أخيراً..صلاح الدين..ثلاثي الأبعاد فليم
[GLOW]السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته [/GLOW]
خلال عدة عقود أطل علينا صلاح الدين الأيوبي أكثر من مرة عبر شاشات التلفاز والسينما في العالم العربي، وفيما عدا "الناظر صلاح الدين" لصاحبه "علاء ولي الدين" (أبو صلاح)، فقد كانت الأعمال التاريخية التي تناولت شخصية السلطان الناصر صلاح الدين عبر مراحل حياته أو من خلال ملحمته الكبرى مع الصليبيين، كانت أعمالاً سينمائية أو تليفزيونية عملاقة، تعكس إنتاجاً ضخماً وإخراجاً فذاً..وعلى الرغم من ذلك لم تحاول شخصية صلاح الدين الأيوبي يوماً أن تزاحم أبطال حلقات الكارتون والأفلام ثلاثية الأبعاد من أمثال سبايدرمان، وجرندايزر والرجل الحديدي وعلاء الدين..
فهل تمنيت أن ترى بطولة وفروسية صلاح الدين الأيوبي في حلقات كارتونية مثل حلقات جزيرة الكنز أو مغامرات الفضاء..؟ سواء تمنيت ذلك أم لا.. تخيلته أم لا..الآن.. يمكنك أن تراه بعينيك..!
مدارس كرتونية
عبر سنوات القرن الماضي تصدرت أمريكا دول وحضارات العالم الحديث في الإنتاج السينمائي بصوره المتعددة.. فبرزت هوليوود لتصير عاصمة السينما وصانعة النجوم ومبعث أضواء الشهرة والمجد ومحط أنظار الناس من كل مكان، وظهر والت ديزني ومدرسته في أفلام الرسوم المتحركة ليصنع عبر عقود القرن العشرين عالماً جديداً بشخصياته وأساطيره وخبراته الفنية في الصناعة السينمائية، وظلت الولايات المتحدة متفردة بزعامة العالم في الإنتاج السينمائي سواء المصور أو المرسوم وإن كانت قد ظهرت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية في أقصى الشرق بمدرسة جديدة في فن الصورة المتحركة وكان لها إنتاجها المميز الذي انعكست عليه ثقافة اليابان وتراثها.
وحين نتحدث عن واحدة من أبرز الأساطير التي أنتجتها اليابان في السبعينات "جريندايزر" لصانعه ورسامه "جو ناجاي"، وما أنتجته الولايات المتحدة في المقابل كأسطورة "سوبرمان" على سبيل المثال، يظهر من متابعتنا لتفاصيل هذه المغامرات وملامح أبطالها أن كلاً من الولايات المتحدة واليابان كانتا تصطنع قصصاً وأساطير لأبطال من وحي الخيال.. فقامت أمريكا على سبيل المثال برسم صورة الرجل المثالي الخارق "Superman" (من وجهة نظرها) وقامت اليابان برسم صورة الرجل الآلي العملاق الخارق "Super Robot"..
على مقعد المشاهدة
وبقينا نحن العرب والمسلمون في قلب العالم نتابع بشغف كبير ما تصنعه اليابان في الشرق وما تصنعه أمريكا في الغرب، وصرنا من مدمني قصص "ميكي ماوس" (Micky Mouse) و"بطوط" (Donald Duck)، ومتابعين جيدين لحلقات القط توماس والفأر جيريميا (Tom & Jerry) فضلاً عن قصص ومغامرات كل من "سوبرمان" الرجل الخارق و"سبايدرمان" الرجل العنكبوت !
حدث كل هذا دون أن نلتفت إلى تاريخ مديد لأمتنا، ذاخرٍ بالبطولات الحقيقية – التي ليست من وحي كتـّاب الأساطير- ومليء بسِـير وأحداث قادرة على أن تعكس بكل قوة للأجيال الصاعدة في أمتنا وفي سائر أقطار العالم وحضاراته قيماً وثقافة من أرقى ما شهدت الدنيا في سائر تاريخ البشرية.
ودون أن نسعى إلى امتلاك الأدوات التي امتلكها غيرنا من الشعوب لكي نخرج على الدنيا بوجه مشرق ونحاول أن نضاهيَ الصورة القاتمة البلهاء (ولسنا نبالغ في هذا الوصف) التي رسمتها هوليوود للإنسان العربي وللعالم الإسلامي وتاريخه، بل وألحت في طرح هذه الصورة في الوقت الذي لم يكن ثمة من منافس لها في مثل هذه الصناعة ليرد على الكذب بما يدحضه، أو يمحو الصورة الشائهة ويعيد رسمها على ما يوافق الحقيقة، فهي كما ذكرنا صاحبة الريادة شبه المطلقة والصوت الأعلى في مجال الإنتاج السينمائي الذي يؤثر بقدر عظيم في وجدان الشعوب وآراء البسطاء منهم حتى اليوم.
سيرة جديدة
بعد قرن من الزمان ملأته هوليوود ووالت ديزني بالخيال والأساطير وكأن إحداهما كانت تحاكي شخصية "أبو العربي البورسعيدي" الذي قدمه التراث الشعبي المصري، اليوم.. وبعد عقود من الافتراءات والكذب والتلفيق والصور المضللة التي طوقت أعناق المسلمين في سائر بلاد العالم، قابلت بمحض الصدفة موقعاً لسلسلة حلقات رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد تقوم بإنتاجها شركة MDCO في إطار مبادرة الحكومة الماليزية المسماه MSC للارتقاء بالتقنيات الرقمية للرسوم المتحركة وإنتاج أفلام الوسائط المتعددة.. وللمرة الأولى أشعر أن صوتاً وقلماً وريشةً في العالم الإسلامي نهضت لترسم صورة جميلة.. وتحكي سيرة جديدة.. غير ما رأيناه وسمعناه من قبل في الإنتاج السينمائي والتليفزيوني الغربي، صورة باهرة.. غير أنها حقيقية.. وسيرة مجيدة.. غير أنها خالية من الكذب أو المبالغة..
لن أطيل عليكم في وصف هذا العمل والحديث عن ضخامة المشروع وروعة إنتاجه، بل سأترككم تزورون الموقع بأنفسكم ثم تخبروني بآرائكم فيه وفيما تتمنونه لأمتكم وبلادكم اليوم وفي قابل الأيام.
ولكني أحب أن أقول كلمة أخيرة بعد أن تحدثت عن هذا المشروع.. حين شاهدت نسخة العرض القصيرة على موقع Saladin.tv بدأت أدرك ما يمكن أن يتسم به عمل كهذا من الخطورة والأثر البالغ على وضع العالم الإسلامي وصورته في وجدان العالم حاضراً..ومستقبلاً، وبدأت أبصر ما ينبغي علينا نحن الأمة التي وسعت سماؤها أقماراً اصطناعية تبث الرقص والغناء أربعاً وعشرين ساعة، وضاقت أرضها بالخبرة والمهارة التي تحفظ التاريخ وتستشرف المستقبل وتقدم لأبناء المجتمع متعة تنير بصيرتهم وتوقظ ذاكرتهم وترسخ هويتهم.
[GLOW]وهذا هو الموقع :.[/GLOW]
http://www.20at.com/media/_ArtCultur...06/trailer.wmv