اليوم افتح اعماقي وابلور حروفي .... واعترف بصدق .. فلأول مرة في حياتي ارى البحر يلفظ امواجه...
وتغضب الاشجار من اوراقها لملامسة النسمة لها ...... وتتنكر اوراق الزهر للندى وحبات المطر....
اليوم فقط اعترف ان الانسان بلا ذاكرة يعني حبا بلا حياة .......... تاريخا بلا احداث .......
تاريخ امتناه نحن بايدينا حتى لا نواجه انفسنا فيجرحنا ويشقينا .....
لأول مرة اكتشف ان كل ما تعلمته كان خطأ .......
وان اول درس في حياتنا كان تجربة وليس نظرية .....
وما كنا الا فئران التجربة التي اثبتت فشلها مع الايام ....
قالو من زرع حصد .. فزرعت الحب وكانت مكافئتي الآلم والحزن ......
زرعت في ارض بور ولم يكن اصطدامي بمشاعر قاحلة انما كانت افعال كالرمال مهما ارتوت ازداد عطشها .... رمال ليس لها ذاكرة ....
هكذا زرعت ولم احصد سوى الشوك ........ وبداية محسبتي للنفس قد يتفجر معها لغم الذكريات او الخوف من الغد .......
ولكنني سأعترف .....
عواطفنا كانت خاضعة للرقابة .. ومقص الرقيب كان يحذف كل شيء.....
وما كان يتسرب الى نبضنا كان يتم في اطار التهريب ....
فقصص الحب كان يتم تهريبها في حقيبة المدرسة ..... كانما تهرب قطع الافيون ..
عندما يشتم احدانا رائحة الوردة ....... تبدا تحوم حوله الشكوك كأنه يستنشق مخدرات او ارتكبت عملا مخلا بالادب ...
ولهذا لم اعرف الا القشور ..... وسقطت في الدور . ....مع اول كلمة حب وحنان....
ومن ثم كان طبيعيا ان اقع في الخطأ ........
. فالخطأ ليس خطئي وحدي وانما خطأ مجتمع بأسره
فالحماية لا تعني الغاء الواقع .... واغلاق الابواب ...... وتسوير العاطفة .... وتحريم الحديث فيها ........ ومصادرة ما تنبض به قلوبنا ....
الحماية ان تبصر عواطفنا .... وان تهيء عواطفنا لأختبارات الحياة .... لا ان تغلق عليها النوافذ
اخطأت عندما ظننت انني احببت .......... اخطأت عندما اضعت دربي ...... اخطأت عندما بحثت عن الحنان قبل ان احسن الأختيار
ولكن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين
:o كـــــــــاظم الساهـــــــــــر:o