تابع / هذا الحبيب يا محب الجزء الثالث
تابع / هذا الحبيب يا محب الجزء الثالث
سمع أن يهوديا من جيرانه يهودي مرض ماذا يصنع وهم أشد الناس عداوة له ماذا يفعل نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام هل فرح هل استبشر بأن يهوديا مرض هل دعا عليه بالموت بل زاره عاده وجلس عند رأسه شاب مريض وعند الشاب أبوه يهودي كبير تعرف ماذا قال له قال له النبي:" يا فلان قل لا إله إلا الله أشهد أني رسول الله " فإذا بالشاب لا يرد على النبي عليه الصلاة والسلام فنظر الشاب إلى أبيه واليهود يعرفونه كما يعرفون أبناءهم نظر اليهودي إلى أبيه ماذا يقول له أبوه تعرف ماذا قال أبوه قال اليهودي الكبير قال يا بني يا بني أطع أبا القاسم أطع أبا القاسم فقال الشاب أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فمات الشاب من ساعته فخرج النبي متهللا مبتسما ضاحكا وهو يقول" الحمد لله الحمد لله الذي أنقذه من النار بي الذي أنقذه من النار بي " ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) ..
بل كان المنافقون يسبونه ويشتمونه وكان يدعوا لهم ويستغفر لهم بل صلى عليهم حتى قال الله عز وجل ( إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ) .. قال :" لأزيدن على السبعين مرة " فنهاه الله عز وجل أنظروا إلى رحمته كان ينادي حليمة السعدية مرضعته كان يناديها وهو قد تجاوز الأربعين من العمر يناديها :" يا أماه يا أماه " دعا الله استأذن ربه أن يزور قبر أمه وقد ماتت مشركة فأذن الله له فاستأذنه أن يستغفر لها فلم يأذن الله له فكان إذا مر على قبرها زار قبرها وجلس عند قبرها وأخذ يبكي عليه الصلاة والسلام رحمة وأي رحمة ..
زيد ابن حارثة مولى من الموالي خدم عند النبي سنين فلما جاءه أبوه وعرفه أراد أبوه أن يرجعه إليه فطلب زيد من أبيه أن يبقى عند النبي عليه الصلاة والسلام يقدمونه الناس على آباءهم على أمهاتهم على أبناءهم حب وأي حب هذا ..
يأتيه رجل من الأعراب فيجبذه من رداءه حتى أثر الرداء على صفحة عنقه عليه الصلاة والسلام فإذا بالأعرابي يقول يا محمد أعطني من المال أعطني شيئا من المال فإذا بالنبي يبتسم فيقول لأصحابه : "أعطوه من بيت المال أعطوه من بيت المال "..
يسوي الصفوف يوم من الأيام فإذا برجل من الصحابة متقدم فيدفعه النبي فكأن وجهه قد تغير فقال له النبي :" أوجعتك ؟! " قال له نعم قال تريد أن تقتص قال الصحابي نعم الله أكبر قائد الجيش مع فرد من الأفراد قال تريد أن تقتص قال نعم قال:" خذ حقك " والصحابة ينظرون فقال له الرجل يا رسول الله إن بطني مكشوف فاكشف لي عن بطنك فكشف النبي عن بطنه يريد الصحابي الآن أن يأخذ حقه تعرف ماذا صنع انكب الصحابي على بطن النبي وأخذ يقبله وهو يبكي قال النبي:" لم فعلت هذا يا فلان ؟! " قال أردت قبل الجهاد ربما أموت أردت أن تمس بشرتي بشرتك قبل أن ألقى الله عز وجل ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ{1} مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ{2} وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ{3} وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ{4} ) من الذي يصفه بهذا رب العالمين جل وعلا يصفه بأنه على خلق عظيم ..
في معركة بدر يقول عبدالرحمن بن عوف يقول غمزني شاب عن يميني قلت له قال يا عم أين أبوجهل قال ما شئنك وشأنه يا غلام قال لقد سمعته أنه سب رسول الله فوالله لإن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا قال سبحان الله يقول فغمزني شاب عن يساري فقال لي نفس الكلام قال سمعت أنه سب رسول الله ..
أين شباب الأمة اليوم أين من الذين يسبون رسول الله ؟! أين من الذين يطعنون برسول الله ؟! أين هم من الذين يستهينون بسنة رسول الله ؟! أنا لا أقول نغتالهم أنا أقول على الأقل ندافع عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام إن كان الأمر جهاد فالقتل هو نهاية من يطعن برسول الله الحرب والقتل والجهاد يقول فلما رأيت أباجهل قلت لهما هذا صاحبكما يقول فانقضا عليه كما ينقض الصقر على الفريسة فارداه قتيلا لم إنه الحب لرسول الله حبهم لرسول الله لا يعدله حب ألبته ..
يقول أحد الكفار أحد المستشرقين يقول لو كان محمد حيا لحل مشاكل الشرق والغرب كل المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كل المشاكل يقول لو كان محمد حيا بيننا الآن هذا مستشرق يقول لحل مشاكل العالم وهو يشرب فنجان قهوة وهو يشرب فنجان قهوة تعرف لم يا عبد الله لأنهم يعرفون قدره كان يحب الله عز وجل وكثير العبادة كان إذا جاء الليل عليه الصلاة والسلام وأرخى الليل ستوره يقوم بين يدي الله يكبر فيصلي ويبكي يقول لعائشة في يوم من الأيام:" ذريني يا عائشة أتعبد ربي " قالت والله يا رسول الله إني أحبك وأحب قربك وأحب ما تحبه فتركته تقول فتوضأ فكبر يصلي تقول فبكى حتى أخضلت لحيته فبكى حتى بل حجرة فبكى حتى بل الأرض كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ويخشى الله عز وجل أشد الخشية لما انكسفت الشمس في حياته فزع فقام من مكانه وذهب للصلاة يقولون حتى نسي رداءه فجاءه الصحابة بردائه ووضعه على كتفيه وهو يصلي فأخذ يصلي ويقرأ القرآن قراءة طويلة يقول الراوي فأخذ يبكي في الصلاة وهو يقول ويدعوا الله يقول ربي ربي لم تعدني هذا وأنا فيهم ربي لم تعدني هذا ونحن نستغفرك ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ) كرامته على الله (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) ..
بل كان إذا جاءت الريح يخاف عليه الصلاة والسلام وكان يقول عذب قوم بالريح وظنوا أنه عارض ممطرهم ولكنها كانت ريح فيها عذاب شديد ..
يوم القيامة أنظروا كيف يرفعه الله عز وجل على العالمين كل الأنبياء يقولون نفسي نفسي إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله إلا النبي عليه الصلاة والسلام صاحب الشفاعة الكبرى الذي يقول للناس:" أنا لها أنا لها " فيذهب فيسجد بين يدي الله ولا يحق لأحد السجود إلا رسول الله حبيبنا عليه الصلاة والسلام يسجد بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب بعد أن يلهمه تسابيح لم يكن يعلمها في الدنيا يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فيقول:" اللهم اللهـم أمتي أمتـي أمتي أمتـي " ..
قال فيه الشاعر :
لما اتتتق من ليلة استجبت لها ** العين تغفوا وأما القلب لم ينم
تمسي تناجي الذي أولاك نعمته ** حتى تغلغلت الأورام في القدم
أزيز صدرك في جوف الظلام سرى ** ودمع عينيك مثل الهاطل العمم
الليل تسهره بالوحي تعمره ** وشيبتك بهود آية استقم
منقول عن الشيخ / نبيل العوضي