المستشفى
الواحدة والنصف صباحاً
الواحد والعشرون من سبتمبر
كان "زيد" ينظر لـ"احمد" و "عبد الله"
وهم في العناية المركزة من خلف الزجاج
وبجانبه الملازم "خالد" الذي تنهد بأساً
وغمم هذه المرة أحكموا اللعبة ووصل رجال الشرطة متأخرين
قال "زيد" و لقد قُطعت أسلاك الهاتف وبعض الجيران
الذين في الطابق والخامس يقولون أنه اختفت أبراج الجوال
يبدوا أنهم استخدموا جهازاً لشوشرة على أجهزة الجوال
تمتم "خالد" اعتقد ذلك أيضاً ,,, لكن لن نتركهم دون حراسه بعد الآن
لقد وفرت لهم القيادة ثلاث حراس اثنان أمام الباب وواحد في صالة الانتظار أمام الغرفة
ولن يدخل إلى غرفتهم سوى المصرح لهم بالدخول ...
قال "زيد" إني أشعر بتأنيب الضمير لترك "أحمد" وحدة
سوف أبقى هنا حتى يعود "أحمد" و "عبد الله" لوعيهم
ابتسم "خالد" وقال حالتهم مستقرة الآن رغم كثرة الإصابات
يمكننا الاطمئنان فهناك من يقوم بالحراسة ثم إن لديك عمل غداً
ويجب أن تأخذ قسطاً من النوم قبل أن تذهب لعملك
بدا الحزن على وجه "زيد" ...
فقال "خالد" هيا بنا ووضع يده على كتف "زيد" ودفعه دفعه خفيفة
وأثناء مغادرتهم الجناح أصددم بهم طبيب بدا مرتبكاً
عدل وضع منظاره واعتذر وتابع مسيرة نحو غرفة "أحمد" و غرفة "عبد الله"
أوقفه رجال الأمن فوراً فأخرج بطاقته
فألقى أحد رجال الأمن عليها نظره ثم سمح له بدخول
ولم يكد يدخل ويغلق الباب خلفه حتى أخذ يلهث بشكل سريع
وكأنه قد انتهى من سباق عدو لتوه
ثم أخرج محقناً من جيبه ومسح عرقاً من جبينه
وتمتم يجب أن افعل ذلك وإلا قتلوا أبنتي
حقنة هواء ويصاب بسكتة قلبيه فوراً
فأدعي إنه من آثار الانفجار الذي حدث له
ورفع الغطاء عن ذراع "احمد"
ثم قرب المحقن من ذراع "أحمد" ويده ترتجف
ودخل المحقن في ذراع "أحمد" ولم يبقى سوى دفع الهواء في عروق المقدم
...
المنزل الآمن للموساد
الواحدة وخمسه وأربعون دقيقة مساءً
الواحد والعشرون من سبتمبر
ألتقط العجوز "جان" اقرب شيء معدني على مكتبه
وقذف به الخرتيت "حاميم" الذي تصدى الضربة
بيده ثم بدأ يمسحها بيده الأخرى محاولاً تخفيف الألم
وهو يهتف بصوت غاضب توقف عن قذفي أيه العجوز الغبي
وما شأني بالخطة الأخرى , فريقك لم يؤديها بنجاح
ألتقط العجوز "جان" شيء معدني آخر وقذف به "حاميم"
الذي لم ينتبه إلا بعد أن اصابة الأداة رأسه
فصرخ بألم ألف لعنه عليك أيه ...
قاطعه "جان" أيك أن تنطقها ...
لا أحب أن يقال لي عجوز أتفهم
تمتم "حاميم" بصوت خافت بعبارات مبهمه
فصرخ به "جان" أتفهم
أجاب "حاميم" بنكسار أفهم
ابتسم "جان" ابتسامه صفراء تعلن انتصاره
ثم غير دفة الحديث محاولاً تلطيف الجو
ماذا حدث مع الطبيب هل أدى عمله
أجابه "حاميم" ليس إمامه سوى ذلك ...
فإن لم يفعل قتلناه مع أبنته
ضحك "جان" وإن فعل قتلناه أيضاً
لكن الفرق أنه لا يعلم أننا سنقتله بعد أن يؤدي مهمته
ابتسم "حاميم" وهو يفرك جبهته التي بدأت تتحول للون الأزرق
ثم قال ذلك الغبي يريد أن يسمع صوت أبنته كل ساعة
حتى يضمن بقائها على قيد الحياة ...
بدأ العجوز "جان" يسكب لنفسه كوباً من الفودكا وهو يتمتم
دعه يسمع صوتها مادام ينفذ ما نريد
ثم نظر لساعة المعلقة على الحائط وتنفس بقوة
المفترض أن يكون قد أدى مهمته
...
المستشفى
الواحده و أربعون دقيقة صباحاً
الواحد والعشرون من سبتمبر
لم يكن بين موت "أحمد" وبين حياته سوى دفعة الهواء
لكن ذلك اليوم لم يكن يوم "أحمد" وتلك ليست ساعته
لقد فتح "احمد" عينيه فجأة ونظر لطبيب
الذي سحب محقنه وتراجع وكاد أن يقع من شدة خوفه
وهو يقول لم أكن أنوي قتلك ... هم أجبروني
لو تصرف محترف بهذا النحو لقلنا أنه لا ينفع في شيءٍ أبداً
لكن الطبيب ليس قاتلاً ...
أدرك "أحمد" أنه في وضع حرج عندما رأى المحقن في يد الطبيب
وسمع ما قال , ولم يكن أمامه ما يفعله لقد استيقظ من غيبوبته لتوه
وهو لا يستطيع تحريك أي جزء من جسده سوى عينيه اللتين بالكاد يفتحهما
ولكن غريزة البقاء الموجودة في كل حي
دفعت "الأندريالين" الذي دفع قوه خرافية جعلت "أحمد" يصرخ بأعلى صوته
"أيها الأمن" ثم تدور عيناه في محجريهما ويعود لغيبوبته
ولم يكد ينهي عبارته حتى اقتحم رجال الأمن غرفته
فوجدوا الطبيب ينتفض بخوف وهو يردد لقد أجبروني على قتله
لم أكن انوي ذلك لكنهم خطفوا ابنتي ... ثم سقط على ركبته وبدأ يبكي بحرارة
فحمله رجال الأمن وأحدهم يبلغ القيادة بما حدث
والآخر يقول ... كيف أستيقظ المقدم من غيبوبته ليصرخ بهذه العبارة
ثم يعود لها وكأن شيءً لم يحدث
أجابه الثالث , وهو ينظر لـ"احمد" لم يكتب له أن يموت اليوم
ونظر الجميع لـ"احمد" وهو يغط في غيبوبته
ولم ينتبهوا لذلك الذي استرق النظر من طرف الباب
ثم خرج من المستشفى مهرولاً
ولم يكد يخرج حتى أخرج هاتفه
وقال من ملاك الموت للجبل
الحالة أصفار , نجا التنين من البركان
و أغلق هاتفه وصعد لسيارته لكنه تفاجأ بوجود رجل أمن بجانبها
قال له لن تغادر أيه السيد لقد توقفت بموقف غير نظامي
هذا موقف سيارة الإسعاف سوف أضطر لإعطائك مخالفه
أعطني الرخصة و الاستمارة
بدأ الرجل يبحث عن الرخصة و الاستمارة وقدمها لرجل الأمن
الذي بدا يقرأها ببطء و سيارات الاستخبارات والشرطة تبدأ بتطويق المكان
ظن الرجل الغبي أن أمره قد كشف ولم يعلم أن السيارات أتت من اجل الطبيب فقط
فأدار المحرك وأنطلق بالسيارة نحو البوابة و رجل الأمن يصرخ توقف
وأنتبه الجميع لما جرى فصرخ "زيد" بالجهاز اللاسلكي
طاردوه لا تدعوه يفلت إن له صله بما حدث هنا بالتأكيد
وبدأت المطاردة في شوارع الرياض
...
المنزل الآمن للموساد
الثانية و خمسون دقيقه صباحاً
الواحد والعشرون من سبتمبر
صرخ "جان" بـ"حاميم"
كيف نجا ذلك الملعون لا تقل انه شيطان مريد
لايمكن القضاء عليه
غمم "حاميم" الحقيقة بدأت أظن ذلك
فكلما أطبقنا شباكنا عليه نجا منها
قاطعهما صوت السكرتير الذي قال هناك من يريد مقابلتك لإمرٍ مهم سيد "جان"
ضغط "جان" جهازه وقال دعه يدخل
ونظر نحو الباب مع "حاميم"
ولم يكد يدخل ذلك الرجل النحيل ذو الشارب الرفيع
حتى سأله "جان" ماذا لديك
أجاب الرجل سيد "جان" سوف نغادر الآن
بدأت الدهشة تغزو الرجلين
فتابع الرجل سوف يكشف أمر هذا المنزل
سوف نغادر للمنزل الآخر فوراً
قام "جان" بارتداء معطفه وتحرك
نحو الباب وإلى جانبه الرجل الذي تابع
الرجل الذي كان يراقب الطبيب كشف أمره بطريقة ما
فهرب وطاردته سيارات الشرطة والاستخبارات
واستطاعوا القبض عليه بعد أن حاصروه وقطعوا عليه الطريق
وهو الآن بمبنى الاستخبارات و لن يطيل بالاعتراف
لكن عندما يفصح بما لديه نكون قد انتهينا من الانتقال و لم نترك خلفنا أثراً
ثم أبتسم وهو يقول لن نترك لهم سوى مفاجأة صغيرة عند وصولهم لمنزلنا الآمن
قالها ومجموعه من الرجال يدخلون المنزل الآمن ويحملون قطع الأثاث
وآخرون يرشون الجدران بماده كيميائيه سريعة الاشتعال
و أما اثنان فقد قاموا بوضع المفاجأة الصغيرة و المميتة
كل ذلك يدل على أنهم خبراء في مجالهم
وأنهم لم ينتهوا من مهمتهم و سوف يستمرون في محاولة القضاء على المقدم "أحمد"
...