الصفحة رقم 53 من 54 البدايةالبداية ... 34351525354 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1,041 الى 1,060 من 1065
  1. #1041


  2. ...

  3. #1042

  4. #1043

  5. #1044
    في بارت ينتظر القراءة ،،، ثم من بعد إذن عقلك المفكر فليبتعد عن الأفكار السوداوية مثل قتل جيف بليييييييييييييييييييزe411
    و شكرا لإستمرارك و جهودك ..
    جاري القراءة.....

  6. #1045

  7. #1046

  8. #1047

    اعتذر..
    و لكن ها هو معي , الجزء الأخير..

    اتمنى لكم قراءة ممتعه ^^
    اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار }~

    62b68b03f7a11fde36782c01560b5b4d

  9. #1048

    الجزء 37 والأخير {{ ما هي النهاية ؟ }}

    lNcjK

    في مكان غامض مجهول.. مظلم , و ضبابه الرمادي كلون الموت يدور حول الصخور..
    وحول ما بدى كشجرة ميتة ضخمة , بلا أغصان ولا أي شارة للحياة فقط طولها المهيب يصعد في السماء , كبرج ميت كرمز للموت مركوز فوق جبل بارز وحيد بهذه الأرض الفلاة اليابسة الضبابية..
    _ " لن أسمح بموتك.. هم بحاجة إليك أكثر مني.. أنك.. تدركُ هذا "
    كانت عينيه تلمعان بلون فضي وهو بكامل تحوله أمام شجرة يابسة سوداء , جناحيه الشفافين مفروشين أمامها وكأنه يحميها منه.. عبس بوجهه وهو يسمع كلماته.. وكان السيف بأحد يديه مسلولاً..
    تمتم (لاينـر) بهذه الكلمات وهو يقف مقابلاً له وعينيه البنفسجيتان واضحتان فقط بهذه الظلمة مع خيال جسده وعباءته.
    _ " أغرب من هنا أيها الأمير.. لقد رفضت اعطائي الخريطة و العلامة.. "
    رد عليه الأمير بضيق و تعب وهو بالكاد يحرك يديه :" لا.. ليس قبل أن أكتشف السر.. "جيـف" أرجوك.. هم بحاجتك.. أليسوا كعائلة لك.. لا .. تفعل هذا بنفسك.. لا تقتل نفسك.. "
    _ " أنه لأجلهم.. دمائي الساخنة ستحيي الترياق.. أنا أحبهم كفاية.. أنا لا أقتل نفسي بهذا.. بل رؤيتهم يتعذبون هو ما يقتلني.. "
    _ " وأنا أحببتهم أيضاً.. و أحبها كثيراً .. يجب أن أخلصها من الألم.. أرجوك أيها السير.. "
    تضايق الحارس كثيراً وتحرك باستعداد للتحليق قائلا :".. يجب أن أفعل هذا.. أسيادي عانوا بما فيه الكفاية , ومن قومك.. لقد قتلتموهم.. العائلة الملكية الحقيقية التي سوت هذا العالم بأجمل ما يكون.. كافأتموهم بقتلهم.. ابادتهم جميعاً .. ولحقت بهم هذه.. هذا السم.. هذا العذاب , الألم , الأحزان , والبؤس .. أنظر ما فعلته أيديكم بهم.. أي قلوب تملكونها.. أو ربما لا تملكون !. "
    سالت الدموع اللامعة من عيون جيـف البراقة بحرارة وكلون الفضة , وهو يرتجف من شدة الألم
    _" لا استطيع.. البقاء هكذا بعد الآن.. يجب.. أن أعيد لهم ولو شيئا يسيراً من السعادة.. من نسيان الألم.. لبعض الأمان.. لم يعودوا يستطيعون الثقة بكم.. لم يعودوا كما كانوا.. غابت سعادتهم.. انتهى كل شيء.. وأنتم السبب.. "
    كان يحاول استرداد انفاسه من بين ألمه العميق , همس الأمير (لآينـر) بصوت كسير حزين :
    _ " لهذا.. دعني أنا أقتل نفسي.. ربما.. شيء ما يتطهر من كل تلك الذنوب.. من اؤلئك الذين كان تحت أمرتي.. ولكنهم حاولوا اراقه دمائهم .. "
    لكن (جــيف) رفع سيفه عالياً و ركع على ركبتيه قرب الشجرة متمتماً :" بعدما عرفت السرّ..! يا ألهي ساعدنا.. اشفهم بهذا.. "
    ثم هوى بسيفه ناحية قلبه , لكن يدا قبضت عليه بقوة , فرفع الحارس نفسه بسرعة, ثم ضرب الأمير الذي كان يمسك بذراعه بعيداً عنه , لكنه سحبه معه , فتدحرجا معاً .. سحب (لآينـر) بحركة خاطفة السيف القوي من يدي (جيـف) الذي صرخ بغضب :
    _" دع هذا لي.. "
    _ " لن أسمح بقتلك أيها السير.. "
    و حلق به عالياً , فانطلق الحارس من خلفه بقوة , ضربه بجناحه الذي يشابه الألماس بصلابته وقوته , ولكن الأمير صده بالسيف.. وبقيا يتصارعان هكذا في السماء معلقين والأضواء المشعة تسطع بقوة من تلاحمهما..
    لم يشعر (لآينـر) بأنه بكامل قوته أو حتى نصفها , لم يعد يرى جيداً , الضباب بدأ يحيط بصره.. ارتخت يده قليلا عن السيف وهو ينظر عالياً شاعراً بأنه سيغشى عليه من التعب و الألم , تلقى صفعة قوية من جناح "جيـف" الصلب الحاد..
    فسقط شبة صريع من الأعلى و سيف يهوي من جانبه , اختطفه الحارس قائلا بأسى :
    _ " لا أريد أذيتك الآن أيها الأمير.. لكنك اجبرتني.. ستكون بخير لاحقاً.. "
    سقط (لآينـر) بقسوة على الأرض الميتة , و تدحرج كثيراً حتى حافة الجرف ليتمسك بها بصعوبة بيده , طرف بعينيه كثيراً يحاول جاهداً ألا يفقد الوعي الآن !.. تذكرها وهمس بضعف شديد وتعب " ليديـا .. أرجوك.. تحملي قليلا... فقط... "
    بصعوبة شديدة الوقوف على قدميه , و شاهد ظل الحارس ينحني قرب الشجر والسيف بيده.. تنفس بقوة و اسرع نحوه..
    رفع (جيـف) السيف عالياً و تمتم وهو يغمض عينيه :" أرجوكم , عيشوا السعادة يا أسيادي.. "
    و هوى بالسيف , شعر بالألم ينغرز به وشيء ما اصطدم به ليسقطا معاً على جذع الشجرة بقوة , فتح عينيه بصدمة ليجد الأمير قد دفع بجسده بينه و بين السيف الكبير , فاخترق السيف جسد "لآينــر" و طُعنه..
    سحب السيف بسرعة و ألقاه بعيداً , وكذلك سقط جسده أرضاً على الجذور اليابسة والدماء تنهمر من كلاهما.. وقف (جيـف) مترنحاً و يده على صدره النازف , الحياة تتسرب منه ببطء.. بينما الألم متجمد.. ترنح وهو يسقط مجدداً معانقاً الشجر الميتة :
    _ " دماء حارس واحد مخلص.. ربما لن تكفي.. "
    سالت الدماء الساخنة وسط البرودة تغمر جذور الشجر و تتشرب بداخلها.. كانت هذه شجرة الترياق السرية الفريدة..
    وقبل أن يسقط جسد "جيـف" فاقداً الوعي الذي عاد لسابق عهده البشري أرضاً , أمسكت به ذراعان..!!
    هتف صوت (آرثـر) من الجانب القريب :" الأمير.. لم يمت بعد.. "
    كان يمسك بجسد (لآينـر) المدمي بين ذراعيه.. وقف منادياً لمعة حمراء برقت بسرعة من الأعلى :
    _ " اهبط بالخيول آيريس.. جيـف و لآينـر لا يزالان على قيد الحياة.. لكن الأمير نزف كثيراً.. "
    بينما اللورد (إيميرالد) هو من حمل "جيـف" على ظهره , ثم رفع رأسه مصدوماً مندهشاً , وهو يرى ...
    _ ".. أيها اللورد آرثـر .. أنظر.. للشجرة...!! "
    هبط (آيريس) من خلفهما و حدق مشدوهاً هو أيضاً بما يرى.. كانت الشجرة السوداء الميتة اليابسة بلا أي حياة.. قد تبدل وضعها تماماً.. وهي تتشرب الدماء الساخنة , نمت الأغصان بسرعة شديدة كبرت و أصبحت مليئة بالورق مخضرة بشدة و تضيء بلون جميل و تفتحت أزهارها الكبيرة بلون أحمر قانيّ جميل , ونمت الأعشاب الصغيرة من جوانبها وهي تتفرع و تتضخم عالياً..
    ظهر صوت العجوز يكسر الصمت والذهول :" هذه هي.. شجرة الترياق , المليئة بقوى الوفاء و الحب.. دماء التضحية الحقيقية "
    التفت نحوها (آيريس) بصدمة و دهشة , فهتف العجوز بعيون جاحظة و ابتسامة غريبة :
    _ " سأنادي الملك دآنيـال !! سنشرب الليلة عصيرها لأجل الانقلاب الكبير.. "

    سمعت تهويدة جميلة فوق رأسها , فرفعت عينيها لتنظر نحو أجمل وجهين قد تراهما في الوجود , ابتسمت لها الفاتنة الجميلة بحب شديد وعينيها الزمرديتان تلمعان , وكذلك فعل هو وهمس برقة قرب اذنها " أحبـك , صغيرتي "
    مر زمن طويل ولم تحلم بهما , والديها , ابتسمت بصعوبة وهي تحاول كتم شهقاتها.. لكم تتمنى أن يظلا معها طويلاً .. همست وهي تتأمل وجهيهما بكل دقة لكل التفاصيل :
    _" وأنا أحبكما بشدة , أريد أن أكون معكما.. أمي.. أبـي.. خذاني إليكما.."
    ابتسم لها والدها [رولآنـد] وكذلك أمها [إيلينـا] بعمق شديد و مسحت أمها على وجهها هامسة :
    _ " لكن يا حبيبتي , خالك "سـورد" و أحباءك بانتظارك.. لا يجب أن تتركيهم هكذا.. "
    بكت وهي تمسك بيد أمها بشدة فانحنى والدها وهو يقبلها بين عينيها , لا تدري كيف لكنها تشعر وكأنها مستلقيه على سرير ما وهما عند رأسها واقفين..
    همس لها :" لا تبكي حبيبتي.. كل شيء سيكون بخير.. "
    قالت شاهقة رافضة الضباب الذي يحاول أن يطمر صورتهما :" لا.. لا تتركاني.. أرجوكما... "
    اخذت تبكي بحرقة وعينيها مسمرتين على صورتهما , همسا لها برقة :" يا ليديـا نحن لن نتركك , أننا معك دوماً , ما بك حبيبتنا ؟, زهرة حبنا.. نحن دوماً معك.. أنتِ تعلمين هذا.. هنا.. "
    وأشارا على قلبها النابض بقوة و ألم..
    ظلا يبتسمان لها حتى اختفيا في الضباب الأبيض , شهقت بألم , مرة , ومرتين وبدأت أصوات أخرى تختلط بعقلها..
    تذكرت "جيـف" حارسها , الذي ومنذ نعومة اظفارها يقاتل لأجلها ويحميها, ثم عمها "إيدموند" الذي حماها بكنفه , و كذلك ابنه الذي ينثر السرور بقلبها "كارلوس" , ثم تراءت صورة خالها "سـورد" المحب , "آيريس" الحاذق , "آرثـر" و زوجته "آندريا" القويين الإرادة , "لآزورد" .. الصامد رغم ظلمة الحياة بوجهه.. اصدقاءها جميعا..
    "دآنيـال" الملك الشاب الذي تحدى كل ملوك العالم بجرأة وقوة..
    "لآينـر" يخاطر كثيراً لأجلها ورغم كل شيء كان يحميها أيضا.. حتى كاد يموت .. ولكن.. وكأنها رأت جسده مرمياً أرضاً.. أهذه رؤية مجدداً !!
    همست تناديه بخوف :" لآينـر...؟ "
    رد عليها شيء ما , ثم شعرت بالدفء يغمرها والهدوء وأن الألم .. لم يعد له وجود.. ~!


  10. #1049

    _ " ليديـا , يا ابنتي العزيزة .. افتحي عينيك.. "
    لمسة ناعمة على خدها , فحركت عينيها بصعوبة.. انحصر الضباب الأبيض الخفيف.. ثم طرف مجدداً ..
    لتقابل عيني حانيتين بلون الزمرد , وبسمة حلوة تثير بها الدفئ.. ابتسمت له مجدداً هامساً بصوت مختفي :
    _ " مرحباً.. "
    _ " ها أنت يا صغيرتي.. كل شيء بخير.. "
    ورفع [سـورد] يدها برقة ليضمها لقلبه و يتبسم لها :" يمكنك العودة للراحة الآن.. "
    لكنها همست تبادله الابتسام وعينيها تنظران نحوه :" لقد.. رأيت والداي قبل قليل.. ذكرا.. اسمك.. خالي.. "
    رأت التماع الدموع الخفية بعينيه وابتسامته تتعمق تمتم وهو ينحني قريبا منها ليقبل جبينها :
    _ " هذا رائع.. لأننا بانتظارك جميعاً.. عودي للراحة يا صغيرتي.. "
    لكنها تمتمتْ وهي تتنهد :" و جيـف , و لآينــر ؟ "
    _ " سترينهم قريباً.. "
    ابتسمت له وهي تغمض عينيها همست أخيراً :" أنا أشعر بالراحة الآن.. "

    استعادت وعيها تماماً في اليوم التالي , وقد كان الجميع حولها في غرفة الدوق ما عدا "جيـف" ! , (لآزورد) افاق قبلها ببعض الوقت.. مدت له يدها كي تلمسه , فشبك أصابعه معها وهو يهمس مبتسماً :" حلمت بأنك تبتسمين لي هكذا.. "
    تبسمت حتى ظهرت أسنانها :" حقاً . اعتقد بأن أحلامنا باتت تتحسن "
    وقد عادت إليهم صحتهم وكأن لا يشيء يعكر صفوهم.. "نينا روجين" و"لوتس" اطمئنا عليها وغادرا لبعض الوقت والدموع تملء عينيها..
    تمتمت "ليديا" للمرة الثالثة :" أريد رؤية جيــف "
    أجابها (آرثــر) برقة :"سيأتي قريباً .. "
    و اللورد (إيميرالد) يومي برأسه هامساً :" والآن تذوقي هذا الطعام الذي أعدته نينا روجين لأجلك خاصة.. "
    ابتسمت له بحب , لكنها لم تمس الأكل قائلة بهدوء :
    _" بالطبع.. لكن حدثوني قليلا عن قصة هذه الورود الحمراء الكبيرة الموجودة في وعاء الماء والذي تحول لونه إلى أحمر ؟ "
    ساد صمت عميق , ثم همس اللورد فجأة :" تذكرت لدي أمر ما.. اعتذر لهذا ليديـا , سأراك قريباً عزيزتي"
    ثم غادر والابتسامة مرسومة بوجهه الوقور , و (آرثـر) يقول برقة أيضاً :" سنتركك لترتاحي قليلا عزيزتي.. هيا آندريا.. سنراك قريباً.. "
    اخذ زوجته معه و خرج.. قال (آيريس) بلطف وهو يوشك على النهوض :" و أنا سـ.... "
    _" لكن و أنت لن تهرب أيضاً آيريس ! , أجلس أرجوك.. خالي , مالذي يجري..؟ "
    جلس الشاب بعبوس طفيف بكرسيه الوثير بجانب (لآزورد) الصامت الهادئ , بينما الدوق كان يحتل الكرسي الفاخر بجانبها حيث كانت جالسة على سريره الضخم المريح في غرفته الخاصة..
    همس الدوق بهدوء وابتسام بنظراتها المتوترة قليلاً :" هذه زهرة الترياق الحمراء, التي جلبها "جيـف" بالتعاون مع الأمير "لآينـر" قبل فترة عزيزتي... وعندما يعود , أسأليه أن يخبرك القصة كاملة , فنحن كذلك لا نعرف التفاصيل.. نذكر معك فقط عندما اختفى هو.. ألا تذكرين هذا حبيبتي ؟ "
    حدقت به قليلا , ثم هزت رأسها.. ولم تمر سوى دقيقة , حتى طرق الباب , فنهض (آيريس) لرؤيته , وعندها.. ظهر..
    (جيـف) بملابسه السوداء , كان شاحباً قليلاً , لكنه ابتسم بشكل ضعيف مقابل نظراتهم وقد دلف من خلفه (آرثـر) و زوجته و اللورد ( إيميرالد) والعجوز (روجين) و (لوتس)..
    أسياده جميعاً كانوا ينظرون نحوه, كانوا يستحقون أن تعود لهم السعادة بعد كل تلك السنين من العذاب , كان يريد أن تسيل دماءه لأجلهم..
    انحنى قليلاً بتحية صامتة.. وهمت "ليديـا" بالنهوض لكن الدوق أمسك بيدها برقة , همس هو بهدوء :" تعال جيـف , يا عزيزي.. أجلس هنا براحة أرجوك.. واخبرنا بما جرى .."
    لكن (جيـف) رفض وهو ينحني ليجلس على أحد ركبتيه بمنتصف الغرفة الواسعة و يده على حزامه.
    أخذ أنفاس عميقة متتالية ولم ينطق أي أحد بشيء...حتى تحدث هو بصوت خافت :
    _" لقد... اكتشفنا من زمن قريب وجود ترياقٍ حقيقي , خلف البوابة المختومة بدرع سيدي "إليكساندر" الثاني.. في ذلك الظلام, لكن كانت المخطوطة التي توضح مكانها بحوزة الأمير "لآينـر آيسكانتاس" .. لقد وجدها بـ.. بالقصر القديم.. واحتفظ بها كان يحاول معرفة سرها, أما أنا.. يا أسيادي كنت أشعر بهذا.. تواصلي مع روح الطبيعة.. أخبرتني بالطريقة.. كنت أريد أن أروي شجرة الترياق بدمي.. ولم... يتبقى لي.. سوى أن أعرف مكانها.. لكن الأمير رفض اعطائي.. و طالب بمعرفة الطريقة.. ورفضت أنا أيضاً أن أخبره.. لستُ أعرف لم يفعل هذا.. لكني عرفت الآن... "
    كانت عينيه تتحركان لينظر إلى سيدته "ليـديا" ,التي هي صامتة مشدوهة لما يقول كالبقية.. والدوق [سـورد] صامت بهدوء ينتظره ..
    أخذ الحارس نفساً عميقاً , وقال :" الأمر كله.. كان يجري بدمي.. أردتُ أن.. أقوم به.. أنه واجبي , هذا الذي يطرق برأسي كل دقيقة من حياتي.. لذا أردت خدمتكم حتى آخر قطرة من دمي.. أريد أن يعيش أسيادي بسعادة.. , تواصلت بنجاح في النهاية مع أمي الطبيعة.. وعرفت مكان الترياق.. ولست أعرف كيف لحق بي الأمير.. لكن... "
    ضم شفتيه بقوة وجسده يرتجف قليلا بينما يده تضغط بقوة على ركبته تمتم بألم :" ليتني.. عرفت كل هذا.. قبلاً.. ولو قبل سنوات بسيطة.. كنت أنا...من ينتهي عنده الأمر... ولقد.. لقد تأخرتُ كثيراً... "
    سقطت قطرات حارة مريرة من عينيه وهو يجاهد لإخفاء شهقات الألم و وجهه يقابل الأرض الملساء اللامعة أمامه.. بينما صور أسياده الذين ماتوا قبلاً تمر بعقله.. وكان آخرهم .. [إيلينـا] التي أحبته و انقذته واعتنت به... رآها بعقله بين الضياء تبتسم له كاد يسمع صوتها حقيقة تهمس باسمه.., فأخذ يشهق بصوت متقطع أليم..
    نهضت "ليديـا" راكضة نحوه, لتعانقه بقوة وهي تبكي بصمت معه.. نهض الدوق من مكانه لينظر بوجوه الشبان قليلا , ثم اقترب قليلا نحو الحارس ليهمس بهدوء :
    _ " جيـف.. لقد انقذت حياتنا.. لم يكن بمقدورك فعلها قبل الآن.. ولكن... "
    كان الدوق ينحني نحوهما بجانبهما , وضع يده على كتف الحارس هامساً برقة وحنان :" لن أعيش بسعادة إن مات مضحياً بنفسه هكذا.. لا أعرف كيف ستكون حياتنا من دونك.. لقد صدمتنا جميعا بفعلتك هذه.. وأني لغاضب منك بشدة لهذا.. أنت كابن لي.. لا يمكننا الاستغناء عنك, يجب أن تبقى بيننا "
    _ " لقد حدث بالماضي ما حدث.. لدينا الآن مستقبل لنعيشه.. معاً "
    همس (لآزورد) ليضع ذراعه حول ظهر "جيـف" وهو يركع قليلا بقربه , أكمل هامساً بشكر وعينيه مغمضة :
    _" أنا حقاً لن أمكث طويلاً على قيد الحياة من دون وجودك.. "
    _ " رغم أنه كان عليكما اخبارنا بشيء.. على الأقل , لم نكن نعلم بوجود شيئا ما كالترياق.. " همس (آرثــر) بعبوس.
    قال (آيريس) وهو ينظر نحوهم جميعاً بالتتابع :" لقد.. جرب.. أجدادنا كل شيء.. لقد فعلوا الكثير.... أنا لم أفهم.. "
    همست العجوز "نينا روجين" فجأة وعينيها اللامعة بالدموع تتطلعان نحو "جيـف" و"ليديا" :
    _" لأنه يا سيدي الصغير ..لم يكن هذا موجودا من قبل... "الحارس"... المخلص , المحب لأسياده.. قوته يمنحها لهم كي , حتى بعد موته تظل دماؤه تحميهم.."
    _ " هذا كان مقدراً.. و "جيـف" كان يفكر بحمايتنا حتى على الأمد البعيد.. "
    همس الدوق بهدوء وهو يومئ برأسه..
    _ " أين الشجرة الآن ؟! "
    سأل (آيريس) بهمس , فأجاب اللورد (إيميرالد) :" لقد اجتثثتها مع الملك "دآنيال" و حملناها إلى حديقة القلعة الداخلية.."
    _ " هذه الشجرة لم تكن موجودة قبل سنوات..!, الأمر غريب.. كيف ظهرت , وبذلك المكان ؟" سأل (آيريس) مجدداً
    نظر الدوق إلى ابنه و همس وهو يميل برأسه نحوه قليلاً ببضع كلمات , لم يسمعها أحد , توسعت عيني الفتى قليلاً , ثم أطرق برأسه..
    بقيت "ليديـا" صامتة ممسكة بيدي "جيـف" بين يديها جالسة أمامه على الأرض لا تصدق بأنه كاد يموت قبل وقت قصير.. كانت شكوكها بمكانها.. كان يفكر بأي طريقة للتضحية بنفسه.. , تمتم الدوق بلطف وهدوء بعد دقيقة :
    _ " ليديـا عزيزتي , حدثيه قليلاً.. أنا ذاهب لرؤية الأمير.. "
    تكلمت أخيراً بدهشة والدموع جامدة بعينيها ناظرة نحوه :" لآينـر هنا ؟!! "
    أظهر لها خالها نصف ابتسامة و همس :" أنه يرتاح في غرفة "آيريس" , ومعه الطبيب فينيآس واللورد جآردن.. "
    همست بتوتر وهي تنظر بعيونهم جميعاً :" أهو.. بخير ؟ "
    هنا همس (جـيف) وعينيه مغمضة بصوت مبحوح :" لقد.. كان جرح الأمير عميقاً , كانت الضربة قاتلة.. أنا لم أصب بالأذى الكثير.. لكنه تصدى للسيف.. أراد.. أراد قتل نفسه قبلي.. لكني كنت متحولاً.. و آذيته لأنه وقف بطريقي.. "
    ضغطت "ليديـا" على يديه قليلا هامسة :" لا بأس عزيزي.. سيكون كل شيء بخير.. "
    لكن الدوق همس ببطء وعيون منخفضة غامضة :" سوف أراه الآن.. لآزورد أستأتي معي..؟ "
    أومأ بهدوء ثم نهض من مكانه قرب "جيف" و كذلك خرج البقية , ولم يتبقى سوى "ليديـا" الجاثية أمام "جيـف" الصامت بمنصف الغرفة الضخمة و(آيريس) الذي تمتم بنعومة :
    _" أعتقد بأن جيـف يستحق أن ينال بعض الغضب الآن.. "
    تنفست "ليديـا" بعمق و منحت "آيريس" ابتسامة خفية , بينما الحارس ينحني متمتماً بأسف حقيقي :
    _ " سامحوني يا أسيادي.. "
    _" لقد افزعتني حد الموت "جيـف" !!!, ما كان سيحصل لي إن علمت بما فعلته.. إن لم يلحق بك لآينـر.. كنت سأموت مجنونة !!.. آه يا ألهي شعرت بهذا.. و حلمت بكما , لكني نسيت لسوء حظي.. وإلا لما كنت سأفلتك من يدي.. أنت لم تكن تفكر بي.. "
    بكت قائلة وهي تهز يده :" ما كان سيحصل لي..!! لم تكن تفكر بي..!! "
    همس "جيـف" بألم :" لكنك دوماً بقلبي يا سيدتي.. سامحيني أرجوك.. "
    اقترب (آيريس) ليطبطب على كتف "ليديـا" هامساً :" حسناً.. جيـف مرهق جداً , ليديا يا عزيزتي اهدئي.. "
    هدئت قليلاً ثم ضمت رأس "جيـف" إلى كتفها , هامسة بحزن :" آسفة يا عزيزي.. أنا أحبك كثيراً , كلنا كذلك , سنجن أن حدث لك مكروه.. أرجوك.. أفهم بأن في غاية الأهمية بالنسبة لنا.. "



  11. #1050

    tNQwe

    في مكان آخر , بجناح الابن (آيريس) , تحديداً بغرفته الخاصة الدافئة..
    كانت خمسة أزواج من العيون تحدق بعمق بجسد ممدد على سرير أبيض كبير.. غير مغطى بشيء.. , الأمير "لآينـر" , مغمض العينين , شاحب الوجه , قد بدلت ملابسه لأخرى فاتحة , ولكن ياقة صدره مفتوحة كلياً حتى وسطه , وقد بان جرح غائر جديد بخط أبيض طويل قليلاً أسفل قلبه..
    كان اللورد (جاردن) منعزل قليلا عن الجمع , بلباس أسود كلياً و يديه منقبضتين فوق فمه بقبضة مشدودة , بينما عينيه تلمعان وهما مسمرتين على جسد الأمير.. كان يبدو شاحبا وعليه أشد علامات القلق غير قادر على النطق بشيء..!!
    بينما الطبيب "فينيآس" يقف مكتوف اليدين أقرب شيء إلى الأمير قرب رأسه وعينيه ثابتتين على الجرح , بلباس قتالي داكن أيضاً.. تنفس (لآزورد) ببطء و بجهد وهو ينظر من خلف (آرثـر) المتجمد الصامت..
    بينما يقف أمامهم بقليل الدوق , الذي اسلبت عينيه على وجه "لآينـر" بهدوء .. بعد ثوان ثقيلة من الصمت
    همس الدوق :" كيف حالَه الآن ؟ "
    تمتم الطبيب مجيباً ببطء ونبرة حزينة لم يستطع اخفاءها :" لقد.. فقد أ.. طاقة كبيرة.. أخشى.. أنه.. أنه.. لن.. آه لدي خبر سيء جداً.. لا استطيع النطق به.."
    لكن صوت اللورد (جآردن) ظهر كسيراً وهو يضم يديه بقوة :" لكنه.. سيبقى على قيد الحياة.. سيعيش.. صحيح ؟ "
    أخفض (لآزورد) رأسه , و (آرثـر) يطرف بعينيه بحزن.. همس الدوق ببطء وهو يقترب خطوات هادئة نحو الأمير :
    _" سيعود قريباً.. يجب أن تتحلوا بالإيمان , .. كنت اعتقد أن نهايتنا نحن قريبة.. ولكن ظهر بأن هنالك أكثر من روح قوية مستعدة للتضحية من أجلنا.. عيشنا سعادتنا , سيكون رد الجميل.. رد لائق بهذه التضحية.. فوق ما يكون الإخلاص لهذا.. سنفعل ما يمكننا فعله.. "
    وقف قرب الطبيب بجانب رأس الأمير , نزع لدوق قفازه الأبيض , و لمس جبين "لآينـر" برقة مسحه وهمس بحنان له :
    _" يمكنك العودة , لأجل ذلك الشعور.. يجب أن تعود.. بنيّ.. "
    ظل يتأمل وجهه الساكن طويلاً ... مرت دقيقة ثقيلة قبل أن تتحرك شفتيّ الأمير ببطء وضعف , نطق شيئا ما.. لكن لم يسمعه أحد.. الدوق فقط.. فهم تماماً ما حاول نطقه.. اسم شخص ما..
    تحرك (لآزورد) قائلا بضيق :" أيها الحكيم ! , مالذي حدث لـ الأمير؟ أرجوك أن تقول.."
    رفع (فينيآس) رأسه عالياً بيأس ثم اخفضه ليهمس بصعوبة وشفتيه متوترتين :
    _ " لقد.. فقد الكثير من قوته.. قدرته.. على إظهار الاجنحة.. لن.. يستطيع التحليق لن يقدر على إظهارها ستقتله... أنه لم يعد يملك القوة لهذا.. "
    تجمد الجو تماما , سقط رأسه اللورد (جآردن) بين يديه شاعراً بالألم الكبير يضرب بصدره , فتح (لآزورد) فمه بصدمة , وأغمض (آرثر) عينيه بألم.. بينما بقي الدوق مخفضاً رأسه ينظر نحو وجه الأمير..
    اعتدل بعد ثوان... و تحرك قائلا :" لنخرج جميعاً الآن من البرج.. "
    همس (آرثر) بتردد :" جميعاً يا عميّ !.. من سيظل لدى الأمير..؟ "
    _ " ليديـا و آيريس .. أنه بحاجة لسماع صوتها الآن.. "
    همس (لآزورد) بقلق :" لـ.. لماذا ؟! "
    ابتسم الدوق بشحوب ولم يقل شيئاً , لأنه يعلم من هو أول شخص نطقت "ليديـا" اسمه بعد افاقتها من المرض الخطير..! وهو كذلك ..! , اقترب الطبيب (فينيآس) هامساً باحترام رغم تعبه :
    _" لست أدري ما أفعل الآن.., اسمحوا لي بالمغادرة مع اللورد خارج القلاع قليلاً.. جاعلاً الأمير بين يديكم الآن.. لكن سأعود قريباً "
    أومأ الدوق (سـورد) وهو يمد يده إليه :" بالطبع أيها الحكيم.. أنا ممتن جداً لوجودك ,أنه يريحني جداً. لآينـر هو كابن لي سنحميه ونعتني به جميعاً.. أشكرك جزيل الشكر.. "
    ثم نظر بعينيه العميقتين الصافيتين نحو اللورد الصامت بحزن شديد لدرجة أنه لا يقدر على تحريك شفتيه أو النطق بأي حرف , و تمتم له :" أعرف مدى قلقك أيها القائد , لكنه سيتحسن أنا مؤمن بهذا.. أرجوكم أن تتحلوا بالقوة.. "
    رفع القائد (جاردن) عينين لامعتين بالحزن وهمس بصعوبة أخيراً :" ليساعدنا الله , الملك إيلايدر لا يعلم ما حدث لأبنه !.., اعذروني.. أحتاج لأن أتنفس.. "
    خرج بسرعة من النافذة قافزاً شارعاً جناحيه بقوة..
    تنهد الطبيب "فينيآس" بألم هامساً بصوت خفيض جداً :" لست أعلم.. إن كانت قواه ستعود.. "
    لكن الدوق أومأ برأسه هامساً بهدوء وهو ينظر إلى الأمير من خلفهم :" لكني .. أعلم بأنه سيعود قوياً كما كان.. "
    -----
    _ " سآراه معك الآن.. قالوا بأنه نائم يرتاح.. سيفيق حتماً.. "
    كان الملك اليافع (دآنيـال) من يتحدث بهمس هادئ إلى "ليديـا" التي كانت بائسة جداً لما فعلاه "لآينر" و "جيـف" .. لكن الحمد لله تحقق الأمل دون أن يموت أحد منهما.. , غير أن الأمير في حالٍ سيئة قليلاً.. والجميع قلق عليه..
    اخبرهم (آيريس) بأنه لن يذهب الآن.. بل اجتمع مع (آرثــر) و (لآزورد) و والده الدوق بحديث ما.. بينما تركوا (جيـف) نائماً يرتاح بجناح الدوق الخاص رغماً عنه..
    فتح الباب بهدوء شديد و سمح لـ "ليديـا" بالدخول أولاً.. إلى غرفة "آيريس".
    نظرت نحو السرير.. وتسمرتْ واقفة , كذلك وقف خلفها (دآنيـال) . حدقوا بجسد (لآينـر) الذي قد جلس , وقد افاق تماماً لكنه منحنِ قليلاً إلى الأمام ويده تمسك بقلبه.. رأسه منكسة نحو الأرض , لم يروا ملامحه لثانية , وهذا ما أجزع "ليديا"..
    لكنه رفعه عندما سمع صوت أغلاق الباب و نظر نحوهم بعيون خاملة مرهقة.. فتحت هي فمها لكن لم تجد شيئا لتنطق به , وكذلك لم يستطع الملك الكلام..
    لكن (لآينـر) بدأ بهمس ضعيف :" آسف , لا استطيع الاعتدال بالجلوس لأجلكما.. "
    تحرك (دآنيال) نحوه بسرعة و أرغمه بالتمدد على السرير مجدداً.. تقدمت (ليديـا) بقلق شديد وعينيها تلمعان بالدموع.. كأنه شخص على فراش موته.. رؤيته بوضع سيء للغاية.. ظنت بإن أصابته خفيفة أو يستطيع تحملها كـ "جيـف"... لكن (لآينـر) تحمل الكثير.. شيء آخر بعد وسيموت..
    همس (دآنيـال) بصوت مضطرب وعينيه زائغتان على وجهه :" لآينـر.. لا ترهق نفسك..! عليك أن ترتاح كثيراً لتستجمع قواك مجدداً.. "
    لكن الأمير تمتم ببطء وهو يحاول النهوض مجدداً :" يجب.. أن أعود لرؤية والداي.. ما دمت حيا.. "
    لم تستطع "ليديـا" إيجاد شيء لقوله.. لكن انحنت لتمسك بيداه.. وكم كانتا مثلجتين.. همست بصوت باكٍ :
    _" يا ألهي.. لآينر مالذي فعلته..! , أنا أرجوك أن ترتاح.. أرجوك تماسك.. فقط قليلاً.. "
    نظر نحوها بتعب , ثم رسم ابتسامة غريبة و تمتم :" أنا سعيد جداً , لأني استطعت تقديم شيء ما لأجلك.. لأجلكم جميعاً.. قد يكفر هذا بعض الذنوب.. لكني مرتاح لرؤيتك أمامي..."
    شدت على يديه بقوة و قالت بغضب باكية :" مالذي تتحدث عنه !!, وجودك أهم شيء !, هل تريد مني أن أموت..!! "
    _ " بل العكس تماماً.. "
    _ " إذنٍ أبقى على قيد الحياة ولا تثر رعبنا !! الجميع قلق عليك.. أتوسل إليك أن ترتاح.. "
    سالت دموعها رغماً عنها وهي ترفع يديه بين يديها وتقبلهما ببكاء وانفاسها حارة متقطعة.. همس الملك بعيون لآمعة حادة :
    _" حاول أن تجرب فعل أي شيء مريع آخر و سأقضي عليك !! أننا نكاد نموت قلقاً.. ليديا لن تتحمل صدمة أخرى منك ! "
    ابتسم (لآينـر) بشكل يثير توترهم مجدداً و نظر نحو الملك قائلا :" لكنك تستمر بحمايتي.. أنا ممتن لك بحياتي دآنيـال.. "
    اعتدل قليلاً وهو يتطلع بوجيههما مكملاً بابتسام :" آسف لما سببته من قلق , لكن لم يكن الأمر بذلك السوء .. لم أكن لأسمح للسير أن يقتل نفسه.. لقد آلت الأمور لهذا فقط.. لا يمكنكم القلق الآن هكذا علي.. "
    فجأة نهض واقفاً , فزعت لما فعل.. اهتز قليلا و الملك يدعم ذراعه بسرعة :
    _ " مالذي تفعله...؟ "
    همس "لآينـر" ببسمة خافتة وعيون منطفئة تنظر نظرة خاوية إلى لا مكان :" يجب أن أعود.. لعائلتي.. كي اطمئنهم.. "
    سار خطوتين و "ليديـا" من خلفه تقول بقلق :" لآينـر..!! لا يمكنك المغادرة هكذا فقط وحدك.. "
    لكن الأمير واجه الشرفة وكأنه مستعد للقفز , وبنفس اللحظات.. ظهر منها ضوء أحمر و هبط (لآزورد) أمامه.. هاتفاً بدهشة و تردد :
    _ " لقد أفقت أيها الأمير.. لكن.. لا تغادر.. من فضلك استرح.. "
    توقف الأمير ينظر نحوه ثم سأله بخفوت وهو يتأمله :" أأنت بخير تماماً..؟ "
    أومأ (لآزورد) وهو يلقي بنظرة إلى (ليديـا) قال بهدوء وهو يمد ذراعه أمامه :" لقد غادر آيريس ومعه اللورد برسالة إلى والدك الملك.. نطلب حضوره فقط.. عمي.. يرفض مغادرتك هكذا ببساطة بعد كل ما فعلته لأجلنا... "
    أظهر "لآينـر" ابتسامة غريبة صغيرة و تمتم وهو يمشي خطوتين هادئتين :" كل شيء بخير الآن.. أنا سأطير قليلا.."
    _ " لا.. " هتف (لآزورد) بوجه شاحب..
    لكن الأمير أغمض عينيه قليلاً و أشع جسده شيئا يسيراً فقط ثم.. وكأن شيئا ما انتزع من قلبه.. تأوه و أنطفئ الضوء.. شعر بدوار رهيب يضرب رأسه بعنف.. تمايل جسده وكاد يقع أرضاً على ظهره , لكن (لآزورد) و (دآنيال) أمسكا به بسرعة و أعاداه إلى السرير.. أمسكت "ليديـا" بيديه معاً مصدومة قلقة و كذلك الملك..
    قالت بقلق :" مالذي جرى ؟.. هل هو بخير.. "
    نظر الشاب (لآزورد) نحو (دآنيـال) الذي يحدق به هو أيضاً بتوتر.. همس بشحوب :" أنه.. مستنزف القوى.. يجب أن يرتاح كثيراً.. لا طاقة كبيرة لديه.. "
    أومأ الملك وهو ينظر إلى وجه "لآينـر" الشاحب فجأة والبارد كقطعة ثلج :" أظن هذا..! هل تعلم أين هو الحكيم فينيآس..؟ "
    _ " لقد غادر مع اللورد ليكس.. لا أدري أين لكن سيعودان قريباً.. "
    همست "ليديـا" وهي ممسكه بيديه :" لآينـر.. أتسمعني..؟ "
    سمعوا انفاسه الصعبة , ثم تمتم بإرهاق وهو يفتح عينيه مجدداً :" لستُ.. أستطيعُ أن... "
    رفع عينيه نحو عيني (دآنيـال) الخضراء المتوترة القلقة , ثم بتر جملته وأغمضَ عينيه مجدداً متنفساً بشكل متقطع وقد فتح شفتيه بشكل يسير ليساعد جسده على احتواء الهواء.. قالت ليديـا بقلق شديد وهي تشعر بأن برودة جسده قد وصلت إليها تجمد روحها و توقف قلبها :
    _" مالذي يجري له ؟ عزيزي لآزورد.."
    التفتت نحوه مجدداً فبدا صامتاً عابساً.. تمتم بعد تردد قصير :" أنه.. ضعيف جداً , يجب أن يبقى مرتاحاً لوقت طويل.. هذا كل ما أعرفه , سيأتي الطبيب فينيآس لرؤيته قريباً.. "
    _ " هل يمكننا جلب أي شيء.. لنساعد "لآينـر" على الشفاء سريعاً من مملكة الظلام.. "
    سأل الملك (دآنيـال) بلا ثقة وهو ينظر بقلق بعيني (لآزورد) الزرقاوين الفاتحتين واللامعتين.. همست "ليديـا" وهي ملتفته تحدق بهما :" بالطبع , يجب أن يكون هناك شيءٌ ما.. ربما كـ... "
    لكن صوت (لآينـر) هو ما قاطعهم بشكل مرهق وعينيه ضيقتين نحوهم يطرف بهما بصعوبة :
    _" لا , لتهدئوا جميعاً.. "
    أخذ نفساً صعباً ثم قال وهو ينظر نحو "ليديـا" :" هل السير "جيـف" بخير ؟ "
    _ " أنه بخير , هو يرتاح كما طلب منه خالي.. وأنت كذلك يجب أن ترتاح.. "
    تمتم (لآينـر) ببرود وهو يغمض عينيه :" بما أني لم أمت.. لا حاجة للقلق.. "
    همست بضيق :" لآينــر أرجوك.!! ".
    تمتم (لازورد) بأمر ما , وتراجع مع الملك ليتهامسا جانباً.. جلست "ليديـا" على طرف الكرسي القريب من السرير الذي يرتاح عليه.. مسحت على يديه برقة وسمعت صوت أنفاسه تنتظم مجدداً.. تنهد طويلاً.. ثم همس ببطء وعينيه نائمة :
    _" جلوسك بقربي.. تنظرين نحوي.. أحب هذا.. يمنحني الكثير من الدفء.. "
    ابتسمت بشكل خفيف وهي ممسكة بيده التي التفت حول يدها.. وضعت يدها الأخرى فوقها تدفئها وهمست برقة:
    _" عدني بأنك ستكون بخير.. عدنّي لآينـر . بلا تلاعب.. "
    شقت الابتسامة الناعمة الهادئة ثغره جعلت "ليديـا" تكاد تضحك سروراً وسعادة لتحسّن وضعه.. تمتم لها ببطء وعينيه لا تزال مغمضة :" ..لكن.. هنالك أمر... "
    تأوهت "ليديـا" بضيق و قالت بعبوس :" ألا تستطيع فقط قول أجل أعدك !!! "
    شاهدته يضم شفتيه قليلاً , همس بهدوء :" لكن.. الحقيقة.. كل شيء بداخلي يعتمد عليك ليديـا~ "
    ضاق جبينها قليلا وهي تنظر إليه بتركيز شديد ويديها تحتضنان يده تماما.. همس بتعب و تنفسه يزداد شيئا يسيراً :
    _" إن ابتعدتِ عني.. هذه هي حالي.. لقد.. أخبرتك.. لكن ربما لا تتذكرين.. "
    بدا حزيناً جداً فجأة وشفتيه المحمرتين تطبقان و تعبسان بسرعة قبل أن ترتجف كلماته في النهاية.. تحركت رموشه السوداء جداً بسبب بياض و شحوب بشرته , فتح عينيه بضيق , ثم نظر نحوها, إلى عينيها.. منتظراً..
    لكن "ليديـا" تذكرت ما قاله.. توتر قلبها.. همست وهي تخفض عينيها :" أنا.. أتذكر.. "
    حاولت سحب يديها بهدوء من فوق يده , لكنه بقي ممسك بها.. برقة لا بإحكام , قد تفعل هذا لكنه يخبرها بأنه لن يتركها..
    أبقت يديها , ثم تمتمت ببطء رافعة بصرها نحوه :" ولكن يجب أن تشفى جيداً أولاً... "
    همس ببطء وعينيه ثابتة إليها دون أن يطرف بهما :" .. و ..بعدها ؟ , إما أن أسلم نفسي للموت فهذا رحيم بي كثيراً... "
    تضايقت ليديا بشدة فنهضت قائلة بتوتر غاضب :" لآينـر..! أرجوك.. كل العالم قلقٌ عليك.. "
    التفتَ كلٌ من (لآزورد) والملك (دآنيـال) نحوهما من زاويتهما يحدقان بدهشة طفيفة ممزوجة بالقلق عندما بدأ صوتهما عالٍ قليلاً , ضيق (لآينـر) عينيه و تمتم بعبوس :" سيطوى كل شيء لسبيل النسيان , الجميع يستطيعون هذا.. لا حاجة للجزع.. حتى والديّ.. "
    صرتّ "ليديـا" أسنانها بحده لا تود أن تصرخ به وهو بهذه الحال :" أنت.. أنت قاسي القلب لآينـر.. "
    رد بهدوء وهو يغمض عينيه :" أنا واقعٌ بحبك ليديـا.. "
    شعرت و كأن الدماء كلها تغلي بجسدها وحتى وجهها المحمر.. بينما الملك وقريبها , واقفان ينظران و يسمعان بدهشة..

    Z4pXH

  12. #1051

    eIAOe

    بمكان آخر , قصر مهيب يطفو بهدوء في عتمة الليل البطيئة .. بقاعة واسعة خالية و مظلمة.. تسري بها رياح خفيفة باردة..
    جلس الملك (إيلايدر) متنهداً فوق عرشه وقد بانت ملامح وجهه المرهقة الشاحبة والخطوط بدأت بالظهور حول شفتيه وعلى جبينه , تمتم بتعب
    _:" ما معنى رسالة "فينيآس" بأنهم سيعودون قريباً ؟؟! "
    عندما زفر الهواء تكاثف أمام وجهه من شدة برودة الجو .. طرف بعينيه و نظر أمامه , ظن بأنه يتخيل بدايةً , لكن هذا حقيقي..
    أضاءت القاعة بضوء أحمر خافت مصدره جناحيّ (آيريـس) الذي هبط كصمت الظلام من شرفة كبيرة مفتوحة جانباً أمام الدرجات لمنصة العرش , ومن خلف الفتى كان هنالك مجنح أسود لا يبين منه شيء ..
    عقدت الصدمة لسان الملك الوحيد وهو ينظر بعيني الشاب اللازوردية اللامعة.. تمتم الأخير بهدوء شديد واحترام وهو يومئ برأسه :
    _" أيها الملك.. نحن هنا لأخذك لزيارتنا , أجب الدعوة من فضلك.. "
    همس الملك بصعوبة وهو ينهض من مكانه :" إليكساندر ؟!! , لكن.. أنت شاب يافع صغير.. "
    عبس (آيريس) لكلمة صغير قليلاً , ثم أظهر ابتسامة ناعمة وتمتم :" أجل , يا مولاي , هل تقبل دعوتنا و تأتي معنا..؟ "
    كانت هناك ألآلف الاسئلة تدور برأس الملك المندهش , قال ببطء وقلبه يدق بقوة :" أجل.. سآتي معكما.. "
    أستدعى المجنح الأسود والذي لم يكن سوى اللورد (إيميرالد) الحصان الأسود المجنح في الخارج , ليأتي بخفة الريشة السوداء و يهبط في منتصف القاعة.. هبط الملك المنصة وهو يمشي من قرب (آيريس) ينظر نحوه بتوتر خفيف ..
    همس الشاب وهو يمسك له الحصان :" سأساعدك يا سيدي.. "
    ابتسم الملك أخيراً و هو يصعد قال :" آوه أشكرك أيها الشاب.. لكن .. ماهو اسمك ؟ إن لم يكن لديك مانع تثيرني الدهشة والفضول لرؤيتك ".
    نظر في عيني (آيريس) اللتان كقطعة من الزمرد الأزرق العميق , ثم همس ببطء :" سيخبرك والدي هناك كل شيء "
    همهم الملك موافقاً .. ثم حلقوا بسرعة شديدة خارجاً في ظلمة السماء ..
    -------
    جلست بهدوء وحدها في مجلس صغير بالشرفة الضخمة التي تطل على ضوء خافت خفيف يحيط بالشجرة الكبيرة التي غرسوها في منتصف القلعة بالقاعة ذات القبة الكريستالية .. ورودها الحمراء الكبيرة تملء كل الأغصان و أوراق الشجرة الخضراء الناعمة الكبيرة تتحرك بما بدى كموسيقى ساحرة هامسة مع صوت الرياح الخفيفة..
    تنفست ببطء و عمق عدة مرات , ثم زفرت و سمح لعقلها بأن يغرق بالتفكير به , "لآينـر" .. متغير جداً , يتصرف بكل تهور , هي لا تعهده هكذا.. قبلاً , كان أكثر هدوئاً و اتزاناً وكل حرف لديه له ميزانه , يكاد يثير الجنون من شدة كتمانه وتحفظه للأسرار ولقد جرؤ أيضاً ليمسح جزءاً من ذاكرتها.. ومع كل شجاراتهم قبلاً هي لا تكرهه أبداً..

    تنهدت بتعب , لكن الآن.. قلب العالم رأساً على عقب و ظهرت عائلتها , وهو فعل ما فعله.. و بعدها يريد الموت.. وكأنه لم يعد هنالك شيء للعيش لأجله..!
    شعرت بالحزن يعتصر صدرها , لقد أخطأت بشأنه كثيراً وستظل تشعر بالذنب تجاهه , لأنه قام بتلك المخاطر الكبيرة لأجلها.. هذا كان واضحاً..
    لن تتحمل أبداً الحياة إن رحل.. لقد أحبته حقاً , لكن لا تدري إلى أي درجة..
    _ " إنكِ هنا.. "
    صدر همس خالها الدوق من جانبها وهو يقترب ببطء , نظرت إليه بحزن , فابتسم بهدوء وهو يجلس بقربها ويحتضن رأسها إلى صدره ..
    _" آوه يا صغيرتي ما كل هذا الحزن ؟ "
    كادت تبكي وهي ترد بارتجاف :" لا أدري.. أنها سعادة مختلطة بحزن.. أنه متألم.. أنا أشعر بألمه.. "
    شهقت تبكي بحرارة , ضمها الدوق أقرب إليه و مسح على ظهرها يهدئها وابتسامته لم تختفي , همس بكل حنان :
    _ " لا يا حبيبتي , أنه يتحسن بسرعة , بفضلك أيضاً , هو يتماسك.. أرى بأنه لا حاجة للقلق , الجميع يحتاجون لبعض الوقت.. وأنتِ كذلك.. "
    هدئتها كلماته فمسحت دموعها و همست بهدوء :" هل جيـف بخير..؟ أريد أن أراه الآن.."
    ذهبا الى غرفة الدوق الخاصة به وهي ليست بعيدة عن جناح (آيريس) حيث يرقد الأمير , فتح لأجلها الباب الكبير الداكن المصقول و تمتم
    :" سأتركك لبعض الوقت.."
    همست وهي تضم يديها معاً :" لا أريده أن يستيقظ الآن.. لكني أرغب برؤية وجهه.. "
    تقدمت من السرير الكبير ذو الستائر الخفيفة المزاحة جانباً , في الغرفة الواسعة المعتمة بدفء و هدوء..
    نظرت بوجهه الهادئ النائم و التقطيبة الخفيفة بين عينيه وكأنه عابس وهو ممدد على الفراش و الغطاء الوثير الثقيل من فوق جسده , كانت يتنفس ببطء و وجهه مبيّض شاحب وشعره الداكن متناثر جانباً , تنهدت بخفاء وهي تتأمله ..
    آوه جيـف العزيز الثمين , كم مرت ضحى لأجلها .. حتى بمشاعره و كتمانه الآلام و الحقائق المفزعة , كل شيء في حياته.. كل ذرة من قواه وضعها فقط لأجل حمايتها و الاهتمام بها..
    مسحت بخفة على جانب وجهه وقلبها ينطق " كـن دائما بخير.. "
    خرجت بهدوء و هي تسير عائدة إلى الشرفة التي كانت جالسة عليها , سمعت أصوات همهمات , فاقتربت أكثر.. و رأت خالها والشبان مجتمعين و كذلك اللورد "جآردن" واللورد (إيميرالد) و الطبيب "فينيآس" و ملك سيليزيوس "دآنيـال" وكذلك العجوز (نينا روجين)..
    توقفت همهماتهم وهم ينظرون نحوها , لكنها اندهشت عندما خطت إليهم أقرب , و رأت الملك (إيلايدر) والد (لآينـر) يقف بينهم .. وهو كذلك مندهشاً ينظر إليها.. ثم همس :
    _" ليديــا...!! "
    اقترب خطوة و مد يده إليها فسلمت عليه وهي تبتسم بشحوب , ابتسم لها بحنان شديد و همس :" شرف لي رؤية مجدداً.. "
    _ " بل أنا من تشرف برؤيتك سيدي.. "
    تمتم الدوق بهدوء إلى ابنه (آيريس) :" والآن خذ جلالة الملك لأجل رؤية ابنه.. "
    بقوا واقفين و الملك يتحرك مع الشاب , بعدما غادرا , همس الملك (دآنيـال) بخفوت :" اسمحوا لي بالمغادرة الآن.. "
    أومأ الدوق هامساً :" بالطبع أيها الملك.. نشكرك كثيراً لبقائك.. "
    لكن اللورد (جآردن) قال وهو يلتفت نحوهم :" وأنا أيضاً مغادر مع الملك.. اتمنى لكم مساءاً طيباً .. "
    قالت "ليديـا" بسرعة :" حسناً , لكن عودا لرؤيتنا لاحقاً.. "
    وتمتم (لآزورد) :" نعم , يجب عليكم هذا.. لا أدري ما كنّا سنفعل من دونكم.. "
    أومأ (آرثــر) وتبسم الدوق برقة , ابتسم الملك (دآنيـال) أيضاً أخيراً و همس :" حسناً.. "
    ثم نشر جناحيه البنفسجيين و من خلفه حلق أيضاً اللورد المعلم..
    بعد دقيقة قصير عاد (آيريس) هامساً :" الأمير مستيقظ.., لكن الملك يريد رؤيتك أيها الحكيم.. "
    ضاقت عيني الطبيب (فينيآس) قليلاً , ثم قال :" سأذهب إليهم.. "
    قام الحكيم بشرح ما حدث للملك , قام (لآينـر) بالفعل بالكلام وأنه بصحة ممتازة الآن .., لكن فضل والده أن يستمع للآخرين أيضاً , ثم جاء الدوق بنفسه و (آيريس) بعد فترة قصيرة , جهزت العربة , وببساطة , غادر الملك و الأمير والحكيم بحراسة (إيميرالد)..

    قالت "ليديـا" بصدمة وهي تضم يديها لقلبها وهم لا يزالون منتظرين بالمجلس أمام الشرفة :" وغادر هكذا فقط.. دون أن يقول كلمة..!! "
    تمتم (آيريس) بهدوء ناظراً نحوها بذنب خفيف :" أنه.. من أصر على هذا.. ببساطة همس بأنه تفوه بما يكفي.. ونظر إلى والده قائلا بأنه يجب أن يرى أمه ليطمئنها وأخويه.. "
    صمتت بحزن وهي تخفض عينيها , همس الدوق :" يجب عليكم أن ترتاحوا كثيراً.. سأبقى مستيقظاً انتظر عودة اللورد.. ليديا يا عزيزتي لقد اُرهقتِ كثيراً.. "
    سارت رغما عنها الى غرفتها برفقة (لآزورد) الصامت.. فهي رغم التعب لا ترغب بالنوم أبداً , وكذلك لن تقلقهم.. ستنام قليلاً..
    همس لها (لآزورد) عند مخدعها و (لوتس) تجهزه لها :" هل أنتِ بخير..؟ "
    ابتسم لها بشحوب , فابتسمت له برقة وهي تمسك بيده راده بهمس هادئ :" أجل , أفضل من أي وقتٍ مضى.. وأنت.. لآزورد؟ "
    رفع يدها وقبلها هامساً وعينيه تغمضان بتعب :" بخير وأشعر بالراحة.. الآن.. لقد قاما بانتشال عائلة إليكساندر من وحل الألم "
    تمتمت ببطء :" لا.. لم تكن عائلتنا هكذا أبداً , ولن تكون.. كنا طوال الوقت معاً.. سعداء بتواجدنا معاً لقد اجتمعت بكم لم أكن أكثر سعادة من هذا.."
    ابتسم لها بعمق وعينيه تلمعان كالزمرد , أومأت له بابتسامة رقيقة و كادت تلتفت لولا أن همس (لآزورد) مجدداً ببطء :
    _" ليديا.. آ.. "
    التفتت تنظر إليه باهتمام , فقال بتردد شديد وعينيه تنظران حوله :" آه.. أنه.. الأمير.. لقد ضحى بالكثير وكاد يموت.. وتلك شجرة الترياق.. لأجلك فقط.. اعتقد بأنه.. بأنه.. يحبك كثيراً.. "
    توسعت عينيها بدهشة شديدة و خفق قلبها باضطراب , قالت :" لا , لآزورد.. لآينـر لم يقم بهذا وحده.. جيـف وهو كادا يضحيان بأنفسهم لأجلنا.. لقد فعلا هذا معاً لأجلنا جميعاً.. أنا أظن هذا بالفعل.. "
    ضم هو شفتيه ببطء و بقي ينظر نحوها , ثم انحنى قليلا إليها ليهمس بهدوء شديد :" لقد سمعته ..!, كان متألماً لكنه.. لكنه.. "
    بدى (لآزورد) ضائعاً و مرتبكاً , وكذلك توترت "ليديـا" قليلاً , لكنها همست بهدوء و رقة :" أنني رأيت هذا بعينيه , أنا أعرف "
    صمتت قليلاً وبقي هو صامتاً بعمق أيضاً , ثم همس برقة :" تهمني جداً مشاعرك ليديا.. لا أريد أن يجرحك أحد.."
    ابتسمت بخجل هامسة :" بالتأكيد ,وهذا شعوري تجاهك أيضاً..."
    منحها ابتسامة رقيقة ثم قبلها على رأسها , و تمنى لها ليلة هانئة ثم غادر.. رغم أن (لوتس) تغمرها السعادة حتى أعلى رأسها و تبدو وكأنها على وشك الاحتفال.. لكنها قدرت إن سيدتها مرهقة تود النوم الآن..
    ------
    مشى (لآزورد) بهدوء في ممرات القصر الكبيرة والواسعة , وعقله غارق تماماً في ألآلاف الأفكار.. هبط أمامه مجنح أسود , انحنى اللورد (إيميرالد) قليلاً وهمس بعطف واحترام وعينين رقيقتي النظرة :" مساء الخير, أيها السيد لآزورد , هل يمكنني الكلام معك لدقيقة فقط.."
    نظر نحوه الشاب مندهشا قليلاً , ثم أومأ وهو يسير إلى جانبه :" بالطبع أيها اللورد , تفضل.. "
    مشيا معاً وهمس اللورد بهدوء وجدية :" لآ أريد أن أثقل عليك أبداً , وأنا أقدم اعتذراتي الشديدة عما فعلت مرغماً إياكم على قبول ما طلبت.."
    وقف أمامه و تابع بأسف شديد :" أرجوك أن تسامحني.. أنا أخليك من مسألة زواجك بـ جوريان تلك الابنة , إني قررت أن آخذها بعيداً لعائلة أخرى تعيش وحيدة في مكان ما في سفوح الجبال المظلمة.. حيث لن تستطيع الهرب من هناك.. "
    فتح (لآزورد) فمه لينطق.. لكن اللورد رفع يده قليلا مكملاً :" لا أرجوك يا سيدي استمع إلي.. أني لا أريد لك سوى السعادة.. بالتأكيد , أنا أظن بأنك أفضل شاب قد يوجد بهذا العالم ومن عائلة إليكساندر , لأنك قبلت بهذا الأمر.. أرجوك أن تجد السعادة.. كما وجدها آرثــر.. وأدعو كذلك لـ آيريس وليديـا.. والجميع.. لهذا.. أنا اعتذر قمت بعمل رهيب تجاهك.. "
    و جلس على أحد ركبتيه أمام الشاب , الذي هز رأسه بقوة و قال وهو ينحني ليمسك بكتفه :" أرجوك.. سيدي اللورد.. أنا.. "
    قاطعه "إيميرالد" وهو يمسك بيديه :" لا.. لن تتعذبوا أكثر.. كان يكفيكم ما يحدث.. تلك الطفلة تحتاج لتعلم الكثير , الكثير جداً , وأنا والدها.. وتكريماً لأمها الغالية.. سأهتم بها.. لستُ أريد ألقاءها إليكم.. وهي سلالتكم.. لكن.. سعادتك تأتي أولاً.. أنا أحبك بشدة كابن لي.. وسعادتك هي سعادةٌ لي يا لآزورد يا بني.. "
    عانق الشاب بحب شديد وهو يتنهد تعباً وشكراً , بينما كانت عيني (لآزورد) تلمعان بالدموع , ليس يدري الآن ,
    كيف ستكون حياته , حياتهم.. بقية أفراد إليكساندر الأحياء...!!

    اخر تعديل كان بواسطة » أطياف الليل* في يوم » 26-01-2014 عند الساعة » 14:53

  13. #1052
    Z4pXH


    _ " جميل عزيزتي , تبدين كالأزهار "
    ابتسمت "ليديـا" بحب شديد وهي تنظر نحو خالها الدوق من معقدها الفاخر وسط حديقة أزهار الزنبق الملونة حول البركة الجميلة , وبجانبها يقف (جيـف) بكل ارتياح بملابس أنيقة تليق به..
    كان يقف أمامها كل أفراد العائلة تقريباً بالإضافة إلى النبيل (بيرل) و زوجته و طفلتهما الجميلة التي هتفت بمرح :" أريد أيضاً أن أرسم لوحة للأميرة ليديـا !! "
    كان (آرثــر) يرسم لوحة كبيرة لها مع "جيـف" وهو جالس بارتياح مقابلا لهما "ليديـا" و "جيـف" ومن حوله هو يقف الدوق و اللورد والشابين (آيريس) و (لآزورد).. كان هناك احتفال لطيف يقيمونه و لأنها أيضاً ستعود إلى حيث موطنها و عمها (إيدموند) الذي ينتظرها بشغف بعدما رد على رسالتهم قائلا بأنه يود بشدة رؤية الجميع..!
    تحسّن (جيــف) كثيراً جداً , حتى روحه الداخلية , أصبح يبتسم بشكل رقيق عندما تتبسم له "ليديـا" أو أحد أفراد العائلة.. هو لم يكن هكذا قبلاً, و هالة الحزن التي كانت تحيط به بغموض تلاشت , الآن مشرق جداً وعينيه لامعتين بالسعادة الحقيقية وهو يرى أسياده وقد غادرهم الألم بلا عودة..
    أرسل الدوق رسالة إلى الملك (إيلايدر) يسأله عن حال (لآينـر) فرد عليهم بأنه بخير جداً متحسناً كثيراً وهو يطيع ما يطلبه منه الطبيب "فينيآس".. سيقوى مجدداً , وسيعود كما كان..
    لكن في اليوم التالي , أو الليلة التالية , غادر (آرثـر) و(لآزورد) واللورد (إيميرالد) بخفاء لرؤيته و الاطمئنان عليه بأنفسهم , شعرت "ليديـا" بالتوتر قليلاً ولم ترد الذهاب..
    -----

    بعد أيام قلال , أرادت العودة لموطنها .. وكذلك أراد الفتية زيارة الكونت.. "إدموند" عم ليديا الوحيد.
    أبدى (كارلوس) ابن عم "ليديـا" انبهاره التام بـ اقاربه من ناحيتها المميزون.. , في عالمهم هم كذلك فما بالهم بهذا العالم العادي , كان هذا خارقاً للطبيعة ولذا... لم يخرجوا من قصر الكونت "إيدموند".
    همس (كارلوس) ويده أمام فمه وهو يتأمل (آيريس) و(لآزورد) الجالسين بهدوء أمامه في المجلس الفاخر بقاعة القصر الرئيسية
    _" ظننت بأنكما أخوة , لكنكما ابنا عمومه مثلي و ليديـا, يسعدني التعرف إليكم, رغم أن والدي حدثني عنكم لكن.. لستم أبداً كتخيلاتي.. أتعرفان أساطير اليونان لدينا , أنها خارقة جداً , لكنها مقارنة بكم.. لا شيء أبداً... "
    ابتسم (لآزورد) بشكل طفيف و ضحك (آيريس) قائلا :" وكذلك يسعدنا رؤيتك , ليديا حدثتنا عنك , لكنك خالفت توقعاتنا.. إنك رزين جداً و حكيم تشبه الكونت والدك.. "
    التفتت "ليديـا" نحوهم مصدومة قائلة :" كارلوس رزين !! "
    شعر (كارلوس) بإطراء شديد و قال بسعادة :" معك حق !, ليديا تعلم هذا جيداً.."
    غمز لها بخفاء , فهزت "ليديـا" رأسها بيأس ثم عادت للنظر نحو عمها و خالها المندمجين بالأحاديث السعيدة ومعهما (آرثـر) , شكرهم الكونت بعمق :" هذه الهدايا التي جلبتموها ثمينة جداً , لم يكن عليكم احضار شيء , رؤيتكم فقط هي الهدية الكبرى.."
    تبسم الدوق برقة هامساً :" و رؤيتكم كذلك , من كان يظن , حمداً لله تحقق هذا.. "
    _ " أريدكم أن تبقوا هنا طويلاً.. "
    أومأ (آرثـر) ببطء و بدت عينيه غائمتين قليلاً غارقاً بتفكير بعيد.. ثم نظر بخفية نحو وجه "عمه"(الدوق سورد) ثم عاد إلى ذلك الشرود .. بقي الدوق صامتاً لثانية ثم ابتسم :" لا نستطيع أن نطيل المكوث.. لكننا سنعود دائماً للزيارة.."
    شعرت "ليديـا" بالحزن يغمرها لأنهم مضطرون للمغادرة بعد يومين أو ثلاث.. فنظرت نحو (لآزورد) و(آيريس) الذين صمتا قليلا ينظرنا نحو الرجلين الكبيرين..

    عند المساء غلبها النعاس الشديد و الانهاك , فلم تقدر على فتح عينيها وهي تسمع أصواتهم و ضحكاتهم بعد تناول العشاء , لم يكن بخدمتهم سوى خادم واحد وطباخ أما البقية فقد أرسلهم الكونت بإجازة, جالسين بالغرفة الدافئة لأجلس شرب الشاي.. أطبقت جفنيها بثقل شديد ولم تقدر على فتحهما وانزلق رأسها جانباً..
    _" ليديـا ؟! "
    همس (آرثر) برقة وهو من كان يجلس بجانبها الثاني فهي كانت جالسة بينه و بين خالها , لمس خدها وقال شيئا ما فعم الصمت قليلاً .. ثم شعرت بنفسها محمولة على ذراعي أحدهم , كانت مصابة بالخدر الشديد ولم تعد تسمع الأصوات سمحت لنفسها بالغرق بعمق بالدفء والراحة..
    تنفست بعمق وهي تفكر بعائلتها هذه , شعرت وكأنها نامت طويلاً , لكنها لم تستيقظ كلياً بعد , وكأنها أحست بأنفاس أخرى معها بالقرب منها , تمتمت ببطء ناعس :" آرثـر..؟! "
    صدرت همهمة رقيقة تجيبها , فتابعت ببطء :" أقيموا.. هنا.. يمكنكم.. العيش هنا.. بسلام.. بالقرب مني.."
    _ " لستُ أدري يا عزيزتي.. "
    شعرت بمسحه رقيقة على جانب شعرها والصوت ناعم وهادئ جداً قريب من أذنها, تنهدت مجدداً هامسة :
    _" سأخبر هذا لخالي غداً.. هممم.. ستحب (آندريــا) العيش هنا.. "
    سمعت صوته يتأوه , ولم يكن هذا (آرثــر) !, بل همس الصوت بهدوء شديد و برقة :" أظن , معك حق حبيبتي.. هيا عودي للنوم.. "
    لكن تذكرت (لآينـر) فجأة ! و خطت صورته العابسة بعقلها أمام عينيها , تمتمت بصوت حزين خافت :" و.. لآينـر.. "
    لم يرد عليها الصوت , همست مجدداً بضيق وجسدها يتحرك قليلاً :" أنه.. أنا أشعر بأنه.. يحتاج للراحة.. "
    لُمست يدها برقة , وهدئها الصوت العميق :" سيكون كل شيء بخير.. "
    لكن فجر اليوم التالي , لم تفق جيداً, كانت تشعر بالحرارة الشديدة تجتاح جسدها !! , سمعت أصوات كثيرة ولم تقدر على فتح عينيها من شدة التعب والإعياء فقط أخذت تهمهم
    وتمسك بقوة بيد عمها قائلة بأنها تريد بعض الماء فقط و ستنهض..!
    لكن الطبيب أتى و وصف الدواء , لم يكن هناك أي أمر مقلق سوى أنه مجرد ارهاق !
    سمعت صوت "جيـف" ثم خالها , ولكن عادت لدوامة مزعجة من الظلام و البرودة ..
    حلمت عن (لآينـر) مجدداً , و رأته واقفاً .. نادته بصوت ضعيف :" لآينر , هل أنت بخير ؟ "
    ظنت بأنه سيبتعد ولم يلتفت نحوها في البداية , فهتفت بتعب و يائس :" لآينــر..!! "
    كانت تشعر بالحرارة تحرق وجهها و دموعها تسيل , لكنه نظر إليها مختفياً ببطء , ولقد سمعت صوته يهمس باسمها من بين الضباب..

    _ " ليديـا.. افتحي عينيك.. "
    ارتجفت منتفضة وهي تشعر بيد دافئة تمسح على جانب خدها , فتحت عينيها وهي تشم رائحة خفيفة عطره تعرفها..!!
    بالكاد نظرت في العتمة الخفيفة و رأت انفه وشفتيه , ثم إلى عينيه و شعره , ووجهه الملائكي القريب الهادئ وكأن جالسٌ على طرف السرير يرنو نحوها.. همس برقة شديد وعينيه تلمعان :
    _" أجل هكذا.. أنا هنا لأجلك.. لطالما كنت.. "
    , أهو حقيقي ؟!!! أهو هنا بالفعل ؟؟! رفعت يدها قليلاً إلى وجهه.. فأمسكها بهدوء و انحنى يقبلها هامساً :
    _" قولي شيئاً ليديا.. "
    التمعت عينيها و همست بشفتين ترتجفان لا تصدق ما تراه :" أنت هنا..! أ.. أردتُ رؤيتك.. لآينــر.. "
    وكادت تبكي وانفاسها تضطرب و تتسارع , لكنه انحنى قليلا هامساً وهو يلمس وجهها بخفه :" أجل , جئت لأجلك.. لقد.. سمعتُك تناديني.. أنا دائماً معك.. "
    مدت يدها الأخرى إلى عنقه أنه هنا حقاً , و قربته منها حتى احتضنته إليها وهي تبكي مرتجفة :" هل سامحتني..؟ أرجوك.. "
    تأوه لا يصدق رفع رأسه وقال بوضوح لكن برقة :" يا ألهي ليديا , أنا من عليه أن يطلب الصفح !, وأنا لديك إلى الأبد سأكون قربك.. أتثقين بي ؟ "
    أومأت وهي تنظر بعينيه العميقتين الدافئتين , تبسمت أخيراً ببطء فانحنى ليقبلها على جبينها هامساً :" لا تظنين بأني بعيد , أنا قربك دائماً ,أنا.. أنتظرك دائماً.. يمكننا أن نقوى معاً وسأعود إليك.. "
    همست بارتياح :" تعلم شعوري تجاهك.. أرجوك.. لا تبتعد.."
    _ " لن ابتعد , وعندما تناديني كما الان , فأنا بجانبك.. وهذه لأجلك أيضاً.."
    فتحت شفتيها بدهشة وهو يأخذ من عنقه سلسالاً فضياً رقيقاً جداً بجوهرة صغيرة بحجم اللوزة بلونٍ زبرجدي أصفرٍ مخضر هادئ جميل , انحنى ببطء و وضعه حول عنقها , تنفست بعمق مندهشة :" آووه لآينـر , هذا جميل.. شكـ... "
    _" آششش , شكراً لك أنتِ لقبولها مني.. تعلمين.. "
    ضم وجهها بين يديه الدافئة و نظر عميقاً بعينيها هامساً :" سأنتظرك.. كوني بخير و مرتاحة فقط.. لا مزيد من الحزن وجميعاً قربك.. "
    همست بعيون لامعة :" لآينـر.. لا تبتعد.. "
    _ " أنا رهن أشارتك ليديـا , أني أتطلع إليك دائماً.. ها أنا أتحدث بالوعود إليك.. لن أبتعد عنك أبداً , قد لا ترينني موجوداً لكني أشعر بك بعمق , آتي إليك ما احتجتني , كما أني أشتاق إليك دائماً.. "
    تمتمت بتوتر طفيف وهي لا تزال مستلقية بسريرها :" لآينـر , أنا.. أيضاً اشـ.. أشتاق إليك , وإلى ما كنّا تلك الأيام.. لكن عائلتي , أقصد أخوالي.. "
    _ " أعلم هذا .. أنهم بحاجة إلى وجودك بقربهم.. خاصة هذه الفترة , وأنا حليفكم أيضاً ليديـا.. أفهم هذا كلياً, عليكِ أن ترتاحي ويرتاحوا هم أيضاً.. "
    أظهر بسمة هادئة دافئة كنظرة عينيه الرقيقة , همس بخفوت شديد :" سيكون كل شيءٍ بخير, أنا بقربك ولأجلك ليديا.. "
    قبل يديها معاً ثم تركهما و أسند رأسها جيداً على الوسادة , ثم رأته يتراجع بهدوء وعينيه إليها , نحو الشرفة المفتوحة , رأت حصاناً أبيضاً ناعماً بجانحين ناصعين واقفاً بخفة شديدة على الشرفة , امتطاه (لآينـر) و حلق بعيداً في هدوء الفجر الغامق..
    همست لنفسها وهي تتنهد مخرجة الهواء من أعماق صدرها :" بعدما يطمئن قلبي كلياً , سأسمح لنفسي بأن اشتاق إليك كل ثانية لآينـر..".
    أغمضت عينيها ترتاح بنوم هانئ ناعم وقد تراجعت الحمى بعيداً , ومن خلف الباب خرج الزفير بطيئاً من صدره الواسع ويده على مقبض عصاه الفاخر , وخاتم الزمرد يلمع في العتمة ببنصره الأيسر , همس بهدوء شديد وعينيه بلون الزبرجد الأزرق الفاتح واضحة بالظلام :
    _" سأضع كل حكمة حياتي وكل القوى كي يعود أبنائي للعيش بسلام وحب وأمان.. "
    ~
    أومأ الحارس من خلفه بجدية , سيبقى "جيـف" دائماً و أبداً الحارس الوحيد الأقوى للعائلة , واهتمامه الأكبر مركزة على ابنة العائلة الوحيدة ,
    لا أحد يعلم هل يعود الشر والسحر الأسود , وهل سيعود أفراد إليكساندر لقوة الحكم مجدداً واعتلاء عرش أسلافهم الأولين ~؟





    أنا سعيدة لأن أكتب ( تمــتْ )

  14. #1053


    آنتظـآر !-

    مجوكـهـ

    عاشقة القصص

    yuyu2010

    dragon1414

    ✿ clαrα

    Lady _ sama

    Be cool12

    رسالة حبرها دمي

    T U L E E N

    lovely***selena

    %بنت المدينة%

    s!scely

    قــــ م ــــر

    Kasahana

    ǺṧŦrỈḍ

    khouloud

    The hidden girl

    بنوته كدش

    PinkSoul

    Emelea

    ღ♥ღ klara ღ♥ღ

    DmOoO3

    ṖỆṔ$Ϊ

    ♥ṩᾄʀᾄмὄὄή♥

    ΐηѕρΐяαтΐση

    أشــلي

    Ṛ σ 7

    رايو لاند

    shymaa ali

    همس اعماق البحر

    ...(ساكو)...

    روعـة الخآلقـ~

    ✿ Lσѕн

    Sad m00n

    talean

    M!sS C

    M A R I E

    sho0osho0o cute

    &waody&

    حزن العيون

    ღبسـ أمل ـمةღ

    يسمينة

    Diana Riland

    احساس الطفلة

    أنغام الموسيقى

    **MARY**

    jeute

    رفيعة المقام

    محبة شيسكي

    relena81

    Venice Dream

    عُنفوان الصِباآ

    BLACK MOONI

    blue snow

    yuri_chan

    Nice *_^ girl

    į η $

    funny_star_1995

    الشموخ هو مقامي

    doly-love

    **aiko**

    أمواج هادئة

    Ḿσđḿαżiℓ , Ṟυ2α

    ~ « ωоdїї

    relena G!rl

    Arriety"


    ♥ L E E N

    Yϋкı ₡hสи ❀

    لاڤينيا . .

    TheButcher95

    WIND. WINGS

    انين الورود

    άπoŎłičiσυs

    ..× حلا ×..

    AS CAPITANO

    ضي القمر1

    Princess fofa

    alm7bobh

    ΣłŠѕ ħổқäјį nắЯ

    Missing - Heart

    ألحآآآنــ ...

    Crỷsŧal

    الروائي الكبير

    BovarDia

    ùŧάữ-şђαή

    ماساكي أنزو

    فتاة الزهور

    nor33

    Ayami メ

    أنـدلس

    kikyo0o

    خيال زهرة

    كونان ايدوجارا

    ☂ Silєnт Dєαтн

    Keen ~

    Girl love

    نظرة تفاؤل

    Ryana Alawood

    lulugomar

    نور الدار

    اسيرة الحياة

    مشاكس و مشاغب

    ahmed al dosky

    P į α

    Đαяк εмσ™

    وردة الموت

    Anģεlά

    lolo molo

    CR7 lover

    ~sakura mikan~

    sungmei sarang

    amo0ola1996

    grey dust

    Maria Rose

    نهر الحنين

    Bibo_95

    Danger Moment

    شمعة ولا أروع

    alex _ alex

    Ghost.

    OKIYA SUBARU

    nana ~!

    gano-chan1
    محبه رلينا

    Jυlίєt

    ocean butterfly

    Cynie

    Mo0n-Light

    $#زهرة الربيع#$

    Wonder A




    يا أحباء cry
    أنا سعيدة للغاية لمتابعتكم المخلصة و الرائعة طوال الوقت و منذ متى و أنتم معي حتى النهاية cry !!!
    أشكركم من الاعماق و لا تكفي sleeping~


    أراكم بكل بخير و آتمنى لكم التوفيق بكل أمر ,,embarrassed ~

    أرجو أن تتذكروني بالخير , و لم أكن لأستمر لولا توفيق الله و تشجيعكم cry !!
    ظننت في أوقات بعيدة بأن النهاية لن ترى النور hurt , لكن حمدا لله , وصلت إليها معكم embarrassedcry ~
    أرجوكم آن تسامحووني على كل تقصيير , بغض النظر عن الظروف .. اعتذر عن كل تأخير و تقصير ~

    أشكركككم ألف و كل عام و أنتم بكل خير و صحة e418

    تمنياتي بالتوفيق ,, و إلى اللقاء ^^.. أظن e404e20ce20ce20c~




  15. #1054
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    كيف حالك اختي عزيزة^^

    يا لها من نهاية سعيدة فعلاً وصدقاً من أعماق قلبي من أروع و من روايات مفضلة لدي ما قرأت حتى الآن ماشاء الله cry

    وما ساعدني لاينر بخير laughبرغم ان ما يضايقني رومانسيته التي أتمنى رميها من الخارج النافدة ولا يستطيع الطيران devious<وهذه لا ينر من شخصيات المفضلة في رواية laugh

    وجيد والحمدالله أن ليديا بخير e107

    ماشاء الله عليك أنت كاتبة محترفة وبراعة حقاً وانظر ان شاء الله المزيد من كتابات ان شاء الله asian

    بل نحن من علينا شكرك أيتها مبدعة ماشاء الله asian

    في حفظ الله biggrin
    اخر تعديل كان بواسطة » SHION XIII في يوم » 26-01-2014 عند الساعة » 16:39

  16. #1055
    ما اشد سعادتي بكتمال الرواية e106
    نهاية رائعة ولكن الا تستطيعين ان تكتبي جزء نهائي لما حصل ل ليديا ولاينر في المستقبل ؟frown
    تحياتي لك e106

  17. #1056
    اوووه يالها من نهاية سعيدة ..e106
    عزيزتي ابدعتي في روايتك هذه ونتطلع لمزيد من كتاباتك بالمستقبل ان شاء الله
    وللعلم انني كنت متابعة بصمت ولكن حان الوقت لأفصح عن وجودي الى انني متأخرة كما يبدوا..e404

    في امان الله ..e414

  18. #1057
    حـــــــــــــــــــــــــــــــأااجز !!!! ogre !!!!
    مكــــــأني ogre !
    آآآآآآآآآآآآآ سنودعكم للأسف cry
    تم الإنتقال إلى عضويه : أُنسٌ زَهَر
    http://www.mexat.com/vb/member.php?u=772171

    { عُذراً سُكونُ الصّباح ، فصَمتُ الليلِ أصبَحَ أَجمَل ! }

  19. #1058
    احم احم ... لقد مر وقت طووويل حقا منذ بداية متابعتى لهذه الرواية الجميلة
    حسنا فى الواقع طوال العامين الماضيين
    كنت اتابع الرواية بصمت نظرا لانشغالى بالمدارس وايضا لتعطل حاسوبى الاغلبية العظمى للوقت
    اسفة حقا
    بالنسبة للرواية
    انى ل سعيدة وحزينة حقا لانتهاء رواية بمثل هذة الروعة
    عزائى الوحيد هو ان ارى رواية اخرى من كتابتك
    وايضا لاينر وجيف ازعجانى حقا بتصرفاتهما
    وايضا كارلوس رزين ...>>> يالك من مسكين ايريس
    سعدت ايضا بشفاء ليديا
    اعجبتنى النهاية كثيرا ....وفاقت جميع توقعاتى
    لكنها بدت غامضة قليلا بالنسبة لى حول مستقبل لينر وليديا خصوصا وبقية الشخصيات عموما
    لذلك اتمنى اذا استطعتى كتابة فصل خاص حول هذا الامر كما قالت اختى Cynie
    لكن اذا كنتى لا تريدين فلا باس
    سعدت حقا بقراءة رواية فى غاية الجمال مثل روايتك
    فى انتظار جديدك ...انستى الكاتبة
    تحياتى لكى
    e056
    اخر تعديل كان بواسطة » funny_star_1995 في يوم » 28-01-2014 عند الساعة » 11:27
    سبحان الله وبحمده ..سبحان الله عظيم ...

  20. #1059
    إذا لكل بداية نهاية .... و هذه نهاية أجمل قصة أقرأها
    كانت منذ البداية تستحق كل ثانية إنتظار تستحق كل شعور أحسست به
    عند قراءة كل حرف ، أسلوب متميز و دقة متناهية و مجهود واضح
    شكرا لأناملك التي خطت و لعقلك الذي فكر و لإراتدك التي حثتك للمتابعة
    شكرا للتكملة و شكرا لعرض هذه القصة و شكرا لإظهارك موهبتك الرائعة
    أنتي متمكنه و تستحقين الكثير....

  21. #1060
    إذا وصلت النهاية
    عودة برد محترم إن شاء الله يليق بوداع رواية كهذه
    حبايبي
    يمكن نسيتوني من طول الغيبة بس والله مفتقدة الكل هنا لكن مشغولة حبتين ذا الأيام
    الله يحفظكم ودعواتكم

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter