المرفقات 1
رحلة داخل مكتبة أبى القديمة
حين توقف العقل عن سرد الافكار ،تسلل الى قلبى الملل ، وضل النوم طريقة إلى جفوني ، عندها فتحت عينى ونزلت الى الطابق السفلى من المنزل بقصد جلب بعض الملازم لإحدى صديقاتى وكانت امى قد احتفظت بكل كُتب الثانوية فى مكتبة أبى ، وعندما وجدت ما ابحث عنه لمحت بعض الكتب والصناديق القديمة وقد غطاها الغبار مسحت ذلك الغبار لأجد كنز مدفون لا يعلم عنه اى احد وانا التى كنت أتخلص من كل ممتلكاتى القديمة وأقول انها لا قيمة لها أدركت الان اننى لو كنت قد جمعت تلك المتعلقات والممتلكات لكان لى كنز خاص بى أيضاً . لن أطيل عليكم فأنا اعلم ان الشوق قد ملائكم لمعرفة حقيقة ذلك الكنز الدفين ، هو ليس مال او جواهر وإنما شئ أغلى من ذلك ربما لو كان ابى يمتلك كنزاً حقيقياً . لما استطاع ان يجمع ما يحتفظ به الان انه عمر بأكمله وكأن تلك الأشياء تحكى قصة شباب مفعم بالأمل والهوايات والطاقات ربما لم يستغرق اكتشافه بضع دقائق ولكنه اخذنى لأعيش سنين طولية بين طيات الصفحات والأشياء . وجدت جرائد قديمة جداً منذ الستينيات و الثمانينات
وأول عدد نُشر من جريدة المدينة الإقليمية وتُسمى "القنال" ووجدت أيضاً مقالات عن ام كلثوم ومقابلات صحفية عديدة مع فنانين ورجال اعمال قدامى وتحكى الجريدة عن أولى المصانع والمحالات والمشروعات بل المحطات ايضاً التى أقيمت بالمدينة وبالقاهرة كذلك . ياااااه. اما زال والدى يحتفظ بكل هذا. لم انتبه الى الوقت وهو يمضى بقراءة عشرات الصُحف والمجالات ذات الاوراق الصفراء البالية . ووجدت مجالات حديثة قليلا تتكلم عن الحاسب الألى ذلك الاختراع المهول الضخم وكيف استقبله الناس ومراحل تتطوره وشكله قديما "انه الكومبيوتر" اختراع القرن العشرين ، ومجالات احدث تتكلم عن ثورة التكنولوجيا بالطبع أتحدث عن " الانترنت " وكيف غير ذلك الجهاز وطور الشركات والمصانع والمدارس والجامعات . وشاهدت اول جهاز موبايل تم اختراعه وهو بحجم الحذاء تقريباً وشاشته الصغيرة المستطيلة الضيقة ذات اللون الأخضر . وبالطبع كانت الماركات العالمية التى نراها اليوم تنتج مختراعاتها الاولى مثل شاركة "ديل" و"نوكيا"و"اآبل"و"سامسونج" . ههههه ربما لن يؤثر بلك الكلام فى شباب تجاوز الثلاثين او حتى العشرين لأنهم بالفعل عبروا بتلك المرحلة وشهدوها ولكن سيؤثر بالطبع فى الشباب الصغار الذين لم يتجاوزوا العشرين . ووجدت الكثير والكثير من الاچيندات والمفكرات الصغيرة التى ملائها ابى بملاحظاته الدقيقة . وبين صفحاتها اجد كروت اشتراكات فى بعض النوادى والمكتبات بالطبع قديمة وذات صور بالأسود والأبيض وايضاً تذاكر لمحطة القطار والسكك الحديدة ذات الدرجة الثانية وثمنها لا يتجاوز "الجنيه" مثل الكُتب ايضاً التى وجدها بالعشرات واحدهم كان ثمنه " ٦ قروش " والآخر "قرشان" وهكذا . ووجدت أشعار كتبها ابى بنفسه بخط جميل وقتها علمت ان موهبة الشعر والكتابة عندى ليست من فراغ انما هى چينات ورثتها . بالطبع وانا ابحث كنت خائفة من ان يرانى احد لان ابى شخصية منظمة جداً ولا يحب ان يعبث احد بأشيائه كانت بالنسبة لى تجربة رائعة امتزج بها الخوف والسعادة مما وجدت . ومن المضحك انى رأيت بعض الكراسات القديمة وقد كتب عليها اسمى وانا فى الروضة وفتحتها لأجد فيها ذكريات الطفولة ففيها تعلمت لأول مره كيف اكتب اسمى واسم والدى وأسماء الأشياء بخط غريب ومضحك وليس ذلك فحسب بل وجدت كراسات لاخوتى ايضاً وضحكت كثيرا على طريقة كتابتهم وهم صغار فهم اكبر منى سنا الان وأخذت اعقد المقارنات بين خطوطنا وقد اضحكتنى الملاحظات التى كانت تكتبها المعلمة مثل " غداً تسميع جميع الكلمات التى تم دراستها من حرف الالف وحتى الجيم " حقا تلك اللحظات لن تعوض ولو بكنوز العالم ربما ما تجده امام عينك ليس له قيمة لكنه حتما فى المستقبل سيصبح لها قيمة عالية لن تعوض ابدا . اما الان فقد انتهت الرحلة وعدت على الفور بعد ان أخذت ما كنت ابحث عنه وأرجعت كل شئ مكانه حتى لا يعلم احد انى قمت بفتحها . اما الان فقد ذهب الملل وهرب و وصل النوم الى الجفون وأغلقت عينى للاستسلام الى نومٍ عميق . تصبحون على خير ملف مرفق 2021563