لقد كانت هناك طفله صغيره ... تجلس دائما على عتبه باب العماره المقابله لعمرتنا تنظر الى الاطفال وهم يلعبون ولا تشاركهم لعبهم لم يلفت نظرى فقط هذا انما سنها الذى لم يتجاوز الخمس سنوات و شكلها ايضا فبعيونها الخضراء فاتحه اللون وشعرها البنى وبشرتها البيضاء وجسمها المكتنز كانت اشبه بعروسه صغيره مثل العروسه بربى فاحببت ان اقترب منها فذهبت يوم من الايام نحواها وجلست بجاورها فنظرت الى وابتعدة عدة سنمترات فقلت لها سريعا
*ما اسمك
نظرت الى ولم ترد فقلت فى سرعه
*انا اسمى سامر .. هل تريدين بعض الحلوى
فردد اخيرا قائله
*لا استطيع ماما قلت لى لا ااخذ شئ من احد لا اعرفه
*هذا صحيح لكن انا جارك اسكن هناك فى هذه العماره
قلتها وانا اشير الى العماره التى اسكن بها فردد فائله
*اذا انتظر سوف اقول لامى لتوافق ان ااخذ منك الحلوى
وانطلقت سريعا الى الداخل لا اعرف لماذا احسست بالاحراج فماذا اذا امها لم توافق او جات وقالت مالك ومالها او او .. فظهرت امها والقت عليا التحيه وشكرتنى وقالت فى بضع كلمات ان لا داعى لهذا واجبتها انه مثل اختى الصغيره وعرفتها بنفسى انى جارها وانتهى اللقاء على خير
تعود بعد ذلك انى اذهب واجلس جوارها واحكى معها بالساعات ليس فى موضيع مهمه ..او حتى نصفها لا اعرف ما هى اننى فقط مستمتع بما تقول بطريقتها الطفوليه البريئه فمعها اشعر ان الدنيا شئ اخر وبدات اشعر نحوها بمشاعر الابوه بالرغم انى شاب فى العشرينات لكن الظاهر ان الغريزه دائما هى التى تحكم ... فتعلقت بها نفسيا جدا وحتى كنت ادافع عنها عندما ياتى طفل رذل يضايقها واثور عليه وهى ايضا احبتنى انقطعت عن اصحابى الذين كنت اجلس معهم اغلب الوقت فبداو يسالون اين اكون موجود لا يعرفون اننى اجلس معها غير عبئا حتى بنظرات الماره والجيران واسالتهم ونظرتهم المتشككه التى تسال لماذا يجلس مع هذه الطفله .. فانا اساسا لا اشعر بوجد احد وانا معها اما اهلها كانو يرقبونى فى حرص فلم يجدونى مؤذى لكن مازالو يرقبونانى فالناس يرونها علاقه غير طبيعيه
مرت الايام والحال كما هو لمدة ثلاثه اشهرحتى جاء يوم ولم اجدها مكانها فقلت فى نفسى يمكن ذهبت هى واهلها الى مكان للتنزه او زياره الاقارب فى الحقيقه ضاقت نفسى فانها توحشنى لمجرد غيبى عنها سعات النوم والعمل وهذا اليوم كنت ااتى لها بهديه عباره عن عروسه على العموم سوف انتظرها ... مرت ساعات ثم جاء اليوم الثانى فالثالث وانا اكاد اجن فلا هى او احد من عائلتها موجود فماذا افعل .... فوجد ابوها يدخل باب العماره صاعدا الى شقته .. جريت عليه مثل المجنون وكانت حالته يرثى لها عينيه المنتفخه ثيابه الغير منتظم وفى عينه حزن شديد فسالته فى لهفه عنها فرد على فى اقتطاب انها مريضه جدا وتم نقلها الى المستشفه فرجوته ان ازورها فاعطانى العنون وجريت مثل المجنون الىالمستشفى ووصلت الى القسم المحجوزه فيه وصعقت عندما قرات اسم القسم انه قسم مرضى السرطان انها كانت مريضه بهذا المرض اللعين وانا لا اعرف وجد امها تقف خارج حجرتها وعينها مليئه بالدموع لم انطق كلمه معها فقط اتجهت الى حجرتها المحجوزه بها ومتصل بها عدة خرطيم نظرت لى فى وهن وهى تبتسم ولا تستطيع الكلام فامسكت يدها وقبلتها وانا امنع دمعه حبيسه تريد ان تخرج من عينى
كنت ازورها باستمرار وفى اوقات ابيت معها وانا اشاهد يوم بعد يوم هذا المرض اللعين يتطور ويعذبها من الالم و سقوط شعرها وانا اتعزب الما اكثر منها فلا احد يشعر ما فى داخلى من الم حتى ولديها انفسهم
وفى يوم ذهبت فيه اليها بعد العمل كالعاده فلم اجدها فى سريرها............................................ ..............
***************
جانى احد اصدقائى ليسال عنى لماذا غائب عن عملى وعن اصدقائى فوجدنى جالس على عتبه باب العماره التى اسكن بها وحالتى يرثى لها وعينى مليئه بالدموع فقترب منى فى سرعه وربت على قائلا
*سامر ماذا بك ماذا حدث لك هل انت بخير
ثم نظر الى عينى فوجدها شارده نحو العتبه التى كانت تجلس عليها الطفله فقال وهو ينظر الى مانظر
*لماذا تنظر هناك
فقلت له ودمعه تسقط من عينى
*لقد كانت هناك طفله صغيره............................................. .................................................. ..
مع تحيات اخوكم طارق