء أحمر قوي فجأة , تغير لون الهواء إلى اللون الأحمر , شعر الجميع حتى (هارونا) و كأن صخرة ثقيلة تضغط على صدر كل منهم , في البداية أثنى (هيكاشي) ظهره كما فعل الباقي من قوة ضغط قوة (رانمارو) الروحية , لكن بعدها عدل من وضع جسمه و هو يجز على أسنانه فظهرت هالة صغيرة لونها لبني فاتح حوله , بدأت في الاتساع حتى غطت كل الرجال و بينهم (هارونا) , بعدها توقفت , نظر (هيكاشي) نحو (رانمارو) و قال :
    -أعترف أن لك بعض القوة أيها الفتى و لكن ... سينكو جو!
    في لمح البصر تحول (هيكاشي) من مكانه الموجود أمام (رانمارو) ليصبح خلفه مباشرة , التفت (رانمارو) خلفه و هو لا يغمض له جفن ناظرا نحو (هيكاشي) الذي قال :
    -إن أسوأ شيء فعلته هو أن تقف في وجه العظيم هيكاشي ... دوكو هيتونومي !
    أضاءت طرف يده اليمنى المفرودة بضوء لبني و اندفع بعدها شيء أسمر صغير كالطلقة تجاه (رانمارو) , ابتسم (هيكاشي) بعد ما قال التعويذة و كأنه انتصر و قتل (رانمارو) فعلا , أغلق عينيه و ابتسم بعد كلامه , لكن ...
    -تسوباشا شوجوشا !
    حدث كل شيء بسرعة كما بدأ , في ثانية أو أقل تحول (رانمارو) إلى صورته كساحر بردائه المميز الذي كان يغطي الآن نصف جسمه بالضبط , بعدها ظهر صوت انفجار خفيف صاحبه ظهور جناح ضخم أحمر اللون , توقف الجناح في الهواء ما بين (رانمارو) و (هيكاشي) فتعالى صوت اصطدام عنيف بين ما أطلقه نحوه (هيكاشي) و الجناح , فتكون تيار من رياح ممزوجة بغبار من مكان الاصطدام اتجه في جميع الاتجاهات , فتطاير ردائي (هيكاشي) و (رانمارو) و شعرهما كذلك دون أن يغمض لهما أي جفن , تبادل الاثنان النظر نحو كل منهما , قال (هيكاشي) بعد لحظات من الترقب :
    -لا أريد محاربتك , لا علاقة بك بهذه الفتاة , أليس كذلك ؟!
    -خطأ !
    أجاب دون تفكير , تبادل الجميع نظرات و همهمة , حتى (هارونا) نظرت نحوه و هي مندهشة مما قاله , فهي أول مرة تلتقي فيها به , فلماذا يفعل ذلك و يعرض حياته للخطر من أجل غريب مثلها .
    -أنت لا تعلم من تواجه أيها الصغير.
    -بل أنت لا تعلم من تواجه أيها الضعيف.
    -ماذا تقول ؟!!
    صاح فيه (هيكاشي) بكل غضب و احمر وجهه , تلون جسمه بضوء لبني فاتح و كأنه يجمع طاقته الروحية .
    -أيها الأبله هل تريد أن تموت ؟!!
    صرخت فيه (هارونا) , لكن (رانمارو) لم ينظر إليها , كان يحدق (بهيكاشي) , لقد مرت عشرة أيام منذ استيقاظه بعد اختطاف (ساكورا) , لقد تدرب كثيرا , لم يمل أو يتعب , و الآن هو يريد أن يرى نتيجة ذلك في هذا القتال , لهذا إن لم يستطع أن ينتصر عليه فلن يستطيع أن ينقذ (ساكورا) ..
    -باكوفو تشي !
    تلونت طرف يده اليمنى المنقبضة بلون لبني فاتح قوي , اندفع بعدها تيار ماء قوي جدا و سريع , كان يبدو أنها تعويذة مائية , نظر (رانمارو) إلى الماء القادم نحوه و قفز إلى أعلى لكن ..
    -ليس بتلك السهولة !
    قالها (هيكاشي) و حرك يده اليمنى إلى أعلى , فتحرك التيار المائي نحو (رانمارو) إلى أعلى , كان يبدو أنه يستطيع أن يتحكم باتجاه الماء أيضا , كان الماء يتخذ شكلا اسطوانيا و كأنه ثعبان ضخم , اقترب التيار من (رانمارو) وسط ضحكات (هيكاشي) الهستيرية ,

  16. #35
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الفصل التاسع عشر

    اختطاف ساكورا


    - رااانماااارووو !
    هكذا صاحت (ساكورا) بفرح و هي تنظر إليه , كان يقف على قمة الجناح العملاق الذي أوقف هجوم الأشواك من الأرض , نظر (رانمارو) إليهما , و نظر نحو (ياكو) و هو يضيق عينيه ويتسائل :
    - ياكو , هل تستطيع الوقوف ؟!
    - نـ..نعم رانمـ..رانمارو .
    قالها و هو يقوم من الأرض بنفسه دون مساعدة (ساكورا) ,كان الألم يبدو عليه حتى أن كلماته كانت تتقطع و هو يقولها , نظر إليه (رانمارو) بشفقة و هو يقول له :
    - أريدك أن تأخذ ساكورا بعيدا من هنا , هيا.
    - من قال أن الفتاة ستغادر؟!!
    حدق (رانمارو) بمن يحدثه , فوجد أن رجلا في حوالي الثلاثينيات يتقدم من وسط الجميع للأمام , و تابع :
    - أنت لا تملك سلطة القرار هنا , أنا الوحيد الذي يقول من يغادر و من يبقى.
    تبادل الإثنان نظرات صارمة لفترة , تحدث بعدها (رانمارو) :
    - إذا كنت أنت المسئول عن هذا العبث ..
    ضيق عينيه محدقا بالرجل , ثم تابع :
    - فإنني سأحملك على أن تجعلهم يغادرون المكان أو أقتلك.
    - هاهاهاهاها , إنه يقول أنه سيجعل كانجو يفعل ما يريده , هذا ولد أبله , هاهاهاها.
    - أنه يريد الموت , أليس كذلك, هاهاهاها.
    - إنه لا يتكلم بجد , أليس كذلك ؟
    تدافعت جمل مثل تلك و غيرها من جمل الاستهزاء بما قاله (رانمارو) بين الرجال الموجودين مع (كانجو) , أخرسهم قول الأخير :
    - لا تستهزئوا به , إنه حقاً قوي و جيد .
    قالها و نظر إليهم و تابع :
    - أريدكم ألا تتدخلوا أبداً في القتال !
    تبادل الرجال نظرات فيما بينهم , فجأة صرخ أحدهم :
    - أخيرا سنرى قتالك أيها الذئب الشهير, هيا أرنا قوتك.
    - نعم هيا , اهزم هذا الطفل الصغير.
    - قلت لكم لا تتهاونوا مع أي من أعدائكم !
    صرخ فيهم , فصمت كل منهم , ثم تابع :
    - إن بدايه الهزيمة هو أن تستهزئون بعدوكم , هيا تراجعوا و اتركوا هذا الأمر لي .
    تراجع الرجال في صمت , ثم نظر (كانجو) نحو (رانمارو) مدقا به في ترقب , ثم قال له :
    - أحب أن أعرفك بنفسي , أنا كانجو , أحد أفراد عائلة تسومياروفو , معروف باسم الذئب الحديدي , و أنت من تكون أيها الغريب ؟
    نظر نحوه (رانمارو) و هو لايزال فوق جناحه , ثم رد قائلا :
    - أنا رانمارو , آخر سليل عائلة اليوشيهارو , و لا يوجد لدي لقب حتى الآن.
    - ماذا ؟! يوشيهارو رانمارو ؟!!
    قالها و ضيق عينيه وهو يقول :
    - كاي !
    فتغطى بمعطف من الجلد السميك اللامع باللون البني , به تدرجات كموج بحر من الألوان البنية المختلفة , كان في المقدمة و المؤخرة صورة ذئب يقف على قدميه الخلفيتين و يعوي , كان يبدو أنه قوي جدا.
    - ألست أنت الملقب بالمنبوذ ؟!
    -نعم , كان هذا لقبي و لكني تخليت عنه , سألقب منذ الآن بما يحلو لي.
    -هذا إن عشت بعد هذه اللحظة !
    نظر كل منهما نحو الآخر , قفز (كانجو) إلى أعلى بسرعة شديدة أذهلت الجميع , نظر (رانمارو) تجاهه , فقال (كانجو) :
    - تسومي هاجاني فوراي هاتشي !
    ظهر من طرف عصاته لون بني لامع , سرعان ما تحول إلى ثمانية مخالب ذئبية لها أجنحة , كانت صغيرة في حجم مخالب الذئب الحقيقية , لكنها كانت كلها حديدية , اندفعت المخالب نحو (رانمارو) بسرعة شديدة , لكن (رانمارو) قال بسرعة :
    - ريون تسوباسا شوجوشا !
    ظهر دخان أحمر خفيف من طرف عصاته سرعان ما تحول إلى جناح ضخم أحمر أحاط به من أعلى , صد الجناح الضربات , ضيق (رانمارو) عيناه , و استجمع جزء من طاقته الروحية داخل قلبه و أخرجها على هيئة قبضة من يده اليسرى تتبع نفس ما تفعله يده , فأمسكت القبضة الجناح الطافي فوق (رانمارو) , واندفعت إلى أعلى تجاه (كانجو) , لوح (رانمارو) بيده اليسرى من اليسار إلى اليمين عندما اقترب الجناح من (كانجو) , فتحرك الجناح تحت تأثير الطاقة الروحية ملوحا من اليسار إلى اليمين , اقترب الجناح من (كانجو) , فسارع الأخير بقوله :
    - هوسيبيكي هاجاني هاتشي !
    فجأة اندفعت ثمان أسياخ حديدية من الأرض نحو الجناح الذي صار على بعد سنتيمترات قليلة من (كانجو) , فاخترقت الجناح و دارت في الهواء لتسقط نحو الأرض جاذبة الجناح معها نحو الأرض بعيدا عن (كانجو) , فصرخ (رانمارو) :
    - لن أدعك تفلت مني.
    قالها و اختفت الطاقة الروحية الممسكة بالجناح , و على الفور تكونت طاقة أخرى من يده اليسرى و اتجهت نحو الجناح الذي يقف عليه , قفز (رانمارو) للأمام , و لوح بيده اليسرى من خلف رأسه نحو الأمام و كأنه يقذف حجر بيده , اندفع الجناح بسرعة هائلة بعدما تركته طاقة (رانمارو) الروحية نحو (كانجو) الذي كان في طريقه إلى الأرض , كان الجناح يلف حول نفسه و هو يطير مما زاد من قوته , صرخ (كانجو) قائلا :
    - لا تستخف بي يا هذا ...كوجي بوتوكاي هاجاني !
    اندفعت فجأة من الأرض كرة حديد ضخمة يبلغ قطرها تقريبا الخمسة أمتار , و لكن كان بها أشواك من حديد , بدأت الكرة تلف حول نفسها و هي تندفع إلى أعلى في اتجاه الجناح , على مسافة عشرة أمتار من (كانجو) اصطدم الإثنان ببعضهما في تصادم قوي , تصاعد غبار قوي مع ريش مكان الاصطدام لم يظهر من الذي تدمر , فجأة اندفع من الغبار شيء كروي تجاه (رانمارو) , اتسعت عيناه , فهناك كانت تتجه إليه كرة من الحديد , تدمر جزء كبير منها و ابتعدت عن شكل الكرة نهائيا , لكنها كانت تقترب منه في سرعة وشط صياح (كانجو) :
    - فلتمت أيها المنبوووووووووذ !
    نظر (رانمارو) نحو الكرة التي تقترب منه , نظر إلى اسفل منه وابتسم ..
    اقتربت الكرة منه , على مسافة عشرة أمتار , تسعة , ثمانية , و هو الآن يقترب من الأرض , على مسافة متر , نصف متر , ربع متر , الآن وصل إلى الأرض , قام عندها بفعل شيء غريب جدا , بدلا من أن يهرب من الكرة , سقط على ظهره و دار جسمه فوق الأرض لمسافة قليلة من أثر السقوط ثم توقف و استرخى على ظهره دون أي حراك , اقتربت الكرة منه , كانت تتجه نحوه ساقطة فوق جسمه مباشرة , أصبحت الآن على مسافة خمسة أمتار , أربعة , و (رانمارو) لا يزال جالسا ينظر إليها مبتسما , ثلاثة أمتار , مترين , متـــ...
    - طاااااااااااخ !
    فجأه صدر صوت ارتطام ضخم , امتلأت المنطقة بدخان و غبار كثيف , صرخت (ساكورا):
    - راااااااانماااااااروووووو !!!
    قامت لتجري , فسقطت على الأرض , كانت قدماها تعجز على حمل جسدها , كان جسمها كله يرتعش , عيناها و كأنها غارقة في بحر من الدموع , كان لا يجول في خاطرها سوى :
    ((- رانمارو قد مات , هذا بسببي أنا , أنتي التي قتلتيه.))
    - هاهاها , لقد قلت إنني الذي أحدد من الذي يغادر و من ينتظر , و لقد قررت أنك ستغادر الدنيا بأسرها أيها التعيس , لماذا لا تأتي و تقوم بإجبار ...
    بتر (كانجو) عبارته , كان قد وصل إلى الأرض الآن , في نفس الوقت الذي بدأ فيه الغبار يختفي من مكان (رانمارو) , نظرت (ساكورا) و تسمرت في مكانها , اتسعت عينا (ياكو) من الدهشة , تسمر الرجال الآخرين من الصدمة ...فهناك...و في مكان الارتطام ... كان (رانمارو) يجلس مستلقيا على ظهره كما كان , و الكرة تقف على بعد نصف متر منه فقط , ويمنعها عنه أسياخ من الحديد , ثمانية أسياخ التي قد أستحضرهم (كانجو) من قبل , كان يحميه من الكرة الجناح , كان الجناح هو الذي ارتطم و معه الأسياخ بالكرة , قام (رانمارو) قائلا (لكانجو) :
    - هل تظن أنني سأهزم بتلك السهولة ؟! لقد وقعت في المكان الذي خرجت منه أسياخك الحديدية , ونظرا لأنك كنت على مسافة بعيدة , و المكان مظلم قليلا , فلم تستطع أن ترى الأسياخ , كل ما فعلته هو أنني وقعت بين الأسياخ , و قربت بينها بقوتي الروحية , و بها جذبت أيضا الجناح الذي كانت الأسياخ قد اخترقته , جذبته نحوي , أتى الجناح إلي و كأنه قطار يمشي على قطبانه , جاء بسرعة و بسلاسة , نظرا لكونك مشغولا بمراقبة الكرة فقط , لم تكن لتنتبه إلى الجناح الذي وصل في اللحظة المناسبة و ارتطم بالكرة و أوقفها , و الآن جاء دوري.
    قالها و رفع عصاته في الوقت الذي ضحك فيه (كانجو) بشدة و هو يقول :
    - أنت فعلا تمتعني جدا , أنت قوي , أنا أعترف لك بذلك , لكن ماذا ستفعل أنت مع هذا ..
    قالها و رفع هو الآخر عصاته إلى أعلى , و قال :
    - يوبيداشي أوكامي !
    صدر صوت انفجار ضخم , مع سحابة ضخمة من الغبار , احتمت (ساكورا) بوضع رأسها بين قدميها من الهواء المندفع نحوها , و بعد أن هدأ الهواء نظرت نحو الأمام ...
    - مـ..مـ...ماهذا !!!
    قالتها واضعة يدها اليسرى أمام وجهها من الخوف , كان أمامها , كان أمام (ياكو) , كان أمام الجميع , كان أمام (رانمارو) ذئب ضخم , ذئب يبلغ من الضخامة ضخامة برج من عشرة أدوار , و عرضه يبلغ حوالي أكثر من خمسة عشر مترا, كان شيئا عظيما ...
    - أهذه هو وحشك ؟
    - نعم إنه وحشي , الذئب الحديدي.
    تسمر (رانمارو) في مكانه ناظرا إلى الوحش بدهشة شديدة , قال (رانمارو) لنفسه :
    ((- امسك أعصابك , تمالك نفسك , اربط جأشك , أنت سليل عائلة اليوشيهارو , أنت رانمارو العظيم , لا تقف أمام وحش صغير كهذا , لقد وقفت أمام وحشك الأعظم منه , هل يوقفك هذا ؟!! هل يؤثر فيك شيء كهذا ؟!!))
    فتح (رانمارو) عينيه فجأة و صرخ :
    - كلاااااااااا !!!
    كان يبدو أنه تخلص من مفاجأة (كانجو) , نظر نحوه (كانجو) و تمتم :
    - هذا أقل ما أنتظره منك أيها المنبوذ.!
    أغلق (رانمارو) عينيه , أخذ يجمع ما قدر عليه من قوة , تذكر صورة (ساكورا) و هي تنظر إليه باحتقار , تخيل صورتها و هي مقتولة , تخيل و هي في آخر نفس تقول له :
    - لقد تركتني لأموت , لقد قتلني كانجو , الودااااع !!
    صمت ..
    سكون ..
    وحده ..
    - لن أدعك تقتلها , سأريك أيها اللعين .
    صرخ (رانمارو) , أحنى ظهره إلى الأمام قليلا , و فرد ذراعيه للامام و صرخ , كان يستجمع كل ما يقدر عليه من قوة و هو يفكر :
    ((- سأريك أيها اللعين ... لن أقولها مرة أخرى يا ساكورا ...))
    قالها و صرخ بقوله و هو يعدل من وضع جسمه و يفرد ذراعيه إلى أعلى و للجانبين و كأنه قنبلة و انفجرت:
    - سأحميكي مهما كلف الأمر , سأحميكي بحياااااااااااتييييي !!!
    تصاعد دخان أحمر قاتم من جسده , تصاعدت منه الطاقة الروحية إلى أعلى كخيط من الدخان الأحمر القاتم يخرج من جسمه كله , نظر نحو (كانجو) , فقال الأخير :

  17. #36
    -داجيكي هينوتا !
    تلونت طرف عصاة (رانمارو) بلون أحمر , فاندفع تيار من النار نحو الماء القادم نحوه , قطع (هيكاشي) ضحكته و أطبق عينيه و قال :
    -يبدو أنك قوي و عنيد , ولكن ما رأيك بهذا .
    قالها و فرد أصابع يده المنقبضة على آخرها فابتعد كل اصبع عن الآخر , فانقسم تيار الماء إلى خمسة أفرع كل منهم يتخذ الشكل الاسطواني الثعباني و يتجه نحو (رانمارو) الذي كان في طريقه إلى الأرض الآن , أدرك (رانمارو) أن تعويذته لن تجدي نفعا الآن , فقال :
    -ريون تسوباسا !
    خرج جناح أحمر ضخم من طرف العصا , لكنه لم ينفصل عنها فصار و كأنه سيف ضخم , لوح (رانمارو) بالسيف الكبير هذا في اتجاه الخمسة ثعابين القادمة نحوه , ولكنه لم يصب أي منهم حيث أن (هيكاشي) قد جعلهم يتفرقون عن بعضهم و يتفادون ضربة (رانمارو) , وصل (رانمارو) الآن إلى الأرض و مازالت الثعابين تتجه نحوه , لوح (رانمارو) بالجناح من اليمين إلى اليسار , فجأة انفصل الجناح و اتجه بسرعة شديدة نحو (هيكاشي) , فتفادى (هيكاشي) الضربة بالقفز نحو أعلى بسرعة شديدة , لكن ...
    -أراشي أكاي .
    اندفعت رياح حمراء اللون بقوة و شدة نحو (هيكاشي) الموجود بالهواء , نظر (هيكاشي) نحو الرياح التي استحضرها (رانمارو) و قال :
    -إنك لعنيد فعلا !
    فأثني اصبع يده الإبهام فاتجه نحوه ثعبان من التي كانت تطارد (رانمارو) , بعدها أخذ يجعل اصبعه يدور و يدور فدار الثعبان المائي حول (هيكاشي) دورات كثيرة حتى تكون درع واقي من الماء خلال لحظات معدودة , وصلت الرياح إلى الدرع الجديد و اصطدمت به , كانت الرياح أقوى مما تصور (هيكاشي) , جز على أسنانه في محاولة التصدي لها , لكن ظهر شرخ خفيف بالدرع , فأغمض عينيه و أطبق صوابع يده كلها , فاتجهت باقي الثعابين التي كانت تطارد (رانمارو) نحو (هيكاشي) و أحاطت به , قوي الدرع خمس أمثال ما كان , و اختفى الشرخ , و أصبحت قوة الدرع أقوى الآن من قوة رياح (رانمارو) , ضحك (هيكاشي) و هو داخل الدرع الخاص به و قال (لرانمارو) :
    -ماذا ستفعل الآن أيها المسكين , أرأيت قوتي أيها الأبله .
    -لا أبله غيرك هنا .
    قالها رانمارو و توقف عن الركض عندما ابتعدت عنه الثعابين , ثم جمع طاقة روحية كبيرة حتى تصاعد الدخان الأحمر منه مرة أخرى , و قال :
    - فوكومي جينشو !
    فجأة اختفت الرياح , لكن هناك , و في الفقاعة التي يحتمي بها (هيكاشي) , شعر الجميع و كأنها تتذبذب , نظر (هيكاشي) حوله في هلع , كانت الرياح لا تصطدم الآن بالفقاعة , لا , بل كانت تنجذب نحوها في كل اتجاه , أغلق (هيكاشي) عينيه و قال لنفسه :
    -اهدأ , لا تنزعج , هذا ما يريده منك أيها الأبله , هيا هدأ نفسك , و قوي روحك و اهزمه , أنت أقوى منه , أنا أعلم ذلك .
    بعدها فتح عينيه , نظر تجاه (رانمارو) , كانت عيناه كلها اصرار , أغلقها فتلون الهواء المحيط به باللون اللبني الفاتح , فصرخ فيه (رانمارو) :
    -وهل تنتظر مني أن أدعك تفلت من قبضتي , كلا !
    قالها و زمجر كأنه أسد , كان الدرع الآن أشبه ما يكون إلى فقاعة مائية فعلا , صار سطحها به ارتفاعات و انخفاضات كثيرة و كبيرة , و هذا الارتفاع يتحول بعدها إلى انخفاض , أصبح الوضع يبدو و كأن الدرع سيتحطم , لكن إلى أي قوة ستكون الغلبة لا أحد يعلم ..
    -لا تستهن بنا أيها الغريب !!
    صدر الصوت فجأة من خلف (رانمارو) , حيث انتبه الرجال الخمسة إلى قوة عدوهم و مدى سوء وضع قائدهم فقرروا أن يدخلوا إلى المعركة أيضا , اندفع كل منهم بسرعة شديدة فلاشية نحو (رانمارو) , أحاط الخمسة فجأة به من كل اتجاه , سدد اثنان منهم قبضتيهما نحو وجه (رانمارو) , وواحد وجه ركلة نحو معدته , في حين طار واحد من الخلف في الهواء و التف حول نفسه و هو يسدد ركلة لولبية نحو ظهر (رانمارو) , أما الأخير فقد اندفع نحوه و هو مستلقي على الأرض يستهدف قدميه , نظرت (هارونا) إلى الوضع , فتمتمت و راحة يدها اليسرى موضوعة أمام فمها :
    -مستحيل أن يهزم فرقة هيكاشي الخاصة , إنه لمستحيــ ...
    بترت عبارتها , حيث في اللحظة المفترض فيها أن يضرب الرجال (رانمارو) , ضرب كل منهم حائط وهمي بدا و كأنه قد ضرب الهواء , توقفت الضربات و الركلات و اللكمات على بعد سنتيمترات معدودة من (رانمارو) الذي ضيق عينيه و قال :
    -أنتم الذين تستخفون بي !
    قالها و بدا ما ضربه الرجال , تلون الهواء عند كل منطقة توقفت فيها الضربات و الركلات باللون الأحمر القاتم , فجأة تحول الهواء إلى شكل يد أمسكت يد و قدم كل فرد منهم , صرخ الرجال من الألم حيث اندفع بخار من مكان اليد و كأنها نار قد أمسكت كل منهم , من كل يد اندفع فرع ثعباني الشكل نحو كل منهم , صرخ كل رجل منهم في هلع , و عيناهم متسعة ترقب ثعبان الهلاك القادم نحوهم , وصلت الثعابين النارية إلى كل منهم في أقل من ثانية , بعدها أخذت تلتف بسرعة مذهلة حول جسم كل منهم حتى غطته من قمة رأسه حتى أخمص قدميه , أطبقت بعدها على الرجال و أخذت تتحرك تحركات غير مرتبة ثعبانية و كأنها تعتصرهم صدر عنها صوت تحطم الضلوع و كسر العظام ممزوج بصرخاتهم , بعدها سكنت حركة الثعابين الحمراء , سقط كل رجل مغطى بلون أحمر قاتم على الأرض واحد تلو الآخر حتى تساقطوا جميعا , انسحبت الثعابين من كل فرد منهم بسلاسة و ببطء كما أحاطت بكل منهم من قبل , انكشف المنظر البشع عنهم , كان كل فرد منهم وكأنه قد خرج توا من وسط منزل محترق عن آخره , كان من يراه يقشعر جسده من هول المنظر , كانت الجلود محترقة , و اللحم أسود اللون أسفلها , يتصاعد منه بخار خفيف مع رائحة حريق اللحم المميزة , كما أصبحت الجمجمة لا معالم لها , أصبح كل شيء في الوجه مكسورا من وجنتين و فكين و أنف , و أي شيء آخر , إضافة إلى أن الصدر أصبح مسطحا و اختفى الشكل المميز للضلوع , أصبح الذراعان و القدمان مفلطحين , كان المنظر يبدو و كأن الشخص قد خرج من منزل محترق و اتجه يهرول نحو الطريق فاصطدمت به شاحنة نقل عملاقة و دهست كل جسده , المنظر كان بشعا , أدارت (هارونا) وجهها إلى الجهه المقابلة واضعة وجهها بين كفيها و هي لا تكاد تصدق ما رأته عيناها , نظر (هيكاشي) هو الآخر إلى بقية ما كان يسمى بفرقته الخاصة , تسمر (هيكاشي) في مكانه , التفت ناظرا نحو رانمارو و قال :
    -أيها اللعين , سأنتقم لرجالي منك !
    -لا تقل شيئا لا تستطيع أن تقوم به , هذه من شيم الاطفال الصغار فانضج .
    قالها (رانمارو) و ووجه طاقته كلها نحو فقاعة (هيكاشي) , فكر (رانمارو) في نفسه :
    ((-يجب أن أنهي هذا بسرعة , لقد استهلكت طاقتي الروحية و أوشكت أن أصل إلى أقصاها , هذا اللعين كم يملك من طاقة روحية متبقية , المفترض أن يكون قد أوشك هو الآخر على نفاذ طاقته !! ))
    أصبح الهواء الآن المحيط بالفقاعة يتلون بلون أحمر قاتم , أما في الداخل فصار لونه لبني فاتح , يبدو أن المعركة أصبحت معركة قوى روحية , لمن الغلبة إذن؟! , كانت الفقاعة تصغر و تصغر , و (هيكاشي) وجهه مليء بالعرق الغزير , ضاقت الفقاعة أكثر و أكثر , مضت اللحظات و كأنها سنوات , فجأة انفجرت الفقاعة , لقد انهارت مقاومة (هيكاشي) , اندفعت الطاقة الروحية ممزوجة بكمية هائلة من الرياح في اتجاه بؤرة واحدة و هي جسد (هيكاشي) , صرخ من الألم , و سقط من الارتفاع الذي كان به , سقط على ظهره , لم يتحرك بعدها , انطفأ اللون الأحمر بعصا (رانمارو) و هو ينهج , لقد وصل إلى أقصى طاقته بالفعل
    ((-جيد منك أن طاقتك قد نفذت أيها الأبله ! ))
    فكر رانمارو , كان يحني ظهره مستندا على ركبتيه بيديه من التعب و هو ينهج بشدة , التفت برأسه نحو الوراء ليرى (هارونا) التي كانت لازالت تجلس في مكانها تهتز من هول ما قد رأته حتى الآن , عدل من وضعه و هو لازال ينهج و قال :
    -ياكو , هيا اخرج من عندك و احضر تلك المسكينة إلى المنزل , هيا !
    صدر صوت خفيف من الأشجار القريبة , تبعه خروج (ياكو) , نظر نحو الفتاة بشفقة و اتجه إليها و هو يقول :
    -هيا فلتأتي معي !
    تراجعت الفتاة إلى الخلف و هي تزحف على الأرض و تضع يدها اليسرى أمام وجهها من الخوف و جسدها يرتعش , شعر (رانمارو) بالشفقة تجاهها , فذهب إليها و هو يترنح من الضعف و قال لها عندما أصبح عند (ياكو) مستندا على كتفه بيده :
    -لا تخافي مني , لقد أنقذتك .
    لم تقل الفتاة شيئا , كل ما فعلته أنها كانت تحملق فيهما و عيناها متسعة , مرت عدة لحظات من الترقب حتى أرخت (هارونا) يدها الموضوعة أمام وجهها , أغلقت عيناها , و سقطت على الأرض فاقدة للوعي !!
    يتبـــــــــــــــــــــــــــع................... .......

  18. #37
    سأتابع غدا لأن الموقع قد لخبط الردود ولا أعلم ما العمل

    تحيتي

    الساحر.

  19. #38
    هلا magician2magici
    من متى بديت ..
    وليش ما عزمتني .. ههههههه
    اوكي سوري للمقاطعة يلا كمل ..
    بس انت موبقايل انك ما بتنشرها في المنتدى عشان ما تسرق .. ليه تراجعت بقرااارك .. ههههههه<<< مسويه روحي كلش ..
    زين اشوه اني اول وحدة رديت ..
    بس اعتقد انك تمللت من كثر ما رديت ...
    ما بقول رايي .ههه .. ماتحتاجه ..
    مرة فنتاستكية ..

    اوكي باااي
    متأسفة اني خربت تسلسل الرواية يلا باي ..

    عناد .. ههههه

    فدك العذرااااء
    4bef8190f1

    ادري عفن التوقيع القبلي ههههههه

    بس جي هاي المزاج tongue

  20. #39
    مرحـــ magician2magici ـــبا

    انت تعرف ان الرواية رائعة فلا داعي لاخبارك بهذا

    وقد التزمت بنصيحتك فرانمارو لن يطير وساكملها بعد الانتهاء من امتحانات الاسبوع _ ياااااااااااااااااع_

    تحيـــ the kobra ـــاتي

    ملاحظة :الأرمـــ السوداء ـــلة wink
    b75930d00e78ac1572ce986c1ead5576

    [GLOW]merciii fares[/GLOW]

    ミ☆ミミ☆ミミ☆ミ

    704fa09ce19d6d29c01f880e4c6d9be7

  21. #40
    مرحـــ magician2magici ـــبا

    انت تعرف ان الرواية رائعة فلا داعي لاخبارك بهذا

    وقد التزمت بنصيحتك فرانمارو لن يطير وساكملها بعد الانتهاء من امتحانات الاسبوع _ ياااااااااااااااااع_

    تحيـــ the kobra ـــاتي

    ملاحظة :الأرمـــ السوداء ـــلة wink

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter