الإستعاذة بالله تعالى ...
سلامي للجميع .....
استعاذة قارئ القرآن بالله من الشيطان الرجيم
إنما هو إعداد للنفس حتى تستقبل كلام الله بصفاء لا يشوبه فزع من الشيطان
حين يستعيذ الإنسان بالله من الشيطان
فالإنسان يستعيذ بالخالق من أحد المخلوقات الشيطان مخلوق من الله ..فإذا استعاذ العبد المؤمن بالله من المخلوق الرجيم ..
فإن الشيطان لا يقوى على العبد المؤمن لأن الشيطان لا يقدر إلا على العبد الذي ينسى الله فينسيه الله نفسه فيدخل الشيطان إلى قلب هذا العبد الذي ينسى الله فينسيه الله نفسه ..فلا نجاة لمثل هذا الإنسان إلا بالتوبة و الإستعاذه بالله من الشيطان الرجيم .
إن العابد المؤمن الذي يستعيذ من الشيطان فهو يدخل إلى معية الله و من يدخل في معية الله فلا اجتراء من الشيطان على معية الجبار الرحمن..لذلك فمعية الله سبحانه و تعالى يعطيها الله لمن استنفذ السبل و القوة في صد المعاصي و المكاره و المخاوف و الدعوة في سبيل الله و لنا في رسول الله أسوة حسنة حينما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في الغار .. غار ثور أثناء الهجرة فال أبو بكر و هو يقرر الواقع:
- لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه... و كان الكفار المشركون يبحثون عن رسول الله إذ خرج إلى الهجرة و فجوة الغار يمكن أن تكشف موقع رسول الله و صاحبه .. و ينطق الرسول الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي .
يقول الرسول الكريم لصاحبه: - يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما.
و تشير إلى هذه الآية ((إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))
و في هذه الآية ما يوضح بأن الله كفيل بنصر رسوله تماما كما كفل له النصر حينما اضطره الذين كفروا إلى الخروج من مكة و ليس معه إلا صاحبه الصديق أبو بكر.
و كان الكفار يتعقبون رسول الله و صاحبه حتى خاف أبو بكر من أن ينكشف أمرهما و هما في الغار لكن رسول الله يقول مطمئنا ((إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))
فتنزل الطمأنينة في قلب أبى بكر و أيد رسول الله بجنود لا يعلمها إلى الله سبحانه و تعالى و انتهى الأمر بغلبة دين الله.
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعلم أنهما في معية الله و الله سبحانه و تعالى لا تدركه الأبصار فكيف تدرك الأبصار من كان في معية الله؟
كذلك إذا استعاذ الإنسان من الشيطان الرجيم فإنه يدخل إلى معية الله فلا يدركه الشيطان. ذلك أن الشيطان لا يجرؤ على أن يدخل معركة مع الخالق و إنما هو يدخل في معركة مع البشر المخلوق الذي ينسى الإستعاذه بالله منه.
لذلك فمن أراد أن ينفرد به الشيطان فليعزل نفسه عن الله ...
و من أراد ألا يتمكن منه الشيطان فليدم صلته بمعية الله.. و حين يقول المؤمن (( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )) فهو يدخل في معية الله و الشيطان لا سبيل له إليه أو عليه..
من كتاب الطريق إلى القرآن / محمد متولى الشعرواي ..
من الإيميل. . .