...::: كيف تكون عنصرًا فعالاً في عائلتك :::...

بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..




أن تكون عنصرًا فعالا في أي بيئة هو أن يكون لك أثر في هذه البيئة..

فإن سئل عنها تكون في مقدمة المذكورين..

وإن أقدمت على أمر ما أُخذ برأيك..

وإن غبت عن تجمع أو ملتقى سئل عنك وكان لغيابك أثرًا..

في موضوعنا هذا..

نقصد بالعائلة العائلة بمفهوميها الخاص والعام..

فينبغي أن تكون منتجاً مع عائلتك سواء في المنزل أو في الرحلات أو حتى في الاجتماعات العائلية الكبيرة..

ومن هذا المنطلق يجب أن يستحضر الإنسان دائمًا أن أسرته وأهله هم أولى الناس به..

فبعض الناس ربما تجده عالمًا بأمور دينه..

حريصًا على تحصيل العلم الشرعي..

مجيبًا عن أسئلة الحائرين..

وعندما تلتفت إلى عائلته تجدهم يتصفون بدرجة كبيرة من الجهالة..

والبعض الآخر تجده ليّنًا في تعامله..

مرحًا مع المجتمع الخارجي..

ليس هناك موقف أو طرفة إلا وله نصيب منها..

وبمجرد دخوله إلى المنزل ينقلب 180درجة..

فطرائفه محيت من الذاكرة..

ومعاملته الحسنة تتحول إلى خلافات مع الإخوة وانتقادات متداولة بينهم..

والقرآن الكريم لم يهمل هذا الأمر..

فقد قال الله تعالى مخاطبًا نبيه-عليه الصلاة والسلام: (وأنذر عشيرتك الأقربين)..

وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة)..


لا يخفى على الجميع أن تحقيق هذه الأمور هو من صلة الرحم..

ولقد وعد الله ورسوله واصل الرحم بالفضل العظيم..

والأجر الكبير..

والثواب الجزيل..

فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سـرَّه أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمـه". وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق الخلق، حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأوا إن شئتم: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم".

يتبع

هناك بعض الخطوات التي بإذن الله تعين وتسهل للمرء طريقه للتأثير وإدخال البهجة والفائدة على أفراد العائلة، وهي قابلة للزيادة والنقص فهي اجتهادات شخصية، ومن هذه الأمور:


1- الإخلاص لله تعالى: وهو أهم الأمور وأجلها فلا يكن هدفك التقرب من أحد وجهاء العائلة لتكبر في ناظريه فـ(يطيرون بك) كما يقال بالعامية ولا ترضى بأن يدير الحوار سواك ولا تتنازل عن الجلوس قي صدر المجلس، بل يجب أن يكون هدفك التفكير في المنفعة للجميع والرفع من مستوى العائلة الإيماني.

2- نظّم وقتك: تنظيم الوقت والموازنة بين المنزل والحلقة من أهم الأمور التي يجب للشخص التنبؤ لها، ولتعلم بأن وقتك هو عمرك، فلتكن عالي الهمة قوي العزيمة حريصا على اغتنام أوقاتك فيما ينفعك وينفع دينك وأمتك، ولقد أوفى الشباب هذه الناحية حقها من خلال طرح الأخ سمهرم لهذا الموضوع في المنتدى.

3- كن القدوة المثلى: أن تكون القدوة المثلى هو أن تبدأ بإصلاح نفسك وإصلاح علاقتك مع الله -عز وجل-. حافظ على تكبيرة الإحرام بالمسجد.. على السنن الرواتب.. على الوتر والدعاء بالتوفيق في آخر الليل فإن سهام الليل لا تخطئ، ومن لا يحرص على هذه الأمور فلن يكون هناك أثر لاستقامته سواء على نفسه أو على غيره. وليس بالضرورة أن تكون الأكبر بين إخوتك لكي تكون القدوة بينهم، بل ربما تكون الأصغر ولكن أفعالك وأخلاقك تفرض نفسك كقدوة بينهم.

4- شاركهم اهتماماتهم: كثير من الشباب لا يتفاعل عند الحوار مع أهله إلا مع المواضيع التي تلبي اهتماماته، فإن تطرق الأهل لموضوع لا يحاكي ما يرغبه هو تجده لا يشارك ولا يبدي رأيه.. من باب (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، وهذا فهم خاطئ بل الواجب هو مشاركتهم في النقاش والتفاعل مع الآراء المختلفة.


5- أشعرهم بأهميتك: ويكون ذلك بالمبادرة منك، فلا تنتظر طلب المعونة بل بادر وتفقد حاجيات الأهل ومتطلباتهم. لا يقتصر هذا على جلب أغراض المنزل من أطعمة وغاز وما إلى ذلك، ولكن أن تعرض على أهلك التنزه على سبيل المثال إن لمست منهم الملل من المنزل.



يتبع

6- إدخال السرور عليهم: ذكرنا سابقا بأن المرء ربما يكون مرحا مع أصدقائه وجافّا مع أهله خاصة إخوته.. اسأل نفسك لماذا؟ لاحظت ملاحظة عند أغلب الشباب أنه عند اتصال أهله به يكون كلامه ببرود وممل لأنهم غالبا ما يتصلون لطلب، ولكن عند اتصال أحد الشباب عليه تجد الترحيب والحفاوة.. عجبًا!! أمكالمة صديقك أعز عليك من إجابة والديك؟ أيضًا عند سماعك لقصة طريفة أو حصول موقف مضحك لك ما المانع بأن تخبر به أفراد عائلتك؟ جرب.. وسترى تحسنا عامّا في نفسياتهم، وعند رؤيتهم لك خاصّة(وش عنده الطبيب النفسي)!!


7- بادلهم الحب والحنان: مع أن العرب معروفون بعاطفيتهم وتأثرهم بها غالبا أكثر من العقل أو المنطق إلا أننا لا نجد لهذه العاطفة أثر عند كلامنا خاصة مع الأهل، تأمل معي هذا الموقف الذي أعتقد أنه يحدث لأغلبنا.. لو أن أمك في أحد جلساتك معها نادتك بعبارة عاطفية أو أبلغتك بحبها الشديد لك، ماذا ستكون ردة فعلك؟ هل سترد عليها بمثل عباراتها أو أنه سيصيبك نوع من الخجل إذا كان أمام إخوتك أو أنك ستشعرها بأنك أصبحت رجلا ولا يليق بك أن تنادى بمثل هذا.


8- انتهاز الأوقات الميتة: كثير من الناس مع الأسف تمر عليه الأوقات دون فائدة تذكر، ومن هذه الأوقات اجتماع العائلة في البيت الواحد على وجبة أو احتساء قهوة وشاي، فبدلاً من أن يذهب الوقت بحكايات مكررة أو بلا هدف إن لم تحتوي على غيبة وهذا الغالب، اجعل لنفسك دوراً بأن تطرح مسألة أو قضية مفيدة للنقاش تضع من ورائها هدفًا، واحرص على أن لا تكون بأسلوب تقليدي ممل.


9- استغلال الاجتماعات العائلية: من الجميل عند عقد الاجتماعات العائلية الكبرى (ولا بأس بأن تبدأ بالصغرى) أن يكون لك حضور وتأثير فيها. تركيزك على فئة معينة هو الأفضل، فمثلاً الصغار يحبون المسابقات الحركية وتكون هناك هدية مغرية كمحفز. من الجميل أن تصدر مجلة شهرية أو سنوية باسم العائلة تحتوي على أخبار العائلة ويصاحبها مقالات ومعلومات ثقافية وطرائف ومسابقة خفيفة. تذكر أخي.. أنه ربما تكون أنت من لمّ شمل العائلة بعد الله –عز وجل-، فعند قراءتهم لها سيتذكرون فلانا وفلانا وستحن قلوبهم إلى اللقاء والتجمع، وبالطبع لن ينسوا لك هذا المعروف.

أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به كل مسلم ومسلمة ممن يسعون لإصلاح بيوتهم ومجتمعاتهم. تذكر.. بداية التغيير تبدأ من تغييرك لنفسك.
تم بحمد الله..

بقلم/ فيصع

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..

كيفكـ أخي ..؟؟

إن شاء الله بخير ..

مشكووووور عـ الموضوع ..

صراحه راااااائع ومفيد ..

خصوصاً أني قاعده أبحث للمدرسه ..

مشكووووووور ..

والله يعطيك ألف عافيه ...

تحياتي كيوكو تشان ..

في أمان الله ..^^

يمنع الرد على المواضيع القديمة

مغلق