لا تغتب
بواسطة
في 05-03-2013 عند 18:31 (1226 الزيارات)
من المألوف في الأوساط العادية ان يتفشى النقد للأشخاص .
وليس ذلك النقد يستند الى ناحية تبرره ، وإنما هو التحدث عن معائب
الناس ، والإفاضة في ذكر النقائص وشرح المعائب ولن تجد في الحياة
الانسانية من استوفى الكمال في جسمه ، وفي خلقه ، وفي أعماله ، فكل
إنسان اذا فتش يجد نفسه مساغاً للقول ونافذة يلج منها الناقدون من دون مشقة أو عناء.
ليس في هذه الأندية سوى الغيبة وهي أن تذكر إنسانا بما يخدش شعوره ويجرح
عاطفته اذا سمعه أو نقله ناقل .
إن هؤلاء الذين يألفون الغيبة ، لا يحسبون أنهم يعيشون في مجتمع ، فالغيبة لابد أن
تصل الى صاحبها فيتغير لك قلبه وتمقتك طبائعه ويتجنب صحبتك ويغض طرفه عمن
يعيبك ولا تحسب أنك بمنجاة أن لا يعيبك مغتاب ولا يهاجمك مهاجم ، وقد يتفنن الناس
في الغيبة فقد يعيبونه في تشويه في جسده أو بمحاكاة في عرج أو انتفاخ بطن أو
تقليده فيما هو نقص بأعين الناس من خشونة صوت وإمالة عنق ، وقد يرمزون بألقاب
وكنا يتعارفونها فيما بينهم وقد ينسبون أغلاط القدر فيذكرون ناقصاً بلغ درجة رفيعة ،
أو فقيراً أثرى ووضيعا أرتفع وجاهلا نال وظيفة ، فيذكرون الوسائل التي صعدت بهؤلاء
الى مستوى ارفع ، ويعللونها بالحيل والنفاق والخداع والملق وما يتصل بذلك من ألوان السوء.
هذه نماذج تراها وتسمعها. وهناك في واقع الحياة العامة أشكال وصور أخرى تستطيع
أن تعرفها بنظرة سطحية .
قال الله تعالى : {ولا يغْتبْ بعْضُكُمْ بعْضاً أيُحِبُّ أحدُكُمْ ان يأْكُل لحْم أخِيهِ ميْتًا
فكرِهْتُمُوهُ واتّقُوا اللّه ان اللّه توّابٌ رحِيمٌ } [الحجرات].
التعليقات
