بـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ و مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
http://www.9q9q.org/index.php?image=O6eTUSsVQkJi43
البشر تسأل علامي وش وراي
أحبس الضحكة على وجه السرور
أتركوني واكسبوا فيني جزاي
دام لي نبض من احساس وشعور
ياشجون الليل حلي عن سماي
واتركيني مع تفاريج السحور
بومة
عندما كنت أسير في ذلك المكان الموحش والخالي ، كنت أسير كأنني أألفه وأعرفه جيداً ،
لكنني ظللت أفكر طويلاً ما هذا المكان ؟ وهل زرته من قبل؟ لا أظن ..
لكن قلبي يرد بقوة .. نعم .. نعم . هذا أنا .! هذا قلبك ! هل نسيتني هكذا ؟
لم أعر ما سمعته انتباهاً بل تابعت طريقي باحثة عن شيئ أعرفه ..
لكن لم يكن هناك سوى أشجار مسنة لا أوراق أمل فيها ،
وآثار أقدام كثيرة لم أعرف حتى لمن هي !
وكتلة معتمة من السحب تحجب كل نور.
كان هناك ضوء باهت وهو لم يكن ضوءاً مألوفاً
بل كان كالضباب الذي يظهر الأشياء من خلاله وكأنها تذوب وتتبخر،
وأصوات عصافير وكأنها تصرخ عندالذبح ،
ولكن عندما التفت إلى مصدرها لا أرى ورائي سوى الظلمة..
نظرت مرة إلى الخلف وأطلت النظر باحثة عن تلك العصافير..
فلم أر إلا ظلاً معتماً يبدو متأهباً للهجوم وعندما تمعنت النظر ..
بدا لي كأنه طائر كبير ..أو بومة عجوز ذات أجفان داكنة ،
وعينين صفراوين .. كانت تجلس بهدوء متربعة على غصن عفى عليه الزمن ،
نظرت إليها متساءلة عما تفعل أو لماذا هي قابعة مكانها لا تتحرك .. توقفت عن الإصغاء لكل تلك الأصوات المزعجة والمخيفة ،..
وأمعنت النظر في تلك البومة الصامتة ..ثم حانت مني التفاتة لأرى
منظراً كئيباً ومفزعاً .. إنها حمامة بيضاء خامدة لا تتحرك سابحة في بحر من الدماء ..
كان منظراً مهولاً ، وفي نفس الوقت محيراً .. ذلك اللون الأبيض في وسط كل تلك العتمة ماذا يفعل ؟
من الطبيعي أن يفنى ويموت .. فلا مكان ينتمي إيه في عالم الظلمة المقفر ..
إنها تستحق ذلك .. تستحق .. لماذا أقحمت نفسها فيه ؟ ولماذا لم تسارع بالهرب قبل أن تعلق أكثر ؟ لكنها في النهاية حمامة مسكينة ..
لم تكن تعلم ما ينتظرها هنا .. ليتني كنت هناك وقتها كي أساعدها وأحميها ، لكي أنقذها من ذلك القاتل السفاح الذي ارتكب هذه الجريمة
البشعة ، وأنا في غمرة أفكاري المتضاربة ، طرق أبواب أذني صوت خفيض ، يبدو وكأنه لا يريد أن يخرج .. ولكنه مجبر على ذلك .. إنه .. إنه ..
صوت بكاء! ولكن بكاء من ؟ كان الصوت قريباً جداً..
وهو يزداد أكثر فأكثر ، كان في داخلي شعور بأنني أعرف ذلك النائح ،.. لكنني لم أشأ أن أفكر في ذلك .. نعم إنها البومة الصخرة ،..
إنها تبكي أسفاً على الحمامة ،.. عندما نظرت في عينيها وكأنني فجأة
أجبت نفسي عن كل تساؤلاتي ،.. أحسست وكأنها تقول لي شيئاً .. يخترق كل تلك الدموع وأصوات العصافيير المخنوقة ،..
وصوت الرياح يهدر بين شقوق الصخور وأوراق الأشجار التي تنتف ببطاء من الأشجار..
نعم .. نعم .. إنني الكره .. لقد ارتكبت جريمة بشعة في قلبك..
لقد قتلت المحبة .. لقد قتلت الحمامة البريئة ..
http://www.9q9q.org/index.php?image=O6eTUSsVQkJi43