الفصل الخامس : ظهور الفرق السرية عام 1941م
دارت في ساحات القتال عمليات سرية عنيفة ، سعى فيها المتقاتلون إلى معرفة خطط بعضهم البعض و إلى تضليل أو إخفاء مخططاتهم السرية.
كانت هناك عمليات تجسس متبادلة و جواسيس مزدوجي الولاء ، و كانت أنباء و إشاعات مبالغ فيها حول عمليات الجواسيس .
و عندما اكتشف الخبراء العسكريون أنه من الضروري إنشاء وحدات سرية تقوم بالتخريب و العمليات الإستخبارية ، قررت الولايات المتحدة مع بريطانيا إنشاء وحدة تقوم بالعمليات السرية من كلا الدولتين و أسموها مكتب الخدمات الإستراتيجية ، و كما قال أحدهم عند افتتاح مكتب الخدمات الإستراتيجية : (( ساعدونا بقدر ما تستطيعون يا أصدقائي ، و سنعيش أياماً مجيدةً ثانية ، عندما تخيم الحرية و السلام على الأرض )) . و تلا خطابه النشيدان الوطنيان للدولتين و بدأت الفرق السرية العمل الآن بقيادة مكتب الخدمات الإستراتيجية بإستثناء الوحدات السوفياتية ، فأنشأ مكتب الخدمات الإستراتيجية للقيام بهذا العمل ، فكانت الوحدات السرية في العالم آنذاك تتكون من :-
1- O.S.S : و هو مكتب الخدمات الاستراتيجية يتكون من وحدات خاصة من جميع القوات الحليفة ما عدا القوات السوفياتية ، حيث تقوم بعمليات التخريب و التجسس و قتل أكبر عدد ممكن من العدو .
2- S.A.S : و هي القوات الخاصة البريطانية الملكية المحمولة جواً و أغلب مهماتها إنزال المظليين وراء خطوط العدو و إشاعة الفوضى .
3- S.O.E : و هي وحدة تابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية و يطلق عليهم الفدائيين الإنجليز ، لقد نظمت عمليات عديدة للفدائيين و غاية هذه الوحدة التخفيف عن كاهل الفرق الخاصة و معرفة القدرة الدفاعية في حصون هتلر الأوروبية و اكتشاف قيمة التكتيك الذي تضعه القيادة لفتح جبهة ثانية في أوروبا .
4- O.S.A : و هي فرق مقاومة من عدة دول منها : فرنسا و بولندا و هولندا و بلجيكا و الفيليبين و عدة دولٍ أخرى شملهم الغزو و الإجتياح ، كانت هذه الفرق نشيطة في الأراضي التي خضعت للإحتلال ، و تتلخص مهامها في إعاقة و خلخلة المجهود الحربي للعدو ، و ضرب أهداف صغيرة لكنها مؤثرة ، منها ( تخريب سكك الحديد و خطوط الهاتف و تقديم معلوماتٍ قيمة عن مكان العدو ) ، و تعمل المقاومة طبقاً لتعليمات قيادة مكتب الخدمات الإستراتيجية .
5- U.D.T : أي فريق التدمير تحت الماء و مهماته تخريب الموانيء و السفن الحربية في البحر .
6- N.K.V.D : و هي وحدة سوفياتية سرية و قاسية تتكون من جيش سري قوي عدده نصف مليون مهمتهم العمل أثناء المعارك .
7- M.V.D : و هو فريق الإستخبارات السوفياتي القوي جداً و مهمته التنصة و القيام بالعمليات التخريبية و جلب المعلومات السرية .
8- C.D.U.S : أي وحدات التدمير القتالية و مهمة هذه الفرقة تنظيف الشواطيء و تمهيد الطريق لوحداتٍ أكبر ، و قد تكونت من مهندسي كتيبة البناء في البحرية و خبراء التدمير ، و كان يتوقع من هؤلاء الرجال أن يسبحوا لبضع مئاتٍ من الياردات فقط ، كان التحرك الناجح على الشواطيء يشكل الهدف الأساس لذلك ركز التدريب في هذه الوحدة على القدرة على التحكم بالقوارب الصغيرة و الوصول إلى اليابسة و إزالة العوائق بفاعلية من على الشواطيء و حولها .
كان على قادة الحلفاء التحرك بسرعة ليكون لهذه القوات الخاصة تأثيرٌ إيجابي في مجهود الحرب . أمر قادة الحلفاء بإنشاء مزيدٍ من فرق القوات الخاصة أثناء الحرب و قد تشكلت من متطوعين متحمسين من القوات المسلحة .
جزءٌ مهمٌ من تدريبهم كان يرتكز على قدرة التحمل الجسدية ، تم إطلاق ستة أيامٍ تعرف بأسبوع الجحيم يدفع في خلالها الرجال إلى أقصى طاقاتهم الجسدية و العاطفية ، يهدف التمرين إلى غربلتهم ليبقى فقط من تسمح لهم حماستهم بتخطي الألم و التعب و الإجهاد ، تمرينُ هذه التجربة القوية ، لا بل القاسية ، كان بأنه يتوقع من هؤلاء الرجال أداء مهامهم في ظروفٍ أصعب بكثير ، تم التركيز بشكلٍ كبير على تقنيات تنظيف الشواطيء .
كان التدريب محفوفاً بالمخاطر لكن الجميع كانوا يعرفون أن الرجال سيواجهون ظروفاً أصعب بكثير عندما يحين الوقت لمواجهة الأعداء ، لدى التخرج كان الرجال يوزعون على فرقٍ من ستة أفراد .
سيضطر رجال هذه الوحدات إلى العمل كجنودٍ في مهام حقيقية ، لذلك يدربون بشكلٍ مكثف على الأسلحة النارية ، يختبر تمرين إطلاق النار الحي قدرتهم على المحافظة على رباطة جأشهم في الظروف المشوشة للمعركة ، و يتدربون على الهجوم بالإنزال المظلي و المناورة في قوارب صغيرة ، مع استمرار التدريب التقني يحافظ رجال الوحدات على اللياقة البدنية ، لذلك يعد التدريب المكثف رجال الوحدات للعمل على القتال في أي ظرفٍ كان من القفز من الطائرات إلى النزول من القوارب .
لا يقتصر التدريب على القدرة الجسدية فحسب ، بل ينتظر من رجال الوحدات أن يكونوا مدربين فكرياً ، لذا يمضون ساعاتٍ طويلةً في المحاضرات .
يجب أن يكون هؤلاء الرجال قادرين على التفكير بمفردهم أثناء العمليات ، تعلم الخبراء العسكريون أن القرارات تأتي قاسيةً و سريعةً في ساحة المعركة و شاطيء الإنزال .
لكن هذه الفرق عنصرٌ أساسيٌ في استراتيجية الحلفاء العسكرية ، تخولهم تمارينهم المستمرة للعمل من القطب الشمالي إلى خط الإستواء في النهاية تبقى مهمتهم خطرة و السبب :-
1- التسلل إلى وسط القوات المعادية .
2- تنظيف الشواطيء التقليدية .
3- تمهيد الطريق لوحداتٍ مسلحةٍ أكبر .
4- قتل الأعداء .
مهمةٌ مميتة يأدونها بتفانٍ و مهارة منذ بداية الحرب العالمية الثانية .
المفضلات