سخـــــــرية القـــــــــــدر
سُخــــــــــــــريـــة القـــــــــدر
كان هناك عائلة تقوم أفرادها بزراعة الفدانين الذي يتولى خفرتهما الفلاح ( رمضان عبد اللطيف ) .
ذات يوم همست ( سهى ) لأختها غادة سرها إن أحشائها تحمل هذا السر ولما علمت جازيه أمها تكتمتهُ حتى تخلصت ابنتها من الجنين دون أن يدري أحد وقد ظلت ( سهى ) بعد هذه الزلة على صلة بالفلاح ( رمضان ) وما زالت به حتى إذا ذهب مع أبيه إلى أسرتها ليخطب ( سهى ) .
فصاح ( نايف ) الأخ الأكبر لـ (سهى ) الصيحة العربية التقليدية :
- يأخذها التمساح ولا يأخذها الفلاح !
وأعتبر فائز ومحمود شقيقاها مجرد العرض أهانه لعروبتهم التليدة وكادا يبطشا بالـ ( العريس ) و أبيه لولا توسل أمهم جازيه فاكتفى الجميع بطرد (رمضان) من خدمتهم .
وحين شعرت (سهى ) بسرها الثاني لم تبح به حتى لشقيقتها فقد أيقنت أنها تفقد هذه المرة حياتها و أنهُ لن يستر سرها إلا زواجها من ( رمضان ) وهو زواج لن يتم في حياة والدتها وأخوتها الستة أذن فقد تدبرت أمرها تمارضت (سهى ) ثلاثة أيام ولم تجدها عملية صعبة فاستأذنت في الذهاب للشيخة بحجة الدواء . وعندما عادت من عندها جلبت معها حلوى . في مساء اليوم نفسهُ جلس أفراد عائلة (سهى ) السبعة حول الطاولة ثم وقفت سهى تدور حول الطاولة سبع دورات وتضع في كل دورة حلوى أمام كل شخص حتى أتمت الدورات الست وقالت :
- إن الشيخة أمرت أن يقرا الجميع الفاتحة بصوت واحد ثم يلتهم كلً نصيبهُ مرة واحدة من الحلوى المعجونة بماء مطهر وفعل الكل مثل ما قالت ما عدا أختها (غادة) فقد كانت قد أكلت نصف الحلوى واخفت الباقي تحت ثوبها .
ولكن الوقت قد فات فقد حلت النكبة بـأسرة (سهى) حين تسمموا بسبب الحلوى وحين شرحت جثث القتلى الخمسة اثبت التحليل الطبي وجود مادة زرنيخ بالأمعاء وبقطعة الحلوى التي احتفظت بها (غادة ) .
ولكن المجني عليهم لم يتهموا أحدا ولم يثبت وجود عداوة بينهم و بين احد مما اضطر المحقق أن يقفل محضروهُ بعبارة }يحفظ التحقيق لعدم معرفة الفاعل {. ومن شهران جاء شقيق جازيه يزور أبنتي شقيقته ذات مساء وكانت الطاولة في موضعها وحولها ( غادة ، سهى ) في ثياب الحداد
أما (أمها ونايف وفائز و محمود وسعيد ) فقد خلت أماكنهم فقالت (غادة ) وهي تبكي :
- يرضيك يا خال أن (سهى ) تقبل العون من فلاح ؟! !
فذعرت ( سهى ) و دافعت
-هذا رمضان عبد اللطيف جاء يرد جميل أسياده ومعه زواده لنا وصاح الرجل الشيخ وهو يرتجف (رمضان ) فاكر أن رجاله ( سهى ) خلصوا . . .جاء يطعم حريمهم !! (رمضان) يدخل على الحريم وحدهم شلون يا فاجرة ؟ ؟ وتراجعت (سهى ) أمام نظرات خالها الموحشة .
وهجم خالها عليها وهو يقول لها :
اعترفي يا فاجرة دم اخوتكي على رأس مين ؟ ؟
وصاحت توبة يا خال . . . . توبة . . ! ! وانهال عليها في وحشيته . . . فاعترفت . .
وأخيرا اجتمع العاشقان فوق مقاعد أحد الدرجة الثالثة بقطار . ثم أمام النيابة بمحكمة الجنائيات وحين استجوبت المحكمة ( رمضان ) كان يرتجف من خوفه
فهمست ( سهى )
- شد حيلك يا حبي (رمضان) ح فديك بروحي
فوقفت تصيح رمضان بريء ....... رمضان بريء يا حضرة القاضي انا وحدي ألي عملتها
واعترفت من جديد ....... وأخيرا نطق القاضي الحكم التالي :
}حكمت المحكمة حضوريا ببراءة رمضان و إعدام سهى بنت السيد شنـــــقا {..
لا حول ولا قوة إلا بالله ........
بقــــلم الكــاتبة الصغيـرة
(((فيــفي الطائي)))