السفارة الأمريكية في باريس
الثانية والنصف مساءً
التاسع من أغسطس
أستقبل رجل أمن السفارة "حسان" بتحفز
وقال هل لديك موعد سابق لمقابلة السفير
أجرأت الأمن تمنع دخولك لسفارة وخصوصاً في هذه الحالة
فقال "حسان" قل لسفير أن لدي شيء مهم بخصوص السعودية وروسيا
وعدم إستجابتك لي قد يؤدي لخسارتكم شيء مهم
وأنت لن تخسر شيءً لو سئلت احد المسئولين بالداخل
أستجاب رجل الأمن لمطلب "حسان" فلتقط سماعة الهاتف
وأغلق باب الكابينة خلفة وأخذ يتكلم بالهاتف ولم يستطع "حسان"
معرفة أي كلمة من الذي قاله الرجل حتى خرج رجل الأمن وقال
سوف يستقبلك أحد رجالنا فالسفير مشغول
قال "حسان" لا بأس سوف أنتظر وما هي إلا دقائق
حتى خرج رجل أشيب الشعر ورغم الشيب الذي ملئ رأسه
كان يبدو على وجهه النشاط أستقبل "حسان" بابتسامه لطيفه
تبعتها عبارة اهلاً بك تفضل حتى يمكننا مناقشة ما جئت به
دخل "حسان" مع الرجل داخل السفارة حتى أستقر معه في مكتب هذا الأخير
ثم سئله الرجل بصوت لطيف أيضاً قائلاً انا " جوش" هلا عرفتني بأسمك
قال "حسان" أنا " شارل" وانا لا أميل إلى تضييع الوقت بالثرثرة
انا أحمل كل التسجيلات السرية الروسية السعودية وأطلب عشرة ملايين مقابل منحكم إياها
أتقبل العرض ام أقدمه لغيركم
أبتسم الرجل وقال إن مبلغ العشرة ملايين ضخم جداً وهو ليس متوفر بالسفارة
لذلك سوف أجري بعض الأتصالات مع بعض المسئولين و ..
قاطعه "حسان" قائلاً حسناً خذ رقمي و إتصل بي إذا قررتم إتمام الصفقة
وأملاه الرقم ثم قال معذرة انا مضطر لرحيل
قال الرجل أنتظر قليلاً ألديك إثبات لما تقول ربما تكون مجرد لعبة
أبتسم "حسان" وقال ومن المجنون الذي يلعب مع الأمريكيين
أبتسم الرجل وقال هذا ليس إثباتاً
أريد مقطع أو عينة من هذه التسجيلات حتى يتأكد خبرائنا من صحتها
قال "حسان" انا لا أملك أي عينه لكن سوف أمنحك التسجيلات الكاملة
في موعد التسليم ويمكنك التأكد من صحتها في ذلك الوقت
قال "جوش" سوف أتصل بك و أخبرك رأي الروساء
انا لا املك أي رد
قال "حسان" أفعل ما شئت ثم غادر مكتب الرجل
الذي ما إن رأه مغادراً حتى إلتقط السماعة المجاورة له وقال
أبقو الرجل الذي خرج من مكتبي تحت المراقبة
ثم أعاد السماعة وهو يقول سوف نعرف ما إذا كنت تكذب او لا أيه المدعو "شارل"
...
المنزل الآمن للموساد في باريس
الثالثة وخمس دقائق مساءً
التاسع من أغسطس
ضرب "إليعزار" سطح مكتبه بقوة حتى بدا وكأن المكتب سيتحطم من الضربة
وصرخ في رجاله أيه الحمقى الأغبياء
أين تعلمتم القتال في الحضانة ام في الروضة
كيف أنتصر عليكم بهذه السهولة دون حتى ان يصاب بشيء
أخذ أحد رجاله يتمتم و يجيب بصوت خافت
سيدي لقد باغتانا و ودار بالسيارة نحونا فلم ...
قاطعه "إليعزار" صارخاً هذا ليس عذراً أيه الغبي
أذهبوا وأبحثوا عن "شارل" و إذا لم تجدوه سوف تباتون في المقبرة
هي لا أريد ان أرى أياً منكم أنصرفوا
أخذ رجاله يتدافعون نحو الباب كأنهم أطفال أنتهى يومهم الدراسي الممل ويريدون الفرار من المدرسة
راقبهم "إليعزار" حتى خرجوا جميعاً ثم زفر بقوة
وهتف بصوت متوسط كيف أبرر موقفي للقيادة
يجب ان أستعيد ذلك الغبي قبل أن تعلم القيادة بشيء
ثم صرخ بصوتٍ عالي "ويستون"
دخل "ويستون" بسرعة وهو يجيب نعم سيدي
قال "إليعزار" أجري تحرياتك وحرك جميع الرجال
و أستخدم الشارع السفلي وما لنا فيه من علاقات المهم أن تجد "شارل" قبل غروب الشمس
أجابه "ويستون" كما تريد يا سيدي
صرخ به "إليعزار" أقوى صرخة سمعها "ويستون" في حياته كلها
تحرك أيه ...
ولكن "ويستون" لم يسمع البقية لإنه قفز خارج المكتب
وكأن له جناحان يحلق بهما
اما "إليعزار" فأخذ يدور في مكتبه كالليث الحبيس
وهو غارق في التفكير حتى أنني أجزم إن جميع الخلايا العصبية
في عقله تعمل في إتجاهٍ واحد
وهو أين "شارل" الآن
...
في أحد شوارع باريس
الثانية وعشرة دقائق مساءً
التاسع من أغسطس
كان "أحمد" فاقداً الوعي في السيارة التي بدأت تشتعل
النار فيها والدخان يعلو والثواني التي تعلن إنفجارها تقترب بسرعه
كان "أحمد" قاب قوسين أو أدنى من الموت
ولكن برز ذلك الرجل الفرنسي الذي أخذ يركض نحو السيارة
وتسلقها ليرى "أحمد" فاقداً الوعي فصرخ به أيه السيد هل تسمعني
ولكنه لم يتلقى ردا فقفز داخل السيارة وحطم زجاجها الأمامي بقدمه
ثم حمل "أحمد" وأبتعد به في خطوات سريعه
وصوت صافرات الشرطة يقترب بسرعه
وفجأة إنفجرت السيارة بدوي عنيف جداً
وصاحبتها موجة تضاغطية قذفت الفرنسي وحمله إلى الأمام
فسقط "أحمد" أرضاً ثم أستعاد وعيه وإن كان ذهنه مشتتاً
فقال الفرنسي أأنت بخير أيه السيد إطمئن سيارة الأسعاف قادمة لقد إتصلت بهم
فور رؤية الحادث و ...
ولكن "أحمد" لم يكن مستعداً ليلقى في السجن او أن يتم التحقيق معه فيضيع منه الوقت
فقال لرجل معذرةً ولكن لدي الكثير من الأعمال
ويجب أن أغادر الآن ثم أخذ يهرول مبتعداً
فلحق به الفرنسي قائلاً انا "لويس"
و أسكن بالقرب من هنا وتلك سيارتي أتريد ان آوصلك
ألتفت "أحمد" إليه وقال سيكون معروفاً لن أنساه ماحييت
أبتسم الرجل أبتسامة لطيفة تدل على طيبته
وأخذ يركض بجانب "أحمد" نحو السيارة وقفزا فيها وإنطلاقا مبتعدين
و إن بدأت سيارات الشرطة تضع طوقاً أمنياً حول السيارة المحترقة
بنتظار سيارات الأطفاء
قال "لويس" أتريد ان اوصلك لمنزلي
ولكن لم يتلقى رداً من "أحمد" هذا لإن "أحمد" قد فقد وعيه ثانيتاً
فما كان من "لويس" الا ان قام بإيصاله إلى منزله
وهناك قام بإيقاف نزيف رأس "أحمد" ووضع بعض
الضمادات على اماكن متفرقة من جسده ووضعه على سريره
ثم ذهب ليعد القهوة في مطبخه الصغير
وهو لا يعلم لماذا يفعل هذا لشخص لا يعرفه
ربما كانت هناك قوة خفية تحركه
وربما كان يفعل ذلك لإن "أحمد" يشبه شخصاً يحبه
نعم إنه يشبه أخاه الذي توفى في حادث سيارة
نعم أنه شديد الشبه به ثم ترك قهوته على النار وتوجه للغرفة التي بها "أحمد"
وأخذ ينظر إلى "أحمد" وأخرج من محفظته صورة
لرجل يشبه "أحمد" يشبهه تماماً
...
السفارة الروسية في باريس
الثالثة والنصف مساءً
التاسع من أغسطس
أستقبل رجل امن السفارة "حسان" بتحفز
وقال لديك موعد سابق مع السفير
قال "حسان" لا ولكن لدي شيء مهم له
قال رجل الأمن بهذه الحالة لا يمكنك مقابلته
قال "حسان" فقط أخبره أن لدي شيء بخصوص الأمريكيين
توتر الحارس بشدة وبدا لثواني وكأنه تمثال
فقال "حسان" ألن تخبره
قال الحارس حسناً أنتظر ثم تحرك نحو أحد حراس الحديقة
وأخذ يتحدث معه بالروسية التي يجهلها "حسان"
فتحرك الحارس الآخر نحو باب السفارة وغاب دقائق
ثم جاء مهرولاً وقال سوف يستقبلك أحد رجال السفارة
السفير مشغول قال "حسان" لا بأس
فتم إجراء تفتيش روتيني سريع له ثم
تحرك بجانب الحارس حتى دخلا السفارة
و أخذ الحارس يسير امامه داخل السفارة حتى وصلا مكتباً
طرق الحارس بابه فسمع نداءً يدعوه لدخول ففتح الباب
وأشار لـ"حسان" بالدخول
دخل "حسان" ليستقبله وجه متجمد وعينان زرقاوان وشعر ذهبي
وجسم عريض ويد ممدودة تشير له بالجلوس
جلس "حسان" فقال الروسي أنا "خانوف"
لديك شيء مهم بخصوص الأمريكان يا سيد ...
فقال "حسان" بسرعه "شارل" يا سيد "خانوف"
حسناً يا عزيزي "شارل" ماذا لديك
قال "شارل" لدي كل التسجيلات السرية السعودية الأمريكية
أتسعت عينا "خانوف" ثانية واحدة ثم عاد لحالة التجمد التي كان عليها
ثم قال وماذا تطلب في المقابل
قال "حسان" عشرة ملايين دولار
أبتسم "خانوف" وقال ولكنه مبلغ ضخم جداً و ...
قاطعه "حسان" قائلاً إنه عرضي الأول والأخير أقبل او أرفض
صمت "خانوف" لثواني ثم قال سوف نحتاج لوقت حتى نوجد المبلغ
قال "حسان" أذا حصلتم على المبلغ وأصبحتم مستعدين لصفقة
أتصل بي على هذا الرقم وأخذ القلم الذي على سطح "خانوف"
وقطع ورقة من الرزمانه كتب عليها الرقم
ثم قال إنني لا أتميز بالصبر يجب أن تسرعوا بتخاذ القرار
قالها وهو يستعد لمغادرة مكتب "خانوف" فقال الرجل بسرعه
وكيف نثق بأن ما لديك حقيقي وليست محاولة سرقة
قال "حسان" في موعد التسليم افحص التسجيلات
وتأكد من صحة كلامي
قالها وهو يغادر المكتب فألتقط "خانوف" سماعة مكتبه وقال
أبقوا الضيف في الضيافة
ثم أعاد السماعة لموضعها وتمدد في كرسيه الصغير
وقال يبدو إنني مضطر للاتصال بالـكي جي بي
هذا هو تخصصهم ثم التقط سماعة هاتفه وضغط رقماً آخر
ثم بدأ يشرح ما لديه لطرف الآخر الذي على الجانب الآخر من السماعة
...