السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فتوى لقيتها في أحد المواقع الإسلاميه وقمت بنقلها لتعم الفائده لأن الكلام المذكور نقرأه بشكل شبه يومي في الصحف وأسأل الله أن يرحمنا برحمته
هذا الكلام من الكفر البواح في سؤال ورد إلى سماحة الشيخ بن باز رحمه الله هذا نصه: لقد ورد في صحيفة محليه خبر جاء فيه: (منصور ..البالغ من العمر 13 ربيعا مزدهرا برحيق الصبا.. كان على موعد مع الحزن والأسى ولعبة القدر العمياء ) ثم.. (ولكن القدر المترصد لمنصور لم يحكم لعبته الأزلية.. الخ).. وفي نفس الصحيفة ورد خبر عن فتاه سحقتها سيارة وعندما علمت أمها (فحضرت على التو لتشهد الحادث الأليم الذي أطاح بأسرتها وأحال حياتها إلى جحيم لا ينتهي) فما حكم الشرع في مثل هذا الكلام؟ جزاكم الله خيرا.
فأجاب رحمه الله : المشروع للمسلم عند وقوع المصائب المؤلمة الصبر والاحتساب وأن يقول إنا لله وإنا إليه راجعون قدر الله وما شاء فعل وأن يتحمل الصبر ويحذر الجزع والأقوال المنكره لقول الله سبحانه:(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155}الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {157}). وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ". أخرجه الإمام مسلم في صحيحة ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها " ولا يجوز الجزع وإظهار السخط أو الكلام المنكر مثلما ذكر في السؤال (لعبة القدر العمياء) وهكذا قوله ( ولكن القدر المترصد لمنصور لم يحكم لعبته الأزلية).
هذا الكلام وأشباهه من المنكرات العظيمة بل من الكفر البواح لكونه اعتراضا على الله سبحانه وسبا لما سبق لما سبق به علمه واستهزاء بذلك , فعلى من قال ذلك أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى توبة صادقه وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس منا من ضرب الخدود أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهليه" متفق على صحته من حديث أبي ابن مسعود رضي الله عنه وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا بريء من الصالقه والحالقه والشاقه" متفق على صحته من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. والصالقه: هي التي ترفع صوتها عند المصيبه. والحالقه: هي التي تحلق شعرها عند المصيبه. والشاقه: هي التي تشق ثوبها عند المصيبه ، وبالله التوفيق.
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعه للشيخ بن باز رحمه الله)