رعاكَ اللهُ يا ثعلب

أنا يا سادتي متعب
بحبِ جميلةٍ أصلب

لها في المكر ِ مدرسةٌ
لها دُورٌ لها ملعب

تقولُ لها إذا مكرت
رعاك َ اللهُ يا ثعلب

فمكرك َ من نوادرها
ولا يقوى على أرنب

ومكرُ حبيبتي بحرٌ
وقلبي في الهوى مركب

يجدفُ في عواصفها
ومن فخٍ إلى مقلب

إذا ما الليل ظللني
ألوذُ بنجمها الأقرب

فأتبعهُ ولا أدري
بأني تائهٌ معجب

أنام الليلَ في حُلمٍ
أخيراً نلتُ للمطلب

فأصحو الصبح مندهشاً
وقد أصبحتُ في كوكب

بعيدٌ عن مضاربها
فأقصدُ نجمها الأصعب

و أتبعهُ بكتمانٍ
فيرشدني إذا أقطب

فأرسو في شواطئها
بحال التائه المتعب

وأصبحُ في مضاربها
لخوفي أنها تذهب

اغيرُ كل أشكالي
غريبٌ فهمهُ يُصعب

وحين بدت معذبتي
بنورٍ ساطعٍ أشهب

جلست ُ ألمُ أفكاري
وأظهر أنني أجرب

تسلي الجلد أظفاري
ونحو فنائها أسحب

طرقتُ لبابها طرقاً
فعادت أنت ما المطلب

فقلت أبابكم هذا
فقالت إيه ما ترغب

فقلت بلحم غزلانٍ
وخمرٌ شهدهُ يشرب

وإن تسقيهِ من لبنٍ
ومن عسلٍ لكم ينسب

فقالت أيها المجنون
قد غاليت في المطلب

فقلت قطعت ُ أنهاراً
وخضتُ إليكم الأصعب

ألا أحظى ببعض النوم
بعض القوت والمشرب

فقالت أنت تعرفنا
فقلتُ ومثلكم يحجب

فقالت إيه وبتسمت
بثغرٍ أتقنَ الولب

إذا ابتسمت بهي أسقى
وإن عظت له أخصب

أيا مجنون ما هذا
كلامك فيه ما يكتب

فصاحةٌ شاعرٍ أعني
جعلتَ مسامعي تطرب

فقلتُ أجدت ِ مولاتي
ومن بحضوركم يغضب

فقالت قف هنا حتى
أعودُ بكل ما يوجب

فعادت لي على عجلٍ
ونادت أيها الأجرب

ويا مجنون يا هذا
فلا زيدٌ ولا مصعب

رأت لرسالتي فمضت
تقلبُ ظرفها الأغرب

بدأتُ رسالتي شعراً
رعاكَ اللهُ يا ثعلب

أنا إن بتُ مجنوناً
فبعدي عنكِ من سبب

وهل أبصرتِ ذا شأنٍ
تقلدَ هيئة الأجرب

أنا ذاك الغريبُ أنا
وذاكَ الكهلُ والأحدب

تركتُ لملك أجدادي
فلستُ بمُلكهم ارغب

وجئتُ إليكِ مملوكاً
ومالي في الهوى مهرب

أصيحُ بملئ أحزاني
أنا يا سادتي متعب







الشاعر / أمين يعقوب أمين حربه

شكرا على القصيده ..