كانت طفله صغيره
ترتسم على وجهها ابتسامة عريضه
كانت لا تعرف من العالم سوى اللهو والمرح
فتاة جريئــه لا تأبه بشيء مما قد يحدث لهـا
لكنها بمقدار ما تحمل من جرأه تحمل براءة
طفلة..
عالم واسع..
اناس لا يعرفون للرحمة طريق...
حيوان يتقمص شخصية بشريه
لكنه في النهايه حيوان..
مقبرة مظلمه
تنعكس في عيون الفتاة فتراها حديقة ورديه
العاب ناريه تضيئ السماء الداكنه فتجعل منها عرساً
يتراقص مع انغامه قلب الطفلة فرحاً
شيطان اسود يتنكر بحلة فارس وسيم
لكن بالرغم من هذا وذاك يظل الليل ليلاً..
ولا بد للإحتفال من الإنتهاء
فلكل شيء نهايه..
في تلك الليله بكت السماء بشده
ليس لتروي الأرض العطشه كالمعتاد
بل بغية إغراقها..
القمر خان النجوم
فرحل واختفى بين السحــاب..
الذئاب تعوي!
رغم انه لا يوجد هناك أية ذئاب..
البشر؟!
لم تتنبأ البنت بوجود فئة كهذه من البشر
لكنه الواقع المرير
مع كل يوم كان يمر
كانت الطفلة تزداد تعلقاً وإعجاباً بالحياه
تنبهر مما يحدث معها وتتشبث بأحـلى الأحــــلام
كانت بعيدة كل البعد عما كان يجري على أرض الواقع
فهـي فـي الحقيقه ترى الحيـاة بمنظار أخــر
تشـــاهد الأحـداث مـن زاويتهـا
تعيـــش الواقع بطريقتها
فلا تشعر بما كان يفعل بها
من إهانة وإذلال وهضم للحقوق
نــعــم
فقد سلبت هذه الفتاه البريئه أغلى ماتملك...
سلبت عفتها وكرامتها..
رغم كل ما حدث لها وما قد يحدث
فإن الطفلة مازالت محتفظة بابتسامتها الساحره
وقلبها الأبيض الذي لم يشوبه سواد الليل السرمدي
تساءلت كيف لبنت صغيره أن تحتمل كل هذه الصفعات...
وتبتسم وقت الإنتحاب...
لم أجد تفسيراً أشفي به غليلي
إلى أن صعقت بالحقيقه..
عندها أقررت بصعوبة الحياه وأعلنت عداوتي للناس
وانعزلت في ركن لأرتقب الأطياف...
فالحقيقة انها............ لم تكن فتاة!!
إنها طيف فتاه