عندما اجــلس وحدي استرجع ذكريات الماضي واقلب صفحات كتابي الذي سجلت فيه ذكريات الاحباب لحضات الوفاء ..استغرب امرا عجيبا !! ..لما لم اجد لك صفحة في كتابي .. عندها أتألم بصمت ..
وعندما اغلق كتابي ابتــسم ويغمــرني الســرور ..
لأنــي جعلــتك عنــوانا لكـــتابي مثالــا للــوفاء ..
صغير على الحياة صغير .. الامر كله يسير .. لا تعب ولا أعباء .. ولكن كلما اكبر يكبر العالم من حولي .. كلما اكبر ارى نفسي اصغر فالعالم يكبر .. والمشاكل تكثر .. والحياة تتعثر .. القريب غريب في نظري .. والطريق القصير طويل .. سلم النجاح عالي .. فكيف الوصول ؟!
الظلام يزداد كل يوم اكثر .. والدنيا بيوم وليلة تصبح اصعب واشقى .. والطريق طويل طويل .. والمخاطر كثيرة .. والسواد غطى الليل .. والنهار اصبح حلما بعيد .. والفجر لا يبزغ اليوم .. والنجوم لا تزين السماء .. اين كنا واين وصلنا ؟! ..
أأغلق النوافذ ؟! .. وارصد الابواب ؟! .. واجلس وحدي في زاوية هناك ؟! ..
اين الرفاق والاصدقاء ؟! .. هل الصداقة كذبة دفع ثمنها كثيرون وكنت منهم يا ترى ؟!
بدء البرد يتسلل الى اطرافي .. واليأس لقلبي عنوان .. لمن احكي ؟ .. ولمن اشكي ؟!..
اين الاصوات التي كانت هنا في النهار هادرة ؟!.. اين من قالوا نحن الرفقة الصادقة ؟! .. غادورا وتركوا المكان .. ما ان حل الليل في سماءي .. هربوا ما ان رأوا الغيوم تغزل داري ..ما اشقاني ..
ذكريات تمر في خاطري .. ذكريات ذكريات .. تدفئني قليلا ولكن سرعان ما ابرد وابرد ..لأني ازداد حزنا وهما .. في ذكرياتي اناس كثر ..ولكن .. اين هم اليوم ..لقد غادروا ورحلوا ..
ذبلت ازهاري .. اختفت الواني .. ماتت فراشاتي .. بكت سماءي .. عصفت احزاني ..دخلت الاشواك اصابعي ..فزادت المي .. والظلمة أعتصرت فؤادي .. والوحدة سم يفتك احشاءي ..شفتاي تصطكاني .. اطرافي بالبرد ترتجفاني .. وعيوني تبصر ولكن تكاد تغلقها اجفاني ..والرمش يبتل بماءي .. والخدان تغيض عليهما الدموع كأنهما نهراني ..
عيناي في النهاية .. غرقت بالدموع الجارية .. وغص الفم فلم يعد يروي حكاية .. واغمضت اجفاني لتكتب النهاية
ولكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ن فجـــــــــــــــــأة !!!!!
اشعر بغطاء دافئ على كتفي .. وكأن الشمس اهدته من دفئها نصيب ..!!
ويد امتدت فمست الدمع عن الخدين .. كم حنونة تلك اليدين !!
وصوت جميل بدء يعزف على اذني الالحان .. وكأن موسيقاه ممحاة اخفت كل الاحزان !!
وصوت غناء بدء يرن في الاذان ..مااجمل ذلك اللحن الغناء !!
أبلبل اهدى ذلك الصوت الجمال ؟! .. ام تنازلت له بتغريدها الاطيار !!
ما ادفئ ذلك اللحن .. وما اكثر ما يتخلل ذلك الصوت من حنان ..!!
صوت هادر .. لحن دافئ .. قلب رائع ..!
وكأنني اعيش احلى امسية !!
تراودت في بالي الاسئلة ..
من صاحب ذلك الصوت الرنان .. وكيف له ان يجمع بتغريده كل هذا الحنان !! ..فيرسم لي احلى الالحان ..ويصبح بالاخلاص فنان..!!
أهي ببغاء بستان ؟!.. انطلقت من احدى الجنان ؟!.. فغطت جسدي بجناحيها الملونان ..وبدأت تغرد لتجعل لي من السعادة مكان ؟!..
اريد ان اعرف .. بكل تأكيد ولكن اخاف ..!! واخشى .. أن فتحت عيني تختفي وتطير ..
اخشى ان اكتشف بأنه حلم او سراب جميل ..
لا اريد لعيني ان تفتح لأني لن امل من هذا الحلم الجميل ..
ما اجمل تلك الاغنية .. وما احلى تلك الوتيرة ..!! صوت تعجز عن وصفه كلماتي ..من اين جاءت ومن تكون .. المهم انها هنا بجواري .. تملئني بالحناني .. وتبعث في قلبي الاماني .. وتغسل من فكري احزاني .. وتمحوا بصوتها الرنان اهوالي ..
بدء الفجر يبزع مع صوتها الرناني .. والنجوم تلمع في سماءي .. والبدر يضيئ ظلمة احزاني ..
وبدأت الشمس تغزل بضوءها الخيوط الذهبية فدخلت عيني وايقضتني ..
لم اشعر الا وقد فتحت عيني ..
واذا بي ارى امامي عينا متلئلئة مليئة بالحناني .. وابتسامة أخذت من قوس المطر الالواني ..
وجه ينصع بالبياضي ..كانه بدر يضيئ كل آن ..أملاك يقف امامي ؟!!..
اغرقتني الدهشة فجلست انظر اليها والاعجاب يملئ بالي .. جلست انظر ولا ابالي ..
ولكنها وقفت فجأة واتجهت نحو النافذه .. خشيت ان افقدها فتطير بعيدة عن حياتي ..
وقفت مسرعة ولكن قدماي خانتاني .. ويداي من كثر ما عنات من البرد لم تسنداني ..
فلم استطع الا الجلوس والمناداتي ..قلت لها لاهثة :تعــالي
عن نفسك عرفيني .. من اين انت اخبريني ..؟!
فقد ملئ صوتك علي مكاني .. وحنانك غمر فؤادي .. وان فقدك كانت نهايتي ..
القت نظراتها علي .. فأرتعش قلبي .. وتقدمت نحوي بأبتسامة .. عشت وانا انظر اليها احلى سعادة ..
ومدت لي يديها وقالت: انهضي .. فالشمس اشرقت بعد الغيابي .. وخيوط الفجر تلون السماء فترسم لوحات الجمالي .. هاتي يديك تعالي ..
لم امر بلحضة تفكير .. لان يدي امتدت واصبح عندي الصعب يسير .. والطويل قصير ..والحلم بين عيناي اشرق بالاثير ..نهضت ما ان وصلت يدي الى يديها .. وكأنها بعثت الي من طاقتها شعاعا ..وقفت انظر الى النافذه وهي بجواري باسمة ..
أجل .. انها نسيم امل .. ملئتني بالاماني .. وحملتني على اجنحة الحمامي ..
من تكونين يا اختاه ؟! .. فبجمالك اذهلت وبقلبك الكبير تعلقت ..هلا اخبرتني ..؟!
قالت الي: تعالي .. اغمضي عينيك وافتحي قلبك وانظري من جديد ..
ففعلت ..
واذا بي ارى امامي بستان ..فيه من صنوف الازهار اللوان ..!!
قالت :الم تسمعي ان للصداقة بستان ؟! .. فيه ازهار وازهار .. ليس فيه الا الجمال ..
ثم امسكت زهرة كبيرة بدت لي اجمل الازهار .. تتوسط بستان كبيرا محفوفا بالازهار ..كان عطر تلك الزهرة التي امسكتها يملئ الجنان ..
ولكن تلك الزهرة كانت بلا اللوان ؟! ذابلة تبدو ليس كبقية الازهار !!!.. فتعجبت منها واردت السؤال:
ما بال هذه الزهرة ذابلة وسط هذا البستان ؟!.. الم تشرب نصيبها من الماء ؟!.. ما بال اوراقها مختفيه ..؟!
يتبــــــــــــــــــع
المفضلات