.
.
.
.
.
...
-- ألا تتسع هذه البيوت لكل واحد في المدينة ؟!!
---- هااااه ما هذا السؤال الغريب طبعاً ستتسع !!
-- اهئ اهئ ... .. ولماذا لا يعطون كل واحد بيتاً خاصاً به ؟ ... لماذا لا يجمعون الأطفال الذين ليس لهم بيوت ويعطونهم بيتاً واحداً كبيييييييييييييراً يلعبون فيه ؟!! >_<
---- آآآآآه هل تقصد دور الأيتاام ؟!!
-- لاااا لا لا أنا لا أقصد تلك !! ... أقصد .................
---- أوووه لماذا أنت ممل هكذا لا تطرح أسئلة غبية مرة أخرى !! ... لكن أنت موهوووووووب يا صديقي هل أنت صنعت هذه المدينة لوحدك دون أية مساعدة ؟!! .... واااااو إنها رااااائعة !!
-- نعم أنا صنعتها بنفسي ... ... لقد استخدمت المجسمات التي كانت في صندوق ألعابك .. !!
---- ممتااااااااز !! ... أنت تصلح لتكون مهندساً معمارياً يا أخي !! ... هاااااه ماذا تفعل توقف ؟!! .. لماذااااااا
-- لقد بنيتها لأفعل بها هكذا !! ... ليتني أستطيع .. .. ليتني أستطيع تحطيم البيوت الحقيقية بقبضتي .. .. كما فعلت مع هذه المجسمات !! . ..
---- لااااااااا لماذا لماذااااا لقد كسرت مجسماااتييي ...
.
.
.
.
********
.... أين هو الآن ؟ .....................
.
.
.
^___^ ... ما بك يا سامي لقد سهوت طويلاً !! ما الي يشغل تفكيرك ؟!!
-- أأأ لا لا .... ... أفكر فقط في كمية الدروس هذه !! ... كم سنستغرق من الوقت حتى نذاكرها ؟!! ... الإمتحانات باتت وشيكة ..
--- امممم .. ... أنت لم تكن تفكر في الدراسة الآن !! ^____^ ..
-- تباً وما أدراك أنت ؟!!
--- قد لا أستطيع معرفة ما تفكر فيه ... لكنك لا تستطيع الكذب علي !!
--
--------------------
بهذا الحوار القصير تبدأ حلقتنا .. حوار بين رنا وسامي ... في المقهى الذي يجلس فيه الطلاب من أجل مذاكرة دروسهم ...
كان المقهى مزدحماً .. وقد ارتفعت فيه أصوات ضجيج الطلاب ..لم تكن كلها من أجل الدراسة طبعاً !!!
طاولة سامي ورنا ... كانت مليئة عن آخرها بالكتب والدفاتر والأقلام ... ولم تكد كؤوس العصير تجد لنفسها متسعاً في تلك الطاولة الصغيرة ...
كان سامي ورنا .. يتحدثان حول آخر حدث مهم شهده الفصل الدراسي ...
قالت رنا مبتسمة : حسناً سأخمن .. ^_^ .. اممم ... أعتقد أنك تفكر في ... ... اممممم ... خطتنا التي نجحت .. لمصالحة جواد ورامي !! ... أليس كذلك ؟
رد سامي بعد أن حدق لثوانٍ في وجه رنا : امم تقريباً !! .... كيف عرفت ذلك ؟!!
أجابت رنا : حسناً .. لأن هذا آخر ما حدث في الفصل ^_^
إستمر سامي في التحديق برنا بعيون مستغربة .. وقال في نفسه ساخراً : يا لها من غبية !! .. لم أكن أفكر في هذا الآن ...
ثم أجابها قائلاً : آآآه أجل أجل تقريباً ... ... معك حق !! ^_^ .. أنت ذكية ..
إبتسمت رنا ... ثم سألت سامي .. وعلامات الارتباك قد ارتسمت على ملامحها : اممممم لا أدري يا سامي ... .. لكن لا تقل لي أنك شعرت بتأنيب الضمير لأنك كذبت عليهما !!
إستغرب سامي من هذا السؤال المفاجئ .. ثم أجاب قائلاً : أبداً على العكس !! ... المهم أن النتيجة كانت طيبة في النهاية ... ^_^ ... رغم أنني لا أكذب أبداً ... لكنني الآن لم أشعر بتأنيب الضمير ... !!
ردت رنا وعلامات الارتباك لا تزال مرتسمة على وجهها : أجل .. .. هذا ما كنت أريد قوله لك ... ... لكن سامي ... هل حقاً كنت مع إياد عندما تعرض له أولئك الأشرار ؟!!
صمت سامي للحظات .. ثم صرف بصره عن رنا وأجاب غير مبالٍ : لا لم أكن معه في ذلك الوقت !! ... ما يشغل بالي أنه حذرني من بعض قطاع الطرق في أحد الأزقة ... ... لقد قال بأنه لمح ظلالاً سوداء في نهاية الزقاق المجاور ... لكنني لم ألمح شيئاً !! ... ظننت أنه يكذب علي في البداية !! .... لكنهم تعرضوا له فعلاً >_< ...
ردت رنا : أووه المسكين !! ... إنه ضعيف البنية ولم يستطع التصدي لهم !!
سامي : أجــل !!
وفي هذه اللحظة تغيرت نظرة رنا نحو سامي ... وأصبحت أكثر جدية .. وكأنها تريد تفحصه بعناية ... سألته قائلة : حسناً سامي هل تسمح لي بسؤال ؟!!
رد سامي : تفضلي !!
رنا : ما الذي فكرت فيه بعد ما رأيت ما حصل لإياد .. هل ارتحت لأنك كنت قد عدت إلى بيتك ولم تضطر للدفاع عليه .. أم أنك تمنيت لو أنك بقيت معه.. حتى تنقذه منهم ؟!!
وبسرعة أجاب سامي بغضب وانفعال : ســـؤااال غبي !! ... طبعاً ارتحت لأنني لم أكن متواجداً في ذلك الوقت !! .... ما بك يا رنا ما هذا السؤال الغريب ؟!!!
إبتسمت رنا ابتسامة عريضة .. ثم أجابت بلطف : ^____^ .. وماذا لو كنت متواجداً ؟!! ... هل كنت ستتركهم يضربونه ؟!!
وهنا ... تغيرت ملامح سامي ... ببطء ... وأصبحت مزيجاً بين الجدية والحزن ... أخفض رأسه قليلاً .... ثم أجاب بهدوء .. وبصوت جاد جداً : لا .... !!.. لو كنت متواجداً .. !! .. فإنني كنت سأفقد السيطرة على نفسي ... وأندفع لإنقاذ إياد دون أن أشعر بذلك ... ... ثم أجد نفسي في النهاية حزيناً !!! ... وأنا لا أريد حدوث شيء كهذا مرة أخرى !!
أجابت رنا ... باستغراب شديد : غرييييب !! ... لكن ما هذا الكلام الذي تقوله يا سامي ؟!! ... أليس رائعاً أن ينقذ الصديق صديقه ؟!! .. كل الأصدقاء في الفصل يحترمونك احتراماً شديداً .. بسبب ما تقدمه لهم من مبادرات رائعة لمساعدتهم !! ... .. كيف تقول هذا ؟!!
رد سامي مباشرة : يحترمونني !! لكنني لا أحترم نفسي !! .... أنا لست طيباً يا رنا ..... ..
ثم رفع بصره ببطء لينظر في وجهها ... كانت نظراته هذه المرة مختلفة جداً ... كان يغلب عليها طابع الشر والحقد ... حتى أن رنا اندهشت بشدة من تلك النظرة الغريبة ... : هاه !!
أكمل سامي كلامه غاضباً وهو يحدق في رنا بعيون باردة جداً : غيري هذا الموضوع يا رنا ولا تحدثيني عنه بعد الآن !! ... أنا لست طيباً ... قد تصدر مني بعض الحماقات .. عندما أعرض نفسي للخطر من أجل مساعدة الآخرين ... ... لكن لا تنتظروا مني !! ... أية مشاعر رقيقة .... إفهمي هذا جيداً يا رنا ... ...
صمتت رنا للحظات .. لأنها اندهشت من كلام سامي .. ونظراته الغريبة التي لم تر مثلها من قبل ... لكنها حاولت إخفاء دهشتها .. والمحافظة على ابتسامتها الرقيقة ... فأجابته قائلة : أليس هذا تظاهراً منك يا سامي ؟ ^_^ ... حقيقة الإنسان تظهر في انفعالاته ... زلات لسانه .. وتصرفاته التي يقوم بها عن غير وعي ... ... لا تحاول يا سامي .. ^__^ ... لن ينظر إليك أحد هذه النظرة ... .. مهما حاولت ..
رد سامي صارخاً ... وقد تطاير شرر الغضب من عينيه : ونقاط ضعفه أيضاً !! ... تظهر في تلك الأشياء ... ... ... قلت لك يا رنا ... غيري هذا الموضوع ... .. حالاً ... !!
لكن رنا لم تتأثر بغضب سامي وصراخه .. بل استمرت محافظة على نفس ابتسامتها العريضة ... وسألته بلهجة بسيطة جداً : حقاً ؟!!
أجاب سامي برسعة وبانفعال : أجل !!
... مازالت رنا محافظة على نفس الابتسامة العريضة .. لكنها استفزت سامي بتكرارها نفس السؤال مرة أخرى : .. حقـــاً ؟!!
وفوراً أجاب سامي : أجــل .. !! ...
لكنه فجأة شعر بالحرج من نفسه .. ومن ملامح رنا .. التي قرأ فيها أنها تفهمه جيداً .. أكثر من أي شخص آخر ... تحولت ملامحه الغاضبة إلى ملامح ارتباك وخجل ... ثم قال يصوت منخفض .. وبلهجة حزينة : .. في الواقع ....... !!
المفضلات