الحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الله تعالى ( إن النفس لأمارةٌ بالسوء إلا مارحم ربي)
هذا كلام العليم الخبير الذي يعلم خبايا النفوس من حب الشهوات والملهيات وهذه هي حقيقة النفس.
فمن أطاع نفسه أهلك نفسه ومن عصاها فقد نجا , وأسلوب وسع صدرك اللا
محدود وعدم التفريق بين الجد والهزل وبين النافع والضار قد يؤدي إلى
عواقب وخيمة وبدلاً من سعة الصدر يضيق .
هذه ليست دعوة للعبوس وعدم الترويح عن النفس بالعكس فالإنسان قد يمل
من الروتين فلا بد من الترويح والفرفشة وتغيير الجو ولكن ليكن ذلك في حدود.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتسابق مع زوجه عائشة
رضي الله عنها وهذا يدل على ما أشرنا إليه.
لكن هناك من يترك نفسه على هواها بحجة الطفش والزهق.
فمثلاً زرت صديقاً في بيته فوجدته يشاهد برنامج ستار أكاديمي وكلنا نعرف
رسالة هذا البرنامج السخيف فقلت له يأخي اتق الله ألا يوجد شيئ تفعله أنفع
من هذا العمل؟
فقال: ياخي وش أسوي زهقان وودي أوسع صدري وأضيع وقت.
وما علم انه بذلك يهلك نفسه ويضيع وقته فعلاً فيما لافائدة فيه وهو بيده أن
يخالف نفسه ذلك بأن النفس لاتملك إلا الأماني والإيحاء والجسدهوالذي
يحملها حيثما تريد.... إذاً فالإنسان بيده منعها مع مافي ذلك من مشقة.
إخوانـــــــــــــي...
إن النفس كالطفل الذي يريد أن يلهو بأي شيئ فمثلاً نجده أحيانا ًيريد ان
يلهو بأدوات ضارة كالسكاكين , والكهرباء ونحو ذلك. لكن أبواه يحولان
دون ذلك حتى لو اضطرا لمنعه بالقوة , والنفس كذلك لابد من كبح جماحها
عن بعض الأمور حتى لو آلمها ذلك .
أخــي الكريم .. أخــتي الكريمة.
وسع صدرك وروح عن نفسك في حدود الشرع فلا تحرمها مما أحل الله
لك, ولا تطلق لها العنان فتهلكك لكن عودها أن تكون وقافة عند حدود الله
تأتمربأمره وتنتهي بنهيه..ولتكن التقوى هي الظابط والكابح لهذه النفس.
أسأل الله العظيم أن يوفقنا للبر والتقوى ومن العمل مايرضى وأن يعيننا على
أنفسنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.