الصفحة رقم 14 من 19 البدايةالبداية ... 41213141516 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 261 الى 280 من 370
  1. #261
    اخيراً سُنحت لي الفرصة للرد على روايتك الرائعة â‌¤ï¸ڈ��
    فالتعلمي انها من افضل الروايات التي قرائتها على الاطلاق حقاً شخصيات واحداث وخاصةً اسلوبك الجميل يعجبني بل رائع كل ذلك
    هذا ما استطيع قوله شكراً على هذه الرواية الجميلة
    واعذريني على الرد المتأخر في الحقيقة انا من الزوار الذين يدخلوني دائماً لروايتك منتظرين فصلاً جديد بفارغ الصبر
    لكن كسلي حقاً يغلبني من تسجيل دخولي والمشاركة ولذلك نسيت كلمة مروري وما دفعني لافعل حساباً اخر هو لاجل الرد على روايتك وان اخبرك ان هناك حقاً من يترقب كل فصل تكتبنه ويحب ما يؤلفه عقلك وتكتُبه يداك â‌¤ï¸ڈ
    واكره قلة التفاعل ذلك شدني حقاً لكي اشارك، لماذا لا احد يشارك في هذه الرواية انها تستحق التفاعل حقاً من الظلم تجاهلها frown.

    انا سيئة وكسوله في التعليق على الفصول لذا اعذريني دائماً
    لكن سأقول لك بعضاً من شخصياتي المفضلة
    إيان اليكس وويليام ...
    إيان يعجبي بروده ذكائه وايضاً وسامته احزن على جوليا اريد ان اعلم ما إذا كان يحبها او سيحبها انها تحزنني وما صدمني ايضاً انها ارادت موته ! وايضاً لم تهتم لاليكس في الحقيقة ضحكت كثيراً لان اليكس لا دخل له والغضب اعماها ولم تهتم بهم وذلك ما ستندم عليه لاحقاً frown
    ايضاً ويليام مشكلته مشابهه لإيان لا يحب شريكة حياته حالهم محزن حقاً
    وما يحزنني ايضاً ان الحب من طرف واحد على ما يبدو انهم باردين جداً نحو زوجاتهم >الحياة قاسية دائماً
    وما يضحكني تصرفات ويليام مع جودي كل ما اتذكر احداث العضة اضحك حقاً موقف مضحك لم استطع نسيانه كان محرج جداً لويليام ��
    سأعلق بإذن لله على الاحداث في الفصل القادم
    بإنتظاره ارجووووكِ لا تتأخري متشوقة جداً للاحداث â‌¤ï¸ڈ
    اشعر بأني كتبت كثيراً -تنهيده-


  2. ...

  3. #262





    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~
    ^
    ^
    كيفك علوش !!
    وأخيرا بدأت عطلتي .. لكن يبدو أن خاصتك انتهت cry
    سعدت كثيرا عندما علمت بأن البارت لم يتأخر .. لكن يبدو أن ردي تأخر nervous

    عالعموم البارت رهيب .. وأخيرا رجعنا للأكشن والغموض الخطير biggrin
    بصراحة ثمة الكثير الكثير من الأمور التي لا تزال بحاجة إلى تفسير !!
    أولها لم ينوي هاري القضاء على أليكس !! هذا معناه أن سبب انضمامه إلى مجموعة شيرلي ليس بهدف اتباع صديقيه !!
    هل من الممكن أن يكون هناك ثأر قديم بين كل من هاري وأليكس .. لا أعتقد أن ذلك بسبب رفض العمة له .. فلقد شارك كل من ويليام وألبرت في القرار أيضا !!

    جوليا وما أدراك ما جوليا .. لم أتوقع أن قلبها قد تحجر إلى هذا الحد !! أولم تصرح سابقا بأنها أحبته !! ألم يشفع حبه له للعدول عن خطتها الغببة هذه ><
    وهل من الممكن أن تفصح للجميع بأنها السبب فيما حصل !!
    ما موقف إيان من ذلك !!

    ميجيل وأرثر ما زالت علامات الإستفهام في تزايد حولهما !!
    ويليام السر الأكبر بصحبته !! هل حقا هو جزء من الإف بي أي لكنه عضو سري أم ماذا !!

    أفضل مقطع أظنه الذي دار بين مايكل وأليكس .. بخصوص الخطة بحيث يكون إيان منفردا ان البقية !!

    وإذا ريو ما هدفه من الإنضمام إلى شيرلي .. فكما رأينا هاهو قد خانها .. فما هي الأسباب التي دفعته للإلتحاق بها أي ثأر هذا !!
    وهل سيكتشف أحدهم أمر خيانته !! لا أمل ذلك !!

    أليكس وإيان بالإضافة لأرثر هم المفضلون لدي biggrin


    في انتظار التتمة التي أظنها ستزيل جزء من هذا الغموض !!
    ولكن هل سيكون كشف الغموض هذا أمرا مؤلما لأحدهم .. أعني أليكس تحديدا !!

    في انتظارك ^^

    بالتوفيق لگ embarrassed ~

    رُبَّ نَسمةٍ من رُوح , مَرَّت فَرَوت ثُمَّ وَلّت وقد خَلَّفت مِسكاً يفوح ~



    Nona | Perle Mont | ♥ ستار الليل ♥

  4. #263
    " لحن كامل من الانتقام "

     

     

     

    ( 24 )

     

     

     

    ؛*؛

    ‏زخات المطر

     

    تخبرك أن هناك لطفاً سيأتي حتماً ليلقف كل شحوبٍ يعترضك !

     

    و تنبئك أن ثمّة ارتياحاً ما زال يتراكم شوقاً ليحتضنك يوماً !

    ؛*؛

     

     

     

    ،*

     

     

     

    الساعة 12:00 منتصف الليل..

    في المستشفى..

    ---

     

    أروقة المشفى كانت نوعا ما يعم فيها السكون.. والأشخاص فيها قليلون.. ولكن في إحدى الزوايا.. مجموعة من الشبان والفتيات كانو مجتمعين بملابسهم السوداء التي لم يغيروها منذ عدة ساعات..

     

    والسبب أنهم فورا من مكان المهمة ركبوا سياراتهم و اتجهوا للمستشفى لاحقين بسيارة الإسعاف.. بعد أن أصيب رفيقهم في المهمة..

     

    مد كارلوس يده التي تمسك بحقيبة رياضية لمايكل:

     

    - هذه هي الحقيبة التي كانت في سيارتك..

     

    أخذها مايكل منه بهدوء تام دون أن ينطق بكلمة.. ونظر خلفه حيث تجلس جوليا على الكرسي قريبا من غرفة العمليات التي لم يخرج إيان منها حتى الآن.. وجهها كان محمرا تماما.. وعيناها منتفختان من أثر البكاء.. وخصلات قصيرة من شعرها التصقت بوجهها.. تضم يديها إلى بعضهما.. وريلين وجوان تجلسان بجانبها..

     

    أبعد نظره فورا بعد أن رأى زوجة صديقه في هذه الحالة.. وحدق في آرثر الذي قال:

     

    - نحن مالذي سنفعله الآن؟.. لا يمكن أن نبقى جميعا هنا المستشفى.. سيتم طردنا..

     

    تنهد مايكل بهدوء:

     

    - بالتأكيد لن تبقوا هنا.. عدد قليل سيظل أما البقية سيعودون للمنزل..

     

    قال إيريك مسرعا:

     

    - أنا سأظل هنا..

     

    حتى أليكس:

     

    - وأنا أيضا.. سأبقى مع جوليا.. اتصلت للتو بويليام حتى يأتي ليأخذها..

     

    هز مايكل رأسه موافقا.. ثم نظر لكارلوس:

     

    - ماذا عن مارتل؟..

     

    أجابه كارلوس:

     

    - إنه يوفر لك غرفة حتى تبدل ملابسك.. ولكنه سيعود معنا.. والسيد كوينتان سيقى في حال احتجتم شيئا..

     

    نظر رالف للجميع وقال بصوت جهوري قليلا:

     

    - حسنا فلتتوزعوا في سيارتي وسيارة كارلوس.. سنعيدكم جميعا لمنازلكم..

     

    كارلوس:

     

    - أنا سآخذ مايكل لمارتل.. وألحق بكم.. اسبقوني..

     

    مشى الاثنان معا في ممرات المستشفى متجهين لمكان مارتل عند الاستقبال.. وقبل أن يصلا إلى الاستقبال قابلاه في طريقهما..

     

    أظهر مارتل مفتاح الغرفة وقال:

     

    - لقد وفرنا الغرفة.. تعال معي لأقودك إليها..

     

    كارلوس:

     

    -إذا أنا سأذهب للسيارة.. سأنتظرك..

     

    أومأ مارتل له.. وأخذ مايكل معه للغرفة.. وبعد أن وصلوا لها.. رمى مايكل حقيبة ملابسه على السرير.. وقام بفتح سحاب سترته السوداء الجلدية.. وظهر قميصه الأبيض الذي كان ملطخا بدماء إيان..

     

    رمى السترة على الأرض.. ولحقها القميص الأبيض.. لم يكن يصدر صوتا.. كان هادئا تماما.. ونظراته غريبة.. كأنه لا ينظر لشيء..

     

    قال مارتل له قبل أن يهم بالخروج من الغرفة:

     

    - إبقى هنا قدر ما تريد.. لا يوجد أحد في هذه الغرفة.. وإن احتجت لشيء فوالدي موجود في مكتبه..

     

    أجابه مايكل بهدوء:

     

    - أجل.. أنا ممتن لكما..

     

    خرج مارتل من الغرفة وترك مايكل لوحده.. أخرج سلاحه من حزامه وظل ينظر إليه لفترة.. لم يعرف كم مضى عليه من الوقت وهو ينظر إلى سلاحه..

     

    قبض عليه بشدة وفتح حقيبته وحشر السلاح فيها ثم أخرج منشفة منها ودخل لدورة المياه..

     

     

     

    ،*

     

     

     

  5. #264
     

     

     

    ثنى أكمام قميصه الأبيض القطني الواسع قليلا ذو الفتحة المستديرة الكبيرة نوعا ما وبأزرار من الأعلى.. يرتديه على بنطال باللون الزيتي..

     

    غير جواربه وارتدى حذاءه الرياضي الأبيض.. وأخذ ملابس المهمة وقام برميها داخل كيس ورقي بإهمال مع المنشفة التي استخدمها..

     

    وترك الأشياء في الغرفة.. وأغلق الأضواء مقررا الخروج من الغرفة..

     

    ولكنه بمجرد أن اطفئها حتى هاجمته مشاعره المظلمة.. لم تستطع قدماه حمله.. اتكأ على الجدار وجلس على الأرض.. ثنى ركبتيه وأسند مرفقيه عليهما.. وبأصابع يديه أعاد شعره البندقي الرطب للخلف..

     

    ثم نظر ليديه التي كان يشعر برعشتهما.. لقد كان ممسكا بإيان.. لقد كان يسمع أنينه وأنفاسه المضطربة بوضوح تام..

     

    كان يشعر بجسده الذي كان متهاويا تماما.. دماؤه التي فقدها.. كان يشعر بحرارتها في كفيه..

     

    نجحت المهمة مثلما كان يريد.. ولكن أعز أصدقائه قد أصيب.. ووضعه لم يكن يبشر بخير.. ومنذ فترة وهو في غرفة العمليات.. ولا يعرف عنه شيئا..

     

    لقد قال أنه سيحميه.. ولكن مالذي حصل فجأة حتى وصل إيان لهذه الحالة؟..

     

    وضع كفه على عينه اليمنى وضغط عليها بقوة.. لقد فشل في حمايته.. لقد فشل.. لقد كان هو السبب في إصابته.. أصيب لأنه لم يفعل ما قاله.. لم ينفذ ما قاله..

     

    إنه يعلم طبيعة إيان تماما.. لو وضعه بشكل فردي فلن يصاب إصابات خطيرة.. كان مرتاحا تماما لذلك حتى غفل عنه.. لم يكن يتوقع أن يظهر ذلك الرجل اللعين من العدم ويمسك بجوليا..

     

    فوق كل ذلك هو لم يتوقع أن جوليا لم تخرج من المنتزه.. لقد فشل تماما..

     

    لقد فشل بكونه قائدا.. صحيح أن المهمة نجحت وجوليا لم تصب بشيء.. ولكنه فشل لأنه تغافل عن الأوضاع.. ولم يتأكد من خروجها من المنتزه.. بل وأيضا وقعت في خطر يهددها بالقتل..

     

    بفعلته هذه.. هل سيكون مؤهلا ليبقى قائدا عليهم؟..

     

    ولكن ذلك لن يهمه الآن.. ما يهمه هو إيان.. مالذي سيحصل له؟.. هل سينجو؟.. لقد كانت إصابته في المعدة كما يبدو.. كما أنها ليست رصاصة واحدة.. بل رصاصتان.. حتى أنه لا يعلم إن كانت الرصاصة الأخرى في نفس المكان..

     

    ظل هكذا لبعض الوقت يدور في نفس الأفكار.. لم يستطع حماية صديقه.. تغافل عن الرهينة وانشغل عنها حتى وقعت في خطر.. هل هو مؤهل ليكون قائد؟.. هل سينجو إيان من إصابته؟..

     

    حتى انفتح باب الغرفة.. وانقطع عن أفكاره السوداوية المشؤومة.. ودخل السيد كوينتان للغرفة..

     

    كان مستغربا من الظلام.. حتى ظن أنه لا يوجد أحد بالغرفة.. ولو لم ينتبه لعيني مايكل التي كانت تلمعان في الظلام عندما نظر إليه.. ما كان لينتبه إليه..

     

    أغلق كوينتان باب الغرفة وفتح الأنوار.. ثم جثا على ركبته بجانب مايكل.. وقال بقلق:

     

    - مايكل مابك؟.. هل أنت بخير؟..

     

    أبعد مايكل عينيه عن كوينتان وهو يجيب بصوت منخفض:

    - أجل.. بخير..

     

    عقد كوينتان حاجبيه بشدة وهو يرى العكس تماما.. ولكنه لم يحب الضغط عليه.. فهو يرى أن نفسيته سيئة تماما بسبب ما حصل لصديقه:

     

    - لماذا تجلس هنا هكذا؟.. ظننت أنك عند غرفة العمليات..

     

    - كنت سأذهب إلى هناك بعد قليل..

     

    وقف كوينتان وأمسك بذراع مايكل ليوقفه:

     

    - دعنا نذهب إذا.. ربما ستنتهي العملية قريبا..

     

    وقف مايكل وخرج مع كوينتان بعد أن أطفئ إضاءات الغرفة..

     

     

     

    ،*

     

     

     

    أمام غرفة العمليات..

    ---

    نظرت إلى أخوها الذي كان يقف مع أليكس.. ستذهب الآن إلى منزلها.. ولكنها لا تريد.. تريد أن تبقى.. أن تتطمئن عليه.. تريد أن تعتذر منه على ما فعلته.. رغم أنها متأكدة تماما أنها لن تستطيع إخباره بما فعلته..

     

    لا زالت كلمة إدوارد ترن في أذنها.. ( شخص مثلك قام بخيانة عائلته لا يحق له التكلم عن الالتزام )

     

    أنزلت رأسها ومسحت دموعها حتى لا يراها ويليام أو أليكس.. مالذي فعلته هي به؟..

     

    إنها نادمة أشد الندم.. للتو استوعبت أنها كانت ستؤذي أليكس بعد أن آذت إيان.. كانت أنانيتها ستدمر عائلتين.. عائلة ديسوارد وعائلة فيلارد.. كيف سيكون حال عائلته إذا حصل لابنهم شيء.. هل ستتحمل مسؤولية ما فعلته؟.. هل ستتحمل النتائج؟.. هل ستكون قادرة على النظر في وجوه عائلتها وعائلته؟..

     

    إنهم الآن يرونها البريئة التي ظلمت.. لو علموا أنها هي الشيطان والرأس المدبر لكل هذا كيف ستكون نظرتهم لها؟.. كيف سينظر والدها لها؟.. إخواتها؟.. جدتها؟..

     

    لقد تسرعت فعلا باتخاذ قرارها بالتخلص منه.. حتى لم تؤذي هؤلاء الناس فقط.. حتى صديقه الذي بقي هنا والذي ظل ممسكا به.. كان واضح أنه متألم لحال إيان.. وقد اختفى في أحد غرف المستشفى ولم يظهر حتى الآن..

     

    ابن عمه الواقف بعيدا عنهم.. لم تفكر في شيء سوى نفسها ومصلحتها.. لم تفكر في أحد آخر..

     

    ولكن ندمها الآن لن ينفعها.. إيان لا يزال في غرفة العمليات ولا يعرف أحد ما هي حاله..

     

    رفعت رأسها عندما ناداها ويليام الذي وقف أمامها.. ثم نظرت نحوه بتساؤل.. ليجيبها على التساؤل الذي ظهر في وجهها:

     

    - دعينا نذهب.. ألبرت ينتظر في السيارة..

     

    وقفت على مضض وهي غير راغبة في الرحيل.. التفت ويليام لأليكس الذي قال له:

     

    - هل ستعود؟..

     

    أجابه:

     

    - سأوصلها للسيارة فقط وألبرت سيأخذها للمنزل.. أنا سأبقى هنا..

     

    هز أليكس رأسه ببطئ.. ومشى ويليام مع جوليا ليخرجا من المشفى.. وفي طريقهما التقيا بمايكل وكوينتان يمشيان باتجاه معاكس لها.. ذاهبان باتجاه غرفة العمليات:

     

    والتقت نظرات الاثنان.. لم يلبث مايكل إلا وأبعد عينيه عن عيني ويليام الذي كان ينظر له بنظرات معناها ( لقد أخبرتك من قبل.. غير الخطة ولكنك لم تستمع )

     

    تجاوز كل واحد منهما الآخر.. وانتبه لإيريك الذي ذهب ليجلس بجانب أليكس على الكرسي.. تجاهل أمرهم وتقدم أكثر.. ثم وقف بعيدا عنهم مستندا على الجدار وعاقد يديه أمام صدره وجانب رأسه مسنود للحائط.. وكوينتان وقف أمام الجدار المقابل له..

     

    كان إيريك ينظر لأليكس بطرف عينه بنظرات غريبة.. لم ينتبه لها أليكس.. ثم قال بصوت منخفض له:

     

    - هل استطاع حمايتها أم لا؟..

     

    لف أليكس رأسه وحدق في إيريك باستغراب مما قاله:

     

    - مالذي تقوله؟..

     

    مط إيريك شفتيه وقال بضيق:

     

    - أقول هل استطاع إيان حماية جوليا؟.. أم أنه لم يستطع كما كنت تقول عنه؟..

     

    انقبضت أطراف أليكس عندما سمع ما قاله إيريك.. ثم رد بصدمة:

     

    - أنت.. هل استمعت لحديثي مع مايكل؟..

     

    أشاح إيريك بوجهه قليلا:

     

    - لم أقصد ذلك.. سمعتكما عن طريق المصادفة.. ولكنني وددت أن أفصل رأسك عن جسدك عندما قلت ذلك الكلام عن إيان.. لقد كنت متسرعا في حكمك عليه..

     

    - لم أعني أي سوء بقولي ذلك.. فقط كنت خائفا أن يخطئ في نقطة ما.. كنت معارضا فقط على بقائه وعمله بشكل فردي لذلك قلت ذلك الكلام..

     

    - هل تظن أن مايكل وضعه لوحده من باب الجنون؟.. إنه يعرف إيان منذ مدة طويلة.. يعرفه قبل أن تعرفه أنت.. هل تعلم لماذا قرر مايكل وضع إيان دون شريك؟..

     

    نظر الاثنان نحو مايكل الذي كان يعطيهم ظهره ويقف بعيدا عنهم.. فأكمل إيريك:

     

    - بعد وفاة شقيق إيان.. ستان.. عمل إيان لوحده في الإف بي آي لمدة سنتين تقريبا.. ألم تكن تسمع عن إنجازاته خلال تلك السنتين؟..

     

    هز أليكس رأسه بإيجاب.. فتابع:

     

    - أكثر المهمات خطورة كان يذهب فيها لوحده.. ويعود دون أي إصابات.. وإذا كان مصابا فهي مجرد إصابات سطحية.. لا تؤثر فيه.. كان إيان في ذلك الوقت أشبه بشخص متعطش للدماء.. مما أدى إلى ابتعاد زملائه في العمل عنه.. فأصبح منعزلا تماما عن الجميع.. وهو كان قبل ذلك منعزلا مما حصل لستان.. عندما لاحظ عمي ذلك الأمر وأنه قد يؤثر بشكل سلبي على إيان طلب من العم ديرانج أن يضعه في فريق مايكل.. وأن يعمل بشكل جماعي حتى تخف الضغوطات عنه.. قد تستغرب لماذا هو أكثر شخص يصاب فينا عندما نذهب لمهمة..

     

    صمت إيريك قليلا ليأخذ نفسه:

     

    - إنه فقط يحاول حماية أصدقائه.. في مهمة المستشفى أصيب في رأسه لأنه كان يحاول حماية جوان ومارك.. كان يعلم بوجود شخص خلفه.. ببساطة كان بإمكانه أن يبتعد عنه.. ولكنه لو ابتعد فهو سيصيب جوان أو مارك.. لذلك فضل أن يصاب هو.. عندما ذهبتهم لألمانيا لحسن الحظ أنه لم يكن هناك اشتباك بينكم وإلا لزاد الأمر سوءا.. والآن رغم أنه كان من المفترض أن يعمل لوحده إلا أنه جعل من نفسه درعا لجوليا.. قام بحمايتها وأصيب..

     

    أخفض أليكس رأسه وأغمض عينيه وبصوت خافت جدا:

     

    - أنا فعلا لم أكن أقصد أي سوء بما قلته.. ولكن طريقة تصرفاته جعلتني أشك في جديته في هذه المهمة..

     

    - لا أحد فينا يعلم كيف يفكر هو.. ولكن لو تم توكيله بشيء فهو سوف يؤديه على أتم وجه.. لذلك وضعه مايكل لوحده.. لأنه يعلم أن مهمة خاصة مثل هذه إيان سيكون مفتاحا لنجاحها.. ربما مايكل لم يكن يضع في حساباته موقفا مثل هذا.. ولكن رغم ذلك فقد نجحت هذه المهمة عندما تدارك إيان الوضع بسرعة.. ربما هو مغرور ومتغطرس وطويل اللسان.. ولكنه سيضحي بنفسه من أجل أصدقائه..

     

    أخذ أليكس نفسا عميقا.. ربما عليه أن يترك بعض الأمور لمن يعرفون التصرف بها.. ما كان يريده قد حصل.. ابنة عمه بخير.. والمهمة نجحت.. والفضل الأكبر يعود لما فعله إيان.. ليس لديه الوقت الآن ليتحسر على ما قاله لمايكل.. ما قاله لن يعيده.. ولكن عليه أن يجدد ثقته به.. بالتأكيد بعد أن يخرج من هذه العملية التي لا تريد أن تنتهي ..

     

    مضى بعض الوقت.. عاد فيه ويليام إليهم وظل واقفا ينتظر معهم.. وكوينتان كان قد عاد لمكتبه.. فملكية المستشفى تعود لهذه العائلة.. ولكن لم يصدر أي خبر من غرفة العمليات.. مما وضع الجميع في موقف متوتر أصبحت أعصابهم فيه مشدودة..

     

    ولكن إنطفاء الضوء الأحمر الذي يدل على أن العملية انتهت جعلتهم يتنفسون الصعداء.. ومع ذلك وضعتهم في موقف آخر عصيب.. كيف ستكون حالة إيان؟.. هل سينجو؟.. أم أن للقدر كلمة أخرى قد تحطمهم؟..

     

    خرج الطبيب من الغرفة وهو ينزع الكمامة.. وقف الجميع وتوجهوا إليه وفي عيونهم الترقب لم سيحصل.. ورغبة في معرفة المستور..

     

    زفر الطبيب وابتسم بتعب رغبة في أن يطمئنهم:

     

    - لقد مر الأمر بسلام.. استخرجنا الرصاصتان ولم تصب أي منطقة حساسة..

     

    خف الضغط عليهم بشكل كبير.. حتى أن ملامحهم قد أظهرت الراحة.. إذا فهو بخير.. ولن يكون عليه أي ضرر.. وأكمل الطبيب كلامه:

     

    - سنأخذه الآن إلى غرفة الإفاقة إلى أن يستيقظ من المخدر.. بعد ذلك سننقله إلى غرفة عادية ونضعه تحت الملاحظة.. اطمئنوا.. إنه بخير تماما رغم أننا واجهنا بعض الصعوبة في انتزاع الرصاصة الثانية.. ولكن لا ضرر عليه..

     

     

  6. #265
     

     

     

    الساعة 5:30 صباحا..

    في مكتب الدكتور كوينتان

    ---

    دخل ديرانج إلى المكت الذي كانت إضاءته خافتة.. وصاحبها غير موجود فيها.. ولكنه توجه إلى ابنه الذي كان نائما على إحدى الأرائك..

     

    عندما توجه نحو مايكل ارتجفت أوصاله من البرودة التي تملأ المكان.. وضع أشياء مايكل على الأرض والتي كانت موجودة في غرفة أخرى.. وأمسك بكتف مايكل وقام بهزه قليلا:

     

    - مايكل.. مايكل استيقظ.. أتيت لأخذك.. مايكل..

     

    لم يرد عليه مايكل أبدا كان غارقا تماما في النوم.. قطب ديرانج جبينه.. أساسا هو لا يعرف لماذا بقي كل هذا الوقت في المستشفى.. رغم أن العملية انتهت قبل عدة ساعات..

     

    تنهد بعمق وهو ينظر إلى ملامحه المتعبة.. اتصل به قبل ساعتين ونصف يطلب منه أن يأتي لأخذه من المستشفى.. يبدو أنه من شدة تعبه لم يستطع قيادة السيارة.. بالتأكيد هو كان سيحضر لأخذه.. ولكن كان عليه أن ينهي عمله.. لذلك طلب منه أن يبقى في مكتب كوينتان في المستشفى..

     

    لن يلومه أبدا إن نام مثل الأموات.. فما حصل مع الجميع كان أشبه بجبل ثقيل وضع على ظهورهم..

     

    قام بهزه مرة أخرى ولكن بصورة أقوى:

     

    - مايكل.. بني.. هيا استيقظ.. دعنا نعود للمنزل.. مايكل.. مايكل..

     

    فتح مايكل عينيه قليلا.. لذلك قام ديرانج بإمساك ذراعه ورفعها قليلا:

     

    - هيا.. لقد أتيت لأخذك..

     

    جلس مايكل وهو يمسك برأسه ويشعر بصداع شديد يفتك به.. وعيناه توشكان على الانغلاق بنفسها..

     

    ساعده والده في الوقوف.. وأخذ حقيبته وكيس ملابسه وخرجا من المكتب ومن المشفى بأكملها..

     

     

     

    ،*

     

     

     

    في السيارة..

    ---

    كان ينظر من خلال نافذة السيارة المفتوحة.. بعينان شبه مغلقة من شدة التعب والنعاس.. وهواء الفجر البارد يضرب بوجهه الذي أصبح مثل الثلج من شدة البرودة.. ضوء خافت جدا صادر من شروق الشمس..

     

    رغم تعبه وشروده.. إلا أنه انتبه إلى الشارع الذي هم موجودين فيه.. فقال لوالده بهدوء:

     

    - هذا ليس طريق منزلي..

     

    التف ديرانج بالسيارة وقال له دون أن ينظر له:

     

    - هل تريد لأمك أن تقتلني؟.. هاتفي احترق من كثرة اتصالاتها وأنت مغلق هاتفك.. إبقى اليوم عندنا حتى تطمئن أنك بخير وبعد ذلك اذهب إلى منزلك أو حيث تريد..

     

    سكت مايكل.. فليس لديه القدرة لأن يجادل أباه في هذا الأمر.. وكما قال عليه أن يطمئن والدته قليلا..

     

    أوقف ديرانج السيارة في موقف السيارات الخاص بمنزله.. ونزل الاثنان من السيارة.. ومشى مايكل باتجاه بوابة المنزل الداخلية بعد أن طلب منه والده ذلك إلى أن يحضر أوراق عمله من السيارة..

     

    دخل مايكل إلى المنزل.. وأول منظر استقبله كان مارك وهو يرتدي زي مدرسته.. البنطال الرمادي والقميص الأبيض وربطة العنق الحمراء.. وقد كان يعدل الكنزة الصوفية ذات اللون الأصفر الهادئ والفتحة المثلثة الكبيرة..

     

    نظر له مارك وقال فورا:

     

    - هل أنت بخير؟.. هل إيان بخير؟..

     

    قال مايكل:

     

    - أجل.. إنه بخير..

     

    تنهد مارك براحة ثم سأل:

     

    - إيريك.. هل سيداوم اليوم؟..

     

    هز مايكل كتفيه دون علم:

     

    - لا أعلم أساسا متى غادر هو وأليكس وويليام..

     

    ارتدى ارك السترة الزرقاء القاتمة ولف وشاحه الرمادي حول عنقه ثم وضع حقيبته على كتفه:

     

    - حسنا.. سأذهب للمدرسة.. هل تريد شيئا؟..

     

    مشى مايكل باتجاه الدرج وقال نافيا:

     

    - لا.. ولكن أخبرهم ألا ينتظرونني في المنزل.. أوصل الأمر لريلين..

     

    - حسنا.. إلى اللقاء..

     

    خرج مارك من المنزل.. وصعد مايكل بدوره إلى الأعلى متجها لغرفته.. وعندما وصل إلى الرواق التي توجد بها غرف النوم توقف قليلا يفكر.. غرفته بالتأكيد ستكون معدومة بالغبار.. كما أنها في نهاية الرواق..

     

    نظر إلى يمينه.. أقرب غرفة هي غرفة مارك.. ودون أي تفكير دخل إليها وأغلق الباب دون أن يفتح الأضواء.. نزع حذاءه وقام بتشغيل مكيف الهواء.. واندس تحت اللحاف.. وبمجرد أن اغمض عينيه حتى غرق في النوم فورا.. وهو لا يزال بملابسه العادية..

     

     

     

    ،*

     

  7. #266
     

     

     

    الساعة 8:30 ليلا..

    في غرفة إيان..

    ---

    نظر إلى ويليام وأخوته ولورا وهم يخرجون من غرفته.. ولم يبقى فيها سوى جوليا التي كانت تنظر له بقلق..

     

    أبعد نظره عن الباب ووجهه للأعلى حيث السقف.. وشرد في تفكيره متجاهلا وجودها كعادته..

     

    زمت شفتيها قليلا بضيق وهي تراه ينظر للأعلى بشرود متجاهلا أمرها.. وكأن وجودها معه غير مرغوب فيه.. كأنه ينتظر منها الخروج وتركه لوحده.. لطالما كان هذا الأسلوب أكثر ما تكرهه فيه.. حتى وهو مصاب لا يتنازل أبدا عن تصرفاته ولا يتركها.. يظل مغرورا مهما كان وضعه..

     

    لم ترد هي في النهاية أن تخرج من الغرفة.. ولن ترضيه بفعلتها هذه.. ستظل معه حتى وإن كره وجودها.. هي تريد أن تكسبه ببطئ.. تريد منه أن يتقبلها.. وكأبسط شيء حتى تكفر عن خطئها هو أن تهتم به.. لذلك هي كانت مترددة في ما ستطلبه منه.. ولكنها فتحت فمها وقالت بتردد:

     

    - هل يمكنني أن أسأل سؤالا؟..

     

    وجه إيان نظراته إليها وقال:

     

    - ماذا؟..

     

    عبست جوليا قليلا.. رغم أن أسلوبه الغبي لا يساعد ولكنها ستسأل:

     

    - أين ستذهب بعد خروجك من المستشفى؟..

     

    ظل يحدق فيها لفترة وكأنه يقول ( هل أنتي غبية؟.. الأمر واضح.. ) ولكنه أجابها:

     

    - بالطبع عند مايكل..

     

    قالت بسرعة وبطريقة كانت مضحكة:

     

    - لماذا؟.. لا تذهب هناك..

     

    بمجرد أن سمع نبرة صوتها ارتفع حاجبه الأيسر لا إراديا.. وحول ضبط أعصابه قليلا وقال بهدوء:

     

    - لماذا  لا أذهب هناك؟..

     

    انتبهت جوليا لطريقتها في الكلام بعد أن رأت تعابير وجهه.. لذلك حاولت أن تمسك نفسها قليلا عن الانفعال وهي تقول بهدوء:

     

    - أريدك أن تأتي لمنزلنا.. أنت مصاب وتحتاج لمن يهتم بك جيدا.. لذلك....

     

    وسكتت لا تعرف بما تكمل كلامها.. فقد تبعثرت الحروف بين شفتيها ولم يسعفها الكلام.. ولكن إيان أعطاها إجابة:

     

    - أرفض.. سأذهب عند مايكل..

     

    بعد أن سمعت إجابته أصبح إصرارها أكبر بأن تكسبه ولو كان ذلك بالقوة.. متجاهلة أنها ستتقرب منه ببطئ:

     

    - بل ستأتي عندنا.. لا أريد نقاشا..

     

    ارتفع حاجبي إيان عندما سمع ما قالته.. لذلك وبعناد:

     

    - قلت أنني أرفض..

     

    - الرفض ليس خيارا.. قلت أنك ستأتي وسأهتم أنا بك..

     

    - ومن أنتي لتقرري ذلك؟..

     

    -  زوجتك.. والأمر الطبيعي هو أن تهتم المرأة بزوجها.. وليس صديقه من يهتم به..

     

    - أنا أستطيع الاهتمام بنفسي ولا أحتاج لا لكي ولا لصديقي.. كما أنها ليست المرة الأولى التي أصاب فيها..

     

    - ومع ذلك أنا مصرة على مجيئك عندي..

     

    - وأنا قلت أنني أرفض ذلك.. لذلك لا تحاولي..

     

    انفتح باب الغرفة.. قاطعا حوارهما الذي تحول لمسرحية طفولية.. نظر الاثنان لمن دخل للغرفة.. واتسعت عينا إيان عندما رأى امرأة بشعر أشقر طويل مربوط على شكل كعكة.. وترتدي معطفا بيجي من النوع الفاخر.. وكانت أنيقة بشكل معتدل..

     

    ابتلع إيان ريقه وقال بصعوبة:

     

    - أ.. أمي.. لماذا.. لماذا أتيتي؟..

     

    دخلت والدة إيان الغرفة وأغلقت الباب وهي تقول بحزم:

     

    - ألم تترك عادتك في العناد حتى الآن.. تبدو مثل الأطفال بعنادك هذا..

     

    نهضت جوليا فور أن استوعبت وجود والدة زوجها.. وذهبت بسرعة نحوها لتسلم عليها:

     

    - كيف حالك يا خالتي؟..

     

    ابتسمت لها والدة إيان:

     

    - بخير.. وأنتي كيف حالك؟.. وكيف حال إيان معك؟..

     

    ابتسمت جوليا بخبث وقد خطرت في بالها خطة بإمكانها أن تجعل إيان يأتي عندها وهو مطيع:

     

    - بخير يا خالة.. ولكن يبدو أن إيان غير مهتم بنفسه.. وهو يرفض أن اهتم به..

     

    نظرت له والدته بنظرات يكاد الشرر يخرج منها.. ابتسم إيان بتوتر وهو يشتم في داخله جوليا.. قالت والداه:

     

    - ولماذا ترفض ذلك؟..

     

    أبعد إيان عينيه عنهما:

     

    - لا أرتاح إلا في منزل مايكل.. وأنا سأهتم بنفسي.. لا أحتاج لأحد..

     

    - إنها زوجتك.. وهي ستهتم بك جيدا.. كما أن مايكل شاب وبالكاد يستطيع الاهتمام بنفسه.. لن يستطيع أن يهتم بشخص مصاب..

     

    قال إيان بعناد وإصرار:

     

    - لذلك قلت أنني استطيع الاهتمام بنفسي.. لا داعي لكل هذه الجلبة..

     

    نظرت له والدته بنظرات ذات معنى.. فاصطكت أسنانه ببعضها وصمت على مضض.. فقالت والدته بهدوء:

     

    - أنت ستبقى لفترة في المستشفى.. بعد ذلك اذهب مع زوجتك..

     

    أشاح إيان وجهه للجهة الأخرى.. وظهر من صمته أنه موافق رغما عنه.. فنظرت والدته لجوليا.. فابتسمت جوليا بسعادة:

     

    - حسنا خالتي.. سأترككما وحدكما لتأخذا راحتيكما..

     

    خرجت نن الغرفة.. وابتسمت ابتسامة انتصار لإيان الذي كان ينظر لها بغضب.. وتمنى لو يقوم ويضربها..

     

    أغلقت جوليا باب الغرفة وهي تدرك للمرة الأولى أن إيان فعلا يشبه الأطفال عندما يقوم بمعاندة شخص..

     

    جلست والدته على الكرسي بجانب سريره.. ومسحت على شعره الأشقر:

     

    - كيف حالك؟.. هل أنت بخير؟.. هل تتألم؟..

     

    أخذ إيان نفسا عميقا وحاول تهدئة نفسه ثم أجابها:

     

    - لا داعي للقلق.. أنا بخير.. كما قلت إنها ليست مرتي الأولى التي أصاب فيها..

     

    صمت قليلا ثم قال وهو ينظر لها:

     

    - المهم من ذلك.. لماذا أنتي هنا؟..

     

    عقدت حاجبيها بشدة وهي تسمع ما يقوله:

     

    - وهل هذا سؤال تسأله لأمك.. بالتأكيد أتيت لأطمئن عليك..

     

    - وأين أبي.. هل ذهب لمكان ما..

     

    ابتسمت له وهي تغير الموضوع:

     

    - آه صحيح.. لقد أحضرت معي بعضا من الشكولاتة التي تحبها..

     

    ابتسم إيان بتوتر وارتفع حاجبه الأيمن وهو يقول وكأنه قد استنتج أمرا:

     

    - أمي.. هل يعقل أن أبي لا يعرف بأمر قدومك إلى هنا.. وتركتيه في فرنسا..

     

    ازدادت ابتسامتها اتساعا.. فتنهد إيان بتعب وأغمض عينيه:

     

    - يا إلهي.. مالذي فعلته يا أمي؟.. لو علم والدي فسيأكل الأخضر واليابس..

     

    -دعك من ذلك الرجل عديم الإحساس..

     

    - مالذي حصل؟..

     

    هزت قدمها اليمنى بعصبية:

     

    - لم يكن يريد أن يأتي إلى هنا عندما طلبت منه حتى نزورك.. يقول سنكلمه بالهاتف وينتهي الأمر..

     

    - كان عليك أن تفعلي ذلك وحسب.. لم يكن من الضروري أن تأتي دون علمه..

     

    قال بعصبية:

     

    - هل أنت بعقلك أم ماذا؟.. لقد أصبت برصاصتين جراء هذا العمل اللعين الذي أقحمك هو فيه.. ولا يفكر حتى بزيارتك أو الاطمئنان عليك.. لقد وصلت لهذه الحالة بسببه هو.. دعه في فرنسا لوحده ضائعا من دوني..

     

    ابتسم لها إيان مهدئا لها وأمسم بيدها:

     

    - أمي.. ألم تتعودي حتى الآن على طبع والدي وأنتي قد عشت معه ما فوق الثلاثين عاما.. إنه أمر طبيعي بالنسبة لي.. الغريب هو أن يفكر بزيارتي أو الاتصال علي ليسألني عن حالي..

     

    عقدت والدته حاجبيها غير راضية بما يقوله ابنها.. ولكن لم يكن لديها حيلة في ذلك.. فما وصل له إيان كان بسبب إهمالها هي وزوجها له..

     

    نظرت له عندما قال:

     

    - إذا.. متى ستعودين؟..

     

    - للتو قد أتيت.. كيف تريدني أن أرحل بهذه السرعة.. سأبقى يومان وعندها سأعود..

     

    صمت الاثنان بعد ذلك.. عندها تذكرت والدته أمرا.. فأخرجت من حقيبتها علبة دواء:

     

    - صحيح.. لقد نسيت أن أعطيك هذه.. أظنك ستحتاجها إلى أن يلتئم جرحك..

     

    أخذ إيان علبة الدواء منها للتي كانت مملوءة للنصف.. وبنبرة أقرب للسخرية:

     

    - منوم.. لم يعد ينفع معي هذا.. فقد تعود جسدي عليه..

     

    تجاهلت ما قاله:

     

    - لم تستعمله منذ أربعة سنوات.. لذلك إسأل طبيبك إن كان بإمكانك أخذه.. واشتري علبة جديدة.. بالتأكيد صلاحيته قد انتهت..

     

    سكتت قليلا ثم أكملت:

     

    - لا أريدك أن تتعذب بسبب إصابتك وتنحرم من النوم.. ولكن إن سمح لك الطبيب بأخذه فلا تكثر منه.. وبمجرد أن يزول عنك ألم الجراحة توقف عن استخدامه.. حتى لا يتضرر جسدك..

     

    أسدل إيان أهدابه وقال بصوت منخفض وهدوء:

     

    - شكرا لك..

     

    حاول أن يطرد ذكريات هذا المنوم من رأسه.. وما عاشه خلال سنتين في فرنسا..

     

     

     

    ،*

  8. #267
     

     

     

    الساعة 10:00 ليلا..

    في شقة مارتل..

    ---

    جلس مارتل وكارلوس بجانب رالف بعد أن انتهيا من غسل صحون العشاء.. فقد قرروا أن يبقوا عند مارتل حتى ينتهوا من إعداد تقرير المهمة الأخيرة والذي جلسوا عليه طول اليوم.. من بعد عودتهم من الجامعة وحتى الآن..

     

    كان رالف ممسكا بورقة ويقرأ ما فيها بتمعن لبعض الوقت.. عبس وجهه وقام بكرمشة الورقة ورماها وهو يقول بضجر:

     

    - سحقا.. ولا واحد من التقرير التي قمنا بإعدادها ينفع.. لماذا يكلفونا بعمل نحن لا نعرف كيف نقوم به..

     

    ثم نظر بحدة لمارتل وأكمل تذمره:

     

    - ألست أنت الشخص المسؤول عن إعداد جميع تقارير مهمات الفريق.. لماذا تم حشرنا في هذا الموضوع؟..

     

    ابتسم مارتل ابتسامة واسعة وقال كارلوس:

     

    - ربما لأن جميع أعضاء الفريق عملوا فيها.. وكانوا منتشرين في جميع أنحاء موقع التنفيذ لذلك من الصعب على شخص واحد أن يكون محيطا بكل شيء قد حصل في الموقع..

     

    وافقه مارتل بقوله:

     

    - أجل بالضبط.. لذلك تم وضعنا نحن الثلاثة.. شخص كان خارج الموقع.. وشخص عند حدوده وشخص في الداخل..

     

    زفر رالف بتعب وتكاسل.. جميع التقارير التي قاموا بكتابتها لم تكن شاملة لأهم المعلومات:

     

    - إذا.. أرينا مهارتك وتعال لنكتب هذا التقرير معا.. علينا أن نسلمه صباح الغد.. فقد تأخرنا جدا في كتابته..

     

    أخذ مارتل نفسا عميقا ثم قال:

     

    - إذا دعونا نراجع كل ماحصل بالترتيب.. وما نجده مهما نكتبه..

     

    بدأ رالف بالحديث:

     

    - تمام الساعة التاسعة.. وصلت جوليا إلى المنتزه.. عندها تم أمر راي بإطلاق النار على الرجال الذين يحرسون البوابة الشرقية.. حينها تقدمت أنتم للدخول للمنتزه من خلال تلك البوابة.. بينما نزلنا أنا وهي فورا..

     

    تابع مارتل:

     

    - بعد دخلونا.. أنا ومارك انفصلنا عن الجميع بعد أن قام واحد من الرجال بمهاجمتنا.. فظللنا بعض الوقت في الخارج ثم دخلنا ولحقنا بهم ليتم إعادة التشكيل..

     

    كارلوس:

     

    - وبمجرد أن دخلتم.. حصل اشتباك بينكم وبين رجال هاري.. ولم تنتبهوا أن جوليا لم تخرج من المنتزه.. مما جعلكم فقط تركزون على ما يحصل معكم.. ومحاولتكم في حماية أنفسكم وشركائكم..

     

    أومأ مارتل موافقا:

     

    - بالضبط.. آرثر مع جوان.. وإيريك مع رايان قاما بحراسة البوابتان الشمالية والجنوبية.. وراي ورالف بعد نزولهما فورا من فوق المبنى اتجهوا للبوابة الغربية.. بحيث يمكنهم إخراج جوليا من خلالها وإيصالها لكارلوس الذي كان ينتظر في السيارة..

     

    أخذ كارلوس دفة الحديث بينما ظل رالف ملتزما الصمت بشرود:

     

    - وفي الوقت الذي لك ينتبه أحدكم بأن جوليا لا تزال موجودة في المنتزه.. أصبحت رهينة بين يدي أحد الرجال.. وعندما كنا على وشك الإمساك بعضو المنظمة هاري.. تم تهديدنا بأننا إذا لم نتركه فسيقوم بقتلها.. وبعد أن تركنا هاري قام ذلك الحقير بإطلاق النار عليها ليتخلص منها..

     

    قال رالف بهدوء:

     

    - وعندها أصيب العميل إيان ديسوارد بعد أن جعل جسده درعا لها.. وظهر ذلك الغريب المدعو ميجيل..

     

    نظر مارتل لكارلوس بتساؤل:

     

    - مالذي جعلكم تدخلون إلى المنتزه رغم أن الخطة كانت تنص على بقائكم عند البوابة مهما كانت الظروف..

     

    قبل أن يجيب كارلوس قال رالف:

     

    - أنا طلبت منهم ذلك..

     

    وعندما رأى الحيرة في عيني مارتل تابع ليوضح لهم:

     

    - عندما كنا متجهين للبوابة الغربية.. رأينا كجموعة من الرجال بدا كما لو أنهم كانوا مشتتين.. كانوا يتكلمون عن شخص يريدون إمساكه حيا.. لقد كانو يركضون مبتعدين عن المبنى.. تجاهلنا أنا وراي الأمر.. وتقدمنا للبوابة الغربية.. لنفاجئ أنه كل الرجال الذين كانوا يحرسون تلك البوابة تم قتلهم..

     

    اتسعت عينا مارتل وكارلوس من كلامه.. ونطق كارلوس بعدم تصديق:

     

    - مالذي تقوله؟.. من يمكنه أن يفعل ذلك.. وكيف بإمكان من فعل ذلك أن يجد هذا المكان رغم أنه كان بين الأعضاء..

     

    هز رالف كتفيه دون علم.. وتابع:

     

    - لذلك قررنا جميعا الدخول.. حتى نرى كيف هي الأوضاع معكم.. فبعد أن تأخرت جوليا في الخروج لم نستطع البقاء مكاننا.. دخلنا وفوجئنا بذلك المنظر..

     

    نطق كارلوس بعدم تصديق:

     

    - مالذي حصل في ذلك الوقت.. رجال ميتين عند البوابة رغم أنه لم يكن هناك أحد منا عندها.. وشخص مجهول لا نعرفه يسمي نفسه ميجيل يظهر لنا ويتحدث معنا وكأنه يعرفنا..

     

    سأل رالف بعد أن استدرك أمرا:

     

    - لقد كانت جوان بصحبة آرثر.. ولكن عندما دخلنا للمنتزه لم يكن موجودا معنا.. لقد كان مختفيا.. وبعد أن وصل الإسعاف رأيناه معنا.. هل لاحظ أحدكم ذلك؟..

     

    أجاب مارتل بعد أن ركز في كلام رالف:

     

    - بما أنك قلت هذا.. ففعلا لم يكن موجودا بيننا في ذلك الوقت الذي ظهر فيه ميجيل..

     

    قال كارلوس:

     

    - غريب.. ألم تنتبه جوان لهذا الأمر؟..

     

    صمت الاثنان عندما لم يستطيعا إيجاد إجابة على سؤاله.. الشخص الوحيد القادر على الإجابة هي جوان..

     

    تنهد مارتل بتعب وقال:

     

    - حسنا.. يكفينا تفكيرا في هذا الأمر.. تنقصنا الكثير من المعلومات.. لذلك التفكير لن يفيدنا..

     

    أومأ الاثنان موافقان على ما يقوله.. ثم تابع:

     

    - حسنا.. بما أننا أنهينا هذه المراجعة فسأقوم أنا بكتابة التقرير..

     

    اقترح كارلوس أمرا:

     

    - الأفضل ألا تكتب شيئا عن ظهور ميجيل واختفاء نوفا.. فذلك سيعرضنا للمسآلة..

     

    واوفقه رالف:

     

    - أجل.. معه حق.. لقد ذكر شيئا عن أن إيان كان يبحث عنه.. لذلك فلنترك إيان يتصرف في هذا الموضوع.. ولكن ماذا عن هوية الرجل المجهول الذي أخذ جوليا كرهينة؟..

     

    قال مارتل بهدوء:

     

    - لقد كان إدوارد..

     

    نظر الاثنان فيه.. وظلا يحدقان فيه باستغراب من رده الذي بدا واثقا.. فقال كارلوس بتشكك:

     

    - كيف عرفت؟..

     

    هز مارتل كتفيه بلا مبالاة:

     

    - صوته بدا مألوفا لي تماما.. وبمجرد أن فكرت بالأمر وجدت أنه كان هو فعلا.. ربما لا أملك دليلا على أنه كان هو.. ولكنني متأكد..

     

    تجاهل كارلوس الموضوع وشعر بأنه لا يعنيه.. فوقف وهو يقول:

     

    - سأحضر القهوة.. هل تريدان؟..

     

    أومأ رالف إيجابا.. بينما قال له مارتل:

     

    - لا تقم بتوسيخ المطبخ.. وإلا سأتركك تنظفه..

     

    ببرود:

     

    - حاضر..

     

    بعد أن دخل كارلوس المطبخ.. نظر رالف إلى مارتل وتحدث بهدوء:

     

    - في مهمة المستشفى المركزي.. عندما هرب إدوارد قمت أنت بملاحقته.. أريد أن أسألك مرة أخرى.. هل حصل شيء بينكما.. فبعد أن عدت لم تكن على طبيعتك..

     

    أغمض مارتل عينيه وسكت قليلت وهو يتذكر ذلك الموقف.. وفتحهما ثم قال:

     

    - أخبرتكم من قبل.. لقد هرب قبل أن استطيع اللحاق به..

     

    زم رالف شفتيه بضيق غير مقتنع بإجابته هذه.. فهو متأكد تماما أن هنالك شيئا بينهما.. فقد تحدث إدوارد بكلام غريب معه.. إلا أن إيان قام بإخراسه حتى لا يتفوه بأمر آخر..

     

     

     

    ،*

     

     

  9. #268
     

     

     

    الساعة 1:30 ظهرا..

    في ممرات المستشفى..

    ---

    كان يمشي بهدوء في ممرات المستشفى.. ويديه بداخل جيبي سترته.. بهدوء تام.. لا يعكر هذه الرتابة شيء أبدا..

     

    سوى صوت هاتفه الذي رن ليكسر حاجز الصمت الذي اكتسحه في هذا الممر الخالي..

     

    أخرج هاتفه وعندما رأى الاسم مط شفتيه بامتعاض عندما ظهر ( السيد ديسوارد )

     

    يجب أن يجهز نفسه من ناحية النفسية حتى يكون مستعدا لتلقي كلام والد إيان والذي سيكون من العيار الثقيل..

     

    اقترب من الجدار واستند عليه..وأجاب على الاتصال قبل أن يقطع:

     

    - مرحبا.. عم أوزفالد..

     

    وصل لمسامعه ذلك الصوت المهيب والذي كان ثقيلا.. قائلا بنبرة فخمة:

     

    - أهلا مايكل..

     

    صمت مايكل.. تاركا لوالد إيان المجال للحديث.. مستعدا لتلقي كل كلمة مما سيقوله برحابة صدر.. وفي نفس الوقت مجهزا نفسه للرد بدون أي استفزاز.. وفعلا.. بدأ أوزفالدو حديثه بسؤال كان مغلفا بنوع من الغضب:

     

    - كيف حال إيان الآن؟..

     

    - إنه بخير؟..

     

    - هل لي أن أعرف كيف سمحت لنفسك بوضع خطة مجنونة مثل التي وضعتها؟..

     

    بدأت جولة العتاب.. ولكنه قد جهز نفسه لذلك.. فقد قال بنبرة حاول قد الإمكان أن يبقيها محترمة:

     

    - لقد رأيت أن هذه الخطة كانت الأمثل لنجاح المهمة.. لذلك لم أتردد في وضعها إطلاقا..

     

    - معك حق.. كانت ستضمن نجاح المهمة.. ولكنني لا أتوقع أنك كنت جاهلا بعواقبها.. لا تحاول أن تقنعني أنك ظننت أن إيان سيمشي حسب الخطة التي وضعتها..

     

    - لقد كنت أعرف تماما بعواقبها.. ولكن نسبة نجاحها كانت أعلى.. لذلك آثرت تنفيذها..

     

    - آثرت تنفيذها متجاهلا أمر بقية الأعضاء الذين تم إقحامهم في هذه الخطة الخطيرة..

     

    سكت مايكل دون أن يرد.. لذلك أكمل أوزفالد:

     

    - تعلم يقينا أنك عندما تضع إيان بمفرده فسينسى أنه يعمل ضمن فريق.. سينهار عملكم الجماعي.. وقد يصل به الأمر إلى أن يؤذي أحد من رفاقه.

     

    - لو كان سيؤذيهم لكنت أوقفته بنفسي..

     

    - من تظن نفسك لتتكلم بهذه الثقة والتعجرف.. إلى أي مدى وصلت أنانيتك؟..

     

    - عمي.. أنا لست أنانيا.. قدرات إيان هي ما جعلتني أفعل ذلك.. لقد وثقت به كما فعل الجميع.. وإن كنت خائفا من أنه قد يتعرض إلى أحد من رفاقه فأنا سأوقفه.. ولكنه رغم أنه كان في أشد حالات غضبه فقد قام بحمايتهم.. بسبب ما فعله نجحت المهمة..

     

    - ولكن هذا لا يعني أن تستخدم ابني كما يحلو لك فقط لتعزز من كونك قائدا ناجحا..

     

    - أنا لا استخدم أحدا.. وإن كنت فعلا استخدمه فأظن أن لي الحق في فعل ذلك.. بما أنني أنا القائد وهم يتبعون ما أقوله.. مشكلتك أنك تظن أن إيان لا يزال هو نفسه إيان الذي كان قبل ستة سنوات.. ولكنك لم تدرك حتى الآن أنه تغير..

     

    - أنا أعرف ابني أكثر منك.. ولكن دعني أحذرك.. إياك أن تستخدم ابني بهذه الطريقة الأنانية فهو ليس لعبة بين يديك.. لو أصابه مكروه بسبب أفعالك المجنونة فلن أتردد في رفع طلب للإدارة بإقصائك من منصبك..

     

    اتسعت عينا مايكل عندما سمع كلام أوزفالد.. وحاول كتم غضبه وهو يفكر.. منذ متى وبدأ أوزفالد يهتم بابنه بهذه الطريقة:

     

    - حاضر..

     

    هكذا نطق مايكل.. فلا يريد أن يتكلم أكثر.. فهو يشعر أنه لو فعل ذلك ستحدث مشكلة بينهما.. وهذا هو ما لا يريده..

     

    غير أوزفالد الموضوع:

     

    - كيف حال والدك؟..

     

    قال مايكل بهدوء:

     

    - إنه بخير.. وماذا عن خالتي؟..

     

    صمت أوزفالد لعدة ثواني أثارت استغراب مايكل من هذا الصمت المفاجئ.. إلى أن نطق بحنق:

     

    - لا تسألني عن شيء.. أغلق الخط..

     

    أبعد مايكل الهاتف عن أذنه ونظر إلى الشاشة ليجد أن الخط قد انقطع.. وأن عمه قد أغلق الخط في وجهه..

     

    عقد حاجبيه بانزعاج.. ودس هاتفه في جيبه.. ومشى وهو غاضب.. يتصل به ويهزئه ويسمعه كلاما ثم يهدده بإقصائه من منصبه.. وينتهي الأمر بإغلاق الخط في وجهه.. عائلة ديسوارد كلها متشابه.. من أكبر واحد فيهم إلى أضغرهم..

     

     

     

    ،*

     

  10. #269
     

     

     

    في ذات الوقت عن غرفة إيان.. كان جالسا على السرير ساندا ظهره للوسادة التي خلفته.. يرتدي بجامة باللون السماوي.. وغطاء المشفى يغطيه.. بينما يستمع لوالدته التي تتحدث لأخته الصغيرة في الهاتف..

     

    لأن والدته تفتح مكبر الصوت فبإمكانه أن يسمع صوت أخته يصل لأذنه.. والانزعاج ظاهر في وجهه من صوتها العالي وهي تترجى:

     

    - أمي.. إنني أرجوكي أن تعودي.. أكاد أجزم أن أبي سيقتلني لو رآني رغم أنه ليس لي ذنب فيما فعلته.. فقط لأني أشبهك..

     

    تنهدت والدتها بتعب منها:

     

    - وينري.. أخبرتك أنني سأتأخر في العودة.. ثم أخفضي صوتك.. الموضوع لا يحتاج كل هذا الصراخ..

     

    - أنتي لو ترين أبي.. كأنه دب جائع.. أقسم أنك لو رأيته ستموتين من الرعب.. أنتم أشرار كيف تتركوني لوحدي معه.. على الأقل كان عليكي أن تخبرني.. لا أن تذهبي هكذا..

     

    - والدك هو من أجبرني على فعل ذلك.. فليتعلم درسه..

     

    بنبرة أقرب للبكاء:

     

    - وما ذنبي أنا في ذلك.. يا إلهي.. مالذي فعلته أنا حتى يتم وضعي في هذا الموقف؟..

     

    -وينري.. اهدئي طائرتي ستكون في الليل.. لن يحل الغد إلا وأنا موجودة.. لا تتصرفي مثل الأطفال..

     

    سكتت وينري قليلا ولم يعد يسمع منها إلا صوت نفسها.. حتى قالت بهدوء واستسلام:

     

    - حسنا.. ولكن لا تتأخري.. سأغلق الخط الآن..

     

    قبل أن تفعل ذلك.. قالت أمها بسرعة:

     

    - لحظة.. أنتي لم تسلمي على أخاكي..

     

    اتسعت عينا إيان.. بينما ظهر الامتعاض في صوت وينري:

     

    - ولماذا أسلم عليه؟!..

     

    قالت والدتها ببراءة:

     

    - لأنه في المشفى.. وقبل هذا فهو أخوكي..

     

    قربت الهاتف من إيان الذي قال وحاجبيه مقطبان:

     

    - لا أريد.. أغلقي الخط..

     

    صرخت وينري:

     

    - وكأنني أنا التي أريد.. حتى وإن كنت ستموت فلن أسلم عليك.. هذا ما كان ينقصني..

     

    نطق إيان بانزعاج:

     

    - ولماذا كل هذا الصراخ.. أنا أسمعك بالفعل.. ثم إنني لا أطلب شفقتك.. أغلقي الخط بسرعة.. صوتك يشق طبلة أذني.. أغلقيه..

     

    بعناد قالت:

     

    - لن أفعل.. سأظل أصرخ وأصرخ.. إذا كان ذلك يزعجك..

     

    ضاقت أمهما ذرعا بهما ومن تلفظهما على بعضيهما كلما سنحت لهما الفرصة للكلام.. فأغلقت مكبر الصوت ووضعت الهاتف على أذنها:

     

    - يا قليلة التهذيب.. حسابك معي سيكون عسير.. فقط عندما أعود لفرنسا..

     

    لم يسمع إيان ما قالته أخته.. فقالت أمه بعد ذلك:

     

    - أغلقي الخط الآن.. أغلقيه بسرعة..

     

    أبعدت الهاتف عن أذنها ووضعته في حقييبتها بغضب.. ثم نظرت إلى إيان:

     

    - هل أنتما أخوين.. غير معقول.. حتى الأعداء لا يفعلون ذلك..

     

    تجاهل ما قالته أمه وبدأ يعبث بأظافر يده لبعض الوقت.. إلى أن قالت أمه بهدوء:

     

    - متى تنوي العودة لفرنسا؟..

     

    ببرود:

     

    - بعد أن أنهي أعمالي هنا..

     

    - وإيريك؟..

     

    - لا أعلم.. أظن أنه سيعود بعد التخرج..

     

    - وماذا عن نتيجتك؟..

     

    - لم تظهر بعد.. على الأغلب..

     

    - وكيف هي حياتك مع زوجتك؟.. هل أنت مرتاح؟..

     

    رفع إيان رأسه وابتسم لأمه محاولا كبت غضبه من أسئلتها.. وبهدوء يخبىء خلفه غيظا:

     

    - أمي.. ألا تشعرين بالتعب.. لا بد أنك متعبة من رحلة أمس.. عليك أن ترتاحي..

     

    اتسعت عينا أمه وهي تقول بصدمة:

     

    - هل تطردني يا إيان؟..

     

    قبل أن يجيب إيان.. دق باب الغرفة مرتين متتابعتين.. وتبعه صوت:

     

    - سأدخل..

     

    دخل مايكل للغرفة والذي كان هو الطارق.. وأغلق الباب لمنتصفه.. وظل متجمدا مكانه.. ناظرا إلى تلك المرأة التي تجلس على الكرسي بجانب إيان مقابل الباب.. انتبه لنفسه وأغلق الباب وهي يقول بتوتر:

     

    - خالتي!؟.. كيف حالك؟.. منذ متى أنت هنا؟..

     

    ابتسمت له والدة إيان بود وقالت:

     

    - أهلا بني.. أنا بخير.. كيف حالك وحال العمل؟..

     

    جلس مايكل على الكرسي الآخر بعد أن سلم على إيان وأمه وهو يقول:

     

    - كل شيء على ما يرام.. ولكن غريب.. لقد اتصل عمي بي قبل قليل.. لقد كانت مكالمة دولية.. وعندما سألته عنك أغلق الخط في وجهي..

     

    كتم إيان ضحكته بصعوبة.. بينما قالت أمه بضيق:

     

    - يا إلهي من هذا الرجل.. لذلك وجهك ممتقع بعد مكالمتك مع عديم الإحساس..

     

    ابتسم مايكل بصعوبة وهي يتذكر ما قاله أوزفالد له.. وقال:

     

    - لا.. لم يكن الأمر سيئا كثيرا..

     

    وقف والدة إيان:

     

    - لا تكذب علي.. على العموم.. سأترككما قليلا.. وأنا سأذهب لأشرب شيئا..

     

    خرجت من الغرفة.. ليبقى الاثنان في صمت مطبق.. وضع مايكل رأسه على السرير.. وأغمض عينيه بهدوء..

     

    وضع إيان يده على شعر مايكل البندقي الطويل نوعا ما والذي تبعثر على السرير.. وسأله بهدوء:

     

    - مالذي قاله لك والدي؟.. لا أصدق أن الأمر لم يكن سيئا..

     

    أغمض مايكل عينيه براحة وابتسم:

     

    - لم يقل شيئا سيئا كما تظن.. فقد كان محقا.. في كل ما قاله لي..

     

    كشر إيان:

     

    - لقد ألقى بكامل اللوم عليك.. أليس كذلك؟.. هذا أقل ما أتوقعه من أبي..

     

    رفع مايكل رأسه ونظر لإيان وبمشاكسة:

     

    - الآن أنا لا ألومك عندما أرى مزاجك سيئا بعد كل مرة تحدث في والدك.. إنه مخيف عندما يصبح جادا بشأن أي موضوع مهم..

     

    - إذا كلامي صحيح.. أخبرني ماذا قال لك.. لا تخف.. لن أفتعل مشكلة معه.. لا أظن أن حالتي تسمح لي..

     

    تنهد بتعب:

     

    - خلاصة كلامه.. لا تستخدم ابني.. هذا هو المختصر..

     

    سكت إيان قليلا.. وابتسم بسخرية لاذعة.. وقال:

     

    - لا بأس.. لا تستمع لكلامه.. بما أنه أقحمني في هذا العمل.. فليتحمل كل ما سيحصل لي.. وأظن أنك قد جننت وأخذت كلامه على محمل الجد

     

    - حسا أخبرتك.. هو كان محقا في كل ما يقوله..

     

    - صدقا.. لقد كنت عالما بكل العواقب التي ستحصل لو أنني وافقت على العمل وحدي.. أنت تتذكر تماما كيف كانت حالي قبل أربعة سنوات.. أنا لم اشعر باي تحسن إلا عندما طلب أبي نقلي إلى هذا الفريق.. رغم أنني عارضت في البداية مثل كل مرة اعارض فيها أبي على أي شيء يطلبه مني.. وككل مرة ينتهي بي الأمر وأنا خاضع لقراراته..

     

    - لديك موهبة في معارضة والدك منذ كنت طفلا..

     

    - حسنا.. في البداية كان لي سبب في فعلي لذلك.. لماذا استمع لأوامر شخص لا يهتم بي.. ولكن عندما دخلت الإعدادية لم يعد أمر اهتمامه بي يعتبر مشكلة.. إن لم يهتم بي وأنا صغير فأنا لن اسمح له بفعل ذلك وأنا كبير.. ولكنني لا أزال أشعر بمتعة في كل مرة أعارضه..

     

    سكت الاثنان لبعض الوقت.. بعد ذلك نطق إيان:

     

    - لأكون صريحا.. أنا الآن ممتن لأبي لأنه ادخلني لهذا الفريق.. فما عرفته خلال الأربعة السنوات الماضية أنني قد تعبت من القتال وحدي.. لم أعد أريد القتال وحدي أكثر من ذلك.. لهذا.. لن أمانع في أن يستخدمني.. ذلك أفضل من أن أمشي دون هدف

     

     

     

    نهاية الفصل ( الرابع والعشرين )

    قراءة ممتعة للجميع

  11. #270




    " لحن كامل من الانتقام "



    ( 25 )




    ؛*؛
    ما نفع أكوابنا الدافئة ! . .
    إذآ كآنت المشآعر بآردة حد آلتجمد ؟ ! . .
    ؛*؛




    ،*



    بعد مرور عدة أيام .

    أصبحت الأوضاع هادئة نوعا ما ، لا مهمات جديدة ، ولا مشكلات جديدة ، عاش الجميع خلالها بشكل طبيعي بعيدا عن أجواء التوتر والشكوك .

    خلال هذه الأيام خرج إيان من المستشفى بعد أن استقرت حاله بالكامل ، وتوجه إلى منزل فيلارد مكرها بعد إلحاح والدته ، وطلب هيربيرتو .

    عموما !.. الأمر لم يكن بذلك السوء ، وما أراحه هو وجود الكثيرين حوله ، فقد كان ذلك أفضل من الشهور التي قضاها لوحده مع زوجته ، أفضل بكثير .

    أصدقاؤه كانوا يأتون لزيارته في منزل أليكس ، حتى لا يزعجوا هيربيرتو بوجودهم في منزله بأصواتهم العالية ، فمها يكن فهذا منزل عائلة ، من المستحيل أن يقلبوه إلى منزل للعازبين كما يفعلون في منزل مايكل .

    الساعة الآن هي الواحدة والنصف ظهرا .

    كان إيان يجلس في الصالون لوحده ؛ فبسبب الجرح أصبحت حركته قليلة نوعا ما وبطيئة .. حتى إذا جلس في مكان لا يمكنه التحرك منه ، وهذا الأمر أشعره بالضيق .

    وفي النهاية !.. أصبح جليسا لابن ويليام ، في حين أن الكل مشغول عنه بأعمالهم ودواماتهم فلا يوجد أحد غيره يهتم به ، وهو الذي يفترض أن يكون في فترة نقاهة ، ويجب أن يهتم به أحد ، لا أن يهتم بأحد .

    نظر لساعة يده ، الوقت يمر ببطء .. من المفترض أن يعود الجميع الآن .. ولكنهم تأخروا .

    صدح صوت الجرس في أرجاء المنزل فاتجهت إحدى الخادمات فورا إلى الباب لفتحه كما يفعل بقية الخدم ذلك دون أن ينتظروا طلبا من أحد .

    سمع إيان صوت الخادمة التي تقول لمن جاء باحترام ونبرة رسمية : أهلا .. سيد كارلوس ، سيد جان .

    سأل كارلوس: أين السيد ديسوارد؟

    مشت الخادمة وهما خلفها: تفضلا معي ، سآخذكما إليه .

    دخل الاثنان إلى الصالون ، وإيان كان يبتسم بامتنان لمجيئهما ، فبإمكانه أن يقتل بعض الوقت معها الآن .

    قال كارلوس وهو يجلس على أريكة بجانب أريكته: كيف حالك أيها الوسيم؟ وكيف هي فترة النقاهة ؟

    تنهد إيان بتعب: لا تعليق .

    وضع جان باقة من الأزهار على قدمي إيان: خذ هذه ، وحمدا لله على سلامتك للمرة المليون.

    أمسك إيان بباقية الزهور وهو ينظر إليهما عاقدا حاجبيه: في كل مرة تأتيان فيها لزيارتي ، هل عليكما أن تحضرا لي أزهارا ؟

    هز كارلوس رأسه بأسف: هذه الأزهار ليست منا ، إنها من أمنا ، ونحن من اخترناها وقررنا إعطاءك إياها بدلا عن أمنا.

    إيان: ولماذا اصطناعية ؟

    قال كارلوس مازحا: كانت أمي تريد إعطائك شيئا يدوم لفترة طويلة ، فوجدنا الأزهار الاصطناعية أفضل شيء لتقديمه ، ثم أن جميع الأزهار الطبيعية التي كانت تأتيك لا نراها في اليوم التالي ، فوجدت أن ذلك خسارة فيك .

    نظر له إيان بطرف عينه: وتقولها في وجهي هكذا ؟

    هز كارلوس كتفيه: لم أقل شيئا خاطئا.

    حدق إيان فيه بسخرية: أليس من المفترض أن تكونا في منزل أليكس وليس هنا ؟

    جان : هذه المرة جئنا كعائلة لزيارتك ، ولكن فتيات العائلة تأخرن عن الحضور.

    عض إيان على شفته السفلية وكتم ضحكته: أريد أن أفهم ، لماذا عائلتكم مفرقة هكذا ؟ أنتما أتيتما من البرازيل لوحدكما ، بعد عدة أيام لحقت أمكما بكما ، وبعدها بيومين إن لم أكن مخطئا جاءت ليندا وتركتم والدكم المسكين وحده في البرازيل ، وحتى في زياراتكم لمعارفكم أحدكم يسبق الآخر ، لماذا كل هذا التشتت ؟

    ابتسم كارلوس ابتسامة واسعة وبفخر: حتى تعرف أن أفراد عائلة نيكولاس فريدون من نوعهم ، لا يوجد لهم شبيه ، إنهم نادرون.

    إيان: في هذه سأصدقك..

    نظر له كارلوس بشك: لماذا ؟ هل كنت تكذبني دائما ؟

    قابلته نظرة إيان البريئة ، فقال كارلوس بضجر: وتسمي نفسك صديقا.

    ابتسم جان لحديثهما ، ثم وقف من مكانه ليذهب ويجلس بجانب إيان وجايسون الذي كان نائما بهدوء: يبدو أنك بدأت تظهر مواهبك في مجالسة الأطفال.

    إيان بقلة حيلة: رغما عني.

    عقد كارلوس حاجبيه: لا تقل أنك تكره الأطفال !..

    رفع إيان حاجبيه: من قال ذلك ؟ كل ما في الأمر أنني لم أكن أجد وقتا للجلوس مع أي طفل ، وهذا الوضع جديد علي ولست معتادا عليه.

    سأله جان بعد أن انتبه لأمر: صحيح !.. أين أهل البيت ؟ يبدو أنك كنت تحلس لوحدك منذ فترة.

    قاطعهم كارلوس قائلا بسخرية: وعلى ذكر الوحدة ، لو أنك ترى شكل مايكل ، ستبكي ألما من أجله ، يظل يمشي في أركان المنزل لوحده ، يبدو غريبا وأنت لست معه.

    قال جان مصطنعا الحزن: أجل ، حالته صعبة جدا.

    في ذات اللحظة ، سمعوا صوت باب المنزل يغلق ، وخطوات أقدام تضرب في الأرض بطريقة سريعة تشعرك بأن صاحبها شخص مستعجل أو كأنه يهرب من شيء ، فلم يكن من الثلاثة إلا أن يحدقوا في بعضهم باستغراب بعدما شعروا بنفس الشعور.

    لم تمر سوى ثوان إلا ورأوا رولا تدخل للصالة بسرعة بملابس المدرسة ، وحقيبتها على ظهرها ، وتوجهت فورا عند إيان ، وجلست بينه وبين جان وبدون مقدمات: قل أنك موافق !..

    رمش إيان ببطئ محاولا استيعاب ما قالته ، وقبل ذلك محاولا استيعاب دخولها السريع.

    نطقت رولا بتذمر وانزعاج: هذا ليس وقت تحديقك بي هكذا ! قل أنك موافق قبل أن يأتوا إلى هنا.

    امتقع وجه رولا عندما سمعت صوت باب المنزل يفتح ويغلق ، وأصوات خطوات كثيرة قادمة نحوهم ، وازداد رعبها عندما سمعت صوت ويليام يقول بانزعاج: إيان أن توافق على أي شيء ستطلبه منك هذه الفاشلة.

    ما قصة هذه الأوامر التي يلقونها عليه بلا اهتمام ؟ واحدة تطلب منه أن يوافق ، والآخر يمنعه ، أما هو فلم يفهم ما يرمون إليه بالضبط.

    قالت رولا بعدم رضا واستنكار: لست فاشلة !

    تجاهلها ويليام الذي دخل للغرفة برفقة جودي وجوليا ، وجميعهم وجوههم لا تبشر بالخير - خصوصا ويليام وجوليا - فنظر إلى إيان الذي سأل: مالذي حصل ؟

    تقدم ويليام قليلا ، بينما نظرت رولا خلفها لتجد جان يجلس بجانبها وبين يديه جايسون ، فقالت بسرعة وهي تشير لجايسون وبنبرة تهديد: إيان أن تقترب ! سأوقظه ! وبطريقة مخيفة ! سأجعله يبكي طوال اليوم ، حتى في الليل ، لن يدعكما تنامان خصوصا أنت أيها الوحش.

    كان ويليام قد قطب جبينه بانزعاج منها بعد أن كانت توجه الكلام له ، إلا أنه ابتسم بسخرية بعد أن أنهت تهديدها: عن ماذا تتحدثين ؟

    عقدت يديها أمام صدرها وبثقة بالغة بنفسها: عن ابنك بالتأكيد.

    كانت ابتسامته الساخرة في اتساع ، حتى أنه أشار لها برأسه لتنظر خلفها.

    هي بمجرد أن رأت تلك الابتسامة علمت أنه لن يحصل لها خير ، وأنها لن تفلت منه وعندما أشار لها للخلف ، التفتت لترى جان الذي كان يحمل جايسون قد ابتعد عنها وذهب إلى أريكة أخرى ليجلس عليها ، وملامح عدم الفهم تكتسي وجهه مثله مثل كارلوس وإيان.

    ضربت رولا الأرض بغضب وصرخت في جان: أيها الغبي ! ماذا تظن نفسك فاعلا بابتعادك من هنا ؟

    عقد جان حاجبيه بانزعاج: أنتي هيييييه ! ماذا فعلت لك أيتها الشرسة حتى تتهجمي علي بكلامك هذا ؟

    قاطع إيان هذه المسرحية الغير مفهومة وهو يقول: يكفي ! مالذي يحصل معكم بالضبط ؟

    تقدمت جوليا لتجلس بجانب رولا ، بينما جلس ويليام بجانب كارلوس ، وجودي بجانب جان ، فقال ويليام وهو يحدق في أخته بنظرات نارية: ذهبنا اليوم لمدرستها.

    غطت جوليا وجهها بكفيها وهي تقول بإحراج: يا إلهي ! لقد أحرجوني ! جميع معلميها تسببوا لي بالإحراج ! مستوى متدني ، لا يوجد لها أي نشاطات ، كثيرة المشاكل وخصوصا مع رئيس مجلس الطلبة ، وفوق كل هذا هناك احتمال كبير أن ترسب في مادتين.

    نفخت رولا خديها: لن أرسب.

    أسكتها ويليام: اخرسي.

    نفخت هواءا من خديها دليلا على ضجرها ، بينما أكملت جوليا كلامها: لقد كان موقفا فظيعا بحق ، جميع المعلمين والمعلمات يشتكون منها ، والطلاب أيضا ، حتى المستخدمات في المدرسة.

    سكتت قليلا ثم نظرت لويليام: كيف كنت تتحمل كل هذا الإحراج عندما كان يتم استدعاء ولي أمرها ؟

    أشاح ويليام ببصره بعيدا وتمتم: لذلك أخذتك لتذهبي عوضا عني ، فقد اكتفيت من الإحراج.

    ابتسمت جودي بتوتر لجوليا: جيد أنني لم أدخل معك.

    نظر كارلوس لرولا بنصف عين من الأعلى والأسفل ثم نطق باستفزاز: فاشلة.

    تنرفزت رولا من نظرته ومن كلمته هذه: اصمت.

    تذكر إيان ما قالته له رولا عندما دخلت: إذا ، وماذا كان مطلوب مني ؟

    بدأت رولا تلعب بأصابعها بتوتر: اممم ، هناك احتمال كبير أن أرسب في مادة الرياضيات ، حتى وإن أخذت درجة كاملة في الاختبار النهائي لن يمر الأمر بسلام ، فدرجتي في الاختبارات الشهرية متدنية جدا ، ولا أملك درجات كافية من أعمال السنة ، والمعلم لا يريد التنازل ودفعي للنجاح ، لذلك توصلنا لحل ، وهو أن تتم إعادة الاختبار لي ، ولكن مجنون الأرقام ذاك سيختبرني في أصعب فصلين ، كل فصل من خمسة دروس ، وسيكون الاختبار بداية الأسبوع القادم ؛ لذلك بما أنك متفرغ أريدك أن تكتب لي ملخصات وأمثلة وأريدك أن تدرسني ، ما رأيك ؟

    ابتسم إيان ببرود بعد أن سمع كلامها: أنتي ، هل تملكين عقلا في رأسك ؟

    كشرت رولا مما قاله ، فتابع هو ببرود: اطلبي ذلك من ألبرت ، فهو جيد في الرياضيات أكثر مني.

    قالت رولا بفزع: بالتأكيد لن أفعل ! لو علم بدرجاتي لن يقوم بتدريسي للاختبارات النهائية ، هيا لا تتكبر علي فقط لأن درست وتخرجت من الجامعة بتقدير ممتاز.

    ويليام بلا مبالاة: وهل ترين أنك الوحيدة التي سيكون لديها امتحانات ، ألبرت مثله مثلك ، لذلك ساعدي نفسك بنفسك منذ الآن ، لا أحد متفرغ لك

    زمت شفتيها بعدما قاله ويليام لها ، فنظرت لإيان بترجي ، فقابلها رده: أخبرتك ، اطلبي من ألبرت ذلك.

    بأسى: وأنا أخبرتك أنني لا أريد له أن يعرف.

    عض كارلوس على شفته السفلية: إن لم تكوني تريدين إخباره فأنا سأفعل ذلك.

    قامت رولا بتوسيع عينيها وبتهديد: افعلها وسأقص رقبتك!..

    أجابها بتحدي: جربي أن تفعلي ذلك ، وستجدين أن أقدامك القصيرة هي من ستقص.

    حدقت فيه بحقد ، وعادت مرة أخرى تترجى إيان: هيا إيان ، أنت الوحيد الذي سيمكنه فعل ذلك ، أنت الوحيد الذكي والمتفرغ لي.

    عقدت جوليا حاجبيها: لا تصبحي لحوحة عليه..

    نظرت لها: لا تحاولي الدفاع عنه.

    تنهد إيان بتعب ، وقال حتى يتخلص من إلحاحها: حسنا حسنا ، ولكن ستظلين طول اليوم معي أشرح لك ، لا أريد أي تذمر.

    عقد جان حاجبيه وتمتم: هل ستقوم بالشرح لها أم أنك ستحتجزها.

    ابتسم له إيان ولم يجب عليه ، بينما ويليام الذي كان يسند خده على قبضته قال بخبث: إذا بما أن إيان سيدرسك فقد حللتي مشكلتك ، ولكن الآن لديك خياران من أجل أن تحلي مشكلة الاختبارات النهائية.

    نظرت له رولا بتقرب ، وفي داخلها تعرف أن هذان الخياران صعبان جدا ، وبالتأكيد سيستمتع ويليام بتعذيبها نفسيا بفرض أحد هذين الخيارين عليها ، وللأسف الشديد فرفض أحدهما لن يكون خيارا لها طبعا ، أساسا لا أحد سيسمح لها برفضهما.

    ابتلعت ريقها عندما قال ويليام: أخبري والدي بدرجتك المتدنية فأنا لم يعد لي أي طاقة لأتحمل إحراجا أكثر مما تحملته في هذا الفصل الدراسي ، إنه الخيار الأول لك.........

    لم تدعه يكمل كلامه لأنها نطقت فورا وبقوة: مستحيل !!! أنا لست مجنونة !

    هز ويليام كتفيه بلا مبالاة: إذا خيارك الآخر هو أن تخبري ألبرت ، ليس لديك سوى هذا الحل.

    مطت شفتيها بضيق: وهذا أيضا أمر مستحيل.

    ويليام: الرفض ليس خيارا لك.

    نظرت رولا باستجداء لمن في الصالة ، إلا أنهم جميعا تجاهلوا أمرها ، بينما نطقت جودي بتفكير: لو كنت مكانك لفضلت إخبار ألبرت.

    نظر الجميع لها ، فسألتها رولا: وما هو الجيد في إخباره ؟ سينحرني لو علم بهذا الأمر.

    جودي: أنتي ضمنتي أن إيان سيدرسك للاختبار القادم ، لو أخبرتي ألبرت أن علامتك متدنية وأنك ستعيدين الاختبار بمساعدة إيان سيكون غضبه أخف ، وقد يساعدك في الاختبارات النهائية ، بعكس عمي ، لو أخبرته فسيحبسك في الغرفة ولن يساعدك لا إيان ولا غيره ، ستظلين تدرسين لوحدك ، هذا إن استطعتي فعلها من الأساس.

    بإحباط تكلمت رولا: لا تتكلمي وكأن الأمر سهل.

    قالت جوليا موافقة لجودي: إخبار ألبرت أفضل بألف مرة من إخبار أبي ، أساسا أنتي لا تعلمين كيف سيتعامل أبي معك.

    سكتت رولا قليلا ، بينما قال ويليام وهو يهز قدمه: اختاري بسرعة.

    عقدت حاجبيها ونظرت له بانزعاج: لا تعجلني هكذا.

    ابتسم كارلوس بسخرية وقال: أظنني سأخبر ألبرت بالأمر بنفسي ، أو سأخبر أليكس ليخبر ألبرت إن كان الأمر صعب عليك لهذه الدرجة.

    رولا: أخبرتك أن تصمت.

    جان: أنتي غبية من الأساس ، تتحدثين في هذا الأمر أمام الجميع ، لا بأس بأن يعرف العالم كله بأمر درجاتك ، ولكن يجب على ألبرت ألا يعرف ذلك.

    سمع الجميع صوت خطوات قادمة باتجاههم ، وقد عرفها ويليام وجوليا ، فقال هو بخبث: إن لم تختاري الآن فأنا سأخبر والدي بنفسي ، وأنهي الموضوع.

    بنبرة أقرب للبكاء: ما كل هذا الذل ، هل أنتم أخوتي أم ماذا ؟

    دخل هيربيرتو إلى الصالة وهو يقول: مساء الخير.

    رد عليه الجميع بأصوات متفرقة ، بعد ذلك وقف كل من كارلوس وجان وتوجها ناحيته ليصافحاه ، فقال كارلوس بنبرة مهذبة: نعتذر عن إزعاجكم في مثل هذا الوقت بقدومنا عندكم.

    ابتسم له هيربيرتو وهو يرد عليه: لا يوجد أي إزعاج أبدا.

    كارلوس: كان من المفترض أن تلحقنا والدتي مع أختي ، ولكنهما تأخرتا.

    أجابه هيربيرتو: أجل ، لقد اتصلت بي وقالت أنها ستتأخر قليلا ، غريب أنها لم تخبرك.

    ابتسم كارلوس ابتسامة يحاول إخفاء غيظه بها ، بينما تمتم جان بصوت خافت جدا: أمر متوقع منك أمي.

    نظر هيربيرتو إلى أبنائه الثلاثة وقال: ألم يعد ألبرت حتى الآن ؟

    قالت جوليا وهي تخرج هاتفها من حقيبتها: من المفترض أن تنتهي محاضرته الآن .

    قال هيربيرتو: إذا اتصلي به وأسأليه عن مكانه ، سأذهب لغرفتي وارتاح قليلا.

    أومأت جوليا إيجابا واتصلت بالبرت ، بينما قال ويليام لرولا بطريقة تجعل أعصابها فائرة: لقد رأفت بحالك ، لن أخبره أمام الجميع حتى لا أحرجك.

    كان يبدو أن رولا ستبكي في أي لحظة من نذالة أخوها ، لقد كان واضحا أنه يمزح معها ، ولكنه كان قد وضعها تحت ضغط نفسي جعلها تصدق هذا المزاح.

    ابتسم جان بتوتر خفي ، هذه العائلة مخيفة فعلا ، كلامهم وتهديدهم مخيف ، ويلعبون بأعصابك حتى تصبح محط سخرية أمام الجميع عندما تكتشف أنهم كانوا يمرحون معك فحسب ، إنهم مجموعة من معذبي النفس ، كيف يمكنهم فعل ذلك ؟

    قال كارلوس ليقطع جو المشاحنات هذا: حسنا نحن نستأذنكم الآن ، ينبغي علينا الذهاب.

    أعادت جوليا الهاتف لحقيبتها بعد أن أنهت اتصالها: لماذا ؟ ألن تتغدوا معنا ؟

    مشى كارلوس وخلفه جان: لقد اتفقنا مع أليكس على أن تغدى معا في الخارج ، سنذهب إليه الآن.

    انتبه لنظرات إيان له ، فقال بخبث: لن نأخذك ، إبقى هنا.

    أشاح إيان بوجهه بهدوء: وكأنني أرغب بالخروج مع مجموعة من المجانين أمثالكم.

    الآن يشعر كارلوس بنشوة الانتصار ، يمكنه أن يستفز إيان بطرق كثيرة عندما يكون مصابا ، خصوصا أن إيان من النوع الذي لا يحب الجلوس في مكان واحد ، وإذا أحب ذلك فإنه يحبس نفسه داخل غرفته لتعتقد أنه أصبح واحدا من الأموات.

    كارلوس: حسنا إلى اللقاء.

    مشى كارلوس ، وكذلك جان ، وبينما كان جان يمشي بهدوء ، ضرب حذاءه في قدم الأريكة ، فاختل توازنه كالعادة وكاد يسقط ، لا لقد سقط بالفعل ، حتى أن الجميع أغمض أعينهم عندما سقط أمامهم ، وكارلوس الذي سمع صوت السقوط التفت فورا إلى الخلف ليجد أخاه الصغير ساقطا على وجه ، مشى باتجاهه كما فعل ويليام وأمسكاه من يديه حتى يجعلاه يستقيم في وقفته.

    قالت جودي بقلق وخوف: هل أنت بخير ؟ ألم تصب بأذى ؟

    ابتسم جان بتوتر بعد أن ابتعد عنه ويليام وظل كارلوس يمسك بذراعه: أجل ، أنا بخير.

    همس له كارلوس بخجل: كم مرة علي أن أقول لك انتبه لموضع قدمك ، أنت تشوه صورتي هكذا.

    عض جان على شفته السفلية: اعتذر لأنني أشوه صورتك أخي العزيز.

    التفت الاثنان ناحية رولا التي قالت باستهزاء: هذا جزاء سخريتكما مني ، أحمقان !





  12. #271




    الساعة 9:30 ليلا..

    كان ألبرت يجلس في الصالة مع جوليا وجودي ورولا ، وإيان كذلك.

    بينما أبوه كان مع أليكس في المكتب ، وويليام اختفى من أمامهم فجأة رغم أن مفاتيح سيارته ومحفظته موجودان أمامه على الطاولة.

    كان يضرب الأرض بتوتر شديد ، ولكن مع أصوات الفتيات لم يكن ذلك مسموعا لهم ، ولم يشعرهم بالإزعاج بتاتا.

    التفت لجودي وسألها : جودي ، ألا تعرفين أين ذهب ويليام ؟

    هزت جودي رأسها نافية : لا أعرف ، لقد خرج من المنزل وبيده ملف ، ربما يكون في الخارج.

    مط ألبرت شفتيه بضيق وتمتم بصوت منخفض : هل هذا وقت اختفائه الآن ؟

    إيان الذي كان يقرأ إحدى الروايات باندماج ، شعر بتوتر ألبرت رغم ذلك ، إلا أنه لم يسأل عن السبب ، ففي النهاية هو لم يكن يفضل أبدا الحديث مع ألبرت ، فكلاهما لا يطيق الآخر منذ الطفولة.

    زفر ألبرت بارتباك ، إنه ذلك الموضوع ، إنه ذلك الموضوع الذي سيجعل أباه يجلس مع أليكس في مكتبه منفردين ، لماذا في هذا الوقت بالذات حيث الجميع موجود في المنزل ، إنه متأكد أن الأمر لن ينتهي على خير ، سترتفع أصواتهما ، وخصوصا أليكس الذي لا يحتمل أن يتدخل أحد في حياته.

    لو أنه منذ البداية وافق على أن يكون وسيطا بين أبيه وأليكس لكان الأمر سيمر بهدوء وسلام ، وربما سيخفف من غضب أليكس ولو قليلا.

    تضايق من نفسه ، مالذي يفكر فيه هو ؟ موضوع أن يتزوج ليس بسهل ، فحياته كلها ستترتب على هذا القرار ، كيف بإمكانه أن يهدئه إذا كان هو رافضا الفكرة من الأساس ، أو بمعنى أصح رافضا أي شيء يأتي من هيربيرتو ، لا هو ولا ويليام بإمكانهما أن يخففا من حدة الموضوع ، كل ما سيحصل أنهما لو تحدثا معه سيكرههما ، لأن عقله سيريه صورة أنهما الاثنان موافقان على ما يقوله أبوهما.

    انفتح باب المنزل ليدخل منه ويليام ، وبمجرد أن رآه ألبرت حتى تنفس الصعداء ، لا يعلم لماذا ؟ ولكن وجود ويليام بجانبهم يطمئنه بشكل كبير.

    عندما دخل ويليام إلى الصالة وقف بجانب ألبرت حيث يوجد مفتاح سيارته ومحفظته ، وأخذهما ليضعهما في جيب جاكيته ذو اللون الأزرق المائل للرمادي ، وبينما هو يفعل ذلك ، سأله ألبرت : ويل ، أين كنت ؟

    عقد ويليام حاجبيه عندما سمع نبرة ألبرت المهزوزة : كنت في الخارج ، أعطي ملفا للسائق حتى يأخذه للشركة ، أنت مابك ؟

    وقف ألبرت وابتلع ريقه وقال بصوت منخفض : أبي وأليكس ، وحتى جدتي ، جميعهم في المكتب.

    سكت ويليام قليلا ثم نطق : منذ متى ؟

    ألبرت : منذ ربع ساعة ، ويل أنا متأكد أنه من أجل ذلك الموضوع ، مالذي سنفعله ؟

    عض ويليام على شفته السفلية: إذا ، هل نتوقع خروج أليكس من المكتب في أي لحظة منفجرا في الجميع ؟

    لم يعلق ألبرت على كلامه ، إلا أنه سأل ويليام : أخي ، أجبني بصراحة ، لماذا أبي يريد من أليكس أن يتزوج ؟ بالتأكيد أنت تعرف السبب ، إنه يخبرك بكل شيء.

    ويليام : للأسف ، هذه المرة لم يخبرني سوى بأسباب واهية ، وأغلب الظن أنه كان يكذب في كلامه معي عن هذه الأسباب.

    معه حق ، فألبرت يعرف أن والده لا يفعل شيئا إلا ولديه سبب قوي لذلك.

    نظر لويليام عندما قال : ربما سيخبر أليكس بأسبابه الحقيقية حتى يقنعه ، بما أنه للآن لم يحصل شيء فهذا يعني أن أبي يحاول إقناع أليكس بالأمر.

    قال ألبرت : ر ..........

    انقطع كلام ألبرت ، وليس كلامه هو فقط ، بل حتى الفتيات توقفن عن الحديث ، إيان أغلق الكتاب عندما شعر بوجود أمر غريب ، ويليام أيضا تراجع عن فكرته كون أن أباه يحاول إقناع أليكس بالفكرة ، بسبب الأصوات التي خرجت من المكتب.

    نظرت جوليا لأخويها وهي تسأل: مالذي يحصل ؟ أصواتهم مرتفعة جدا.

    نطق ويليام باختصار وهو ينظر لباب المكتب الذي كان بعيدا عنهم في الجهة المقابلة : يتشاجرون.

    بالفعل ، أصواتهم كانت ترتفع تدريجيا ، حتى خيل للجميع أنهم سيتعاركون بالأيدي.

    لم تمر سوى لحظات حتى خرج أليكس من المكتب مندفعا لباب المنزل ، ووجه محمر من الغضب ، وهيربيرتو أيضا خرج وبدأ يمشي خلف وهو يقول بحزم : أليكس ، عد للمكتب.

    توقف أليكس عن المشي والتفت لعمه وهو يقول: لا أريد.

    ألقى هيربيرتو نظرة على أبنائه الذين كانوا يتابعون الموقف بصمت وهم واقفون ، ربما من الفزع ، ووجه ألبرت وويليام يظهران فهمهما للموضوع ، بعد ذلك نظر لأليكس وهو يقول له بهدوء : دعنا ندخل للمكتب ونتفاهم في الموضوع.

    أليكس : قلت لك لا أريد ، أنا لا أريد أن أتفاهم في موضوع أنا لست مقتنعا فيه ، لذلك اتركني اذهب.

    في محاولة لإقناعه وتهدئته : يا أليكس ، افهمني ، ما سأفعله سيصب في مصلحتك.

    لوى أليكس شفته وبنبرة تنهي الموضوع : أنا أعرف مصلحة نفسي أكثر منك ، لا تفتح معي هذا الموضوع مرة أخرى.

    رمى بهذا الكلام وخرج من المنزل ، إلا أنا هيربيرتو كان أعند من ابن أخيه : أليكس ، ل........

    أوقفه ويليام : لحظة واحدة أبي.

    نظر الجميع إلى ويليام الذي تقدم أمام والده ، وقال له بنبرة شديدة تكتم غضبه : إن لم يكن يرغب في ذلك فلا تجبره.

    حدق فيه أبوه بنظرة ثاقبة ، ونطق بهدوء : ومنذ متى كنت تتدخل فيما لا يعنيك ، ويليام.

    لم يأبه ويليام بنظرات والده ولم يعرها أي اهتمام ، فقد ظل يعارض ما يقوله : منذ أن بدأت تتدخل في شؤون الآخرين.

    عندها ، ظهرت ماريا من خلف هيربيرتو والتي كانت تتابع الموقف الذي حصل للتو بصمت ، فقالت بنبرة محذرة لويليام : انتظر ويليام ، من تظن نفسك لتقول هذا الكلام في وجه والدك ؟

    ( توقف ويليام ) ، هذا ما كان ألبرت يريد أن يقوله لويليام ، سيزيد الوضع سوءا هكذا ، لن يعرف كيف سينتهي الموضوع ، جوليا وجودي ورولا يجب ألا يرووا ما سيحصل ، إنه متأكد أن والده لن يغفر لويليام إن تخطى الحدود ، أساسا ويليام تخطى حدوده بقوله هذا ، والمصيبة الكبرى وجود إيان المصدوم مما يحصل أمامه ، وجهه يبرهن على مدى تعجبه واستغرابه ، لو أنه يستطيع أن يوقف ويليام أو يخفف من حدة ما سيحصل ، لا يمكنه أن يأمن جانب والده أو يتوقع أن يعدي موضوع أن يتدخل ويليام ، إضافة إلى أن جدته موجودة ، بالتأكيد ستملأ رأس والده على ويليام ، ويليام لا ينقصه شيء حتى يحمل أكثر مما هو عليه ، يكفي أنه كبش فداء عائلة فيلارد.

    ألقى ويليام نظرة على جدته وتجاهل كلامه ، وتجاهل جميع الموجودين في الصالة : يكفي ذلك أبي ، أليكس خط أحمر ، لا يحق لك أن تقرر مصيره ، ألا يكفيك ما تفعله بنا حتى يمتد ظلك لأليكس ؟

    ببرود أجابه أبوه : أنت لا شأن لك ، سأفعل ما أريد بمن أريد ، لذلك لا تتدخل.

    كز ويليام على أسنانه : سأتوقف عن التدخل إن فعلت أنت ذلك ، إن كنا تريد استغلال أليكس أيضا فأنا سأقف في وجهك.

    أغمض هيربيرتو عينيه ثم فتحهما وهو يحاول كبت غضبه : ويليام راقب ألفاظك ، لا تنسى أنك تتحدث مع والدك ، قلت لك أنت لا شأن لك ، لقد خسرت حقك في الكلام والاعتراض منذ أن رفضت طلبي في إخبار أليكس بما أريده.

    ضيق ويليام عينيه وبانفعال : إذا هل تريدني أن أصبح نسخة منك ، شخص لا يفكر سوى بمصلحة نفسه ، لم يكن لي الحق في الاختيار قبل سنتين ، لقد حرمتني منه ، والآن تريد أن تحرمني حقي في الكلام وتطلب مني السكوت لتكرر ما فعلته بي في شخص أنت لست مسؤولا عنه ، أنا لن أسكت ، لن أسمح لهذا الأمر أن يتكرر أب.......

    شهق الجميع بقوة واتسعت أعينهم ، حتى أن أقدامهم أصبحت ترتجف من قوة الصوت الذي ظهر إثر الصفعة التي تلقاها ويليام من والده.

    أغمض ويليام عينيه وهو يحس بلسعة قوية في خده ، بينما أنزل هيربيرتو يده وهو ينظر إلى خد ويليام الذي بدأ بالاحمرار ، بعد ذلك نظر إلى المتفرجين وعض على شفته السفلية ، لم يكن ينوي أن يفعل ذلك لولا استفزاز ويليام ، وخصوصا أمامهم ، عاد ينظر إلى ويليام بأسى وتمتم له : بينت لي الآن ما تراه أنت ، لم أكن أريد فعل ذلك أمام الجميع ، ولكن أنت أجبرتني.

    ابتسم ويليام ابتسامة صغيرة تدل على السخرية ، وشعره المنسدل غطى عينيه ، وبنفس التمتمة : لم أعد اهتم بأي شيء تفعله بي ، الأمر لم يعد يشكل فرقا عندي.

    أشاح هيربيرتو ببصره عنه وقال له بصوت منخفض : اصعد إلى غرفتك.

    استمع ويليام لكلام والده ومشى متجها للدرج بهدوء دون أي اعتراض أو أن يصدر صوتا.

    عينا هيربيرتو كانت تتابعه ، إلى أن اختفى ، ثم نظر إلى أبنائه الثلاثة ،وخصوصا ألبرت الذي قال : أبي ، لم يكن هناك داع ليصل الموضوع إلى هذا الحد.

    بنبرة شديدة : ألبرت اخرس ، وإلا ستجد ما وجده أخاك مني.

    عض ألبرت شفته السفلية بقوة ونظر للأسفل ، ثم قال هيربيرتو لهم : أنتم الثلاثة - وكان يقصد بها جوليا وألبرت ورولا - ما رأيتموه الآن كان مثالا بسيطا على ما سيحصل لو تطاول أحدكم علي أو حاول معارضتي أو تدخل في أموري ، انشغلوا بأنفسكم ولا تتدخلوا فيما لا يعنيكم.

    ومشى تاركا الجميع في حالة عنيفة من الصدمة ، ولحقت به ماريا إلى المكتب.

    نظر إيان إلى الإخوة الثلاثة ، آخر ما كان يتوقعه أن يشهد بنفسه مشكلة من مشاكل فيلارد ، وهناك فكرة واحدة تتعزز في رأسه ، أن هذه العائلة مخيفة.



    ،*





  13. #272




    مرت ربع ساعة على ما حصل في الأسفل ، ومن بعدها كان الجميع صامتا ، ولم ينطق أحد منهم بكلمة واحدة منذ أن صعد ويليام إلى غرفته ، لذلك قررت أن تسحب نفسها قليلا وتصعد إلى غرفة زوجها لتراه ، وهي تشعر بالرجفة مما قد يكون عليه حاله ، تخشى أن ينفجر فيها غاضبا لو نطقت بكلمة أو حتى نادته ، ومع ذلك يجب عليها أن تذهب لرؤيته ، ولكن حتى تكن صريحة مع نفسها ، فهي لم تتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد ، لدرجة أن يتم صفع زوجها أمامها وأمام أخوته من والده ، وكأنه لا يزال شابا مراهقا ارتكب خطأ ما ، ليس وكأنه شخص كبير ومسؤول متزوج ولديه ابن ، صعب عليها تقبل ذلك الموقف الذي رأته.

    وقفت قريبا من باب الغرفة الذي كان مفتوحا قليلا ، والأنوار كانت مطفئة.

    ابتلعت ريقها بصعوبة ، وقررت الدخول إلى الغرفة بهدوء من فتحة الباب الصغيرة ، فلم ترد أن تصدر صوتا ينبهه على وجودها ، حتى أنه من شدة خوفها بمجرد أن دخلت للغرفة اقتربت من خزانة الملابس التي كانت قريبة نوعا ما من الباب والتصقت بها.

    بما أن الغرفة كانت مظلمة ، وليس هنالك سوى أضواء صادرة من خارج النوافذ ، وضوء الرواق الذي يتسلل من الباب المردود ، فقد كانت رؤيتها مشوشة قليلا ، ولكنها وجدت مكانه بسرعة ، حيث أنه كان يجلس على حافة إحدى النوافذ الطويلة ويرفع قدما واحدة إلى الحافة.

    لم يكن ينظر للنافذة ، بل إلى هاتفه المتصل بالسماعات الخاصة به ، ويلعب بهاتفه إحدى الألعاب المعروفة بين الناس.

    صوت الأغنية الهادئة والذي كان صادرا من السماعات يملؤ الغرفة ، وكان بإمكانها سماع الكلمات بوضوح تام ، فقد رفع الصوت للأخير


    I've stood alone and i've fallen down
    Your hands were there to pick me of the ground
    Sometimes i cry cause i can't believe
    Your love is big enough to cover me

    ابتسمت ابتسامة صغيرة ، وانتبهت إلى الشيء الموضوع أمامه على حافة النافذة ، قارورة ماء إضافة إلى بخاخ الربو

    لم يكن منتبها لها أبدا ، وهذا ما تفضله هي ، لأنها تعرف أنه سيفكر أنها تشفق عليه ، وهذا أكثر ما يكرهه ، لذلك من الأفضل له أن يبقى منسجما مع جوه ، بالتأكيد الأمر كان صعبا عليه تماما.

    ورغم أن ملامحه غير واضحة بسبب الظلام الجزئي ، إلا أنها تكاد تجزم بأن وجهه لا يزال كما هو ، طبيعي ، وربما لو لم ترى ما حصل في الأسفل ، لأقسمت بأن شيئا لم يحصل له عندما ترى ملامحه المعتادة ، فقد ظل هو هكذا دائما.

    عاشت معه سنتان اكتشفت خلالها شخصيته الكتومة ، إنها متأكدة بأنه يحمل على ظهره كما هائلا من المشاكل ، إلا أنه لم يكن يفصح عنها ، ربما لأنه لا يريد أن يثير قلق أحد عليه.

    ولكن هل هذا عدل ؟ إنه يقلق على من يهمه أمرهم ، بينما هو لا يريد أن يقلق أحد عليه.


    I wanna be lost in you
    Like a ship in the night
    I wanna get lost in you
    Underneath your sky


    انقطع صوت الموسيقى ، وحل مكانه صوت مرتفع من الهاتف يدل على ورود مكالمة هاتفية.

    فصل ويليام السماعات وأجاب على الهاتف : مرحبا.

    في تلك اللحظة انتبه على وجود جودي ، وظل يحدق بها لبضع ثوان ، ثم أشاح ببصره : أجل أجل ، اسمعك ، ماذا تريد ؟

    قال المتصل : ماذا تريد ؟! بهذه البساطة تقولها ، وكأنك لا تعلم شيئا !

    ويليام بقلة حيلة : أنا فعلا لا أعلم عن ماذا تتحدث.

    قال المتحدث الذي لم يكن سوى أليكس : هل نسيت وعدك لي بأنك ستدعوني للعشاء اليوم على حسابك ؟

    ويليام بضيق : أنت لماذا لا تنسى شيئا ؟

    بخبث قال أليكس : هيا ، الوعد وعد.

    ويليام : ماذا تريد أن تأكل إذا ؟

    تظاهر أليكس بالتفكير : حسنا ، امممم ، ماذا أطلب منك ؟

    بقلة صبر : يكفي ذلك واطلب بسرعة.

    ضحك أليكس ضحكة صغيرة وقال : حسنا ، أي شيء على ذوقك سيكون جيدا.

    بمزح بارد : إذا تناول طعامك في المنزل ، فهذا ما أفضله.

    أليكس : بخيل.

    ابتسم ويليام ابتسامة جانبية وقال : أين أنت الآن ؟ سآتي إليك ونقرر بعدها.

    بعد أن أخبره أليكس بالمكان أغلق الخط ، فقام ويليام من عند النافذة ، ووضع هاتفه في جيبه مع البخاخ ، وأمسك بقارورة الماء في يده ، وقرر الخروج ، بما أنه جاهز ولا يحتاج لشيء ، حتى أنه يرتدي سترة تقيه من البرد.

    أعاد مرة أخرى بصره لجودي التي لم تتزعزع من مكانها قيد أنملة ، فابتسم ابتسامة صغيرة لم تلاحظها وقال : سأخرج ، قد أعود متأخرا.



    ،*





  14. #273




    الساعة 11:00 قبل منتصف الليل.

    كان ألبرت يسند إيان على كتفه ويمشي معه باتجاه طاولة الطعام ، فقال له ألبرت بانزعاج : أنت ، متى تفكر بأن تتعافى ؟

    لاحظ إيان نبرة الانزعاج في صوته ، وكطبيعة يحب فيها استفزاز غيره : في الحقيقة أنا بخير ، ولكن عندما أرى وجهك أسقط مريضا.

    اقترب الاثنان من الطاولة وألبرت يقول : أقسم لو أنه لم يكن أحد هنا لقمت برميك في الشارع في هذا البرد وتركتك للقطط الجائعة.

    جلس إيان على الكرسي بعد أن وصلوا إلى الطاولة ، وذهب ألبرت ليجلس في مكانه مقابلا له ، في حين أن إيان كان يرد عليه: لا تقلق ، فهناك ذئاب سيهجمون عليك لو قررت فعل ذلك.

    ارتاح ألبرت في جلسته وأبعد وجهه عنه : لذلك قلت لو لم يكن هناك أحد.

    في هذه اللحظة جاءت رولا لتجلس بجانب ألبرت على الطاولة بوجه هادئ ، فنظر لها ألبرت وقال : ما بك ؟

    انتبهت رولا على نفسها ، رغم أنها تأثرت إلا أنه يجب ألا تظهر ذلك كما يفعل الجميع ، فهم يحاولون بأقصى جهد أن يتظاهروا بأن شيئا لم يحصل ، إلا أن هذا صعب عليها ، فهذه أول مرة تشاهد مشكلة للعائلة أمام عينيها ، فكل مشاكلهم يتم التكتم عنها حتى عن أفراد العائلة : لا شيء ، فقط أشعر بالنعاس.

    اجتمع الجميع على الطاولة ، وعم السكون على المكان ، فقالت جوليا لرولا تسألها : ألم تنادي أبي ؟

    رولا : فعلت ، لكنه قال أنه لا يريد.

    أنزلت جوليا عينيها للأرض ، ثم قالت لورا التي لم تكن حاضرة للموقف ولم يخبرها أحد بما حصل : وأين ويليام ؟

    حاولت جودي أن تظهر صوتها طبيعيا وهي تجيبها : لقد خرج مع أحد أصدقائه ، قال أنه سيتأخر في العودة.

    فورا قالت ماريا باستهزاء والتي كانت أول معارضة لتصرف ويليام : هه ، يا له من عذر.

    سمع الجميع ما قالته ، والتزموا الصمت ، خصوصا جودي التي احمر وجهها وأنزلت عينيها للأرض وقد شعرت بطريقة ما أن كلام ماريا كان موجها لها.

    لورا التي لاحظت توتر الجو منذ البداية إلا أنها لم تسأل ، انتبهت على نبرة الاستهزاء التي خرجت من فم والدتها ، ووجوه العائلة التي انقلبت فور سماعهم لما قالته ، فاستغربت كثيرا ، مالذي حصل في غيابها ؟ لذلك نظرت إلى جوليا وحركت شفتيها ، ففهمت جوليا أنها تسألها عما حصل ، إلا أنها تظاهرت بأنها لم ترها ، وقالت فورا : دعونا نبدأ.



    ،*



    في نفس الوقت.

    كان الاثنان يجلسان في إحدى المطاعم الراقية ، والتي كانت هادئة وخالية نوعا ما من الأشخاص ، وهذا ما كانا يريدانه ، مكان يعمه الهدوء ، والسكون.

    وقد بدآ بتناول طعامهما منذ قليل وهما يتحدثان ، حتى قام ويليام بضرب قدم أليكس بقدمه بقوة ، مما جعل الشوكة التي في يد أليكس تسقط في الصحن : آخخ ، ما بك هكذا فجأة ؟

    قابلته نظرات ويليام النارية التي جعلته يبتلع لسانه ويسكت دون أن يتذمر : متى ستتعلم ضبط أعصابك ؟ كان بإمكانك أن تحل الموضوع بهدوء دون أن تجعل العالم كله يعلم بالأمر.

    أبعد أليكس نظره عن ويليام وقال بصوت منخفض لا يدل سوى على الندم : لقد فقدت أعصابي.

    ويليام : لذلك سألتك متى ستتعلم ضبط أعصابك.

    سكت أليكس دون أن يرد على ويليام ، فهو بطريقة ما يشعر بأنه أخطأ ، فسأله ويليام : هل تشعر بالندم ؟

    أليكس بنبرة خافتة : نوعا ما.

    نظر له ويليام باستهزاء : مستحيل ، أنت تحتاج لشخص يقنعك بأنك مخطئ حتى تندم.

    قال أليكس بدون صبر : إذا مالذي تريدني أن أفعله ؟

    نظر ويليام إلى صحنه الذي لم يأكل منه سوى القليل ، ثم قال بهدوء : لست أنا من سيخبرك بما تفعل - ثم حدق فيه مباشرة وأكمل : لقد وقفت معك في هذا الموضوع لأن طريقة طرحه لم تعجبني ولم يكن هناك أي سبب يقنعني فيه ، وقد توقعت منك أن تكون أكثر حكمة وتتصرف بهدوء دون أي انفعال لا داعي له ، ولكن أنت أظهرت العكس.

    عقد أليكس حاجبيه بشدة لعدم رضاه عن الجزء الأخير من كلامه ، وعندما كاد يعترض لم يسمح له ويليام بل تابع : كلامي هذا لا يعني أنني أدافع عن والدي ، ففي الفترة الأخير طريقته في معالجة الأمور لم تعجبني مطلقا ، لذلك وقفت في وجهه ولكنني لم استفد شيئا.

    قال ويليام كلامه الأخير بنوع من السخرية انتبه له أليكس ، وتساءل عما حصل بعد خروجه ، فويليام لم يتحدث مطلقا عما حصل بعد ذلك ، إلا أنه يبدو أن هناك شيئا أليما حدث ، عليه أن يستفسر من ألبرت عن ذلك : سأعترف أنني أخطأت في نقطة ما ، ولكن لأكون صريحا معك فأنا لم تعجبني مطلقا طريقة عمي في معالجة الأمور كما تقول ، منذ أصبحت أفهم وليس في الآونة الأخيرة.

    تقدم ويليام قليلا وقال : لن ألومك على ذلك ، فقد قضيت فترة طويلة مع جدي بعيدا عن العائلة ، وهذا حماك نوعا ما من مشاكل العائلة ، أنت لم تكن في صدد المشاكل مثلنا ولم تشهد عليها بعينك عكسنا ، كنا جميعا نراقب تصرفات والدي لذلك لاحظنا نحن اختلافه عما مضى.

    سكت ويليام قليلا ثم أكمل : إلا أنك الآن موجود في قلب العائلة ، إن سلمت من أبي فأنت لن تسلم ممن هم أكبر منه.

    أليكس : هل تقصد عمي الكبير وعمتي الكبيرة ؟

    ويليام : ليس هم فقط ، حتى جدتي ، عليك الآن أن تفهم موقفك جيدا ، أنت الوحيد الذي يمكنهم خداعه بسهولة ، لأنك لا تعرف أطباعهم جيدا.

    قطب أليكس جبينه : ويل ، ما هذا الكلام ؟

    تنهد ويليام بتعب ، بالفعل أليكس لا يعرف شيئا ، هو فقط مهووس بفكرة الانتقام من شيرلي ، ولا يعلم أن هناك ما هو أكبر : أخبرتك ، أنت لا تعرفهم جيدا ، لا أرغب بالتصريح عن ذلك ولكن هؤلاء الثلاثة متفقون في شرهم ، وإن اضطرهم الأمر فقد يغدرون في بعضهم من أجل تحقيق ما يريدونه.

    ابتلع أليكس ريقه برعب من وصف ويليام لهم ، لو أنه فكر قليلا فسيكون كلام ويليام صحيح ، فهو لا يعرف عنهم شيئا لأن جده أخذه معه بعد وفاة والديه : تقصد أن شر والدك لا شيء بالنسبة لشرهم.

    أومأ ويليام إيجابا : رغم أنني واحد من أفراد عائلة فيلارد ، وأكره الاعتراف بذلك ، إلا أنه لا يمكنك أن تأمن نفسك لهم.

    أليكس برعب : لماذا تقول هذا الكلام المخيف ؟

    ويليام بحزم : برأيك ، لماذا أعمامك سكتوا عن أمر الوراثة ، والدك الذي كان الوريث للعائلة توفي لينتقل أمر الوراثة لأبي ، إلا أنه تنازل عن ذلك لينتقل اسم الوريث لي ، هل تظن أنهم قد يتركون الموضوع هكذا ، واحد من الأحفاد يأخذ زمام أمور العائلة رغم أن هناك أبناءءا كبار ؟ هل تظن أن الأمر مر من دون أن يفتعلوا المشاكل ؟

    أليكس : حقيقة أنا أيضا تسائلت عن مرور هذا الأمر بسلام.

    نظر له ويليام بتصغير : لأن كل ما حصل ظل بيني وبين والدي ومن حاول افتعال المشاكل ، وليس مثلك كل من كان في المنزل يتساءل الآن عن سبب هذا الشجار.

    لقد عاد به إلى نقطة البداية ، هذا الرجل يكاد يصيبه بالجنون بحديثه هذا ، فقال بانفعال مدافعا عن نفسه : أخبرتك ، لقد فقدت أعصابي.

    انزعج ويليام وقرر أن يغلق الموضوع : تناول طعاك بسرعة قبل أن يبرد ، هذه آخر مرة سأدعوك فيها على حسابي.

    غرز أليكس الشوكة في قطعة الجزر الصغيرة ووضعها في فمه وهو يتمتم : لئيم.



    ،*





  15. #274







    اليوم التالي.
    الساعة 2:30 ظهرا

    ( أنت تحتاج لشخص يقنعك بأنك مخطئ حتى تندم )

    منذ الأمس وهذه الكلمات التي قالها ويليام له تدور في رأسه ، لقد كان صادقا فعلا فيما قاله ، لقد عرف أنه مخطئ وقد راوده هذا الشعور ولو كان بمقدار بسيط ، ولكن بعد أن حكى له ألبرت ما حصل بعد خروجه والذي لم يتكلم عنه ويليام ، تلاشى هذا الشعور منه ، فما من سبب مقنع يجعل عمه يصل إلى هذا الحد.

    مع ذلك ، ضميره لم يرضخ تماما ولم يرتح دون أن يشعره بأنه مخطئ ، لذلك قرر أن يأخذ بكلام ويليام - الذي رماه بقصد السخرية - على محمل الجد ، لذلك طلب من أقرب شخص له أن يتغدى معه ، وها هو رالف أمامه ، لن يهتم إن ترك إحدى أسرار العائلة تخرج من بينهم ، المهم هو أن يرتاح ، ورالف هو الشخص المناسب الذي سيريحه ، وسيعطيه الحل الأفضل.

    مط رالف شفتيه بملل وهو ينظر لصديقه : ماذا الآن ؟ منذ أول محاضرة قلبت الدنيا على رأسي ، أريد التحدث معك ، تناول الطعام معي ، إنه أمر مهم ، وفي النهاية أجدك تتأمل في طاولة الخشب هذه.

    رفع أليكس نظره عن الطاولة وهو يقول بانزعاج : ماذا تريدني أن أفعل ؟ لا أعلم من أين أبدأ.

    زفر رالف بتعب ، ونظر إلى يمينه حيث يوجد الشاطئ ، مطعم مفتوح على البحر ، وهواء نقي بارد يثلج الأنفاس ، ربما يكون هذا المكان هو المناسب ليفرغ صديقه ما فيه من ضيق ، مع ذلك هو لم يعد يحتمل الانتظار ، لذلك قرر ببدئ الحديث : هل حصلت لك مشكلة ؟

    أومأ أليكس إيجابا ، فقال رالف : هل هي مشكلة عائلية ؟

    وأومأ أليكس أيضا إيجابا ، فتابع رالف السؤال : وما هي هذه المشكلة العائلية التي ترغب بإخباري بها ؟

    بلع أليكس ريقه ، وقرر أخيرا الكلام ، وحكى له كل شيء ، والمقصود من كل شيء ، هو كل ما صل منذ مكالمة عمه حتى تلك الصفعة المشؤومة التي تلقاها ويليام بسببه ، أخبره بكل ذلك وهو ظل هادئا ، يستمع له جيدا ، وعيناه تظهران جديته.

    بعد أن انتهى كلامه أخذ نفسا عميقا وارتشف كأسا من الماء بعد أن جف ريقه ، ثم قال لصاحبه : ما رأيك ؟

    زم رالف شفتيه قليلا وهو يفكر ، إلى أن قال : هل تريد رأيي بصراحة ؟

    قال منفعلا : بالتأكيد.

    هز كتفيه بلا مبالاة : أنت غبي فعلا ، إن كان عمك مخطئا فأنت عليك الخطأ الأكبر.

    اتسعت عينا أليكس مما قاله صديقه ومن صراحته : مالذي تقوله ؟

    رالف : أنت طلبت رأيي ، وأنا أجبتك بكل صراحة وشفافية.

    شد أليكس على قبضة يده وقال بهدوء : لماذا تظن ذلك ؟

    رالف : لو أنك لم تغضب لفهمت أن عمك لا يريد إجبارك على أمر أنت لا ترغب به ، ولكن غضبك أعماك عما يقصده عمك ، أنت قلت للتو أنه رتب لك مقابلة زواج مع إحدى الفتيات من الطبقة المخملية ، يعني أن الأمر مجرد محاولة للتعرف على بعضكما ، إلا أنك قررت من رأسك أنه يريد تزويجك فورا.

    نظر له رالف بتمعن يحاول معرفة ردة فعله ، ويبدو أنه غير راض بالكلام الذي يقوله ، فتنهد وقال : أليكس ، عادة مالذي يحصل في مقابلات الزواج ؟

    عقد أليكس حاجبيه : يجلس الاثنان في إحدى الغرف التي توفرها المطاعم الفاخرة ويتحدثان ويتعرفان على بعضهما ، هذا ما يحصل عادة.

    أشار له رالف بإصبع السبابة : قلتها بنفسك ، يتعرفان على بعضهما ، وبعدها يقرر الطرفان فيما إن كانا موافقين على قبول الزواج ، هذا يعني أن عمك أرادك فقط أن تتعرف على تلك الفتاة ولم يرد منك الحكم عليها مبكرا أو الرفض دون المحاولة ، لم يقل تزوجها حالا ، هناك فرق شاسع بين الأمرين.

    أليكس : لكنني غير مقتنع بالأمر.

    ابتسم له رالف ابتسامة صغيرة : أليكس ، أنا وأنت وأصدقاؤنا وجميع أبناء هذه الطبقة نعرف مصيرنا تماما ، أكثرنا سيتزوج من أجل المصالح ، وليس كل من تزوج بهذه الطريقة يكرهون بعضهم وبينهم مشاكل لا نهاية لها ، فهناك الكثيرين سعيدون في حياتهم ، عليك أن تعرف مكانك جيدا مثلما نحن نعرف ذلك ، للأسف ربما لا نكون مثل والديك أو مارتل وزوجته ، ولكن ربما لن يكون الوضع سيئا لو كان زواجنا من أجل المصلحة ، لو ظللت تفكر أن جميع فتيات طبقتنا سيئات ، وظنت فتيات طبقتنا أننا سيئون فربما تحصل كارثة ، وربما نصبح من عامة الناس.

    عض أليكس على شفته السفلية وقد اقتنع نوعا ما بكلام رالف ، وبدأ يحس بخطئه قليلا : إذا ، بماذا تشور علي ؟

    أسند رالف ظهره إلى ظهر الكرسي : لو كنت مكانك لذهب تلاعتذر لعمك وأقول له أنني موافق على المقابلة ، بشرط أنني لو لم أرتح للفتاة فلا أريد أي إجبار ، قد لا يكون الأمر سيئا ، ولكن لا أدري عنك في النهاية القرار قرارك ، ولا أريد أن العب برأسك وأورطك في الأمر.

    أليكس : في الحقيقة أنا متردد.

    ضيق رالف عينيه وتقدم للأمام وقال بخبث وابتسامة ماكرة : هل يعقل أن رفضك وغضبك اللامعقول يعني أن هناك فتاة في رأسك تخشى أن تجرحها ؟

    اتسعت عينا أليكس ونظر في عينيه مباشرة بفجع مما قاله ، وقد احمروجهه تماما ، فقام برفع يديه وحركهما بنفي مبالغ فيه :مستحييل ، لا تقل ذلك ، هل أنت مجنون؟

    انفجر رالف ضاحكا بصوت عالي جعل الأشخاص الذين في المطعم يلتفتون نحوهم ، إلا أنه لم يهتم بذلك وواصل ضحكه وعيناه تدمعان ويمسك بمعدته ، فأمسك أليكس بعلبة المنديل ورماه به : اخرس ، مالمضحك في الموضوع ؟

    أمسك رالف بعلبة المنديل بعد أن اصطدمت بكتفه ، وهدأ ضحكه قليلا ، فقال له وعلى وجهه أثر الابتسامة : المعذرة ، ولكن لو أنك ترى وجهك فلن تلومني على ضحكي هذا.

    زم أليكس شفتيه بضيق : غبي.

    وسكت الاثنان بعدها ، وظهر في عقل أليكس صورة لفتاة وابتسم بسخرية ، لا يمكنه أن يفكر بذلك.

    نظر ببرود لرالف الذي قال بذات نبرة الخبث : ما هذه الابتسامة ؟ يبدو أن هناك فتاة ما بالفعل ؟

    أليكس بملل : قلت لك لا يوجد.

    هز كتفيه بلا مبالاة وقال له : إذا ، ماذا قررت أن تفعل ؟

    أليكس : حسنا ، ربما سأخذ بنصيحتك وأقبل بالمقابلة ، كما قلت ، قد لا يكون الأمر سيئا.

    ابتسم له رالف : هذا رائع ، إن لم ينجح الأمر في المقابلة فاعتبرها واحدة من الخبرات قد تستفيد منها في المستقبل.

    وضع أليكس خده على قبضته ونظر لرالف وهو يقول : رالف ، يجب أن تتزوج سريعا أريد أن أزف عروسك إليك.

    نظر لها بنصف عين : بصفتك من تقوم بزفها إلي؟

    ابتسم له ابتسامة واسعة : صديقك !

    رد له رالف ابتسامته الواسعة : لن أرد عليك الآن ، في يوم الزفاف سأتفاهم معك في هذا ، ولكن لا تتوقع الكثير.



    ،*





  16. #275







    الساعة 7:10 مساء.

    كان يجلس على سريره مغلقا الباب على نفسه ، ويبتسم بهدوء وهو ينظف خنجره ويقوم بتلميعه.

    يشعر بأنه أدى واجبه على أكمل وجه عندما ساعد عملاء الإف بي آي في مهمتهم الأخيرة ، ولكن أكثر شخص قد تضرر في تلك المهمة هو هاري ، لقد ظن أن جاكسي وإدوارد سيصلون إليه في الوقت المناسب ، لذلك تجاهل أمره ، أساسا هو لم يرد لأحد أن يعرف أنه كان موجودا في موقع الحادث ، مع ذلك فقد تأذى هاري ، إضافة إلى أنه بعد عودتهم سمع إدوارد يقول لجاكسي أنه أطلق طلقتان عشوائيتان باتجاه زوجة ديسوارد ، ولكنه لا يعلم إن أصيبت أم لا.

    في النهاية هو لم يهتم بما قد يصيب هؤلاء العملاء ، المهم أنه حقق ما أراده وخرب خطة شيرلي ، إلا أن لكل شيء ثمن ، فلا تزال ركبته تؤلمه إلى الآن بسبب قفزته المجنونة وركضه الغير معقول ، ومع ذلك كل شيء يهون عندما يرى شيرلي تنهار وتتحطم أمامه.

    إنتهى من تنظيف خنجره ، وابتسم برضى ، وأعاده إلى غمده المعلق على حزامه ، وعقد حاجبيه من الإزعاج في الخارج ، هؤلاء الأشخاص صاخبون عادة ، وأصواتهم مرتفعة ، ولكن هذه المرة كانت أصواتهم غير معقولة ، وإن لم يخيل إليه فهو يسمع صوتا جديدا في الشقة.

    لم تمر سوى ثواني حتى فتح ستيف باب غرفته بقوة ، وقال وعيناه جاحظتان من الخوف أو من القلق : ريو ، أسرع.

    تفاجأ ريو من وجه ستيف الفزع ، فسأله : مابك ؟ ستيف.

    التقط ستيف أنفاسه وهو يقول : هاري ، إن هاري ، هناك شخص يقول أنه انضم إلينا ، إنه يقوم..

    لم يفهم ريو شيئا من كلام ستيف المقطع ، لذلك قرر أن يخرج ويرى بنفسه ما يحصل في الخارج ، فتقدم وخرج من غرفته وتبعه ستيف وهو يمسك بسترة ريو من الخلف ، وتجاوز الممر الخاص بغرفهم لتظهر الصالة له ، فيجد شخصا طويلا بشعر بني يصل لكتفيه ، ويمسك بهاري من قميصه ، وروزالي وإدوارد وجاكسي ملامحهم تدل على مدى غضبهم من ذلك الدخيل الذي يمسك بزميلهم.

    صرخ إدوارد فيه : من تظن نفسك أنت حتى تقتحم الشقة هكذا ، اترك هاري بسرعة.

    ابتسم ذلك الرجل بخبث : من أظن نفسي ، أنا واحد مثلكم من السبعة النخبة ، وقد كان المفترض أن أكون ضمنكم منذ وقت طويل بدلا من ذلك الخائن الذي يسمي نفسه نوفا.

    جاكسي من بين أسنانه : لا يهم من تكون ، فقط اتركه مالذي فعله لك؟

    ابتسم ذلك الرجل لهاري بطريقة مستفزة : أووه هاري ، لا تنظر لي هكذا ، تبدو مثيرا للشفقة أكثر مما أنت عليه.

    قال هاري بصوت مكتوم ومختنق : اتركني.

    أبعده عنه بقوة ورماه للخلف ، وكاد يسقط على ظهره لو أن ريو لم يأتي ليسمكه من ظهره ، همس له ريو بهدوء : هل أنت بخير ، هاري ؟

    نظر له هاري بعينه التي كانت متورمة من ضرب إيان له وقال له باتسامة يشوبها الحزن : لا تقلق علي.

    أجلسه ريو على الأرض وهو يقول له : لا ترهق نفسك ، فأنت لا تزال متعبا.

    وقف ريو بعد أن أجلس هاري على الأرض ، ونظر بغضب ناحية ذلك المتطفل بغضب : من تكون يا هذا ؟

    بسخرية : ريو ليستر ! أنت فعلا مثير للإعجاب يا فتى بطيبتك هذه ، لا بأس ، سأعرفك بنفسي بما أنك لم تكن موجودا ، أدعى جيس ، مثلك ، واحد من السبعة النخبة في منظمة شيرلي.

    حاول ريو مجاراته : ولماذا أنت موجود ، نحن سبعة بالفعل ؟

    جيس : وهل تعتبر ذلك الخائن نوفا واحدا منكم .

    بالغعل ، معه حق ، إن نوفا خائن ، وهو يعرف هويته الحقيقية وأنه ابن ريتشارد ساندوفال ، واسمه الحقيقي آرثر ، وقد تم زرعه كجاسوس بواسطة الإف بي آي في هذه المنظمة ، إلا أنه ظل يتظاهر بعدم معرفته بذلك : إن كنت تظن نفسك مننا ، فهل هذه طريقة تعامل بها الأقدم منك هنا ؟

    انفجر جيس ضاحكا من كلام ريو ، فشد ريو على قبضة يده بقوة وهو يشعر أن هذا الرجل بدأ يثير أعصابه ، بداية من طريقة وجوده ، انتهاءا بكلامه الساخر.

    جلس جيس على الأريكة بعد أن أنهى ضحكه ، ومد قدميه على الطاولة وهو يقول بضحكات بسيطة : أنت مثير للاهتمام حقا ريو ، وكأنك تكبرني بعشرين عاما.

    صمت قليلا وحدق في أوجه الجميع الغاضبة والمستنكرة لفعله ، فقال : حسنا حسنا ، لا تنظروا لي هكذا ، يبدو أنني تركت انطباعا أوليا سيئا ، ولكن هذا ما أريده ، بذلك أنتم ستحذرون مني ، وهذا هو عين الصواب ، احذروا مني فأنا بمقدوري أن أسحقكم بكل سهولة ، وأولكم هذه الحشرة عديمة الفائدة.

    وأشار ناحية هاري باستصغار ، هنا صرخت روزالي بقوة : احترم ألفاظك أيها الوغد.

    جيس : واو ، إهدئي يا آنسة ، يجب على الفتيات ألا يصرخن ، سيصبح صوتك خشنا.

    شعر ريو أنهم لو تحدثوا أكثر فستحصل مشكلة هنا ، لذلك قرر أن ينهي الموضوع رغم أنه يعلم أن الأمر ليس بهذه البساطة : اتركيه روزالي ، دعيه يثرثر كالمجنون ، فهذا أفضل لوغد مثله.

    مشى ريو ليعود إلى غرفته ، فقال جيس باستفزاز : ريو أنت بالفعل مثير للدهشة ، أتساءل إن كانت أختك مثلك ؟

    اتسعت عينا ريو وشد على قبضته وحاول ألا يظهر أي ردة فعل غريبة قد تثير شكهم فيه ، في حين أن نظرات الجميع توجهت نحوه متسائلين ، فقال ستيف : ماذا يقول هذا الرجل ؟

    أغمض ريو عينيه ، جيد أنه قد أعطاهم ظهره ، حتى لا يروا ملامحه المضطربة ، إلا أن ذلك لم يكفي ، عليه أن يتمالك نفسه حتى لا يعرف أحد بوجود أخت له :
    لذلك أخبرتكم دعوه يثرثر كالمجنون ، فليس بإمكان أحد أن يصدق كلاما يقوله شخص مختل عقليا مثله.

    تظاهر جيس بالحزن : أنت فظيع.

    قالت روزالي بشك : ريو ، هل فعلا لديك أخت ؟

    أدار ريو رأسه وقال بثقة : إسأليه هو ، فهو من اخترع هذا الكلام.

    عاود ريو المشي ، وهو يستمع لكلام جيس : لقد أعجبتني فعلا يا فتى ، إنني أتطلع للعمل معك ، صحيح ، السيدة شيرلي تريدك في مكتبها.

    ( السيدة شيرلي ) ، ييدو أن هذا الحقير يقدس تلك العجوز.





    نهاية الفصل الخامس والعشرين
    قراءة ممتعة ^^



  17. #276
    مرحبا بالجميع.

    لا أعرف ماذا أقول حقا , ولا حق لي في الاعتذار , ولكنني في آخر فصل دراسي لي واتخرج من الثانوية , لذلك انا مضطرة للانقطاع بين فترة وأخرى , أضافة إلى أنني لم أكن أستطيع الكتابة ، فكل ما أكتبه يصبح سيئا بشكل لا يصدق ، ولكنني اجبرت نفسي على الكتابة حتى خرجت بفصل أنا راضية عنه.

    هل هو طويل ؟ حسنا كان من المفترض أن يكون أطول من ذلك ، وأن يحتوي على قنبلة في النهاية ، ولكن كان سيصبح طويلا بشكل غير معقول ، وكنت سآخذ وقتا أطول في كتابته ، لذلك فضلت التوقف عند هذه النقطة , بمعنى أن الفصل القادم سيفجر قنبلة قد تغير مسار الأحداث القادمة ، وهذا سبب فصلي للبارت إلى جزئين.

    بالمناسبة ، قبل شهر تقريبا أو أكثر أنزلت الفصل 24 إلا أنه لا يبدو ان أحدا انتبه لوجوده ، ربما ، اعتذر لذلك ، فقد أنزلته من الجوال ولم يكن لدي الوقت لإرسال الدعوات ، لذلك أرجو أن تقرؤوا الفصل الرابع والعشرين ثم تنتقلوا للخامس والعشرين.

    سأقوم بإرسال التنبيهات على هذا الموضوع ، أرجوا الآن أن تستمتعوا بهذا الفصل , وادعوا لي الا أتأخر في الفصل القادم,

    وادعوا لي أيضا أن أوفق في امتحاناتي ، فالأسبوع القادم والذي يليه مليء بالامتحانات التي لا نهاية لها ، أترككم الآن وأنا في انتظار آرائكم.

    في حفظ الرحمن
    اخر تعديل كان بواسطة » Remains `` في يوم » 26-03-2016 عند الساعة » 18:10

  18. #277
    بارت جديد e011
    يعطيك العافية علوش :')
    لي عودة قريبة إن شاء الله ..

    دمت بود embarrassed ~

  19. #278
    ماااهذه المفاجأة السعيـــــدة embarrassed
    فصلان في يوم وااحد! مااا أسعدني ^^
    نعذرك ماذا يا فتاة! بل أنا من لا يجد وجها لينظر اليك حتى nervous
    لم أرد على فصل منذ قروون لا أعرف حتى كيف أعتذر وبم أبرر تأخري! cry
    ولكن صدقًا لا أعرف ما بي! لا أجد في رأسي الكلمات لأعلق على الروائع التي اتابعها هنا
    أعذريني علوش فعقلي ظتوقف منذ فترة ليست بالقصيرة ولا أعرف كيفية إعادة تشغيله frown
    لن استطيع التعليق على الفصلين بالكامل الآن على الاقل لأن ذلك سيأخذ مني قروونا laugh
    ولكن لن تصدقي كمية سعاادتي برؤيتهم وبرؤية طووولهم المبهج biggrin
    ولكن فقط اشتقت قليلا فيهما لأليكسي العزيز cry
    صحيح انه ظهر في البارت الثاني ولكني حقا اود لو تكون كل الفصول تتحدث عنه embarrassed
    هممممم في البداية كنت مع أليكس في اعتراضه حين سمعت حديثه مع عمه.. فقد ظننت انه يريد تزويجه بالرغم عنه ><
    ولكن حينما اكتشفت انه أخطأ في فهمه اقتنعت للمرة الثانية انه تسرع وان ويل هو من تحمل هذا الخطأ للأسف frown
    عذرًا.. فهذا أقصى ما أستطيع كتابته لغرقي في الامتحانات التي لا تريد ان تنتهي cry
    أعرف أنه لا يعتبر ردًا بالأساس ولكن أعرف أن عزيزتي علوش ستعذرني biggrin
    لا تعتذري أبدًا أخيتي فجميعنا منشغلون بالدراسة ولا يعتب عليك أحد ^^
    ماذا!!!! أنا أكبر منك بسنتييين!! لا أصدق ninja
    ما شاء الله أشعر أن رأسك وتفكيرك متجاوزان لسنك بكثيـــر smile
    حتى انني كنت شبه متاكدة انك بذات سنياو حتى اكبر بسنة او اثنين laugh
    أعانك الله يا عزيزة في دراستك ^^
    لن يتعجلك أحد ولكن لتسرعي من وضع البارت فقد شوقتني للقنبلة القادمة laugh
    في انتظارك مهما طاال الزمن ^^
    في أمان الله علوش..~

    مع حبــــي^^
    اشتقت لمكسات القديم cry

  20. #279
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف الحال ؟
    أتيت من جديد لأرُد متأخرةً كعادتي em_1f62c

    " زخات المطر تخبرك أن هناك لطفا سيأتي حتما ليلقف كل شحوب يعترضك! وتنبئك أن ثمة ارتياحا مازال يتراكم شوقا ليحتضنك يوما! "
    ^جميل جدا , تملكني احساس بأنني تحت زخات المطر هذه والارتياح يغزوني e411

    لن أرفض طلبك ولن أحطم قلبك الصغير وهذه اجابات لتساؤلاتك em_1f607
    الفصل كان رائع جدا وعظيم .. وبالطبع كنت اتحرق شوقا مع كل كلمه لمعرفة نهاية القتال..
    نهايه مأساويه وبالتأكيد احببتها فالقتال يجب ان ينتهي بكارثه Sameje40a

    اصابة ايان والتقاط مايكل له شعرت أنه سيموت بيده , ياالهي em_1f629

    *افضل شخصية لدي هي ايان بالتأكيد Samjoone022
    تعجبني شخصيته رغم هذا فلو كان امامي ويحدثني كما يُحدث أفراد الروايه كنت سأصفعه تأكيداً e414

    *سيئة أنا بالتعليق ومع ذلك لن تدخل روايةٌ قلبي هكذا من العدم .. لذلك أرفع لكِ القبعة احتراماً e106e402

    قتال هاري وايان كان مذهلا .. رائعةٌ أنتِ e106

    ميجيل والدراما التي صاحبت قدومه راقت لي جدا (المروحيه واطلاق النار بنهاية حديثه) e106

    مايكل يعلم بحقيقة ويليام .. جميل e40d
    اتمنى أن اعلم حقيقته كامله قريبا e413


    "حاول أن يطرد ذكريات المنوم من رأسه..وما عاشه خلال سنتين في فرنسا"
    ^^اريد أن اعلم من هو اخاه وكيف مات وماذا حدث لإيان عندما كان يعمل وحده في تلك السنتين em_1f629
    اشعر أنه الوحيد الذي كان لطيفا مع ايان و أن ايان أَحبَه ..

    " والتقت نظرات الاثنان ولم يلبث مايكل الا وابعد عينيه عن عيني ويليام الذي كان ينظر له بنظرات معناها (لقد أخبرتك من قبل ..غير الخطة ولكنك لم تستمع) "
    ^مايكل فقد كل ذرة حياة بداخله بعد اصابة ايان e40f
    أقسم على حمايته ولكن لم ينجح بذلك e023
    اخيرا سعيده أن ايان بخير ومازال يكابر كعادته em_1f606

    الفتيات وحقدهم الفظيع, كل هذه الأمور حدثت بسبب فتاة حمقاء حقدت على زوجها الاحمق ..
    حسنا ايان يستحق الحقد وربما القتل ايضا Samjoone412

    فقط لو أنها تراه مثلنا بالخفاء لكانت أحبته em_1f607

    ياالهي ياالهي سُعدت عندما وجدت اسمي يتراقص في سطور روايتك e40dem_1f60e
    والشكر لله أن شخصية وينري كانت جميله ولم تكن ذلك النوع المزعج من الفتيات..ااه اضحكتني حقا وهي تُحادث ايان.. اعجبني ذلك المقطع e106
    و والدته احببتها ايضا e412

    والد ايان هل هو يهتم لأمره أم لا ! em_1f636
    لم يأتي لزيارته حتى ومع ذلك عاتبَ مايكل -_- كل افراد العائله قاسيين , الآن لانستطيع أن نتسائل عن شخصية ايان الغير مباليه ,أوليس كذلك! e056


    عذرا عالتأخر.. حاولت الرد بشكل عام على فصولك الاخيره em_1f606
    والآن متشوقه لأقرأ آخر فصل انزلته e20c

    الله ييسر لك بإمتحاناتك.. بالتوفيق عزيزتي وننتظرك بالفصول الجديده بكل حماس كعادتنا e106

    في حفظ الرحمن
    جانا e304

  21. #280
    يااااا الهي لقد اشتقت الى هذه الروايه -_-

    وبالأخص اشتقت الى أليكس ^_<

    أرجوا ان يكون المانع خيراً !!

الصفحة رقم 14 من 19 البدايةالبداية ... 41213141516 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter