عندما تختفى الحقيقة خلف ستار من الخيال The Unknown
ما يجعل عالمنا مميزاً حقاً ... هو ذلك الظلام الذى يحيط به..صحيح اننا صنعناه بأنفسنا..الا أننا لا نعرف عنه الكثير .. هناك أشخاص يسعون الى معرفة حقيقته .. و أشخاص اخرون يحاولون الهرب منه ..و هناك من قد وقعوا ضمن ضحاياه... سيطر على عقولهم و تسلل الى قلوبهم .. لتكون نهايتهم فى ظلمات السجون ..و لكن احياناً .. يستطيع بعضهم الهرب .. من تلك السجون الحقيقية ليحبسوا انفسهم داخل سجون من صنع انفسهم .. و هذا ما سيحدث هنا .. حيث تختفى الحقيقة وسط السراب .. و تذهب الذكريات دون رجعة..و تقتل الاحلام فى مهدها ... انه الصراع الابدى من الخير و الشر .. و لكن بطابع جديد ..فهل سيكون الخير منتصراً هذه المرة ايضاً؟!ام ان النفس البشرية ستغير هذا الواقع ؟! هذا ما سنعرفه فى النهاية...
فى وسط ذلك الظلام الحالك ..لمعت نجمة مضيئة ...تردد صوت غريب قائلاً: هل تريد ان تأتى معى الى ذلك العالم؟!..سأجعلك تنسى كل شئ ...ما رأيك؟!
صرخ جيسى بصوت عالى ... ثم قفز من على سريره بسرعة ..ظل واقفاً دون حراك..محاولاً ان يلتقط انفاسه ..جلس على الارض .. واضعاً رأسه بين يديه ..بدأ يسترجع ذكرياته ... صراخ مستمر ..دموع ..وجوه حزينة .. يأس ... رفع رأسه ببطء ثم نظر الى ذلك الاطار الفارغ.. ترى اين ذهبت تلك الصورة ؟ّ ما الذى حدث لها؟! ..ارتسمت إبتسامة غامضة على وجهه ..ثم ما لبث ان بدأ يضحك بصوت عالى .. و كانه اصاب بالجنون ..
امام الثلاجة وقفت سيدة فى اواسط العمر ذات شعر ذهبى قصير ... كتبت شيئاً ما بسرعة ..ثم تركت الورقة على الطاولة ..امسكت معطفها .. و اتجهت مباشرة نحو الباب ..كادت ان تفتحه ..الا ان صوت تثائب عالى اوقفها ..التفتت خلفها ببطء ..و كئنها خائفة من رد فعل ذلك الواقف اعلى الدرج ..نزل جيسى السلالم بصعوبة ..كان واضحاً انه يعانى من مشكلة ما فى قدمه ..إستند على تلك الطاولة الخشبية ...بدت على وجهه ملامح الالم ..إقتربت منه اليسون ببطء...ثم وضعت يدها على جبهته وقالت : يبدو ان حرارتك قد إنخفضت ..ستكون بخير حتى عودتى ..
أبعد يدها برفق ...ثم قال بصوت متقطع: امى انتِ لا تفهمين ..لقد قال الطبيب اننى بخير .. و لكننى لست كذلك ..ثمة هناك كوابيس تلاحقنى ..حسناً ربما ليست كوابيس فعلاً... و لكن أمى ..يجب ان تفهمى ..
لم تعرف بماذا تجيبه ..تنهدت ببطء ثم قالت بهدوء يشوبه القلق: اسمعنى ..جيداً ..يجب ان تبعد تلك الافكار المجنونة ..انت لم تقتل احدهم ..و لم تفعل اى شئ من هذه الاشياء الغريبة ...كل هذا مجرد خيال من صنعك ... و الان يجب ان نتفق على شئ مهم ..يجب ان لا تخبر اى احد عن ما حدث .. حتى لا يظن الناس انك مجنون ...حسناً؟!
عندئذ صرخ بصوت عالى : لماذا لا تصدقينى ؟..حسناً انا لا اعرف لماذا .. و لكننى قتلته ..لقد رايت ذلك الرجل فى التلفاز ..و عندئذ تذكرت ما فعلته ..لقد كنت واقفاً هناك وسط بركة من الدم ..و فى يدى سكين حادة .. ظننت انه حلم .. و لكن عندما استيقظت وجدت ملابسى ملوثة بالدم و وجدت تلك السكين فى خزانتى ...اذاً لقد قتلته ..و .. و هناك تلك الفتاة ..لقد كانت واقفة هناك على سطح منزلها ..لا ادرى ما الذى جعلنى اذهب الى هناك او افعل هذا ..و لكننى واثق من اننى دفعتها لتقع على الارض جثة هامدة ..صدقينى ..انا فعلت هذا
بدأـ دموعه تتساقط ..على وجنتيه الشاحبتان مسحتها اليسون برفق ثم قالت : حسناً ..عندما اعود ساصطحبك الى الطبيب ..اتفقنا ؟!.. و الى ذلك الحين ستبقى هنا ...
حاول ان يقاطعها الا انها اوقفته بإشارة من يدها ثم اكملت قائلة : جيسى ..صدقنى ..هذه الامور تحدث..تسمع او ترى شيئاً ما .. و تستقر تلك الفكرة فى عقلك الباطن ..ربما الملل هو ما يجعلك تتخيل هذه الاشياء .. حاول ان تشغل نفسك بشئ ما ..اى شئ...يبعدك عن التفكير فى هذا الامر..حسناً.. اعتقد اننى تاخرت ..على الذهاب الان ..اراك لاحقاً..
سحب جيسى احد المقاعد الخشبية بصعوبة ..ثم جلس عليه .. و على وجهه نظرات غريبة ..بدأ يحدق فى تلك التفاحة الموجودة على الطاولة .. و فجاءة ..تذكر شيئاً ما .. و قام مسرعاً