بداية طريق
- لهذا السبب... لهذا السبب طلبت منك إحضاره لي، لم يسمحوا لي بالخروج ولم يقـ ...
قاطع ريوجي كلام كازوما: لا حاجة لإعادة الكلام ذاته! – ناوله علبة عصيره المفضل – فقط لا تزعج الموظفين معك .. مفهوم؟
اعترض كازوما: لم يحدث ذلك! كل ما فعلته هو سؤالهم مرة واحدة !
- لكنها وقاحة !
- أجل لن أنسى أن أشكرك ... شكراً لك .. – رفع علبته في وجه ريوجي وانحنى باحترام ثم شربها دفعة واحدة – بالمناسبة – تردد في كلامه – ربما لو أخذت في الحسبان .. – تنحنح – أنني ...
أخرج ريوجي من حقيبة ظهره علبة أخرى: أحضرت أخرى احتساباً .. خذها ..
تهللت أسارير كازوما وشكر ريوجي بحرارة: أنتَ الوفي !!
استند على الحائط وأخذ يرتشف العلبة الثانية ببطء، فقال ريوجي: أنهيت تسجيلك؟
رفع كازوما كتفيه وقال: أجل، بضعة سطور فقط ... ميورا هو المغني الرئيسي في أغنية اليوم، لذلك .. – ارتشف القليل – انتهى عملي اليوم سريعاً ... سأنتظره حتى نخرج سوياً .... – ابتسم – أ تود أن نلقي نظرة عليه؟
مشى كازوما نحو غرفة التسجيل ودخل بهدوء ليتبعه ريوجي.
- كل شيء ممتاز سيد ميورا، لكن أرى أنه من الأفضل لو بدأت افتتاحية الأغنية بالتدرج في علو صوتك، والخيار لك ....
خلف الحاجز الزجاجي وقف ميورا أمام مكبر الصوت، وفي الجانب المقابل جلس الفني المسؤول عن التسجيل السيد كانزاكي وأمامه أزرة التسجيل ومعدلات الصوت، اومأ ميورا رأسه للسيد كانزاكي، ورفع سماعة الأذن الكبيرة ليضعها على رأسه، انتبه لدخول ريوجي وكازوما فابتسم لهما وقال: ريوجي؟ لا تزال هنا؟ ظننتك غادرت!
حيياه ريوجي من خلف الحاجز، ثم أشار إلى أن كازوما هو السبب.
كانزاكي: حسناً هل أنت مستعد؟ سنعيد المقطع الأول كاملاً ...
أضاءت إشارة التسجيل الحمراء، وبدأ ميورا بالغناء مع صوت الموسيقى الذي تردد في أنحاء الغرفة.
أنصت ريوجي لصوت ميورا "لقد تحسن كثيراً عن أول مرة، كيف لم ألحظ ذلك؟" عقد ذراعيه وجلس على الكرسي وهو يراقب ميورا.
"ميورا!" حدق كازوما بصديقه وهو يقضم ظفر إبهامه بصمت، جلس بالقرب من ريوجي ثم همس: إنه مذهل! – طرف ريوجي وراقب كازوما بطرف عينه – لقد .. بدا لي مختلفاً في الآونة الأخيرة، لكني لم ألحظ أن أدائه قد تحسن إلى هذه الدرجة !
رد ريوجي هامساً: هذا بديهي، لم تعودا مبتدئين! – علق ريوجي نظره على ميورا وقال بصوت حازم يشوبه الهدوء – كازوما! لا تدع النظر إلى الآخرين يغفلك عما تملك! فأنتَ أيضاً ...
قاطعه كازوما بإحناءة من رأسه: أعلم هذا، لكنه – علق نظره على ميورا هو الآخر – سبقني هذه المرة – رفع كتفيه – لن استغرب لو طلبته شركة أخرى ليصبح مغنياً فردياً .. !
التفت ريوجي نحو كازوما متعجباً: هل حصل؟
نظر إلى كازوما: كلا! لكن الاحتمال وارد – تنهد والتفت نحو ميورا – ماذا لو حدث؟ هل .. هل يحق لنا إيقافه؟
صمت ريوجي وحدق بميورا الذي انهى المقطع مبتسماً، وانحنى شاكراً السيد كانزاكي.
هل يفعل ميورا ذلك حقاً؟ لا أزال اذكر المرة الأولى التي صارحني فيها بنيته، عندما نطق ميورا بتلك الكلمات: ريوجي! أريد أن امتهن الغناء برفقة كازوما، هل تشاركنا وتكتب لنا كلمات الأغاني؟
ينظر إليه ريوجي بملل: اغرب عن وجهي!
ترتسم ابتسامة على شفتي ريوجي، وهو يتذكر أسلوبه البارد في مقابلة حماسة ميورا. كان هو نقطة البداية، ولن اسمح له بأن ينفصل عنا ليتركنا في طريق لا نجد نهاية له.. لقد اضاء لنا المجهول!
رفع ميورا رأسه وقال: هل كان أدائي جيداً يا رفاق؟
ابتسم ريوجي ورفع كازوما يده بعلامة تأكيد.
تسللت تعابير السعادة إلى وجه ميورا فاتسعت ابتسامة ريوجي وهو يراقب ميورا ثم همس لكازوما: أجل يا كازوما! – التفت نحوه بابتسامة ثقة – يحق لنا ذلك! يحق لنا إيقافه!
تقلصت التعابير في وجه كازوما ثم قال متشككاً: ريوجي! أ تعلم شيئاً؟ - رمقه ريوجي بنظرة تحثه على المتابعة – الكلمات الواثقة هذه لا تناسبك !
سرت قشعريرة في جسد كازوما حتى النخاع وقال: أبداً لا تناسبك!