السلام عليكم و رحمة الله
كيف حالكم؟ أتمنى أن تكونوا بألف خير...
أعتذر سلفا لأنني سأطيل عليكم قليلا و لكنني
في حاجة إلى مساعدتكم و آراءكم...
في الحقيقة لدي هدف أسعى إليه في حياتي
و هو أن أكون إنسانة مثالية و قدوة حسنة
يحبها كل الناس، و من أجل هذا طلبت من
أصدقائي في المدرسة بأن يعطوني انطباعاتهم
حول شخصيتي فحصلت على النتائج التالية:
%74 من المزايا و %26 من العيوب و بعدما
قمت بتحليل انطباعاتهم جيدا مع مراجعتي
لنفسي حصلت على ما يلي:
%64 من المزايا و %36 من العيوب،
و الآن لكي أحقق هدفي علي أن أتخلص من
عيوبي و أطور مزاياي و أدعم شخصيتي لتصبح
أفضل بإذن الله (مع العلم أن الكمال يبقى دائما
لله سبحانه و تعالى) إنها مهمة ليست هينة
لكنها ليست مستحيلة أمام إرادة قوية و عزم و تصميم،
لقد عرفت عيوبي الآن لكن الإشكالية تبقى في
كيفية التخلص منها و هي كالتالي:
1) الانفعال
2) الاندفاع
3) أحدث نفسي بصوت مرتفع
4) الضعف في المواقف الصعبة
5) الثقة بالناس
6) الخوف (في بعض الحالات)
و الآن سأتحدث عن عيوبي بشكل مفصل قليلا
حتى تستطيعون فهم شخصيتي قليلا و لأبدأ
بالعيب الأول و هو "الانفعال" أي أنني أنفعل
و أتوتر و لكن في ظروف معينة مثلا عندما أكون
مكلفة بالقيام بالعديد من الأشغال و علي أن
أنهيها في أسرع ما يمكن، الأوامر المفاجئة كم
أكرهها مثلا أكون مندمجة في عمل معين فيأتي
شخص ويأمرني بالانتقال إلى عمل آخر، فكيف
أحافظ على هدوء أعصابي إذا ما كنت في جو مكهرب؟
و مثال آخر لانفعالي و هو ردة فعلي العنيفة التي
قد تثير الضحك أحيانا، إذن كيف أتحكم في ردات
فعلي مع أنها حركات غير إرادية؟ كيف أتحكم فيها
و أجعلها أكثر ليونة و مرونة؟
و شيء آخر و هو أن وجهي معبر لدرجة أنه مرآة
لمشاعري،فمثلا أتلقى أحيانا إهانة قاسية أو مزاحا
جارحا من شخص ما عندها أشتعل غضبا من الداخل
فينعكس ذلك مباشرة على ملامحي حتى لو كابرت
و حاولت إخفاءها، فإنني لا أستطيع تماما...
إذن كيف أكسر هذه المرآة و أدع وجهي هادئا
مرتاحا لا تظهر عليه أي مشاعر سيئة كالاشمئزاز
و التقزز و الغضب و الحزن، بل أريده أن يظهر
دائما في حالة طبيعية منشرحة تسر الناظر إليه
هذا فيما يخص الخارج و ماذا عن الداخل؟
كيف أستطيع مقاومة مشاعر الغضب أو الحزن
أو الصدمة أو غيرها من المشاعر التي تؤذي الأعصاب؟؟؟
لننتقل الآن إلى العيب الثاني و هو الاندفاع بحيث
أن مشاعري دائما تتغلب على عقلي رغم أنني
بعد كل موقف صعب يمر في حياتي أقول مع
نفسي إنها المرة الأخيرة إلا أنني في المرة
المقبلة لا أعرف كيف أتبع مشاعري ثانية مع
أنني أدرك أن ما أقوم به خطأ و لكنني أجدني
غير قادرة على التحكم في نفسي، تماما كتلك
السيارة التي تعطلت مكابحها...
أو مثلا عندما أحب شيئا ما أحبه بشكل مبالغ فيه
و لكن ما إذا كرهت هذا الشيء أكرهه بشكل
مبالغ فيه أيضا
إذن ماذا أفعل لعقلي حتى يصبح أكثر اتزانا و قوة
و سيطرة على المشاعر؟
أحدث نفسي بصوت مرتفع و هذا طبع يلازمني
منذ كنت طفلة صغيرة و لم يكن أحد يلحظ ذلك
لأنني عشت طفولتي وحيدة فأنا صغيرة إخوتي
و لدي أخت واحدة بنت تكبرني ب 15 عاما و باقي
إخوتي ذكور و أنا لم أكن أتفاهم معهم كنت دائما
ألعب لوحدي كنت أعشق الوحدة لأنني كنت أجد
فيها راحتي و من خلالها أستطيع أن أسبح في
عالم خيالي و لكي أستطيع التعبير عما يجول في
خيالي لا بد أن أتكلم بصوت مسموع و هكذا بقيت
إلى يومنا هذا و أنا إذا فكرت بشيء ما لا بد أن
أفكر به بصوت مرتفع حتى أستوعبه جيدا، أما إن
بقيت أفكر بصمت فأحس بتلك الكلمات التي أفكر
بها مكبوتة في دماغي و لن أرتاح حتى أخرجها
أي أنطق بها، أقول مع نفسي لا بأس أن أتكلم
مع نفسي فقط حين أكون لوحدي و لكن كما
يقال الغضب يفقد المرء صوابه ففي ظروف متوترة
أجدني قد نسيت نفسي و بدأت بالكلام مع
نفسي بانفعال كالمجنونة دون أن أنتبه أن الناس
ينظرون إلي، و هذا قد يحط من قدري أمام الناس
إذن ماذا أفعل لكي أتفادى هذه المشكلة؟
الضعف في المواقف الصعبة و لا سيما أمام الظروف
المفاجئة، مثلا كأن يظلمني شخص ما بشيء
ما ولو أن الحق معي في ذلك الظرف إلا أنني
لا أعرف كيفية الدفاع عن نفسي عندها يتشتت
ذهني و أبقى كذلك التائه الذي ضل طريقه فجأة
و بعدما ينتهي ذلك الأمر عندها تنزل الأفكار على
رأسي فأقول آه ليتني فعلت كذا و كذا لكان ذلك
مجديا … أي ليست لدي تلك البديهة أو السرعة
في ردة الفعل أمام الظروف الصعبة،
إذن كيف أتفادى هذا الأمر؟
الثقة… و هذا أصعب شيء لا سيما في هذا العصر
الذي تكاد تكون فيه الثقة منعدمة (و أتحدث هنا
عن الثقة بالناس الغرباء فأمي و أبي و إخوتي
جديرون بالثقة من دون نقاش لا سيما الوالدين )
و أيضا كل موقف أمر فيه بحياتي أقول لنفسي
بعده: "إنها آخر مرة.. لن أثق بأي مخلوق بعد الآن"
إلا أنني فيما بعد أخدع ثانية و أقول لنفسي أنه
لا يجب أن أحكم على الآخرين بأنهم لا يستحقون
الثقة و أخيرا أصدم من قبلهم و في أحيان أخرى
أجدني أظلم شخصا معينا بأقوال أو أفعال مني
تؤكد عدم ثقتي به بينما هو يستحق الثقة…
المشكلة عندي في توازن المعاملة مع الآخرين
أقصد الغرباء فكيف أتعامل مع الناس من هذه
الناحية دون أحسسهم أنني لا أثق بهم و أيضا
دون أن أجعلهم يطمئنوا أنني أثق بهم حتى تكون
فرصة للخبثاء منهم بأن يستغلوا هذه الثقة؟ كيف
أعرف إن كان الآخرون جديرون بالثقة أم لا؟؟
و في النهاية و بعدما أقول لنفسي أنني تعلمت
الدروس السابقة في حياتي يأتي أشخاص
ليقولوا لي: "إنك تثقين بالناس ثقة عمياء"
في أول الأمر أشعرتني هذه الجملة بالاحباط
و لكنني فيما بعد قلت لنفسي علي أن أفكر
بالحل بدل أن أستسلم لهذا الأمر،
إذن ما هو الحل برأيكم؟
و أخيرا الخوف…. و لكن ليس من كل شيء فمثلا
أنا لدي الشجاعة و الجرأة في التحدث أمام الناس
أو الغناء أمامهم مثلا لدي الشجاعة بأن أبقى
لوحدي بالمنزل نهارا و ليلا لا مشكلة … لكنني
أخاف من الشارع و خاصة بالليل أجدني أسيء
الظن بأي شخص يمر أمامي حتى أنني ألاحظ
من نفسي أنني أغير مساري في الشارع بين
الحين و الآخر أي مثلا لمحت شخصا قادما أمامي
لم تطمئن له نفسي مباشرة أغير مسار طريقي
و أنتقل للجهة الأخرى و أكاد أموت من الرعب
حين أسمع كل مرة حدوث جرائم السرقة و اعتراض
الطريق و لي صديقات عانين هذه المشاكل و أنا
نفسي عانيت مشكلة كهذه قبل أكثر من سنتين
مع أنني لم أصب بأذى و الحمد لله لكن بشاعة
الحادث بقي في عقلي الباطن إذن كيف أتفادى
هذا برأيكم؟
و شيء آخر قد يضحككم قليلا و هو خوفي الشديد
و المبالغ فيه من الكلاب خاصة تلك التي لها شكل
مثل الذئاب إن كنت في الشارع و رأيت كلبا قادما
من أمامي أغير الطريق فورا و لا مشكلة و لكن
لما يكون معي شخص مهم ماذا أفعل؟؟؟
هل أدعه لأهرب من الكلب؟ لا خيار أمامي سوى
أن أصمد و لكن قلبي عندها يكاد يتوقف حين أرى
كلبا يمر بجانبي فكلما رأيت كلبا ينتابني شعور
بأن ساقي تُـعَـض مع أنني لم يعضني كلب في
حياتي و الحمد لله و لكن ماذا أفعل؟؟؟
هذه هي عيوبي التي لاحظتها في شخصيتي
لحد الآن و أريد التخلص منها و لا أدري كيف أفعل؟
كيف أوازن فيما بينها لأتخلص منها دفعة واحدة؟
أو هل أتخلص منها بشكل تدريجي مثلا أن أخصص
كل فترة معينة للتخلص من عيب معين مثلا بشهر 4
سأتخلص من العيب الفلاني و شهر 5 سأتخلص
من العيب الذي يليه و هكذا...
أرجوكم ساعدوني بما لديكم من خبرة