خواطر بين يدي اليوم العالمي للمرأة
بواسطة
في 09-03-2013 عند 14:23 (1854 الزيارات)
.
خواطر بين يدي اليوم العالمي للمرأة
.
من عجائب دعاة تحرير المرأة، إيهامهم لها بأن الإسلاميين لا يدعونها للحجاب إلا لنظرتهم الذكورية لها كجسد مستهلك، ثم يكونون هم أنفسهم من يدعونها للتبرج والاختلاط، ويقولون لها بأنها ليست بـ (عورة)، وبأنها الجمال متجسداً، ومن الظلم للجمال أن يظل مختبئاً محجباً، وألا يظهر للعيان ويستمتع به (الجميع).
* * *
لا شيء يحرق قلوب بعضهم، وبعضهن أيضاً، مثل ما توصف به بأنها درة مكنونة وجوهرة مصونة، ويرون ذلك خداعاً لها واستخفافاً بها، غير لا أني لا أستطيع أن أفهم من انزعاجهم المحموم هذا سوى شيء واحد: أنها ليست كذلك! وأن الوصف لا ينطبق عليها، ولا يجب أن ينطبق.
وعلى كل حال، وإن كان من المفهوم إلى حد ما أن تشاع مثل هذه الدعوات من طرف ذكور مخنثين يحاربون مفاهيم العِرض والشرف ويبتسمون في وجه الدياثة، فإن ما يصعب علي فهمه حقاً أن تتبنى مثل هذه الدعوات نساء يحملن على عاتقهن مشعل ما يسمى بتحرير المرأة، ويتواطأن مع أولئك الذكور، وهم أعداؤهن في الحقيقة، على تجريد المرأة من خصائصها الإنسانية وفطرتها الأنثوية، وتحويلها إلى كائن مسخ يعجز في النهاية عن أن يصير ذكراً، ثم يفقد ما قد كان به في الأصل أنثى.
* * *
أعظم إهانة للمرأة، تخصيص يوم عالمي لها!
* * *
يستغل بعض دعاة تحرير المرأة، وأذنابهم من النساء (الفيمينيست)، بعض القضايا الحقيقية التي تتعرض فيها المرأة للظلم والاعتداء، وذلك لترويج دعواتهم والنفاذ منها إلى أن ينالوا من ذلك الكائن الإنساني ما يريدون.
وأما دعوات الإسلام وأحكامه المتعلقة بالمرأة، فهم ببساطة يلحقونها بتلك الأفكار البدوية المتخلفة، ويوهمون السذج من الناس أن لا فرق بين ما يدعو إليه الإسلام وما يمارسه بعض المتخلفين من ظلم واعتداء على كرامة المرأة، والتي تظل في النهاية الضحية الوحيدة بين تطرفين، تطرف البدويين المتخلفين من جهة، وتطرف أدعياء التحرر والمعاصرة من جهة أخرى.
يكفي المرأة التي لم يتلوث فيها نقاء الفطرة وبريق الأنوثة، أن تلقي إطلالة على النصوص الشرعية التي جاء بها الإسلام من عند خالقها والعالم بحالها وطبيعتها، في القرآن والسنة، وستجد أن لا راحة لها ولا حرية ولا اطمئنان ولا نجاح إلا في ظل أحكام دينها، وأنه لا يوافق فطرتها ولا يناسب طبيعتها إلا ما جاءها من عند بارئها، وهو سبحانه الأعلم بها، الأرحم بها من جفاوة الأعراب المتزمتين ونزوات التحرريين الجاهليين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت."
أنـس
09/03/2013