السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
في وقت مبكرا جدا استيقظت من النوم فجأة وكأن أحدا أيقظني, نظرت إلى النافذة فوجدت حتى الشمس لم تشلح سواد الليل عنها ...وتسألت في نفسي من الذي ايقظني ونعاس النوم مازال في عيني ...رجعت إلى فراشي وكلي أمل في أن أعود للنوم مرة ثانية وما أن وضعت راسي على وسادتي إلا بي أسمع صوتا اشبه باصوات الطبول وكأن أحد ينادي ولكن صوته ليس بذاك الوضوح ...ترقبت الصوت ولاحظت أقترابه شيئا فشيئا وصوت المنادي يزداد وضوحا حتى سمعت ما قاله , ( سحور ...سحور ) عن طريق أصوات الطبول التي تغطي شوارع الحي برنينها مناديا لنبدأ بتناول الطعام قبل أن تقام صلاة الفجر …تذكرت , بعدها تذكرت أنه أول يوم من شهر رمضان الكريم ...أبعدت شبح النوم عن راسي وذهبت لأغسل وجهي وأستعيد نشاطي فرايت أمي تحضر مائدة السحور قبل أن توقظنا ...تناولنا طعامنا بسرعة قبل أن يعلن المؤذن قيام الصلاة ...وما أنتهينا بقليل سمعنا المؤذن وبصوته الجميل يؤذن بكلمات الله الخاشعة ( الله أكبر ,الله أكبر …أشهد إن لاأله إلا الله, اشهد إن لا إله إلا الله …اشهد أن محمد رسول الله , اشهد إن محمد رسول الله …حي على الصلاة , حي على الصلاة …حي على الفلاح , حي على الفلاح قد قامت الصلاة , لا إله إلا الله ) …صلينا ركعتين وبدأنا بذكر الله عن طريق السبحة او اصابع اليد ومن ثم قرأنا بعض من القراّن للعمل على ختمه في هذا الشهر الفضيل …
وفي وقت الظهيرة شاهدت التلفاز بدأ بالرقص فرحا بالأدعية الجميلة والأناشيد المغردة والقناديل( الفوانيس) منيرة للشاشة , حقيقة أن هذه القناديل لها تاثير جميل في داخلي فما أجملها من بساطة وما أجملها من عادات التي وللأسف قد بدأت بالزوال يوما بعد يوم ...الوالدة تبدأ بتحضير أصناف الحلوى العربية الأصيلة كالكليجة الشهيرة والكنافة و البقلاوة اللذيذة …وكأننا في هذا الشهر الكريم نسترجع أيام أجدادنا حتى أننا نبدأ بلبس الدشداشة مليئين بالغبطة وكأنها المرة الأولى التي نلبس الدشداشة بينما هي أصلا من اصولنا …وكل ما فتحنا التلفاز عند الظهيرة نرى القارئ يقرأ القراّن الكريم وكله خشوع …وبعد ساعات الأنشغال من هنا وهناك …ولم يبقى من الوقت إلا ساعة فنفتح التلفاز علنا نرى شيئا يلهينا عن غير التفكير بالطعام وما أن نجد القارئ قد رجع لقراءة القراّن وكلنا منصتين له حتى يحين موعد الأفطار …ونبدأ بتحضير المائدة المباركة ..وما أجملها من مائدة أهم ما فيها الشوربة والسلطة وأكواب اللبن وصحن من التمر لنبدأ به وجبتنا كما كان يفعل الرسول محمد ( صلى الله وعليه وسلم ) …مع اضافات ثانوية كالرز وخلافه …وما أن بدأنا بتناول الطعام وكأننا نتذوق أطايب الدنيا , فالأكل هو الأكل والمكونات هي المكونات نفسها ولكن مذاقها يختلف بأختلاف ألوان الطيف الزاهية ...فيا له من شعور جميل في نفس الشخص الصائم ...وبعدها , بعد ما أن أنتهينا من فطورنا المبارك حتى نبدأ بالصلاة لله من جديد ....
ما أجمل رمضان ببساطته وبتقاليد أجداد أجدادنا ...ولكن هل هذه التقاليد مازالت الموجودة ...أم أن معظمها قد طوي في صفحات التاريخ ...وأرجع لسؤالي مرة أخرى هل تحب رمضان ؟؟ فأذ كانت الأجابة نعم !! فكيف ؟؟
بأنتظار أرائكم ...
يتبع ...
المفضلات